واقع الطفل الفلسطینی تحت الاحتلال | ||||
PDF (1460 K) | ||||
الطفل الفلسطینی و منذ ٧٥ عاما یعیش ماساة الاحتلال التی المت بشعبه منذ نعومة اظفاره فهو یری یومیا مشاهد القتل والاعتقال وهدم البیوت و التهجیر من قبل قوات الاحتلال و یتأثر بها لأنه جزء من المجتمع الفلسطینی الذی وقع علیه الظلم. هذا الطفل لم ینعم بطفولة طبیعیة کأقرانه فی باقی دول العالم لأنه یشاهد و منذ صغره الممارسات الهمجیة للاحتلال الصهیونی لا بل هو یعیش الماساة مباشره فهو تحت القمع المباشر و یمکن ان یقتل او یسجن فی أی لحظة خلافا للقانون الدولی. سبع عقود ونیف والطفل الفلسطینی مازال یعانی من ممارسات الاحتلال لکنه استطاع أن یصبح رقما صعبا فی معادلة الصراع مع المشروع الصهیونی بعد أن فجر بسواعده التی لا تحمل سوى الحجارة أعظم انتفاضة شهدتها البشریة فی وجه قوة محتلة خلال القرن العشرین. هذا الطفل الذی عاش وولد فی الخیام، ولم یتعود على الشبع، وتذوق مرارة فقد الأحبة والأهل خلال غارات المحتل المتواصلة وشاهد منزله الصغیر تهدمه جرافات الاحتلال، وحرمه منع التجوال من الوصول إلى مدرسته وسلبته رصاصات الجنود أعز أصدقائه، هذا الطفل مازال یملک الکثیر من طفولته رغم کل هذا الحزن والألم، مازال یحلم بأن یعیش طفولته کسائر أطفال العالم. انتهجت إسرائیل و بصورة منظمة سیاسة استهداف الطفل الفلسطینی خاصة بعد الانتفاضة الاولی و الثانیة من خلال القتل والجرح والاعتقال کجزء من الشعب الفلسطینی المقموع إلى جانب العدید من الممارسات التی تصاعدت منذ انطلاق الشرارة الأولى للانتفاضة ولم تکن هذه هی البدایة فقد کانت "إسرائیل" تقتل وتعذب الأطفال الفلسطینیین وتقدمهم للمحاکم العسکریة وتزج بهم فی غیاهب السجون الإسرائیلیة لسنوات طوال بحجة حمایة أمنها وتفصیل استراتیجیات الردع لدیها لکبح التطلعات الفلسطینیة فی العودة والتحریر وهذا مخالف للمادة (٣٧-أ ) من اتفاقیة حقوق الطفل الصادرة عن الجمعیة العامة للأمم المتحدة فی تشرین الثانی ١٩٨٩ والتی جاء فیها:- "تکفل الدول الأطراف ألا یعرض أی طفل للتعذیب أو لغیره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسیة أو اللاإنسانیة أو المهینة، وان لا تفرض عقوبة الإعدام أو السجن مدى الحیاة بسبب جرائم یرتکبها أشخاص تقل أعمارهم عن ثمانی عشر سنة دون وجود إمکانیة للإفراج عنهم".وفی تقریر جمعیة القانون التی تعنى بحقوق الإنسان الفلسطینی والذی حمل عنوان "قصص أخرى من مسلسل الموت" وتحت باب إسرائیل تزرع الحقد وتحصد أرواح الأطفال دون رحمة الکثیر من الوقائع المیدانیة. یعرّف الطفل حسب المادة الأولى من اتفاقیة حقوق الطفل بأنه کل إنسان لم یتجاوز سن الثامنة عشرة، ما لم یبلغ سن الرشد قبل ذلک بموجب القانون المنطبق علیه. ویتمیز المجتمع الفلسطینی عن غیره من المجتمعات الأخرى فی کونه مجتمعا یافعاً، حیث یمثل الأطفال فیه حوالی نصف المجتمع، وهذا ما أظهرته بیانات المسح الدیموغرافی الذی أجرته دائرة الإحصاء المرکزیة الفلسطینیة فی الأراضی الفلسطینیة حیث بینت النتائج أن نسبة الأفراد الذین تقل أعمارهم عن ١٥ سنة بلغت ٤٦.٥٪، وهناک تفاوت ملحوظ فی هذه النسبة, حیث بلغت نسبتهم فی الضفة الغربیة ٤٤.٦٪، بینما بلغت فی قطاع غزة ٥٣.٣٪، ویعود هذا الفرق بالدرجة الأولى إلى ارتفاع معدلات الموالید فی قطاع غزة عنها فی الضفة الغربیة، وقد یکون لاختلاف البیئة الاجتماعیة والجغرافیة أثر فی ارتفاع نسبة معدلات الموالید فی القطاع. أن سیاسات الاحتلال الصهیونی فی الحصار او مصادرة المیاه او التضییق الاقتصادی ادی الی ضمور فرص العمل لدی الشعب الفلسطینی و الفقر الاقتصادی المتعمد و المنظم و هذا ادی بدوره الی انخراط الأطفال فی سوق العمل الذی یشکل قتلاً لطفولتهم البریئة وهو مخالف لأبسط حقوقهم الطبیعیة التی أقرتها الشرائع کما هو مخالف لاتفاقیة حقوق الطفل التی أقرتها الجمعیة العامة للأمم المتحدة فی تشرین ثانی عام ١٩٨٩. حیث أشارت التقدیرات إلى أن ٢٣.٣ ٪ من السکان الفلسطینیین عاشوا تحت خط الفقر. لقد تعرض الشعب الفلسطینی فی الأراضی المحتلة إلى أبشع صور القمع والإبادة والتدمیر على أیدی قوات الاحتلال الإسرائیلی وخصوصاً الحرب التی لا تزال قائمة والتی طالت البشر والحجر. فقد ارتکبت قوات الاحتلال العدید من المجازر الوحشیة والبشعة ضد الأطفال حیث قتلت عوائل بکاملها من خلال الاستهداف کما حصل مع والدة وأطفالها الأربعة فی مدینة رام الله او ما حدث فی مجزه نابلس الاخیرة اذ ان القوات الاسرائیلیه استهدفت الکثیر من الاطفال بشکل مباشر و کذلک استهداف الاطفال فی حروب غزة من خلال القتل و تدمیر البیوت علی اصحابها بشکل مباشر و علنی و قتل کل من فیها حیث وصل عدد من قتل من الاطفال ثلث مجموع القتلی فی هذه الحروب الدمویة. وقد رافقت هذه المجازر ممارسات أخرى ارتکبت بحق الأطفال والنساء والشیوخ تتمثل فی القصف المکثف للتجمعات السکنیة بواسطة الطائرات والدبابات والصواریخ والاغتیالات خاصة فی قطاع غزة فی جولات العدوان علی هذا القطاع الثائر. وعانى الأطفال الفلسطینیون بشکل مستمر من ممارسات الاحتلال الإسرائیلی، وحسب مختصین فی الصحة النفسیة فإن ٩٠٪ من الأطفال کانت لهم تجربة فی حوادث سببت لهم صدمة فی حیاتهم. وفی الأغلب کان ناتجاً عن التأثیر الذی سببته قوات الاحتلال الإسرائیلی على البنیة الاجتماعیه للعائلة. أن سیاسات الاحتلال الصهیونی فی الحصار او مصادرة المیاه او التضییق الاقتصادی ادی الی ضمور فرص العمل لدی الشعب الفلسطینی و الفقر الاقتصادی المتعمد و المنظم و هذا ادی بدوره الی انخراط الأطفال فی سوق العمل الذی یشکل قتلاً لطفولتهم البریئة وهو مخالف لأبسط حقوقهم الطبیعیة التی أقرتها الشرائع کما هو مخالف لاتفاقیة حقوق الطفل التی أقرتها الجمعیة العامة للأمم المتحدة فی تشرین ثانی عام ١٩٨٩. | ||||
الإحصائيات مشاهدة: 225 تنزیل PDF: 111 |
||||