رمضان المبارک وتعزیز التماسک الاجتماعی | ||
رمضان المبارک وتعزیز التماسک الاجتماعی
انوار شعبان
النفحات الربانیة التی یحصل علیها الانسان المسلم فی شهر رمضان الکریم یجب أن تتحول الى وقود روحی وقوة معنویة فی اطار البناء الذاتی والتغییر الاجتماعی. ولکی نجعل من شهر رمضان والتغییر لابد من:
ثانیاً: شهر الانجازات الحضاریة: فی الصراع الحضاری التی تخوضه الأمة الاسلامیة لابد من مضاعفة السعی والجهد من أجل تحقیق مکاسب وانجازات حضاریة یکون لها دور حاسم فی تقدم الأمة حضاریاً. ثالثاً: شهر الإرادة والتحدی.. کثیرة هی التحدیات التی تواجه الانسان المؤمن فی الحیاة.. وقلیل من الناس الذین یستطیعون التغلب على هذه التحدیات بفعل الأهواء والشهوات وضعف الایمان.. ولکن فی شهر رمضان تتغیر المعادلة بشرط أن یکون هذا الشرط المبارک شهراً للتحدی:
وحینما یکون شهر رمضان شهر التحدی على هذه الصعد حینذاک تتغیر المعادلة ویکون بمقدور الانسان أن یهزم التحدیات ویقفز علیها لأن الدافع المعنوی الذی یحصل علیه فی شهر رمضان بمثابة الحرارة التی تستطیع صهر جمیع الجمادات التی تقف فی طریقها.. لقد جاء فی دعاء مأثور: ((اللهم انت ثقتی فی کل کرب، وانت رجائی فی کل شدة وأنت فی کل امر نزل بی ثقة وعدة، کم من کرب یضعف عنه الفؤاد وتقل فیه الحیلة ویخذل عنه القریب الصدیق ویشمت به العدو وتعیین فی کل الأمور، أنزلته بک وشکوته الیک داعیاً الیک فیه عمن سواک، ففرجته وکشفته فانت ولی کل نعمة وصاحب کل حاجة ومنتهى کل رغبة لک الحمد کثیراً ولک المن فاضلاً)). رابعاً: العلاقات الاجتماعیة: شهر رمضان موسم للعلاقات ودعوة جماعیة لترابط وتلاحم المجتمع، واصلاح ذات البین، ونشر الأفکار والأحکام الاسلامیة، کل ذلک فی مقابل الانشدادات الذاتیة التی تجذب کل فرد باتجاه ذاته ومصالحه، وأمام اغراءات التوجه الأنانی والمادی، یجب علینا أن نکثف من تذکیر الناس وتوجیههم نحو التماسک والتضامن الاجتماعی. ولو تأملنا نموذج الحیاة فی الغرب لرأینا کیف یفقد الانسان هناک احساسه الاجتماعی، وضمیره الانسانی، ویتحول الى مجرد (برغى) صغیر فی آلة وماکنة ضخمة، تدور بجسمه عجلة الاقتصاد والشهوات لتطحن روحه ونفسیته ومعنویاته ثم تلفظه محطماً بائساً لایشعر بالرعایة والرأفة والحنان.. واذاً لأدرکنا خطورة التوجه الذی تساق الیه مجتمعاتنا.. ان المجال لایزال واسعاً والفرصة مؤاتیة لتشجیع الروح الاجتماعیة فی الآمة، بشرط ان یضاعف الموجهون والواعون جهودهم فی هذا المجال. ان نشر الکتب والبحوث والندوات التی تذکر الناس بضرورة التماسک الاجتماعی وخطورة التوجهات الانانیة.. وتستعرض أمامه تعالیم الاسلام الفاضلة بهذا الاتجاه لشیء مطلوب ومهم لتعزیز الروح الجماعیة فی الأمة الاسلامیة.
وختاماً نقول لابد أن یتحول شهر رمضان الى مدرسة ایمانیة متکاملة فشهر رمضان شهر صناعة الانسان المؤمن ولذلک لابد أن ندخل هذا الشهر ونخرج منه وطموحنا أن نصیغ أنفسنا من جدید على ضوء قیم الاسلام الحنیف حیث أننا بصیاغة أنفسنا نستطیع أن نضمن مستقبلنا الأخروی.
| ||
الإحصائيات مشاهدة: 1,814 |
||