انتهاک داعش لحقوق المرأة بدعم من أمریکا وحلفائها | ||||
PDF (1240 K) | ||||
د. فاطمة إبراهیمی دکتوراه فی القانون الدولی العام، جامعة طهران فی الظروف التی کان فیها العالم، وخاصة منطقة غرب آسیا، یتجه نحو السلام المستدام، بادرت حکومة الولایات المتحدة، کما اقرت به هیلاری کلینتون وزیرة الخارجیة الأمریکیة آنذاک ،بتأسیس جماعة داعش الإرهابیة ووفرت هی و المملکة العربیة السعودیة الدعم الکامل لها. وبعد هیمنتها على أجزاء کبیرة من العراق وسوریا، ارتکبت هذه الجماعة جرائم عدیدة ومتنوعة ضد النساء والأطفال، مثل القتل والخطف وأخذ الرهائن والتعذیب والتهریب والاسترقاق والاغتصاب والتطهیر العرقی والدینی وحظر الغذاء والدواء، و التجنید الإجباری للأطفال، والکثیر من هذه الجرائم کانت مصداقا لجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانیة وحتى الإبادة الجماعیة. وعلى الرغم من انه تم التأکید فی اتفاقیات جنیف الأربع والبروتوکولات الإضافیة على حمایة المدنیین، وخاصة النساء والأطفال، إلا أن جماعة داعش لم تلتزم بأی منها وارتکبت جرائم مختلفة فی المنطقة بدعم مباشر من أمریکا وحلفائها. ویعتبر الاغتصاب، والاستعباد الجنسی، والاتجار بالبشر، والدعارة القسریة، والحمل القسری، والإجهاض القسری، والتعقیم القسری، والزواج القسری، جزء یسیرمن عنف داعش الجنسی ضد النساء والفتیات. وتشیر الدراسات التی تمت فی هذا المجال الى ان هذه الممارسات التی قامت بها جماعة داعش کانت لها تىاعیات خطیرة وکارثیة ،ومنها الإصابات الجسدیة والعقلیة. الالتهابات والأمراض الجسدیة ومحاولات الانتحار والاکتئاب الشدید والعزلة والضطراب والتوتر. وأظهرت الدراسات مع الأسف الى أن حوالی ٧٠٪ من النساء والفتیات اللائی نجین من أسر داعش فی العراق کن قد تعرضن للاغتصاب. لکن من أبشع الأمثلة على العنف الجنسی الذی کان یمارسه تنظیم داعش فی العراق وسوریا ،هو معاملتهم السیئة جدا للنساء والأطفال واستخدامهم کرقیق وعبید بشکله الحدیث وحتى التقلیدی واستغلال هاتین الفئتین لتحقیق مایصبون الیه، والمضحک المبکی انه الى جانب وفرة الأخبار التی تناقلتها الصحف ووسائل الاعلام عن جرائم جماعة داعش وممارساتها البشعة و کذلک الذکریات التی نقلها الضحایا عن التصرفات الاجرامیة لهذه الجماعة والتی تؤکد على مدى وحشیتهم وقسوة قلوبهم.نلاحظ ان الناطقین بأسم هذه الجماعة یعترفون علنا بمماراساتهم وقد نشرت الکثیر من وسائل الإعلام المعروفة عالمیا هذه الاعترافات. بالإضافة إلى ذلک، نلاحظ ان جماعة داعش تتحدث بانتظام عبر وسائل الإعلام الخاصة بها عن مشارکتها فی الاتجار بالبشر وعن الأسالیب والطرق المختلفة التی تستخدمها وتتبعها فی هذا المجال وتؤکد على صحة هذا الموضوع وتروج له.ومن اسالیب هذه الجماعة هو تجمیع النساء الرقیق بشکل منهجی ومنتظم والتقاط صورهن ،ثم یتم تسجیل أسمائهن وصورهن فی قواعد بیانات داعش. مع ذکر أسماء أصحابهن لیتم السیطرة علیهن وإدارتهن وإعادتهم فیما اذا مابادرن بالهروب. وللأسف، إن جرائم داعش کثیرة لاتحصى، وبسبب کثرتها واتساعها، قد تم الاشارة الیها ایضا فی الوثائق والتقاریر الدولیة الموثوقة التی قدمتها المنظمات والمؤسسات الدولیة. على سبیل المثال، یذکر تقریر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أن داعش اختطفت المئات من النساء والفتیات الإیزیدیات فی أغسطس ٢٠١٤ عندما هاجموا مدینة سنجار فی شمال العراق.و تم نقل بعض المختطفات من النساء والبنات إلى سوریا وبیعهن کرقیق فی مختلف أسواق مدینة الرقة لاستخدامهم کعبید (مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، ٢٠١٥، S / ٢٠١٥/٢٠٣: الفقرة ٦١). وجاء فی تقریر مکتب المفوض السامی لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة أن داعش قد تعاملت مع النساء والأطفال کرقیق ومارست العنف ضدهم (Human Rights Office، ٢٠١٥: ١٨). ویذکر انهم قتلوا ١٩ امرأة فی الموصل وحدها لأنهن رفضن أن یصبحن عبید للممارسات الجنسیة مع مقاتلیهم. اما جهاد النکاح فهو قصة أخرى عن الاستغلال العملی لقادة داعش للنساء واعتبارهن کأدوات للممارسات الجنسیة وکنوع جدید من العبودیة الحدیثة، حیث تم استغلال النساء وإساءة معاملتهن بالخداع والإغواء من أجل تشجیع الرجال للالتحاق بداعش وجذب المزید من المقاتلین. وللأسف، أصدر قادة داعش فتوى فی دعایتهم المکثفة عن "جهاد نکاح" لاستغلال مشاعر الناس الدینیة وجرهم طواعیة نحو الاستغلال الجنسی. وعلى سبیل المثال فی هذه الإعلانات تم الإعلان عن وجوب هجرة المرأة من دار الکفر، سواء کانة برفقة احد من محارمها او بدونه، وأعلنوا أنه إذا کانت المرأة تخاف الله فعلیها ان لا تنتظر أحدا، وانما یجب علیها أن تهرب حتى لوحدها من بلدها وتنضم إلى داعش. وبناءً على ذلک، سافرت منذ عام ٢٠١٢ العدید من النساء الغربیات وحدهن إلى سوریا، اذ وفروا هذه الإمکانیة للنساء للانضمام إلى جهاد النکاح دون إذن من أزواجهن. ومع الأسف یقدر عدد النساء اللاتی بادرن بهذا العمل حوالی ٥٠٠٠. ما هو واضح، وبالطبع حسب اعتراف مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، کان تنظیم داعش یشکل تهدیداً عالمیاً للسلم والأمن الدولیین بأعماله الإرهابیة وأیدیولوجیته العنیفة المتطرفة واستمراره فی التنفیذ الممنهج والواسع للعملیات الارهابیة ضد المدنیین. وفی هذه الأجواء الصعبة والمؤسفة قامت مجموعة من الناس الأحرار- انطلاقا من شعورهم بالواجب الإنسانی وبضرورة الدفاع عن المظلومین وحمایتهم - بتشکیل محور المقاومة، حیث وقف هذا المحور بکل حزم وشجاعة امام هذه الجماعة الارهابیة المجرمة وواجهها بقوة وبسالة. وقد أدت الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة بقیادة اللواء الشهید قاسم سلیمانی دورًا أساسیًا فی صد داعش وحتى انها نجحت من خلال تشکیل تحالف قوی وتنظیم محور المقاومة، ان تحول دون استمرار جرائم داعش المروعة بحق النساء والأطفال وأن تحقق السلام والأمن فی المنطقة. الا ان الحکومة الامیرکیة بعد قیامها باغتیال اللواء سلیمانی قائد مکافحة الارهاب والارهابیین والذی عبرت عنه السیدة اکنیس کالامارکز المراسلة الخاصة لمنظمة الأمم المتحدة، بانه انتهاک صارخ للقوانین الدولیة ووثیقة منظمة الامم،حاولت مرة اخری وفی اطار مخطط خبیث ومن خلال طرح شعارالدفاع عن حقوق المرأة الإیرانیة الکاذب ان تفکر فی فرض سیطرتها علی الأراضی الإیرانیة ونهب هذا البلد.وهو نفس الشعار الذی کان الامیرکیین وخاصة النساء السیاسیات قد خدعوا به النساء فی سوریا. وبالتالی لم تتمکن المرأة السوریة من الحصول علی حقوق اضافیة من خلال طرح هذا الشعار فحسب، بل الی جانب تعرضها لحجم کبیر من الجرائم ،کانت قد شاهدت بأم عینها نهب بیتها وحیاتها وابنائها وثروة بلدها من قبل جماعة داعش الإرهابیة المدعومة من قبل امیرکا والسعودیة وحلفائهما. والحقیقة ان هؤلاء قد انتهکوا على مدى سنوات عدیدة، حقوق الشعب الإیرانی، وخاصة حقوق العدید من النساء فی إیران، من خلال فرضهم عقوبات غیر قانونیة وإجراءات أحادیة الجانب وقسریة ضد الشعب الإیرانی، وبحسب تقریر السیدة دوهان، المقررة الخاصة للأمم المتحدة. نلاحظ هذه الایام ان السیدة کلینتون وهاریس والساسة الذین تلطخت أیدیهم بدماء عدد لا یحصى من النساء والأطفال من سوریا والعراق إلى الیمن وأفغانستان ورفاقهم من مجموعة المنافقین الإرهابیة الذین ساهموا فی قتل أکثر من ١٧٠٠٠ إیرانی، بدلاً من أن یکونوا متهمین کمجرمین یتم محاکمتهم فی المحکمة الجنائیة الدولیة، أصبحوا فی طلیعة من یحملون لواء الدفاع عن حقوق المرأة فی العالم. فی الظروف التی کان فیها العالم، وخاصة منطقة غرب آسیا، یتجه نحو السلام المستدام، بادرت حکومة الولایات المتحدة، کما اقرت به هیلاری کلینتون وزیرة الخارجیة الأمریکیة آنذاک، بتأسیس جماعة داعش الإرهابیة ووفرت هی والمملکة العربیة السعودیة الدعم الکامل لها. اما جهاد النکاح فهو قصة أخرى عن الاستغلال العملی لقادة داعش للنساء واعتبارهن کأدوات للممارسات الجنسیة وکنوع جدید من العبودیة الحدیثة، حیث تم استغلال النساء وإساءة معاملتهن بالخداع والإغواء من أجل تشجیع الرجال للالتحاق بداعش وجذب المزید من المقاتلین. | ||||
الإحصائيات مشاهدة: 211 تنزیل PDF: 95 |
||||