ستقبل العالم الإسلامی هذه الأیام شهر رمضان المبارک، شهر العفو والرحمة، شهر التقوى والمغفرة، شهر الوصال بین النفس المؤمنة وخالقها العظیم. ومهما تکن أعباء المسلم وهمومه فإن حلول الشهر المبارک یفتح النفس ویرفع الروح إلى حیث الرحمة والصفاء والعشق الالهی. فإذا بالمهموم یجد نفسه فی راحة من البال لأن أبواب السماء المفتوحة للمؤمنین تزیل الغلّ والرَین من القلب، فیصبح المرء معها فی نقاء کامل....
تواجه الامّة الاسلامیة الیوم تحدیات ومشاکل وأزمات مستفحلة ما یستلزم الإعداد والإستعداد، وإن هناک من المخاطر، فی الداخل والخارج، ما یجعل الحیاة الهادئة ترفاً غیرمبرّر. ..
هل علینا شهر رمضان المبارک، والأمة الاسلامیة مثخنة فی جراحاتها ومثقلة بآلامها، وقد تداعت علیها الأمم، وتکالب علیها الأعداء من کل حدب وصوب، وراحوا ینهشون فی جسدها حتى بات معتلاً لا یقوى على الحراک، ویستبیحون ثرواتها وخیراتها وهی لا تستطیع الدفاع عن حیاضها وأمن بلادها....
من المعروف لأولی الالباب ان القضیة الفلسطینیة قضیة جوهریة ودعمها أمراً مفروضاً على کل المسلمین. فعلماء المسلمین جمیعاً، القدماء منهم والمعاصرین أفتوا بأنه إذا احتل أعداء الإسلام جزءاً من الوطن الإسلامی، فمن واجب الجمیع أن یدافعوا عنه لیستعیدوا الأراضی المغتصبة. ...
لایبدأ شهر رمضان إلا إذا ثبتت رؤیة الهلال فی الیوم التاسع والعشرین من شهر شعبان، فإن لم تثبت أتم المسلمون فی جمیع أنحاء العالم الإسلامی شعبان ثلاثین یوماً، ولرؤیة هلال رمضان فی مصر طقوس قدیمة خاصة یعود تأریخها إلى بدایة دخول الإسلام إلى مصر، ...
الانسان محور الکون، والطبیعة التی خلقها الله سبحانه وتعالى انما هی لخدمة هذا الانسان، ولذلک احلّ الخالق تعالى لعباده التمتع بالطیبات من الرزق، وهذه الطیبات هی کل ما تحتویه الارض على سطحها وفی باطنها وفی اجوائها، بل ان الشمس نفسها توفر مصدر نور لهذا الانسان، ....
قدّم الإسلام النموذج الأرقى والأمثل لنظام إنسانی متکامل یقوم على أسس عقائدیة وأخلاقیة وإنسانیة وإجتماعیة تسعى إلى خدمة وصلاح الإنسان والمجتمع فی کل زمان ومکان . بهذا المعنى نرى أن الشریعة الإسلامیة المقدّسة تقدم نفسها کرؤیة ومنهاج حیاة لکل الأزمنة والعصور ....
کم لهذا الشهر الکریم من مزایافی الدین والتاریخ: فیه بدأ نزول القرآن، وهو دستور الإسلام، ومنبع علومه، وحارس شریعته، وفیه انتصر المسلمون فی أول غزوة وهی غزوة بدر الکبرى، فاستقرت دولتهم، وقویتشوکتهم، وأمر أمرهم، وأصبحوا أمة ذات سلطان وهیبة، بعد أن کانوا قوما مهاجرین أخرجوا من دیارهم بغیر حق إلا أن یقولوا ربَّنا الله، وفیه لیلة القدر التی هی بنص القرآنالکریم خیر من ألف شهر....
"أیها الناس قد أقبل إلیکم شهر الله بالبرکة والرحمة والمغفرة، شهر هو عند الله أفضل الشهور، وأیّامه أفضل الأیّام، ولیالیه أفضل اللیالی، وساعاته أفضل الساعات. هو شهر دعیتم فیه إلى ضیافة الله، وجعلتم فیه من أهل کرامة الله. أنفاسکم فیه تسبیح، ونومکم فیه عبادة، وعملکم فیه مقبول، ودعاؤکم فیه مستجاب....
طالما أن الانسان فرد إجتماعی یخطو نحو مستقبله الباهر المشرق بأنوار الحق وجمال الوجود، فلابد أن تُراعى خصوصیته الفریدة فی تکامله وتطوّره، فمن جهة نجد أن الإنسان یحتاج من حیث هو فرد إلى تربیة خاصة ورعایة مخصوصة لتنمیة مواهبه الشخصیّة لیبلغ مدارج الإنسانیة العلیا ویتمّم دائرة وجوده الإنسانی بصیرورته نوعاً إنسانیاً تاماً کاملاً....
خلق الله تعالى الانسان لحکمة وغایة عظیمة لا یدرکها إلا ذوو العقول الواعیة ، ولم یخلقه مثلا یعیش کما تعیش الأنعام، فقد میّزه بنعمة العقل ووجهه إلى الخیر فأرسل إلیه الرسل والأنبیاء مبشرین ومنذرین....
ودع المسلمون شهر رمضان المبارک، وأطلّ العید على العالم الاسلامی کعادته کل عام، وتتباین المشاعر الداخلیة للمسلمین یوم العید، ولکن فرحة العید هی الطابع العام للمسلمین. فالعید عندنا لیس کما هو لدى الامم الاخرى، بل له طعام آخر واهداف أخرى....