أقیم فی یوم الجمعة ١٠ آذار/ مارس ٢٠٢٣ فی العاصمة الفنزویلیّة کاراکاس ، حفل خاص للعرض الرسمی للترجمة الإسبانیّة لکتاب مذکّرات الإمام الخامنئی «إنّ مع الصّبر نصرا».
عید النوروز هو أحد أکبر الاحتفــــالات القدیمــــــة للإیرانییـــــن. اذ یحتفــــل الإیرانیون کل عام ببدایة العام الجدید وقدوم النوروز. وهذا الاحتفال البهیج - الذی یحظی بخلفیة تاریخیة مشرقة، له ارتباط وثیق بالطبیعة وولادتها ونموها من جدید وکذلک ولادة جمیع الکائنات والبشر، والتبشیر بالعام الجدید -، یتعلق بإیران الآریة وایران الإسلامیة ایضا والاداب والعادات القدیمة الذی استوعبت علی مر آلاف السنین وخلال العصور المختلفة التی مر بها هذا البلد، أفضل الرموز البشریة والثقافیة والتی هی متجذرة فی اللاوعی الثقافی لهذه الأرض بحیث لا یمکن لأی جزء من تاریخ إیران أن یحتکرها.
یُعتَبَر عید النوروز، الطموح والأمل المُشرق بمستقبل المسلمین جمیعاً، وتجاوز الإحباط الذی یزول حتماً بمقدم الربیع، حیث تسود الإنسانیة والمحبة والعدالة فی العالم الإسلامی، لکی لا یبقى أیّ أثر للتمییز والظلّم والتمییز بشتى أنواعه.
من المعلوم إن أواخر شهْر آذار من کلّ عام، یحلّ (عید الربیع) الذی یُدعى باللغة الفارسیة عید (النوروز)، وتحتفل به شعوب مختلفة فی آسیا، بل وحتى فی مناطق وبلدان أخرى، ومن أبرز الشعوب المسلمة التی تحتفل بهذا العید العریق، الشعب الایرانی المسلم، وهذا العید هو الحد الفاصل بین الشتاء القارص، والربیع المفعم بالنشاط والحیویة والتجدید فی کل مظاهر الحیاة، واضحى عید النوروز بمرور الزمن، شعاراً للخیر والعطاء والحیویة، وعیداً بارزاً یحلّ مع بروز الربیع وحلول السّنة الجدیدة للعدید من شعوب وأقطارالمنطقة.
علی اعتاب العام الایرانی الجدید وحلول عید النوروز، ینبغی انتهاز هذه الفرصة العظیمة للاستفادة من إمکانیات هذا المهرجان والاحتفال الوطنی لتعزیز التلاحم والاتحاد علی الصعیدین المحلی والعالمی والتعریف بالتراث والثقافة الثرة والغنیة المتمیزة للإیرانیین وهی ثقافة ملیئة بالحب والرحمة للجمیع، وثقافة تدعو للتضامن والتلاحم بین ابناء المعمورة. اما فی السنوات الأخیرة مع الأسف، تم بصورة عامة الأهتمام بموضوع النوروز والثقافات المتعلقة به بشکل رمزی وبشکل عروض مسرحیة، ولم یتم تطبیق السبل العملیة اللازمة لتنفیذ استراتیجیات استغلال هذه الثقافة الوطنیة الغنیة علی نطاق واسع.
کان للمعتقدات والأساطیر تأثیر کبیر على رؤیة الایرانیین القدماء للشهور والأسابیع وأیام السنة. وبناءً على ذلک ووفقاً لتقلید ایرانی قدیم ، کانوا یخصون کل یوم وشهر بمهرجانات واحتفالات خاصة.
لطالما عُرف عید نوروز بأنه تراث روحی مشترک بین دول اقلیم نوروزالثقافی، وهذا الاقبال وهذه الاستمراریة جعل منظمة الیونسکو تسجله کتراث معنوی و روحی فی عام ٢٠٠٨.
جورجیا بلد متعدد القومیات والأعراق ، بمعنى آخر ، مکان التقاء القومیات والأعراق. وبالنظر إلى القواسم الثقافیة والتاریخیة القدیمة المشترکة بین الشعبین الإیرانی وجمهوریة أذربیجان ووجود الأقلیات الأذریة والکردیة فی جورجیا ، نشهد أن جوانب من العادات والثقافة الوطنیة للنوروز قد ظهرت فی المجتمع الجورجی وخاصة فی منطقة مارنیولی ، حیث یعیش هناک عدد کبیر من الأذربیجانیین ،الذین استقروا فی جورجیا ، وومن المتوقع ان تبقى هذه العادات مستمرة وتشهد تطورا أکثر بمرور الزمن.
فی القدیم کان الشعراء العرب یذکرون نوروز فی أشعارهم لمجرد أمر الخراج وما یأمر به الأمراء والخلفاء لکن شیئا فشیئا تغیّر مفهوم نوروز فی الشعر العربی وأخذ نکهة الجمال والطبیعة وراح ینظر إلیه کعید شجرة وحیاة وطلعة بهیة.
فی عصرنا الراهن، تحظی الدبلوماسیة الثقافیة والعامة، باعتبارها المکمل للدبلوماسیة السیاسیة والرسمیة للدول، مکانة خاصة وهی تعنی فی الواقع تبادل الأفکار والمعلومات والفن والأدب، وکذلک احترام التاریخ المشترک بین الأمم من أجل تعزیز التفاهم المتبادل. و بعبارة أخرى، الدبلوماسیة الثقافیة هی فی الواقع السعی لتحقیق المصالح الوطنیة من خلال استخدام الأدوات الثقافیة. ولکن فی الوقت نفسه، یجب أن یؤخذ فی الاعتبار أن قضایا مثل الثقافة الجیولوجیة لها نفس القدر من الأهمیة لتوجیه توجیه السیاسة الخارجیة، وهنا نستعرض اهمیة هذه الدبلوماسیة فی تعزیز العلاقات بین ایران وبلدان أوراسیا.
اهتمّ الأدباء العرب بالأعیاد الفارسیة اهتماماً بالغاً؛ فسجّلت کتب التاریخ والأدب هذه الأعیاد بصورة دقیقة، مبیّنة سننها وعادات أقوامها من طقوس، وصوّروها على أنها رمز للخیر والمحبة والوفاق والحوار، لذلک رووا أجمل قصائدهم فی مناسباتها، وزیّنوا بها دواوینهم وکتبهم.
أنتهت یوم ٢٢اذار/مارس ٢٠٢٣م الدورة الأولى من ألعاب النوروز الدولیة للسیدات التی قامت بتنظیمها ولأول مرة الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة فی ٩ العاب ریاضیة مختلفة واستمرت لثلاثة ایام بمشارکة فرق ریاضیة من ٢٠ بلدًا.