الشهید مطهری .. المعلم والمُربّی للمجتمع الایرانی المسلم | ||
الشهید مطهری .. المعلم والمُربّی للمجتمع الایرانی المسلم
قبل أکثر من ثلاثة عقود، وبعد مضی نحو ثلاثة أشهر على إنتصار الثورة الاسلامیة فی ایران، استشهد العلامة مرتضى المطهری على أیدی أعداء الثورة من عملاء الاستکبار العالمی. ((لقد غاب آیة الله المطهری الذی قل له مثیل فی طهارة الروح وصلابة الایمان وقوة البیان والتحق بالرفیق الأعلى، ولکن الأعداء لم یستطیعوا ان یقضوا على شخصیته الإسلامیة والعلمیة والفلسفیة ...إذ کان معلماً ومربیاً للمجتمع .. وکل ما خلف من آثار قلمه ولسانه یفیض بالعلم ویصقل الروح..)). هذه الکلمات صدرت من قبل عن الامام الراحل "قدس سره الشریف" لندرک عظمة الآثار التی خلّفها لنا المطهری قبل استشهاده. لقد بسط ذلک الرجل العظیم المتلهف شوقاً الى لقاء الله، والذائب حرقة للرجوع الیه، بنفحته القدسیة، فکره الإلهی على المسائل والمواضیع الجامدة القاحلة، فعادت حدیقة غناء تفوح ورودها وأزهارها بعبیر التقى والخلوص وأریج العشق والولایة، ولم تفتر للشهید الأستاذ، همّة ولاضعفت له عزیمة حتى انتقل الى عالم القدس، وارتشف من ساقی الکوثر کأس الحیاة. نعم، إن من مفاخر الاسلام العظیم ومدرسة التشیع أنها کانت على الدوام ومنذ نزول الوحی المقدس قادرة على تربیة رجال عظام عرفوا الله حق معرفته فآمنوا به حتى عشقوه، واستقاموا على شریعته حتى آثروا بالنفس والنفیس فی سبیل نشر تعالیم الدین والدفاع عن حریمه. ولاشک فی أن ما وصل إلینا من أصالة الخط ونقاوة الشریعة مدین للتضحیات الجسام المضمخة بالدماء والدموع لعلمائنا الأعلام على مر التأریخ. ولیس ذلک بغریب، فالعلماء الربانیون هم أحق من یقتدی بأئمة الهدى المیامین الذین قضوا أعمارهم الشریفة جهاداً دؤوباً وکفاحاً مریراً ضد أعداء الاسلام سواء على المستوى الفکری والعقائدی الذین حاولوا طمس آثار الاسلام وإلصاق ألوان الزیف والتحریف به، أو على المستوى السیاسی والاجتماعی والجهادی من الذین حاولوا اضطهاد الناس وظلمهم باسم الاسلام العظیم. الأستاذ المطهری أحد حواریی الامام الراحل وصاحب الفکر الثاقب دخل المعرکة فی عصر مظلم، شعوراً منه بعظم المسؤولیة فی مکافحة الأفکار المستوردة والافتراءات الملصقة بالدین فکان یقول: إننی إذ أشعر بالمسؤولیة الإلهیة، أنبّه القادة الکبار للحرکة الاسلامیة وأتمّ الحجة علیهم وأشهد الله على ذلک بأن انتشار الأفکار المستوردة تحت ستار الفکر الاسلامی وبطابع الاسلام. سواء کان عن سوء نیة أم لا، یُشکّل خطراً یهدد کیان الاسلام. هذا وقد صادق على صحة طریقته واستقامة تفکیره وقدسیة هدفه وسام الشهادة الذی ناله فی سبیل الله، وها هو دمه الطاهر یجری فی جمیع عروق الأمة لیبقى قلبها نابضاً بالحیاة وإلى الأبد. وفی هذه الذکرى الألیمة نجدد العهد للامام الراحل "قدس سره الشریف" وللعلامة الشهید "رضوان الله تعالى علیه" وللولی القائد آیة الله الخامنئی "دام ظله العالی" أن دسائس الاستکبار ومؤامرات أعداء الاسلام لن تجعلنا نترک کتب هذا الأستاذ العزیز تودع فی زاویة النسیان، بل سوف نجعل منها نبراساً منیراً ومشعلاً وضّاء یضیء لنا طریق الحق والجهاد والولایة. | ||
الإحصائيات مشاهدة: 1,938 |
||