نوروز فی جورجیا | ||||
PDF (2748 K) | ||||
جورجیا بلد متعدد القومیات والأعراق ، بمعنى آخر ، مکان التقاء القومیات والأعراق. وبالنظر إلى القواسم الثقافیة والتاریخیة القدیمة المشترکة بین الشعبین الإیرانی وجمهوریة أذربیجان ووجود الأقلیات الأذریة والکردیة فی جورجیا ، نشهد أن جوانب من العادات والثقافة الوطنیة للنوروز قد ظهرت فی المجتمع الجورجی وخاصة فی منطقة مارنیولی ، حیث یعیش هناک عدد کبیر من الأذربیجانیین ،الذین استقروا فی جورجیا ، وومن المتوقع ان تبقى هذه العادات مستمرة وتشهد تطورا أکثر بمرور الزمن. ان الأذربیجانیون الذین یعیشون فی جورجیا وحتى الأکراد ، ، یعتقدون مثل الشعب الایرانی بأن الربیع هو موسم التجدد وموسم احیاء الطبیعة وانفتاح الازهار .حیث تنتعش الطبیعة بعد سباتها فی الشتاء. والانسان الذکی الواعی یکتشف من ازدهار الطبیعة وعودة الحیاة الیها بعض المفاهیم العرفانیة. کما یعتقد هؤلاء بأن الربیع هوربیع الطبیعة.وربیع جمال الخلقة. وان الربیع یبشر بالخیر وبالمستقبل. وبما ان جورجیا بلد متعدد الأعراق والقومیات ، فهذا الأمر بالطبع یؤدی إلى ظهور أفکار تعددیة ویتطلب احترام أفکار وتقالید وثقافة الجنسیات والقومیات الخاصة والأقلیات المحدودة والصغیرة. فالمجتمع الجورجی یتکون من حوالی ٧٠٪ من الجورجیین وأکثر من ٣٠٪ من المجموعات العرقیة والقومیة المختلفة مثل الأبخازیة والأوسیتیة والأذریة والأرمینیة والأدجاریة والترکمان والشیشانیة والیهودیة والآشوریة وعدد قلیل من الأکراد . وعلى الرغم من أن الجورجیین ، بسبب تکوینهم العرقی ، قد سعوا دائمًا إلى فرض ارادتهم وأفکارهم وعقائدهم على المجموعات العرقیة الأخرى ، وقد استغلوا عبر التاریخ بعض الفـــرص لقمع المجموعات العرقیة الأخرى ، ولکن بسبب الحساسیات القائمة وإصرار الأقلیات العرقیة والقومیة الأخرى علی موضوع الحفاظ على عاداتها وتقالیدها وثقافتها الأصلیة وحمایتها ، فقد تمکنت الأقلیات العرقیة علی مر الزمان من ان تتصرف بناءً على خلفیتها التاریخیة ووان تصون ثقافتها وتقالیدها الحضاریة العریقة وتبقیها حیة ودینامیکیة حتی یومنا هذا. ولهذا السبب وبالنظر إلى القواسم الثقافیة والتاریخیة القدیمة المشترکة بین الشعبین الإیرانی وجمهوریة أذربیجان ووجود الأقلیات الأذریة والکردیة فی جورجیا ، نشهد أن جوانب من العادات والثقافة الوطنیة للنوروز قد ظهرت فی المجتمع الجورجی وخاصة فی منطقة مارنیولی ، حیث یعیش هناک عدد کبیر من الأذربیجانیین ،الذین استقروا فی جورجیا ، ومن البدیهی طبعا ان تبقى هذه العادات وتستمر وتشهد تطورا أکثر بمرور الزمن. وتجدر الإشارة الی ان ١١٪ من سکان جورجیا هم من المسلمین ، وهم یعیشون بشکل عام فی جمهوریة أدجارستان التی تتمتع بالحکم الذاتی والباقی فی منطقة مارنیولی ومدینة غاربادان.. وبالنظر إلى التقارب والقواسم المشترکة بین الثقافة والخلفیة التاریخیة والدینیة وحتى الوطنیة بین إیران وجمهوریة أذربیجان ، فإن هذه القواسم المشترکة والعادات والتقالید الدینیة والوطنیة بین المجتمع الأذربیجانی الذی یعیش فی جورجیا هی أیضا لازالت مستمرة وساریة المفعول،ومن بینها ممارسات عادات وتقالید عید النوروز. ففی عید النوروز یقوم الأذریون الذین یعیشون فی جورجیا بممارسة نفس العادات والتقالید والطقوس الوطنیة المتداولة فی ایران طبعا مع بعض الفوارق الطفیفة،حیث نراهم یحتفلون بقدوم العام الجدید وأیام النوروز ویبثون الفرح والسعادة ویستقبلون العام الجدید مـــن خـــلال أجراء برامج وطقوس خاصة. من المثیر للاهتمام هو أن الأذریین الذین یعیشون فی جورجیا یعتبرون النوروز "عطلة إسلامیة" وبالإضافة إلى الاحتفال بالعام الجدید ، فإنهم یحتفلون أیضًا بـأعیاد اخری مثل "عید الولایة" وهی نقطة جدیرة بالملاحظة. ان الأذربیجانیون الذین یعیشون فی جورجیا وحتى الأکراد ، ، یعتقدون مثل الشعب الایرانی بأن الربیع هو موسم التجدد وموسم احیاء الطبیعة وانفتاح الازهار .حیث تنتعش الطبیعة بعد سباتها فی الشتاء . والانسان الذکی الواعی یکتشف من ازدهار الطبیعة وعودة الحیاة الیها بعض المفاهیم العرفانیة. کما یعتقد هؤلاء بأن الربیع هوربیع الطبیعة.وربیع جمال الخلقة. وان الربیع یبشر بالخیر وبالمستقبل الواعد،وان الربیع هو ابتسامة الحیاة،وانه فرصة لعودة السعادة وإحیاء الأمل فی أنفسنا. نعم ، لهذا السبب ، وبناءً على آراء أسلافهم و آراء کبار شخصیاتهم وأسلافهم على ما یعتقدون ؛ ان دخول العام الجدید یعنی العودة الی الحیاة وان یبدأ کل شیء مرة اخری من جدید. وان یتم نسیان خلافات الماضی والمشاکل التی تعکر صفوة الحیاة .فالعام الجدید یعنی بدء حیاة جدیدة ، والربیع یعنی انفتاح وازدهار براعم الطبیعة والروح من جدید، ومن هنا یجب علی الإنسان أن یستقبل الآمل والحیاة الجدیدة بملابس جدیدة ، وابتسامة ملیئة بالفرح والحیویة والنشاط . فالعام الجدید هو بدایة جدیدة للعمل والمثابرة التی تتزامن مع انبثاق الروح ووالجمال فی الطبیعة. وهذه الفکرة وروح النوروز منتشرة بشکل عام بین ابناء المجتمع الآذری القاطنین فی جورجیا وبین الأقلیة الکردیة. بعبارة أخرى ، یمکن فی بدایة العام الجدید رؤیة روح ورمز النوروز ولمسهما فی منطقتی مارنیولی وغاربادان بجورجیا. لکن الشیعة والأکراد الذین یعیشون فی مدن أخرى وحتى فی تفلیس نراهم رغم عددهم القلیل یحتفلون بعید النوروز ویؤدون الطقوس التقلیدیة فی منازلهم وبین أقاربهم ، ، أو انهم یذهبون الی مدینة مارنیولی التی تقع علی بعد ٣٥ کیلومترًا من العاصمة الجورجیة تفلیس، لأداء مراسهم والاحتفال بعید النوروز بطریقتهم الخاصة . عادات وتقالید وثقافة نوروز فی جورجیا یتم اقامة الاحتفالات وتنفیذ الطقوس التالیة والاحتفال بها فقط بین المسلمین ، وخاصة سکان مدینتی مارنیولی وغربادان ، والأکراد الذین یعیشون فی جورجیا ، والذین لیس لدیهم مکان ویبلغ مجموعهم حوالی ٢٥٠.٠٠٠ شخص من من مجموع سکان جورجیا البالغ حوالی ٥ ملایین نسمة.: -الأحتفال بالأربعاء الأخیرة من السنة الشمسیة : کبقیة الشعوب التی تعیش فی اقلیم النوروز یحتفل الأذریون المقیمون فی جورجیا وحتى الأکراد بیوم الأربعاء الأخیرة من العام والتی یطلق علیها"أربعاء الإحتفال " لإشعال النیران أمام المنازل وساحات المدینة وحتى فی أفنیة وأسطح منازلهم کوسیلة لدرء الأشباح والأرواح الشریرة والشیاطین وإزالة الشوائب. ویعتبرون هذا العمل الذی هو من التقالید القدیمة کخطوة أولى لدخول العام الجدید . -زراعة الأماکن والمساحات الخضراء: قبل بدایة العام الجدید ونوروز ، یذهب الکثیر من سکان هذه المنطقة باستقبال الطبیعة من خلال زراعة الأماکن الصالحة للزراعة بالخضار والأعشاب ، ونمو الخضار والأعشاب وتزاید المساحات الخضراء حسب عقیدتهم التی تعتبر سنة قدیمة وخالدة ، یبشر بازدهار الطبیعة وقدوم الربیع ، وتصفیة قلوبهم وقلوب عائلاتهم وحتى مجتمــعهـــم، و من المثیر للاهتمام أنه بالإضافة إلى مایقوم به الناس فی منازلهم ، فإن مسؤولی المدینة یقومون أیضًا بإعداد المدینة لإستقبال العام الجدید من خلال زراعة المساحات الخضراء فی الساحات الرئیسیة بالمدینة وتجمیلها بانواع النباتات والأعشاب . وعلى ما یبدو ،انه یتم القیام بهذا الشیء المهم فی کل عام فی ساحة مدخل مدینة مارنیولی ، ثم یتم دعوة أحد المسؤولین الحکومیین فی جورجیا للقدوم إلى مدینتهم لافتتاح العام الجدید والترحیب بالعام الجدید وینظمون بهذده المناسبة مراسم واحتفالات خاصة ،وفی احدی السنوات حل إدوارد شیفرنادزه ، الرئیس السابق لجورجیا ، ضیفًا على سکان هذه المنطقة الآذریة وشارک فی حفل عید النوروز. -إعداد مائدة النوروز: یقوم سکان هذه المنطقة مثل بقیة المناطق الواقعة فی اقلیم النوروز بأعداد مائدة النوروز . وطبعا ، لیس لدیهم شیء یسمى بمائدة (السینات السبعة)، ولکن یتم فی هذه المائدة وضع حلوی اعشاب القمح (المعروفة بأسم سمنو) والقرآن باعتبارهما من العناصر الرئیسیة لهذه المائدة ، وبصوربة عامة یتم تزئین هذه المائدة بالحلوی والخضار والقرآن الکریم ، وفی بعض المنازل والعائلات القدیمة ومن اجل اضافة الجمال علی المائدة یتم اضافة المرایا والتفاح والخل ، لذا لایوجد هناک مائدة تعرف بأسم (السینات السبعة)، کما هو متداول فی بقیة بلدان النوروز وانما تعرف هناک بأسم (استل)، وهی کلمة روسیة . -: معظم سکان هذه المنطقة یسمون عید نوروز "عید المسلمین" والعدید منهم ، وخاصة الشیعة یسمونه أیضًا "عید الشیعة" ویعتقدون أن الامام علی (ع) وصل إلى مقام الولایة فی هذا الیوم ،من هنا یعتبرون هذا العید ، عید عظیم ، وعلیهم الاحتفال بکرامة ومکانة مــــــــولی الموحدیّـــــــن ، أمیـر المؤمنین(ع). ویذکر انه فی الیوم الأول من العام الجدید ، یجتمع أهالی المدن فی إحدى الساحات الکبیرة بالمدینة ویؤدون بمناسبة حلول العام الجدید مسرحیة تعرف بأسم مسرحیة (الملک والملکة). والظریف هنا هو انه لایحق لأحد غیر أهالی المنطقة ان یشارک فیها ، وإذا رأوا غرباء بینهم سیقومون بضربهم و طردهم من المدینة. | ||||
الإحصائيات مشاهدة: 252 تنزیل PDF: 114 |
||||