سیرة الإمام(رض) العملیة والنظریة فی الاهتمام بالمستضعفین | ||
فی سیرة الإمام (رض) النظریة والعلمیة، یعدّ کل المستضعفین والفقراء والمهمشین، أولیاء النعم ونور أعیننا وأولیاء نعمنا، لهذا تعتبر کل شرائح المجتمع مسؤولة أمامهم، ویقول مخاطباً المسؤولین: علیکم بتقدیم مصلحة الحفاة والمهمشین والمستضعفین على مصلحة القاعدین فی البیوت والمتمکنین والمرفهین، ویرى ان الابتعاد عن المستضعفین وترکهم جانباً هو السیر إلى جانب أمریکا، فضلا عن هذا فان الإمام الخمینی (رض) وفی أول أیام الثورة أمر بتأسیس مؤسسة المستضعفین ولجنة إغاثة الإمام ومؤسسة مسکن للثورة الإسلامیة وجهاد البناء و... وجعل الاهتمام بالمستضعفین والمحرومین من أولویات خطط الثورة الإسلامیة. ان دراسة السیرة العملیة والنظریة للإمام الخمینی (رض) تدل على اهتمامه الخاص بقضیة المحرومین والمستضعفین، وأدت هذه الأهمیة إلى اصداره أمرا فی أول أیام الثورة الإسلامیة لمجلس الشورى: یقتضی بنقل کل الأموال المنقولة وغیر المنقولة لحکومة البهلوی وعمالها والمنتسبین إلیها الذین قاموا بنهب الأموال من بیت المال المسلمین بطرق غیر شرعیة، إلى المستضعفین والعمال والموظفین الفقراء، وصرح بان کل طبقات الشعب من العسکر والحکومیین والطلاب وعلماء الدین والکتاب والمثقفین مسؤولین أمام المستضعفین والمحرومین والفقراء.
ضرورة الاهتمام بالمستضعفین یعرف الإمام الخمینی (رض) المستضعفین بأنهم أولیاء النعمة الذی تعد الثورة فی مرحلة انتصارها وبقاءها مرهونة بمشارکتهم، ویخاطب المجلس والحکومة وکل القائمین على الأمور ویوصیهم بان یبذلوا کل ما بوسعهم فی إسداء الخدمة للشعب خاصة المستضعفین والمحرومین والمظلومین الذین هم بمثابة نور أعیننا وأولیاء نعمنا وان الجمهوریة الإسلامیة تحققت بفضل تضحیاتهم وان بقائها مرهون بتقدیم الخدمات الیهم من هنا علیهم ان لا یتوانوا فی إسداء الخدمة إلیهم. ویرى سماحته (رض): ان الخدمة عند الله تبارک وتعالى هی تلک الخدمة التی تقدم إلى المهمشین. من هنا: یجب علی کل من الحکومة ومجلس الشورى الإسلامی وکل القائمین على القضایا التربویة أن یعتبروا انفسهم مسؤولین أمام الله والجماهیر المستضعفة، وکان الإمام (رض) یقول: علینا ان نعرف بان من المسؤولیات الکبرى هی المسؤولیة الدینیة والوطنیة، والمسؤولیة أمام المستضعفین والمظلومین، وأخیرا ا المسؤولیة أمام الخالق والخلق. هذا وکان الإمام یطالب القضاة فضلا عن المسؤولین بالاهتمام بالمستضعفین ویقول: لأجل الله تعالى ولأجل الإسلام ولأجل الفقراء الذین کانوا یعانون من ظلم السلاطین أو الأثریاء، قوموا بأعمالکم، کما کان یطالب کل القوات المسلحة وخاصة الحرس الثوری والقوات التعبویة والشرطة بالتعامل الحسن مع الناس وخاصة المستضعفین. هذا وکان یخاطب الأطباء والکتاب بالاهتمام بالمستضعفین والتعامل معهم والدفاع عنهم، کما کان یرى ان کل الناس مسؤولون أمام المستضعفین ویقول: أوصیکم بتحقیق الرفاهیة للطبقات المحرومة لأن خیر الدنیا والآخرة یکمن فی التعامل الحسن مع المحرومین فی المجتمع الذین کانوا یعانون الظلم والمشاکل طول التاریخ، وما أحسن ان تقوم الطبقات المرفهة تطوعیا بإعداد ما یحتاجه الفقراء، وتیقنوا بان خیر الدنیا والآخرة یکمن فی هذا الأمر، وما ابعد عن العدل ان یعیش هذا فی البیوت الفاخرة وذلک مشرداً.
المبادرات العملیة فی الاهتمام بالمستضعفین بعد انتصار الثورة الإسلامیة أصبح الاهتمام بالمحرومین والمستضعفین على رأس اهتمام قائد الثورة (رض)، حیث أمر بان یتم مصادرة کل الأموال للحکومة البهلویة وأتباعهم لصالح المستضعفین، وبعد هذا تم تأسیس مؤسسة تدعى مؤسسة المستضعفین وواجبها ضبط الأموال سواء الأملاک أو الودائع المصرفیة والأموال وغیرها وبناء بیوت سکنیة للمحرومین. أما لجنة إغاثة الإمام الخمینی (رض) کانت من المؤسسات المهمة الأخرى التی تأسست فی أول أیام الثورة بأمر من سماحة الإمام قدس سره وبهدف تنظیم ومعالجة الوضع المعیشی للمحرومین والمحتاجین فی البلاد فی إطار إزالة الفقر والحرمان العام. وکان موضوع اصدار أمر بتأسیس جهاد البناء من المبادرات الأخرى المهمة للإمام الخمینی لإسداء الخدمة للمحرومین والمستضعفین فی المجتمع، إذ اصدر أمرا یقتضی بتأسیس مؤسسة لإزالة الفقر فی القرى وطالب المسؤولین بوضع قضیة بناء القرى على رأس الأولویات من خلال تخصیص الإمکانیات المتوفرة فی البلاد والاستفادة من القوات الشعبیة المتطوعة. | ||
الإحصائيات مشاهدة: 343 |
||