إستهداف المرأة المحجبة فی أوروبا...إستهداف للوجود الاسلامی | |||||||||
أقدمت وسائل الإعلام المختلفة مؤخراً بنشر أخبارعن الهجمة التی تشنها البلدان الأوربیة ضد الحجاب الاسلامی حیث قامت الدوائر الحکومیة فی إیطالیا بتغریم امرأة منقبة لأنها کانت مرتدیة الحجاب. وقبلها فی فرنسا بالرغم من تبجح هذه الدول بالحریات الدینیة والشخصیة . الجمیع یعلم الکره الغربی للإنتشار الواسع للإسلام وخاصة فی أوروبا التی کانت تعتقد أنها بمنأى عنه، فکلما حاربوا الإسلام وجدوه یقوى ویرسّخ مکانه بین الناس وما ذاک إلا لأنه دین یخرج الناس من الظلمات إلى النور ولذا تخاف الاوساط الغربیة الحاقدة من انتشار الإسلام بین شعوبها . وتثبت الإحصائیات العالمیة أن أکثر الأدیان انتشاراً فی العالم هو الإسلام لأنه هو الدین الذی سیبقى ینتشر بسرعة مهما فعلوا من دسائس وحملات هوجاء.
المستقبل المشرق لهذا الدین الدوائر الغربیة المتهسترة حاولت صد الناس عن هذا الدین بفرض عقوبات لمن تتمسک بالحجاب وتتمسک بعفافها وهی فی عقر دارها، فیقومون بشن حرب علنیة على المرأة المسلمة المحجبة دون ای ذنب تقترفه وما یحز فی خاطر کل مسلم أن تجد بلداناً اسلامیة تحارب الحجاب الشرعی کبقیة البلدان الکافرة وما علموا أن الذی یحارب الدین هو الخاسرالاکبر. والقصص هنا کثیرة ومؤلمة فی تنوعها ضد الحجاب. والحقیقة هی لیست ضد الحجاب فقط وإنما هی ضد الإسلام والمسلمین، وإلا لماذا یتبجحون باسم الحریة والعلمانیة وأنهم یکفلون لکل انسان یعیش على أرضهم أن یمارس جمیع حقوقه بکل حریة واحترام إلا أنهم شاهدوا ورأو ما یفعله الإسلام بمن یتمسک به، وهم یریدون أن تتعرى المرأة المسلمة کما فعلوا فی نسائهم حیث أخرجوهن وعبثوا بهن وجعلوهن ألعوبة فی أیدیهم وشردوهن من بیوتهن وأساؤوا استخدامهن بکل الوسائل الوضیعة . هم یریدون للمرأة المسلمة أن تکون مثل نسائهم فی الحریة المزعومة ،الحریة الزائفة التی جلبت الویلات لأبناء الشوارع الذین صاروا یشکلون نسبة کبیرة فی مجتمعاتهم. لقد ساءهم هذا الحجاب الذی یصون عفاف المرأة المسلمة وجعلها درة مصونة، ساءهم عدم رؤیتهم لمفاتنها، فشنوا الحرب على الحجاب الاسلامی، وکلنا نعلم أنها لیست على الحجاب فحسب، وإنما هی حرب طاحنة على الإسلام والمسلمین لما شاهدوه من انتشار لهذا الدین فی بلدانهم. الحقیقة ان العداء الغربی یطال جمیع المظاهر الإسلامیة، فالکراهیة لا تخص الحجاب وحده کما قد یظن بعض السذج المتأثرین بتبریرات غربیة وسمجة، فالبغض موجه نحو الإسلام جملة وتفصیلاً. وقد تضاعف حقد الغرب عندما ثبت لدیه بالأرقام المؤکدة، أن حملات التشویه التی قام بها جاءت بنتائج عکسیة،إذ تسارع انتشار الإسلام بین الأمریکیین والأوربیین، بینما کان القادة المتعصبون یسعون إلى تقلیص حجم المسلمین الوافدین من بلدان مسلمة أصلاً!!وتتهافت الذرائع المتناقضة،التی ساقها تجار الدیموقراطیة فی الغرب،لـ"تجمیل"مکرهم متمثلاً بمنع الحجاب مع أنه، وفقاً لادعاءات حریة الرأی والمعتقد والحریة الشخصیة، شأن فردی یخص کل فتاة أو امرأة على حدة، بدلیل أنه لا یوجد قانون آخر یتصل بأی ملابس فی البلدان الغربیة بلا استثناء!! ویتذرع الغربیون بالمواقف المشینة التی اتخذتها أنظمة محلیة مستبدة ومتغربة تسلطت على الحکم فی کثیر من البلدان الاسلامیة ، فقد شنت حرباً شرسة على الحجاب، وجد فیها اسیادها فی العواصم الغربیة سنداً لحملاتهم الهوجاء لمنع الحجاب هناک.
الخوف من إنتشار الاسلام هناک من یتابع أخبار الغرب بتنوعاته الجغرافیة والبشریة فی أوروبا وأمریکا وحتى أسترالیا یجد أنه لا شغل له سوى الکید لیل نهار للعالم الإسلامی . وآخر ما تناقلته وسائل الإعلام تداول البرلمان الأوروبی لقضیة منع الحجاب فی المؤسسات الغربیة اقتداء بفرنسا صاحبة قصب السبق فی هذا القرار المهین للمسلمین. ولقد کان الاقتراح فرنسیا مرة أخرى لجر جمیع دول أوروبا لقرار منع الحجاب حتى لا تبقى وصمة العار عالقة فی جبین فرنسا وحدها لأن العدید من دول أوروبا تعتبر القرار الفرنسی مساسا بالحریات العامة وخاصة حریة الاعتقاد فی بلد یتشدق بالدفاع عن الحریات بما فیها حریة الاعتقاد. ولقد أحبط التصویت فی البرلمان الأوروبی القرار الجائر؛ ولکن إثارة القضیة من جدید فی هذا البرلمان لها أکثر من دلالة خصوصا بعدما قضى القضاء الأوروبی للعدید من المسلمات بارتداء حجابهن احتراما لعقیدتهن؛ وصیانة لحریة الاعتقاد. ومقولة منع الحجاب مقولة متهافتة لأنها تتعامل مع المعتقدات المختلفة تعاملا واحدا لا یراعی الخصوصیات ذلک أن القول بأن الحجاب رمز دینی کالقلنسوة الیهودیة والصلیب المسیحی هو مغالطة.فالحجاب الإسلامی لیس مجرد رمز بل هو جزء من الدین ذلک أن وظیفة الحجاب هی ستر جزء من جسد المرأة المسلمة البالغة ؛ وهو أمر إلهی منصوص علیه فی القرآن الکریم والسنة النبویة الشریفة ؛ وهو من قبیل کل الأوامر فی دین الإسلام ؛ فکما أمر الإسلام المرأة بالصلاة والصوم والزکاة والحج ….. إلخ ؛ ونهاها عن شرب الخمر والزنا ….. إلخ فقد أمرها بالحجاب. فالقضیة أکبر من مجرد رمز کما یرید الأوروبیون وغیرهم. والامرالمضحک فی منطق الدول الغربیة المانعة للحجاب أو الراغبة فی ذلک أنها تعتز و تفتخر بعلمانیتها وتمنع غیرها من الاعتزاز والافتخار بقناعاته غیر العلمانیة فی الوقت الذی تتبجح فیه بأن العلمانیة تضمن التنوع والاختلاف وحریة الاعتقاد. فهل منع ارتداء الحجاب فی المؤسسات التعلیمیة الغربیة دلیل على احترام معتقدات الناس ؟ وهل هو دلیل على ممارسة الناس لحریاتهم ؟؟ إنه إجراء یدل على التعصب الأعمى والحقد الأسود ضد دین شعاره : لا إکراه فی الدین ؛ ولکم دینکم ولی دین . والمثیر للسخریة حقا أن تصیر فتیات صغیرات یتشبهن بأمهاتهن مثار نقاش فی أکبر برلمان فی الدنیا ؛وأن تصیر هذه الفتیات مصدر تهدید لحضارة کبرى ترید عولمة نفسها لیس بالإقناع وإنما بالإکراه ؛وحجاب الفتاة المسلمة الصغیرة یسخر من حضارة العولمة الجبارة ولسان حاله یصیح: لا إکراه فی الدین یا أرقى الحضارات ؛ ألیس من الأجدر أن یناقش أکبر برلمان :کیفیة عودة السلام والأمن إلى بلدان هی مسؤولة عن زعزعة أمنها واستقرارها ؟؟ ألیس من الأجدر، استصدار قوانین تمنع الاحتلال فی القرن الواحد والعشرین والذی لا تمارسه إلا الدول المنتسبة إلیک یا سیدة الحضارات یا صاحبة أجمل قناع یغطی أبشع وجه . ألیست سیدة الحضارات تخاف أن یکون الحجاب الإسلامی هو أول عتبة تلجها الأنثى الغربیة نحو دین الإسلام ؟؟ ألیست هذه هی الحقیقة التی تخشى شیوعها فی الناس وهی تحلم بتصدیر العولمة ؟؟؟
الحجاب وتراجع شعارات حقوق الانسان بالرغم من شعارات حقوق الإنسان التی ترفعها الحکومات الغربیة ، والتی تطالب بالحقوق والمساواة وحریة الاعتقاد والدین وغیرها، إلا أنها فی کل مرّة تواجه فیها الحجاب الإسلامی، تتراجع مرّة واحدة عن کل تلک الأفکار، لتؤکد للعالم مدى التطرف ضد الدین الإسلامی، وضد کل ما یمت إلیه بصلة. ففی الفترة الأخیرة التی شهدها العالم، اشعلت الدول الغربیة حرباً ضد الحجاب الإسلامی فی عدد من الدول الأوروبیة، من خلال عدّة مظاهر، ابتداءً من المظاهرات، وصولاً إلى المواقع الإلکترونیة وغیرها.
إیطالیا فی مواجهة الحجاب: ونبدأ استعراض هذه الحملة من إیطالیا، التی تعتبر محضناً للمسیحیة، حیث کشفت دانییلا سانتانکی (رئیسة حرکة من أجل إیطالیا) عن مشروع قرار رسمی فی البرلمان الإیطالی، یناهض الحجاب ویحاول التصدی لانتشاره السریع، حیث قالت: "إن البرلمان الإیطالی یتهیأ لسن قانون ینص على منع الحجاب الإسلامی، بدعوى أنه یشکل إهانة للمرأة، بحسب مزاعمها". وإستطردت سانتانکی "بعد تظاهرات میلانو یتهیأ البرلمان لسن قانون یستند على عرض سابق لی، وینص على منع الحجاب لا لأسباب أمنیة فحسب، بل لأنه یشکل إهانة غیر مقبولة للنساء ولبلد متحضر"!! دون الإشارة إلى حقوق النساء فی ممارسة تعالیمهنّ الدینیة، والتی تمنحها جمیع القوانین الإنسانیة لها. وأضافت فی رسالة بعثتها إلى صحیفة "لیبیرو": "إنه للمرة الأولى وبعد حدیثی المستمر عن هذا الموضوع، تفطن الصحف ومحطات التلفزة إلى العلاقة بین عشرات جرائم القتل التی تعرضت لها فتیات مسلمات على ید أفراد من عوائلهن، ومبدأ خضوع المرأة الذی ینشره فی کثیر من المساجد مرشدون دینیون فی سن السادسة عشر".
معرکة بلجیکا ضد الحجاب: وکدلیل على تصاعد العداء والخشیة من الإسلام الذی ینتشر بصورة واسعة فی أوروبا، تظاهر المئات من البلجیکیین، غالبیتهم من النساء، للمطالبة بقانون یمنع ارتداء الحجاب أو إبراز أی شعار دینی فی المدارس الفرنسیة فی بلجیکا. وهتف المتظاهرون المتطرفون بشعارات معادیة للإسلام والحجاب، مثل "لا حجاب فی بلجیکا" بعد أن تجمعوا أمام المجلس الإقلیمی للولایة الفرنسیة ملبین نداء ممثلات عن جمعیات أهلیة. ویُنقل عن الکاتبة کریمة _وهی ممثلة جمعیة اسمها "غیر خاضعات وغیر محجبات"_ قولها: "إنه من غیر المقبول رؤیة فتیات فی الرابعة والخامسة من عمرهن یذهبن إلى المدرسة محجبات ویبقین الحجاب فی الصف، ویترک قرار منع الحجاب بین یدی مدراء المدارس، وهذا غیر طبیعی. نطلب قانونا یمنع ارتداء الحجاب . وفی عداء سافر على حقوق المسلمات فی ارتداء الحجاب، قالت الکاتبة البلجیکیة من أصول مغربیة: متحدثة باسم المسلمات دون أی تفویض منهنّ"إنهن "یشعرن بالخوف". وتناقضت آراء ممثلات الجمعیات عندما طرحن رأیهنّ بالقول: "نحن لا نناضل من أجل منع الحجاب فی بلجیکا، هذه لیست قضیتنا، فحریة المعتقد موجودة فی بلجیکا ویجب المحافظة علیها، نحن نناضل ضد ارتداء الحجاب فی المدارس وإلزام الفتیات المسلمات بارتدائه". ویحتج عدد من الناشطات فی المنظمات النسائیة والعلمانیة على منع الحجاب باسم الحریة والخیار الحر، بحسب ما أوضحت زوی جینو النائبة الفیدرالیة المدافعة عن البیئة، وهی من أبرز الشخصیات المنظمة لحملة التوقیع على عریضة ضد منع الحجاب التی وقع علیها عدد من النواب.
موقع على الانترنیت ضد الحجاب ولم ینحصر الأمر فی المظاهرات والقرارات التی تحاول بعض الدول الغربیة إتخاذها ضد الإسلام، بل انتقل العداء ضد الحجاب إلى الإنترنت، الذی شهد تأسیس موقع خاص لمناهضة الحجاب على شبکة الفیس بوک، والتی تعتبر أکبر وأشهر شبکة اجتماعیة وتواصلیة عبر الإنترنت. واضاف قائلاً: "الحجاب ضد قوانیننا وقیمنا ویجب أن یکون محظوراً فی جمیع أنحاء البلاد.. إن التقید بالقواعد الدینیة یجب أن یفسح المجال لاحترام النساء وحیاتهم". ودعا هذا الرمز الحاقد إلى "ضرورة تحریر جمیع النساء المسلمات اللواتی یعشن فی بلادنا من حالة الفصل والعزل، إیطالیا للإیطالیین، ومن یأتی إلى إیطالیا یجب أن یحترم قوانیننا وقیمنا وإلا فلیحزم أمتعته ویرحل". الحرب الفرنسیة المستمرة ضد الإسلام أما الحکومة الفرنسیة التی سنت أول قانون ضد ارتداء الحجاب الإسلامی فی المدارس، رغم أنها راعیة حقوق الإنسان ظاهریاً فی العالم، فهی تواصل عداءها المعلن ضد الاسلام والمسلمین، فقد کتبت صحیفة اللوموند الشهیرة، مقالاً حول الحجاب، قالت فیه: "إن الجدل الدائر حول النقاب فی فرنسا یتحول الآن إلى فخ متعدد الجوانب.. فهو یمنح المتشددین من جمیع الأطراف سلاحا فی أیدیهم، وبسببه تصبح المواقف أکثر رادیکالیة، کما أنه یسبب إزعاجا للمسلمین، ویربک حتى أولئک الذین کان یعتقدون أنهم یملکون أفکارا واضحة حیال هذا الموضوع وأخیرا، فإن الانفعال الذی تثیره رؤیة النساء المحجبات فی فرنسا یعطی للبعض فرصة الخلط بین المسلمات المرتدیات الحجاب "الکلاسیکی" والمسلمات المرتدیات للنقاب أو البرقع". الکلام هذا جاء ضمن تحلیل الصحیفة لسبب تعقد مهمة اللجنة البرلمانیة المکلفة بالتحقیق فی ظاهرة انتشار الحجاب، ذاهبة إلى أنها قد لا تحصل على الإجماع السیاسی الواسع الذی سبق وحصل علیه قانون عام 2004 الخاص بحظر ارتداء غطاء الرأس. وقالت الصحیفة: "إن بعض نواب اللجنة البرلمانیة المکلفة بالبحث فی ظاهرة الحجاب فی فرنسا، بناء على المبادرة التی قام بها النائب الفرنسی أندریة جیران، قد اکتشفوا، خلال التحقیقات ، مدى تعقد هذه المهمة وصعوبة فکرة سن تشریع یحظر ارتداء الحجاب فی الأماکن العامة فی فرنسا". فقد بدأ هؤلاء النواب العلمانیون الذین یشعرون بالخوف من تصاعد الإسلام، فی إجراء هذا التحقیق بهدف "وضع حد لهذا التوجه الطائفی الذی یتعارض مع المبادئ العلمانیة فی البلاد، ولقیم الحریة والمساواة وکرامة الإنسان" ولکن، کما تتساءل "لوموند"، هل یعنی ذلک أنه یمکن القضاء على الحجاب فی المجتمع الفرنسی باسم العلمانیة.
الخوف من اندثار العلمانیة هل یشکل الحجاب خطرا على المجتمع الغربی ؟؟ فی عصرنا الذی یشتهر بالحریة والدیمقراطیة ویسنح للجمیع الادلاء بارائهم وممارسة شعائرئهم الدینیة والمذهبیة وتحترم الطقوس الثقافیة والاجتماعیة تشهد بعض الدول الغربیة والعربیة جدلا حول ارتداء الحجاب خاصة فی المؤسسات التعلیمیة بما فی ذلک قرار بعضهم منع ارتداء الحجاب خاصة فی الجامعات . وبدأ الاخرون بادخال تغییرات على التعلیم الدینی وخصوصا فی موضوع ارتداء البنات للحجاب ولکن لماذا هدا الجدل ؟ هل یتعارض الحجاب مع حریة الاخرین او یضر حقوقهم ؟ هل یشکل الحجاب خطرا على المجتمع ؟ فقد تصاعدت مؤخرا الحملات الموجهة ضد الاسلام وکل ما یمت الیه بصلة ولم یکن مستغرباً ان تشن هذه الحملات على الاسلام من الغرب فیتهم بالارهاب ویتم التضییق على المسلمین فی هذه البلاد لیصبحوا اشخاصا غیر مرغوب فیهم، فیتم منع الحجاب فی المدارس والجامعات الاوروبیة کما هو الشأن فی فرنسا وامریکا خصوصا وان الفئات النازحة الى الدول الاوروبیة هی فئات ضعیفة لجأت الى الدول الغربیة اما لاسباب اقتصادیة او اجتماعیة فکان حلها الوحید هو مسایرة البلد المستضیف والرضوخ لقوانینه وقراراته . وبذلک اصبح الاسلام والزی الاسلامی بالخصوص فی خطر . فلمادا تتشبث الراهبات المسیحیات بزیهن وتعالیم دینهن وتُحرم المسلمات من هذا الحق ؟ هل یخافون من انتشار الاسلام واندثار علمانیتهم ؟ یجب ان لا نعطی لاعداء الاسلام الفرصة لمحاربة دیننا .
الحجاب هل یهدد الحضارة الغربیة؟ الخوف من الإسلام ظاهرة قدیمة فی أوروبا، کانت بارزة عند بعض المنظمات والأحزاب الیمینیة المتطرفة خصوصاً، ومع صعود هذه الأحزاب والمنظمات وتنامیها تحوَّل الخوف أو التخویف من الإسلام إلى شعارٍ انتخابی، ثم تنامت هذه الظاهرة حتى برزت فی تصریحات بعض الساسة وقادة الرأی والفکر؛ فقد ذکر المستشار الألمانی السابق: أنه لن یُسمَحَ للإسلام بتهدید الحضارة الأوروبیة، واتهم بیرلسکونی (رئیس الوزراء الإیطالی السابق) دین الإسلام بأنه دین متخلِّف، وأخیراً ولیس آخراً یأتی الرئیس الفرنسی سارکوزی ویشن هجوماً على الحجاب ثم النقاب، ویصفه بالظلامیة وانتهاک حقوق المرأة، وعدَّه علامةَ استعبادٍ لها... ونظائر هذه التصریحات تتصاعد یوماً بعد یوم. وانتقل تسویق الخوف من الإسلام إلى رجل الشارع الأوروبی حین زَجَّ به السیاسیون والإعلامیون لیشارک فی التصویت حول بعض الظواهر الإسلامیة؛ لیتشکل رأیٌ عامٌّ أوروبی متشنج یبذر الکراهیة والعداء إزاء کلِّ ما هو إسلامی، حتى أصبحت المحجبة - کما تقول الکاتبة الألمانیة (باربرا جون) -: (هی الهدف الأساسی للهجوم، لقد خُلِقَت منها صورة تقلیدیة للعدو؛ فالرسالة السیاسیة المنتشرة تقول بأن غطاء الرأس یعد إعلاناً عسکریاً للحرب على المجتمع) ثم بلغ الهجوم على الإسلام ذروته عند تحوُّله من الحملات الإعلامیة والتصریحات السیاسیة إلى سَنِّ الأنظمة والتشریعات التی تستهدف المسلمین وتصادر حریاتهم. إنها لیست حرباً على النقاب أو المآذن أو اللحم الحلال وحسب، بل هی حرب فکریة شاملة (أو کما تسمیها صحیفة الواشنطن بوست الأمریکیة: حرباً ثقافیة) تستهدف الوجود الحضاری والفکری للمسلمین فی أوروبا؛ فالحرب على الحجاب هی المدخل الأوروبی للحرب على الهویة الإسلامیة بکل مکوناتها العقدیة والأخلاقیة والثقافیة، وصدق المولى - جل وعلا - إذ یقول: {وَدُّوا لَوْ تَکْفُرُونَ کَمَا کَفَرُوا فَتَکُونُونَ سَوَاءً} [النساء: ٩٨ج إن هذه الحرب تدل دلالة جلیة على غطرسة أوروبا، وعقلیتها الاستعماریة، وعنصریتها المتأصلة من جهة، کما تدل على ضعفها وتهاوی بنیانها من جهة أخرى؛ وإلا فأیُّ تهدید ستحدثه مآذن سویسرا؟ وأیُّ خطر سینتج عن النقاب؟ لقد أدرکت صحیفة الهیرالد تربیون أن مشکلة أوروبا فی الحقیقة لیست فی الحجاب؛ إذ ترى أن (الدافع الحقیقی وراء الاعتراض على ارتداء الحجاب، هو الاستیاء من عدد المسلمین المتزاید فی أوروبا). إنَّ أوروبا الیوم تعیش فوق مستنقعٍ آسنٍ من الفساد الأخلاقی والتفکک الاجتماعی، وهو ما قد یؤدی إلى تزلزلها وانهیار أرکانها؛ وإن مراجعةً یسیرةً لمعدلات الاغتصاب، والعنف الجنسی، وزنا المحارم، والحمل خارج إطار الزوجیة، وزیادة عدد دُورِ البغاء وقنوات الدعارة والمواقع الإباحیة... لَتَکشِف حقیقة الوجه الکالح للقارة العجوز. إن على عقلائها أن یتحدثوا عن استنقاذها وإعادة استصلاحها، بدلاً من تشدُّق ساستها بالحدیث عن القیم. لقـد أصبـح الوجـود الإسـلامی فی أوروبا حقیقـة متجذرة لا یمکن تجاهلها، وهی تزداد عاماً بعد عام، وفَرْضُ الثقافة والقیم الأوروبیة على المسلمین فی حیاتهم الشخصیة مخالِف للأسس النظریة التی قامت علیها العَلمانیة الأوروبیة، کما أن محاصرة المسلمین وإقصاءهم لیس هو الخیار الصحیح لأوروبا؛ لأن هذا سیزید من الاحتقان الفکری والجدل الاجتماعی. ونحن نرى أن هذه مسألة اجتهادیة یسع فیها الخلاف، واتسعت لها صدور أئمة الفقه قدیماً وحدیثاً، ولیس من المصلحة أن تحوَّل القضیة إلى معرکة جانبیة ننشغل فیها ببعضنا، کما أن معیار التشدد أو التساهل یجب أن یبنى على الدلیل الشرعی، ولیس على الذوق الاجتماعی أو الانطباع الشخصی. ونؤکد هاهنا ثانیة على أن الحرب على الحجاب فی التعلیم عام 2003م، ثم الحرب على النقاب فی عام 2011م لیست إلا عناوین للحرب على الهویة الإسلامیة.
تقنین حظر الحجاب قبل سنوات انعقد "مؤتمر الإسلام فی ألمانیا" وشاع باعتباره خطوة کبرى فی اتجاه الحوار والتعایش والاندماج، وکان ممّا یلفت النظر خلال مطالبة الاتحادات الإسلامیة المشارکة، أن تعمل هی على إقناع الآباء والأمّهات من المسلمین فی ألمانیا بعدم منع أبنائهم وبناتهم من المشارکة فی الدروس المختلطة للریاضة بما فیها السباحة فی المدارس. ورفضت الاتحادات هذا المطلب، ولو استجابت لفقدت مصداقیتها لدى المسلمین على کلّ حال. على أنّ الشاهد هنا هو ذلک الترکیز المباشر فی التعامل السلبیّ مع الإسلام ووجوده فی أوروبا، على الفتاة المسلمة، والمرأة المسلمة، وقد أصبحت تحت الأنظار على أکثر من صعید، ومن ذلک انتشار الحجاب. لیس خافیاً کیف تحرّکت الحکومات الغربیة على طریق "تسییس" قضیة الحجاب، حتّى أصبح حجاب الفتیات المسلمات الناشئات فی سنّ المدرسة مستهدفا فی فرنسا فی حرب التشریعات القانونیة الاستثنائیة على المسلمین، کما أنّ الحکومات المحلیة للولایات الألمانیة سعت لتقنین حظر حجاب المعلّمة المسلمة، ولایة بعد أخرى، وبالتالی للحیلولة دونها ودون ممارسة مهنة التعلیم، وفی هولندا أثارت جریمة قتل المخرج "فان خوخ" فی حینه ضجّة کبیرة، وقد کان محور فیلمه الاستفزازی ضدّ الإسلام والمسلمین یدور حول "اضطهاد المرأة المسلمة" وفق منظوره. ویوجد ما لا یُعد من الأمثلة الیومیة على الصعید الإعلامی وإنتاج الکتب الموجّهة لعامّة القرّاء. والقائمة الغربیة طویلة، کذلک لیس خافیاً موقع "المرأة والأسرة المسلمة" من جداول أعمال العدید من المؤتمرات الدولیة الکبرى التی عقدت فی السنوات الماضیة، وجمیع ذلک یدفع إلى السؤال: لماذا هذا الترکیز الکبیر على إسلام "المرأة" فی إطار الحملة الراهنة على الإسلام والمسلمین، والتی تذکّر بمثیلتها فی مطلع القرن المیلادی العشرین فی عدد من البلدان العربیة والإسلامیة؟.. أمّا الادعاء القائل إنّ الحکومات الغربیة، کفرنسا وألمانیا، تدافع عن المرأة المسلمة وتعمل على وضع حدّ لاضطهادها من خلال تلک التحرّکات المشبوهة ضدّ الحجاب، فهو زعم ینطوی على خداع کبیر. وینکشف الخداع القائم على هذا الصعید عند الإشارة إلى أنّ الحملة على الحجاب فی أوروبا وما یرافقها بدأت تشتدّ وتظهر للعلن بعد أن تحرکّت المرأة المسلمة فی الغرب، وبات وجودها مرئیا ظاهرا للعیان، على صعید طلب العلم فی المدارس والجامعات، وفی اللقاءات والمنتدیات الفکریة والثقافیة، وکذلک فی میادین العمل التی تتطلّب مؤهّلات علمیة، وجمیع ذلک هو من حقوق المرأة ومداخل إقرارها، وهم یزعمون الدفاع عنها، فکیف یعرقلونها الآن، بالعمل لوضع المسلمة الملتزمة بالذات، ما بین خیارین، إمّا التخلّی عن حجابها أو حرمانها واقعیا من العلم والعمل!.. ولا نکشف سراً إذا اکدنا بان حکومات تلک البلدان المعنیة نفسها کانت تجلب مئات الألوف من النساء المسلمات من ترکیا والشمال الإفریقی، لیعملن فی قطاعات الخدمة والتنظیف، فی البیوت وفی المنشآت العامة، فکانت أوضاعهنّ الاجتماعیة والاقتصادیة، ناهیک عن السیاسیة والثقافیة والتعلیمیة، فی الحضیض، ولم تحرّک تلک الحکومات ساکنا آنذاک، ولعشرات السنین، دفاعا عن المرأة المسلمة، وقد کان الحجاب منتشرا آنذاک، ثمّ إذا به یصبح مستهدفا الآن، ولکن فی المیادین التی من شأنها أن تحقّق کسبا علمیا أو مهنیا للمرأة. تحرکت تلک الحکومات المعنیة على أعلى المستویات مع استخدام أسالیب الإکراه، بعد أن أصبحت النسبة الأعظم من النساء المسلمات الملتزمات، من خلال العلم والوعی، جزءا حیویا من الصحوة الإسلامیة المنتشرة فی کلّ مکان.
حرب على المرأة المسلمة الواعیة وبالتالی فان الحرب الدائرة ضدّ المرأة المسلمة لیست حربا على حجابها على وجه التحدید، بقدر ما هی حرب على وجودها کامرأةً مسلمة واعیة متعلّمة مثقّفة محجبة ملتزمة بدینها مؤثّرة فی مجتمعها، تثبت وجودها فی میادین الحیاة وفی صناعة جیل المستقبل. بل إنّ قسطا کبیرا من إقبال الشبیبة الغربیة من غیر المسلمین، على تفهّم الإسلام وإنصافه أکثر من الجیل الأکبر سنّا، وعلى اعتناق الإسلام بأعداد متزایدة سنویا، إنّما یعود بنسبة عالیة إلى الأثر الذی أحدثه ظهور المرأة المسلمة الملتزمة فی المجتمع الغربی، وهو ما أسقط تلقائیّا کثیرا من الأحکام المسبقة التی کانت ترکّز هجماتها منذ عهود، على إعطاء صورة سلبیة وکریهة عنها، فکان ظهور المرأة المسلمة عاملا حاسما فی إعطاء الصورة القویمة عن حقیقة العلاقات الأسرویة والعلاقات بین الجنسین عامّة کما قرّرها الإسلام، وباتت هذه الصورة هی "البدیل" مقابل ما انتشر فی الغرب خلال العقود القلیلة الماضیة وبات نتیجة تفکّک الأسرة وضمور مفعول العلاقات الإنسانیة وباءً لا یکاد یُعثر على شفاء منه داخل نطاق المنظومة العلمانیة الغربیة ومضامینها التی تجاوزت القیم الدینیة والخلقیة والإنسانیة. على العموم ان المرأة المسلمة المتعلّمة الواعیة هی التی تصنع الصحوة المبارکة، وتصنع التغییر، وهذا هو المستهدف أکثر من سواه فی نطاق الحملة على الإسلام والمسلمین، وهو ما یفسّر الترکیز على الحجاب وعلى أوضاع المرأة عموما، وهو أیضا ما ینبغی أن یلتفت إلیه المسلمون فی الغرب وفی کلّ مکان، فکلّ کسب یتحقّق على صعید المرأة الملتزمة الناشطة من أجل نفسها وأسرتها وإسلامها والبشریة، هو کسب کبیر لصالح الوجود الإسلامی ومستقبل المسلمین، وکسب کبیر للبشریة جمعاء. منی کمال | |||||||||
الإحصائيات مشاهدة: 4,818 |
|||||||||