تاریخ الطب الإیرانی | ||||
PDF (687 K) | ||||
تعود أقدم دلائل وافاق الحضارة فی إیران إلى قبل اکثر 10 آلاف سنة. وبعد ذلک، شهدت الحضارات المحلیة والمدن فی سهول إیران تطورا جدیرا. وفی الفترة التی تلت القرن السابع قبل المیلاد، نشأت إمبراطوریات کبیرة بأیدی إیرانیین، وأکبرها کانت إمبراطوریة الأخمینیین التی سیطرت على أرض فارس وقسم کبیر من أرکان العالم المتحضر (من 550 إلى 330 سنة قبل المیلاد). وخلال هذه الفترة، تطورت العلوم الطبیةعلی نطاق واسع ، خصوصاً فی عهد الساسانیین (من 224 إلى 637 بعد المیلاد). کانت علوم الطب فی الإیران القدیمة تخصصیة، وکان لدى العدید من الأطباء الأخصائیین مثل الجراحین وعلماء النفس والصیادلة وأطباء العیون وأطباء الطب الشرعی، تراخیص عمل خاصة بهم. وقد تم فی تلک الفترة ولأول مرة تسجیل العدید من التقدم والتطور والاکتشافات الطبیة مثل اکتشاف الدورة الدمویة الرئویة وتقلصات الرحم أثناء الولادة الطبیعیة للمرأة. وفی زمن الإمبراطوریة الساسانیة، کانت هناک هیئة طبیة لتنظیم الخدمات الطبیة ومنح التراخیص للأطباء کی یمارسوا مهنتهم الطبیة. وکانت الأخلاق الطبیة، وخاصة فیما یتعلق بالمرأة متطورة ومنظمة جدًا. هذا وقد تم فی عهد الساسانیین ووفق قوانین منظمة خاصة بناء جامعة ومستشفى (جندی سابور) کأول مستشفى تعلیمی فی العالم فی جنوب غرب إیران. وکانت جامعة جندی سابور جامعة کبیرة تستقطب العلماء من جمیع أنحاء العالم للاستفادة من عنمهم وخبراتهم. وکان العدید من الأساتذة والطلاب من مختلف الجنسیات والأدیان یمارسون عملهم ودراستهم فی هذه الجامعة بحریة تامة. ومع سقوط إلامبراطوریة الساسانیة (224 إلى 137 میلادیًا) بسبب هجوم المسلمین العرب على إیران فی القرن السابع المیلادی انتهت فترة الإمبراطوریات الکبرى. وبعد هذا الحدث، بدأت دیانة الشعب الإیرانی تتغیر نحو الإسلام، وبدأت الفترة الإسلامیة لتاریخ إیران.
فی العصور الإسلامیة، تم نقل هذا الطب الشعبی التقلیدی الإیرانی من قبل أطباء جندی سابور إلى بغداد، عاصمة الخلافة العباسیة، وانتشر هذا الطب فی العالم الإسلامی. من جهة اخری بادر أطباء العالم الإسلامی (الأطباء الإیرانیون بشکل عام) فی جمع العلوم والمعرفة الطبیة من الحضارات الأخرى کحضارتی الیونان والهند وترجمة النصوص الطبیة الخاصة بهم إلى اللغة العربیة باعتبارها اللغة الرسمیة فی الخلافة العباسیة وواصلوا هذا العمل، ثم قاموا بتطویر علوم الطب خلال القرون اللاحقة. وهذا العمل وهذه الجهود الثوریة فی تطویر علوم الطب التی استمرت من القرن التاسع إلى القرن الثالث عشر والتی تُعرف بـسم "العصر الذهبی الإسلامی"،تمکن خلالها العدید من الأطباء الإیرانیین مثل ربیع بن احمد الاخوینی البخاری ومحمد بن زکریاء الرازی و ابن سینا والجورجانی وغیرهم من تطویر الجوانب المختلفة من العلوم الطبیة. ویعتمد الطب الإیرانی بصورة على نموذج شامل یقوم على العناصر الأربعة وهی النار والماء والریاح والهواء، وفیما یتعلق بالکتب الطبیة الایرانیة فقد تم ترجمتها الی اللغات الآخری ومنها کتاب "القانون" لابن سینا الذی تم ترجمته إلى العدید من اللغات، وبالنتیجة هذا الإطار النظری للطب الإیرانی أصبح النظام الرئیسی للطب فی غرب آسیا وأوروبا حتى القرن السابع عشر المیلادی. بعد الفترة الإسلامیة، وهجوم المغول علی ایران فی القرن الثالث عشر وانتهت الفترة الذهبیة للطب الإیرانی وجامعة جندی سابور فی العصر الإسلامی، وانتقل هذا التطور الطبی الإیرانی عبر الأطباء المغول من إیران إلى بغداد عاصمة الخلافة العباسیة، وبعد ذلک لم تعرف العلوم الطبیة فی القرون اللاحقة فترات ثابتة للنمو بسبب الحروب والحکومات الضعیفة وعدم الاستقرار. لم تکن هناک فرص کبیرة للاهتمام بالعلوم والمعرفة. بعد القرن الثامن عشر، وإثر تطور الطب فی الغرب وضعف حکومات إیران فی عهد قاجار (1794-1925)، تم استبدال الطب الإیرانی بالطب الغربی فی تقدیم خدمات الرعایة الصحیة والصحة العامة. ومع ذلک، ظلت الثقافة الإیرانیة تحتفظ بأکثر من سبعة عشر ألف عمل مختلف فی مجال الطب الإیرانی، وبفضل هذه المؤلفات المتعددة، بقی الطب التقلیدی على قید الحیاة. وبعد الثورة الإسلامیة فی إیران فی عام 1979، بدأ الإهتمام بالطب الإیرانی یتزاید یوما بعد یوم وأُنشئت فی النهایة مدارس ومؤسسات للطب التقلیدی (الإیرانی) وتم فی عام 2006إنشاء اول مراکز دراسیة وعلمیة وجامعات علی صعید مرحلة الدکتوراه التخصصیة فی الطب الشعبی او التقلیدی. والیوم، هناک ثلاثة فروع علمیة وثلاث دورات علمیة لنیل شهادة الدکتوراه وهی :
| ||||
الإحصائيات مشاهدة: 172 تنزیل PDF: 81 |
||||