الى متى یتمادى النظام البحرینی فی قمع المرأة وإضطهادها؟ | ||
الى متى یتمادى النظام البحرینی فی قمع المرأة وإضطهادها؟ الهام هاشم لم یشهد تأریخ البحرین وضعاً للمرأة أسوأ من الذی تمارسه السلطة فی حق المرأة البحرینیة منذ اندلاع احتجاجات 14 شباط 2011 وحتى الیوم، ولا نبالغ إذا قلنا أن کل البلدان العربیة التی شهدت ثورات واحتجاجات خلال العام المصرم والعام الحالی، لم تلاق فیها المرأة کمثل ما لاقته المرأة البحرینیة من إضطهاد وقمع من قبل النظام البحرینی الغاشم. فی البحرین الصامدة، لم تخرج المرأة من دائرة الممارسات القمعیة التی أقدمت علیها سلطات آل خلیفة فی الآونة الأخیرة، فالإعتقال والتعذیب لا یفرّقان بینها وبین الرجل، أما فی ما یتعلق بالأسباب، فقد تکون مجرد الدعوة إلى التظاهر کافیة لتدفع المرأة البحرینیة ثمن مشارکتها فی دفع الإحتجاجات لتقبع العشرات من النساء والفتیات فی السجون والمعتقلات، وهن یتعرّضن للضرب والإهانة والتهدید الذی وصل الى حدّ الاغتصاب، أما الأظلم فکان المس بالکرامة الجماعیة، فخرجت أصوات المتطرّفین لتنعتهن بأشنع النعوت، کما نالت النساء حصتهن من الشهادة أیضاً.. فاعتقال النساء لا یتفق مع القیم الإسلامیة والتقالید النبیلة، والنظام البحرینی ذهب إلى أقبح الأفعال بإعتقاله النساء دون تهم وجیهة. من المسلم به إن أکثر الثورات العربیة ضد الطغیان ، التی کان فیها حضور المرأة قویا وفاعلاً هی الثورة البحرینیة ، ولذلک فلا غرابة أن تدفع ثمنا غالیا.والمرأة فی البحرین رمز وقدوة لوعی المرأة العربیة المسلمة ونضجها وتمسکها برسالتها ، فهی حاضرة فی جمیع میادین العمل والإبداع ، وهو ما جعلها ضحیة لشتى أنواع العذاب والاضطهاد لیثنیها عن صمودها ویحول بینها وبین مشارکتها الأحرار فی الانتفاضة ضد القمع والاستعباد . والنتیجة کانت قتیلات ومغتصبات ومعتقلات بالمئات . الإحصاءات تتکلم تؤکد الإحصائیات التی فی حوزة المنظمات الدولیة والإقلیمیة والمحلیة العاملة فی مجالات حقوق الإنسان، أن المرأة البحرینیة ، أصبحت هدفاً مباشراً لرصاص السلطات البحرینیة ، فبعد موجة الاعتقالات التی شملت العشرات منهن إن لم نقل المئات دون تمییز ، أصبح هدف جلاوزة النظام الخلیفی هو الترکیز على المرأة الفاعلة ، کالناشطات السیاسیات ، أو الناشطات فی المجال الاجتماعی ، أو الطبیبات والمعلمات والجامعیات وغیرهن من الکفاءات اللواتی یتعرضن للتنکیل والتعذیب والاعتداء الجسدی والنفسی والعقائدی ، وقد وصل الأمر حتى إلى القتل فی بعض الأحیان، هذا إضافة إلى الفصل من العمل ومن الدراسة والمداهمات اللیلیة والاعتداء الجنسی على الشریفات أحیانا على مرأى من أزواجهن وأولادهن ، وغیرها من الممارسات الدنیئة التی شملت المئات من الحالات. فمنذ انطلاق الاحتجاجات الشعبیة فی البحرین ، کانت المرأة هدفا مفضّلاً لازلام النظام الحاقد الذین أطلقوا علیها الرصاص المطاطی والغازات الخانقة فی أماکن الاحتجاجات والنتیجة تسجیل عشرات حالات الإغماء والاختناق والجروح الخطیرة فی اوساطهن . والمفارقة أنه حتى المرأة التی لم تشارک فی هذه الاحتجاجات کانت هدفا للجنود البحرینیین الجناة. وقد شنّت قوات الأمن وأفراد جهاز الأمن الوطنی مؤخراً حملة اعتقالات شرسة ضد النساء اللواتی یعتقد أنهن شارکن فی التظاهرات أوالإعتصام، أوعبّرن عن تأییدها، أوساعدن المتظاهرین بما فی ذلک تقدیم العلاج الطبی لهم. وقد شملت هذه الحملة على وجه الخصوص المعلمات والطالبات الجامعیات والطبیبات و العاملات فی الحقل الطبی ولم تستثن ربات البیوت وذلک بمداهمة أماکن عملهن أو بیوتهن فی ساعات الفجر الأولى. کذلک تعرضت بعض مدارس البنات الإعدادیة والثانویة لمداهمات واقتحامات للحرم المدرسی أسفرت عن اعتقال عدد من الطالبات ممن تقل أعمارهن عن الثامنة عشر عاماً. وعلى الاغلب تحدث هذه الاعتقالات بعد منتصف اللیل، وفی غیاب للشرطة النسائیة، حیث تقوم قوات الأمن بتکسیر أبواب وأقفال المنزل، وقد یتم تهدید أفراد العائلة لتسلیم ابنتهم فی حال لم تجدها القوات فی بعض الحالات تم اعتقال معلمات المدارس من صفوفهن وأثناء تأدیتهن عملهن أمام الطالبات الأمر الذی یلقی بتبعات نفسیة خطیرة على المعلمة نفسها وعلى الطالبات اللواتی یفاجئن بالمنظر المرعب للقوات الأمنیة والملثمین یداهمون الفصل الدراسی لإعتقال معلمتهن أو زمیلاتهن. التعذیب الوسیلة الاکثر إستعمالاً وأکدت بعض المدرسات اللواتی تم اعتقالهن والتحقیق معهن ومن ثم إطلاق سراحهن أنّهن تعرّضن للضرب المبرّح على أیدی محققین رجال فی مراکز التوقیف وذلک لإجبارهن على الاعتراف بأمور لم یقمن بها وتوقیع إفادات معدة سلفاً لإدانتهن. وقالت بعض من تعرضن للتوقیف أنه قد تم تعصیب أعینهن من وقت الإعتقال وطوال التحقیق کما تم اجبارهن على الوقوف مقابل الحائط بینما یضربن. کما قالت إحدى الطالبات التی أفرج عنها بعد اعتقال لیومین، إنها تعرّضت للضرب الشدید، وخُیّرت بین سبّ رموز دینیة أو اغتصابها. کذلک فإن معظم المعتقلات تم ضربهن فی وقت التحقیق حیث تعرضن للطم الوجه والضرب على الظهر والرقبة، لدرجة بقاء آثار الضربات حتى بعد الإفراج عنهن. وتعانی بعض من تعرضن للإعتقال من أمراض تجعل من وجودهن فی المعتقل خطراً یهدد صحتهن حیث تعانی من أمراض وتحتاج إلى تناول الأدویة یومیاً وبانتظام، إلا أن السلطات رفضت تسلم الأدویة الخاصة بها. وقضت فی السجن عدة أسابیع قبل أن یتم الإفراج عنها مؤخراً. وقد قضت بعض المعتقلات فترات تتجاوز الشهر دون توجیه تهمة لهن ودون السماح لهن بلقاء أهالیهن أو الالتقاء بمحامین. ولم یتورع النظام عن اعتقال بعض النساء کرهائن لإجبار أقاربهم المطلوبین على تسلیم أنفسهم وفی ظل الأعداد المضافة من المعتقلات فمن الواضح أن العدد الإجمالی یتجاوز الطاقة الاستیعابیة للسجن مما یجعل الصحة الجسدیة والنفسیة للمعتقلات مهددة. ولا یخفى ان البحرین لم تصدق حتى الآن على البروتکول الاختیاری لمناهضة التعذیب، لأنه یشترط أن تکون هناک لجنة دائمة لزیارة السجون وأن تکون الزیارات بشکل مفاجئ. ولم تسلم حتى الفتیات الصغیرات اللاتی تقل أعمارهن عن الثمانیة عشر عاماً من الاعتداءات الجسدیة والترویع النفسی والاعتقال. حیث تتعرض بعض مدارس البنات بما فیها المدارس الإبتدائیة لمداهمات متکررة من رجال الأمن یتم فیها إعتقال بعض الطالبات والمعلمات بعد إهانتهن وضربهن. وفی مراکز التحقیق یتعرضن للشتم والسب والضرب ونزع الحجاب عنهن وتهدید وإهانة معتقداتهن والتشکیک فی وطنیتهن، فی الوقت الذی تتزامن فیه هذه الاعتداءات مع دخول فترة الامتحانات. ولم یتوقف استهداف نساء الحرکة الاحتجاجیة عند حد الاعتداء الجسدی والاعتقال بل تجاوز ذلک إلى التحقیق مع مئات العاملات والطالبات بخصوص مواقفهن السیاسیة ومشارکتهن فی الاحتجاجات، وتم فصل المئات منهن من وظائفهن على خلفیة مواقفهن السیاسیة أو مشارکتهن فی الإضراب الذی دعى له الإتحاد العام للعمال ، فی انتهاک صارخ لحق المرأة فی التعبیر عن رأیها وحقها فی العمل بدون تمییز على أساس سیاسی أو مذهبی. وأکدت جامعة البحرین فی بیان لها أنها فصلت 200 طالبا وطالبة وفصلت عمیدة إحدى الکلیات، وأعطت إنذار نهائی لأستاذة أکادیمیة، وتنبیه کتابی لأستاذة أخرى، وأوقفت ثمانیة من الطلبة والطالبات لمدة عام دراسی واحد . کما قامت وزارة التربیة والتعلیم بسحب بعثات الطلبة الدارسین فی الخارج ومن بینهم طالبات، إذ قالت الطالبة الجامعیة نور وتدرس فی لندن أنها الآن لا تعرف کیف ستدفع إیجار إقامتها أو متطلبات دراستها بعد إیقاف بعثتها، ویرى مرکز البحرین لحقوق الإنسان أن هذه الهجمة الشرسة وغیر المسبوقة على نساء البحرین قد جعلت من السلطات فی البحرین تتصدر دول المنطقة فی مجال اعتقال النساء وقتلهن بسبب التعبیر عن آرائهن السیاسیة، وهو الأمر الذی یتناقض بشدة مع الاتفاقیات الدولیة التی وقعتها البحرین لضمان حمایة المرأة من التمییز والعنف ضدها، کما یتناقض مع کافة الأعراف والمواثیق الدولیة والأدیان والأخلاق السامیة. ویُعتقد أن هذه الهجمة تهدف إلى القضاء على الأصوات النسائیة الناشطة فی الاحتجاجات، والتی کان لها الدور الکبیر فی إظهار الصورة السلمیة والحضاریة للإحتجاجات فی الوقت الذی حاولت فیه السلطة تشویه صورة الانتفاضة ووصمها بالعنف، کما أن اعتقال هذا العدد الهائل من النساء قد یهدف إلى إخضاع المعارضین وإجبارهم على تقدیم التنازلات عن مطالبهم المشروعة. أسلوب غیر حضاری ویستنکر المنصفون استخدام هذا الأسلوب الوحشی غیر الحضاری فی التعامل مع بنات الشعب اللواتی أثبتن کفاءتهن فی المجالات العلمیة والأدبیة ووصلن إلى أعلى المراتب الأکادیمیة ونلن تقدیر المجتمع المحلی والدولی، ولکنهن فی بلدهن یلقین السجن والإهانة وإساءة المعاملة فی مقابل استخدامهن لحق أساسی من حقوق الإنسان هو حق التعبیر عن الرأی. من جانب آخر تعرضت الممرضات والطبیبات اللواتی کن یعملن من أجل إسعاف الجرحى والمصابین لموجة من الاعتداءات الجسدیة، حیث قامت میلیشیات مدنیة تابعة لجهاز الأمن البحرینی بمهاجمة الممرضات فی جامعة البحرین وضربهن وشتمهن ، وتم تهدیدهن بینما کن فی مهمة لإسعاف الجرحى المصابین فی أعقاب هجوم قوات الأمن على المحتجین حیث صفعهن أحد ضباط الأمن على وجههن ورکلهن برجله، وأرغمهن على الزحف فی الشارع انتقاما منهن لعملهن الإنسانی فی معالجة الجرحى . أما بالنسبة لعملیات توقیف واستنطاق القاصرات خاصة من الطالبات ، فإنه یتم الترکیز على ترویعهن وتخویفهن ، ومطالبتهن بسب الرموز الدینیة ، وتردید السلام الملکی ، وتردید عبارة الشعب یرید خلیفة بن سلمان وغیرها من عبارات الولاء وفی حالة الرفض یتم ضربهن وتهدیدهن بالاغتصاب . مأساة هؤلاء النسوة أکبر بکثیر مما یتصور أی عاقل یعیش فی القرن الحادی والعشرین ، ذلک لأن أغلبیتهن أمهات یتم اعتقالهن بعد إعتقال أزواجهن ، ویُترک الأطفال بمن فیهم الرضع وحدهم فی البیوت ، وهو ما یسبب حیاتهم للخطر ، الأمر الذی یتطلب من المنظمات الدولیة الراعیة لحقوق الطفل دق ناقوس الخطر ، وإماطة اللثام عن أسوأ جرائم هذا العصر التی تُرتکب فی حق الطفولة ، بعد تسلیط کل أنواع القمع والطغیان على أمهاتهم اللواتی یرفضن الاستعباد . هکذا شارکت نساء من مختلف الأعمار مع أزواجهن وآبائهن فی المسیرات الاحتجاجیة المستمرة فی البحرین ذات الاغلبیة الشیعیة التی یحکمها السنة والحلیف الوثیق للولایات المتحدة والسعودیة. تعاضد وتعاون مشبوه.. والضحیة المرأة البحرینیة وبعد دخول قوات درع الجزیرة فی البحرین تعرض النساء المشارکات فی المسیرات للاصابة والقتل بالرصاص الحی وسلاح الشوزن کما قامت قوات الامن باعتقال نساء وطالبات الجامعات المتظاهرات ونقلهن الى اماکن مجهولة حتى لا یعرف اهالیهن شیئاً بمصیرهن . وتقول تقاریر ان قوات الامن تعتدی على منازل المتظاهرات وتحرق المنازل وتروع قاطنیها وتهدد الصحفیات والممرضات والطبیبات والناشطات السیاسیات من خلال استخدام البلطجیة وتوزیع مسجات مفبرکة وقصص وهمیة تمس شرف وسمعتهن بتهدیدهن غیر المباشر بالاعتقال والاغتصاب محاولة لاسکات صوت المحتجین والمحتجات. هناک مجازر شنیعة ترتکب ضد شعب البحرین، خاصة النساء والأطفال على ید ازلام النظام الخلیفی فی البحرین وقوات الاحتلال السعودی الداعمة لها. ولم نسمع ان نددت منظمات حقوق الإنسان التی تتشدق بالدفاع عن حقوق الإنسان بما یجری فی البحرین ولصمتها المطبق الذی تلتزمه والتعتیم الإعلامی تجاههذه المجریات. أما الاوساط الدولیة فتکتفی بالاعراب عن قلقها ازاء مجازر البحرین، ولم تحرک ساکناً ضد النظام حتى الان. ووصلت الإعتداءات الشرسة الى درجة حیث لم تتمکن بعض مؤسسات المجتمع الغربی ان تتخذ الصمت اکثر من هذا بالرغم من مزاعم الغرب للتستر على الجرائم الشنیعة فی البحرین، لکن مع ذلک نحن نستغرب صمت منظمات حقوق الإنسان وباقی المنظمات الدولیة بالتساهل والتسامح مع هذا الامر الخطیر، وبکل هدوء یعبّرون عن مجرد قلقٍ بسیط ازاء هذه الکارثة الکبیرة. ان مجرد التضامن لن یبدو مقنعاً وعلى الشعوب ان تتخذ موقفاً حاسماً ازاء ما یجری من انتهاک صارخ فی حق المرأة البحرینیة . ولاشک إن المرأة البحرینیة تعیش حالة مزریة وواقع مریر بسبب الانتهاکات التی تنال من شخصها وأسرتها على مرأى ومسمع من المؤسسة الرسمیة التی تدعی الاهتمام بالشأن النسوی وهی بعیدة کل البعد عن حمایة المرأة من الانتهاکات الشدیدة وسوء المعاملة لها. ویتساءل المنصفون أین هذه المؤسسات التی تزعم الدفاع عن حقوق المرأة، من مئات الحالات من الانتهاکات الغاشمة والظلم الواقع على المرأة، حیث أدمت السیاط جسدها وتم تعذیبها فی المعتقلات وصعقها بالکهرباء وتوجیه مختلف الإهانات لها فی مراکز الشرطة والاعتقال، وفضلاً عن فصلها عن العمل والتجویع والتشرید والمطاردة؟!. والظاهر ان هذه المؤسسات تدعی حمایة المرأة فی القول فقط، وإلا أین منها حین تم فصل أکثر من 200 طالبة من جامعة البحرین، وفصل 308 امرأة من وظائفهن من القطاع العام، إلى جانب فصل 74 امرأة أخرى من القطاع الخاص؟ وکل ذلک لأسباب تتعلق بتعبیرهن عن آرائهن فحسب. هذا والمعروف إن المرأة البحرینیة کانت على مر التاریخ، تکرس صورة إنسانیة على قدر کبیر من الوعی والتأثیر، فقد تبوأت لمواقع کثیرة وإستطاعت ان تکون بلیغة فی حجتها ومؤثرة فی حضورها وواعیة بواقعها، ومحافظة على کیان الأسرة والمجتمع، ساعیة من أجل الحصول على حقها السیاسی وعلى عزتها وکرامتها، ولذا خرجت تطالب وتسعى للإصلاح کشقیقها الرجل. المرأة والاستمرار فی ممارسة الدور الحیوی ونحن بدورنا نناشد المرأة البحرینیة أن تستمر فی ممارسة دورها السیاسی الحیوی والفاعل والمؤثر بکل حریة، وأن یتاح لهن الحق فی التعبیر عن رأیهن دون محاربتهن فی أرزاقهن أو جرهن الی المحاکم بتهم واهیة لتخویفهن وحملهن على عدم إبداء رأیهن أو الحدیث عن الانتهاکات التی تعرضن لها. ولیعلم الکل إن نساء البحرین المجاهدات أسقطن کل أقنعة السلطة الغاشمة التی تدعی الحضارة والتقدم والرقی. وأسقطن کل أقنعة مزاعم العروبة والتمسک بحقوق المرأة البحرینیة، ونبذ العنف ضدها وحمایتها ورعایة أنوثتها وحرمة التعرض لها فضلاً عن انتهاک حقوقها... المرأة البحرینیة تُسقط الاقنعة الزائفة والمرأة البحرینیة الصامدة أسقطت کل الأقنعة الزائفة و کشفت وجه السلطة التی تجرأت حتى على القاصرات من النساء، فی ظل صمت المجلس الأعلى للمرأة الذی طالما تبجح بإنجازات شکلیة، وصمت عن انتهاک حرمات النساء والتجاوز على أعراضهن وأنوثتهن واستخدام العنف المفرط ضدهن، فی ظل صمت عربی وإسلامی مطبق، وفی ظل صمت عالمی مزر یُناقض کل الصراخات والجهود المزعومة بالسعی لتحریر المرأة وحمایة حقوقها وحریتها وصیانة انوثتها فی المجتمع الذی یدعی الحضارة والمتمدن... لقد عبدت نساء البحرین، طریق الحریة والکرامة والإباء بآلامهن وصبرهن على أبنائهن، وجهادهن الى جوار الرجال، وبذلهن دمائهن وعذاباتهن فی سجون الباطل والاستبداد... وسیشهد تأریخ البحرین إن المرأة هی من صنعت دورها بعیدا عن الإدعاءات الوهمیة لحقوق المرأة . وسیشهد التاریخ الانسانی أن نساء البحرین سرن فی طریق العظیمات فی التأریخ، ممن وقفن بجانب الأنبیاء والصدّیقین والمؤمنین، وتأسین بخدیجة زوجة الرسول الوفیة، وفاطمة الزهراء سیدة نساء العالمین، وزینب الصابرة المجاهدة... سوف لا ینسى التأریخ النساء البحرینیات من الصغار والکبار کأمهات الشهداء وزوجاتهم وبناتهم وأخوات الشهداء الأبرار، والشهیدات ممن ضربن أروع ملاحم الصبر والعزة والکرامة اللاتی اسقطن بمظلومیتهن وصبرهن مشروعیة نظام کامل یتبجح بقوته العسکریة على النساء والقاصرات والأطفال، وکل الانظمة المحلیة والدولیة التی تقف بجانب هذا الجائروتبرر انتهاکاته لحقوق النساء والرجال... مجاهدات رفعن رایة الثورة وشاطرن المسؤولیة مع الرجال المؤمنین الثابتین.. ونلن ما نالوا من القتل والتعذیب والتنکیل حتى أسقطن کل الأقنعة التی استترت وتقنعت بها السلطة الظالمة... | ||
الإحصائيات مشاهدة: 2,331 تنزیل PDF: 2 |
||