بدایة النطق عند الاطفال .. ((بابا وماما)) | ||
بدایة النطق عند الاطفال .. ((بابا وماما)) المربیة فاطمة العباسی خلال الاسابیع الاولى من عمره، یحاول الطفل التعبیر عن مشاعره من دون کلام، لکنه یقول لامه بالبکاء والصراخ مثلا: ((خذینی بین ذراعیک)) او ((انا جائع)) وما الى هنالک من تعبیرات تدرکها الام جیداً. وبهذا الشکل یتطور الطفل على مراحل لینتقل اخیرا الى مرحلة لفظ جمل مرکبة یسهل فهمها شیئا فشیئاً. الکلمات الاولى تفتح صرخة الولادة الطریق الى الکلام، فالطفل المولود حدیثنا یتعلم فجأة السیطرة على حرکات تنفّسه ووظیفة حنجرته. فی حوالی الشهر الثانی من عمره، تبدأ مرحلة الثغثغة والزقزقة والتغرید التی یعبّر الطفل بها عن تأثره بسماع الاصوات ورؤیة الاشیاء وبالمداعبات، او یعبّر عن حالة عاطفیة کالفرح او الحزن او الضجر وغیرذلک. وتکون الاصوات الصادرة اشبه بحروف تصل الى الکبیر على شکل ثغثغة، وتتطور الحروف لتصبح اکثر تعقیدا فی الشهر الرابع من عمر الطفل، ففی هذه المرحلة من العمر یقلّد الرضیع الاصوات الصادرة عن محدّثیه .. مجرد اصوات، وفی الشهر السادس من العمر، تجتمع الحروف المتفرقة لتتحول تدریجیا فی حوالی الشهر الثامن الى کلمات بسیطة مثل ((ما ما)) ((تا تا)) .. ((با با))، وتترافق هذه الاصوات المتکررة مع انغام متنوعة وتعابیر على وجه الطفل، کبدایات حقیقیة للکلام. ومع نهایة السنة الاولى ینطق الطفل کلماته الاولى، وغالبا ما نراه یردد بعض الکلمات اکثر من غیرها. وتدریجیا یصبح قاموس مصطلحاته اغنى، فیستخدم منه الکلمات التی تعبر عن مشاعر معینة. التأخر فی الکلام یلاحظ بعض الآباء ان طفلهم البالغ من العمر ثمانیة عشر شهرا لا ینطق الا نادرا وبکلمات قلیلة وفی هذه الحالة یحاول الطبیب معرفة الاسباب التی تؤدی الى صمت الطفل: فکثیرا ما یکون ضعف السمع هو المسؤول عن تأخر النطق عند الطفل، ولتشخیص اضطراب السمع، یقوم الطبیب باختبارات عدة، منها اختبار یقضی بإسماع الطفل منذ ولادته صوتا حادا. وآخر غلیظا من خلال جهاز کهربائی. وفی الشهر التاسع من العمر یمکن تطبیق اختبار آخر، یجلس فیه الطفل على رکبتی امه ویطلق الطبیب من خلال علبة صغیرة صوت حیوان ما، فاذا ادار الطفل رأسه الى اتجاه الصوت فذلک دلیل على انه یسمع جیداً، والا یحوّل الطبیب المریض الصغیر الى اختصاصی فی الانف والاذن والحنجرة. ویذکر ان الثغثغة فی الاشهر الاولى لیست دلیلا قاطعاً على ان الطفل یسمع جیداً، فالثغثغة غالباً ما تکون ظاهرة آلیة. فی المقابل، یؤثر اضطراب السمع فی تعلّم الکلام الذی یرتکز على تقلید الاصوات، وکثیرا ما یترافق هذا الاضطراب مع اضطرابات فی التصرف کالغضب والعدوانیة، او على العکس الهدوء والتأمل الزائدین. وفی حال تأکید الاختبارات عدم وجود ای اضطراب فی السمع، لایجب الالحاح على الطفل لجعله یتکلم بای ثمن، فقد یستیقظ الطفل الذی بلغ عامه الثانی ذات صباح، ویبدأ بسرد قصة طویلة مستعملاً کلمات محددة یلفظها بشکل جید، لان هؤلاء الاطفال الذین یتأخّرون فی النطق، یحرزون تقدما مفاجئا فی اللفظ والتعبیر. التلفظ الخاطئ عندما یعبّر الطفل عن شیء ما بتراکیب لفظیة غیر صحیحة. على الأم اعادة الجملة امامه بشکل صحیح من دون ان تطلب منه ذلک، وبهذا الشکل یتعلّم الطفل اللفظ الصحیح، وفی الوقت ذاته تظهر له امه اهتمامها. ولا داعی لاستشارة الاخصائی الا بعد الخامسة من العمر، وعندما یجد الطفل صعوبة فی الحصول على لفظ صحیح. وقد یصادف ان یتحدث کل من الوالدین بلغة مختلفة عن الآخر، فی هذه الحالة، یفضل ان یتعلم الطفل لغة امّه لانها الاقرب الیه، وهی تتحدث الیه طوال النهار منذ ولادته. بعد ذلک، من الطبیعی ان یتعلم الطفل اللغة الثانیة التی یتحدث بها والده، لکن تدریجیا، ویبدأ ذلک فی حوالی الثالثة او الرابعة من العمر. علاج التلعثم وغالبا ما یحدث هذا الاضطراب فجاة لدى الاطفال ما بین الثانیة والثالثة من العمر بعد تعرضهم لحادثة مان مثل ولادة أخ أو أخت او طلاق الوالدین او موت احد الاقرباء (کالجد او الجدة مثلا). وکی یستعید الطفل النطق بشکل سلیم، تجب احاطته بکثیر من العطف والحب والحنان. واحیاناً یتعلثم الطفل لانه یبذل جهدا فی ایجاد الکلمات الصحیحة ووضعها الصحیح ومن ثم لفظها بشکل جید. هنا ایضا، لابد من ان یطمئن الوالدان طفلهما والّا یقسوا علیه، فالاضطراب لن یلبث ان یختفی خلال شهر أو شهرین على الاکثر. اما اذا ستمر اکثر من ذلک فیفضّل استشارة الطبیب الذی یقترح او لایقترح استشارة طبیب نفسی. | ||
الإحصائيات مشاهدة: 2,316 |
||