الحج موعد العشاق وفرصة لنصرة المظلومین فی فلسطین | ||||
PDF (3438 K) | ||||
الدکتور محمدمهدی ایمانی بور یعتبر الحج إحدی الفرص المناسبة والقیمة للتطرق الی القضیة الفلسطینیة، وعلى المسلمین-انطلاقا من شعورهم بالواجب- أن ینتهزوا هذه الفرصة الثمینة وأن یتخذوا خطوات جادة فی مجال تنسیق وتوجیه الآلیات والأمکانیات الفعالة الکفیلة لحل هذه القضیة. فالقضیة الفلسطینیة قد جرحت قلوب المسلمین فی جمیع أنحاء العالم منذ أکثر من سبعة عقود ورسمت دورًا دمویًا فی صحیفة العالم الإسلامی.ویمکننا فی هذا الصدد، طرح العدید من القضایا الرئیسیة کعناوین فکریة، وطبعا ینبغی تقدیم حل عملی وتنفیذی لکل منها،. ومن الواضح فی هذا الصدد هو أن المثقفین والنخب السیاسیة یعتبرون المسؤولین الاوائل فی عملیة حل القضیة الفلسطینیة. لکن القضایا التی یمکن طرحها کموضوع رئیسی واساسی لهذا الموضوع هی کما یلی: - تبیان المؤامرات والخدع الواسعة للأستکبار ضد المسلمین وخاصة الشعب الفلسطینی. - مشروع تطبیع العلاقات. الممهدات والتداعیات واستراتیجیات المواجهة. - واجب النخب والعلماء والإعلامیین فی الظرف الراهن للدفاع عن فلسطین. - تبیان الدلائل والمستندات العلمیة والقانونیة الدقیقة فی الدفاع الشامل عن فلسطین. - دراسة وتحلیل معوقات المواجهة الموحدة للأمة الإسلامیة مع المحتلین دعماً لفلسطین. ویتلخص الشرح العام لکل من هذه القضایا بعد مقدمة عن الحج وعلاقته بقضیة فلسطین: مناسک الحج وعلاقتها بموضوع فلسطین بعد إعلانه عمومیة الحج على المسلمین، أنزل الله تعالى آیات مختلفة على نبی الإسلام الکریم فی مواقف مختلفة تعبر عن عمومیات مناسک الحج، والتی لها معانی أخرى فی قلوبهم مثل غیرها من آیات القرآن. بالإضافة إلى المفاهیم الواضحة والصریحة، وقد تم نقل هذه المفاهیم إلى المسلمین أولاً من قبل خاتم الانبیاء ومن ثم بشکل نسبی من قبل أهل بیت النبوة. واحد آیات الحج هی الایة الثالثة من سوره التوبة حیث یقول سبحانه وتعالی: ﴿وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ یوْمَ الْحَجِّ الْأَکبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِیءٌ مِنَ الْمُشْرِکینَ وَرَسُولُهُ...﴾ وهذه الآیة التی نزلت علی الرسول (صلّیاللهعلیهوآله) فی السنة التاسعة للهجرة والنبی پدوره عهد إعلانها إلى أمیر المؤمنین الإمام علی (ع). ضمن اشارتها الی وجوب الحج علی جمیع المسلمین، تأمر علنا وبصراحة ایضًا علی اعلان البراءة من المشرکین. وهناک نقاط فی هذه الآیة تبین حالاتها الواضحة. أولاً، ان هذه الآیة تشیر الی أن مراسم الحج واجب سیاسی وفریضة سیاسیة، فلولا ذلک لما کان هناک داعٍ للنبی لنقل آیات البراءة للناس فی موسم الحج. من هنا فالحج بهذا المعنى الواضح بعتبر أفضل مکان للبراءة من المشرکین، والله تعالى فی کلامه ورسوله الکریم صلى الله علیه وسلم أرجأ إعلان براءة المشرکین إلى یوم الحج الأکبر.ثانیًا، ان القرآن اهتم بالجوانب الفردیة والاجتماعیة للحج. واذا تم الحدیث عن الذکر الالهی فی الحج فقد تم الی جانبه اصدار امر البراءة من المشرکین ایضا. النقطة الثالثة: الاهتمام بموضوع الوحدة فی الحج : صحیح أنه یجب تنفیذ أمر إعلان البراءة من المستکبرین فی الحج، الا انه أی خلاف مع الإخوة المسلمین فی الحج یعتبر امر ممنوع وحرام. ﴿فَلا رَفثَ وَ لافُسوقَ وَ لاجِدالَ فِیالحَجّ﴾. النقطة الرابعة: حول فلسفة هذا الأمر الإلهی هی أنه "إذا تخلص العالم الإسلامی والأمة الإسلامیة فی یوم من الأیام من وجود الأعداء وحصل مثل هذا الأمر علی ارض الواقع، فإن البراءة ستفقد أیضاً فلسفتها ". لکن فی ظل وجود الأعداء وخصوماتهم الراهنة، یعتبر تجاهل العدو وعدم الاهتمام بموضوع البراءة خطأ کبیرا وفادحا. وبحسب ما ورد فإن موضوع إعلان البراءة من المشرکین ونصرة المظلوم ومساعدته هو موضوع مذکور فی النص الصریح للقران الکزیم، من هنا فأن کل مسلم بحکم انتمائه الإسلامی مسؤول ازاء موضوع نصرة الشعب الفلسطینی المظلوم. کشف المؤامرات والخدع الواسعة للأستکبار إن معرفة العدو وأسالیبه یعتبر من الرکائز الأساسیة. فی الأول هو أنه لا ینبغی تجاهل وجود العدو الحاقد ونسیانه، وتکرار مراسم رمی الجمرات فی الحج علامة رمزیة على تذکر العدو دائما وعدم نسیانه. ثانیاً، لا ینبغی أن یخطئ المرء فی معرفة العدو الاول والرئیسی الذی یتمثل الیوم فی جبهة الأستکبار العالمی وشبکة الصهیونیة العالمیة المجرمة. وثالثاً، یجب معرفة أسالیب هذا العدو العنید، ومنها اثارة التفرقة بین المسلمین، واشاعة الفساد السیاسی والأخلاقی، وتهدید النخب وشراء ذممها، وممارسة الضغوط الاقتصادیة على الشعوب، واثارة الشکوک فی المعتقدات الإسلامیة، اذ ینبغی معرفة هذه الأسالیب بشکل جید ومن ثم ینبغی عبر ذلک معرفة العملاء والجهلة الذین یتعاملون مع هذه الجهات بعلم أو بغیر علم. ان الحکومات الاستکباریة المتعجرفة، وفی مقدمتها امیرکا، تخفی وجهها الحقیقی بمساعدة ألأجهزة الإعلامیة المتطورة الشاملة، حیث نراها ومن خلال الادعاء بدعم حقوق الإنسان والدیمقراطیة، تسلک طرقًا غریبة لخداع الرأی العام للشعوب والأمم. وحین تتحدث هذه الدول الاستکباریة کذبًا وزورا عن حقوق الانسان نلاحظ ان الشعوب الإسلامیة تشعر بکل جوارحها بجحیم نار فتنهم ومؤامراتهم أکثر من أی وقت مضى. واذا القینا نظرة على الشعب الفلسطینی المظلوم الذی یتعرض یومیًا لأنواع الظلم والعدوان ویعانی منذ عقود من جرائم النظام الصهیونی وداعمیه. أو إلى دول أفغانستان وباکستان والعراق، التی بدل الإرهاب -الذی صنعته الدول الاستکباریة واذنابها فی المنطقة- حیاة شعوبها الی حیاة جهنمیة مرة. أو سوریا التی تعرضت الی موجة کبیرة من العدوان من قبل الدول الاستکباریة السلطویة وعملائها الإقلیمیین بسبب دعمها لتیار المقاومة ضد الصهیونیة، فورطوها فی حرب أهلیة دامیة وطاحنة. او الی البحرین أو میانمار حیث یتعرض المسلمین فی کل منهما بطریقة ما للمحن والاهمال، فیما یحظی أعدائهم بانواع الدعم؛ أو إلى دول أخرى تتعرض للتهدید باستمرار بالعدوان العسکری أو العقوبات الاقتصادیة أو التخریب من قبل الولایات المتحدة وحلفائها ؛ یمکننا أن نبین للجمیع الوجه الحقیقی لقادة نظام الهیمنة. وعلى جمیع النخب السیاسیة والثقافیة والدینیة فی کل بلدان العالم الإسلامی أن تلتزم بکشف هذه الحقائق. فهذا هو واجبنا الأخلاقی والدینی جمیعًا. یجب على شعوب البلدان بکافة شرائحهم الاجتماعیة أن یعرفوا بأن النظام الصهیونی کان منذ البدایة ولا یزال عدوًا للمسلمین، وأن عدم ظهور هذا العدو الیوم بوجه جدید وملابس أخری لایعنی انه قد تخلى عن سلوکه العداونی. فالعدو الإسرائیلی لیس مجرد عدو مثل الأعداء الآخرین، وانما عداوته لنا کأمة مسلمة -حسب نص القرآن الکریم- أشد وأقسی. فالنظام الصهیونی فی الواقع انبثق من رحم الجرائم والإبادة الجماعیة وارتکب أبشع الجرائم بحق الشعب الفلسطینی والأمة الإسلامیة. وإن السلوک الدائم لهذا النظام هو سلوک إجرامی وعدائی تجاه الأمة الإسلامیة، وخاصة تجاه الشعب الفلسطینی. ان الصهاینة لا ینظرون إلى المسلمین کبشر حقیقیین، وحتى ان أسالیبهم التربویة فی تربیة الأبناء تقوم على أساس العداء للإسلام. ورغم الطبیعة العدوانیة التی یمتاز بها الصهاینة، یحاول هؤلاء المجرمون فی عمل خادع وغریب ان یرسموا صورة مختلفة عن طبیعتهم فی خططهم وأسالیبهم وأعمالهم الإجرامیة. وبعض الأنظمة مع الاسف قد بنت وجهات نظرها على أساس الصورة التی یحاول العدو تصویرها، ومن هنا نراها تقوم وباسم الدین، بتطبیع علاقاتها وأنشطتها الإعلامیة والثقافیة مع العدو. والغایة من إظهار هذه الصورة المزیفة للصهاینة هو حرف بوصلة العدو عن جانبهم. فقد حاول الصهاینة توجیه بوصلة العدو فی الاتجاه الآخر. والسلام المزعوم للصهاینة لا یعنی سوی تنفیذ مخططاتهم ومؤامراتهم وارغام الاخرین علی الاستسلام. علی صعید اخر لا ینبغی تجاهل موضوع الأسلحة النوویة وأسلحة الدمار الشامل التی یتم تخزینها على نطاق واسع فی ترسانات النظام الصهیونی. فالأسلحة التی تم تخزینها فی مستودعات هذا النظام الإجرامی، لیس لمواجهة الشعب الفلسطینی الأعزل فحسب، وانما للهیمنة على العالم الإسلامی والشرق الأوسط. تطبیع العلاقات ان انتصار الثورة الإسلامیة فی إیران وتبنیها للمبادیء السامیة مثل تقدیم الدعم للشعب الفلسطینی المظلوم باعتباره أحد أهداف الثورة أدی إلى ظهور هذه العقلیة فی الدول العربیة وهو أن إیران تسعى لفرض هیمنتها وتوسیع نطاق هیمنتها علی کل المنطقة. وهذا الأمر دفع هذه الدول إلى اتخاذ موقف ضد إیران إلى درجة أن قضیة فلسطین أصبحت مسألة ثانویة بالنسبة لهم وبالتالی تغیرت استراتیجیتهم بالتدریج من حالة المواجهة العربیة لإسرائیل إلى المواجهة العربیة لإیران. خلال سنوات انتصار الثورة الإسلامیة الإیرانیة، شهدت إسرائیل ضدها عدوًا عنیدًا وحاسمًا من هنا سعت إلى خلق تکتل قوی لمواجهة الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة. وفی هذا الصدد، قامت بمساعدة الدول الغربیة من طرح مشروع الرهاب إیران ونجحت فی دفع بعض الدول العربیة للتحالف معها لمواجهة إیران. وطبعا هذا الامر بحد ذاته یعتبر خطة ومؤامرة قذرة لتألیب الدول الإسلامیة على بعضها البعض. وإذا أردنا أن نذکر الأسباب الرئیسیة لتطبیع العلاقات بین الدول العربیة وإسرائیل بشکل عام، فیمکننا أن نشیر هنا الی عدد منها. - عقیدة الوحدة المحیطیة - بیع الأسلحة الی الدول العربیة - نسیان قضیة فلسطین - وصول الکیان الصهیونی إلى الخلیج الفارسی ان أهم موضوع ینبغی الانتباه الیه هو تغییر صورة الکیان الصهیونی فی المنطقة. حیث نلاحظ إن تطبیع علاقات هذا النظام مع الإمارات والبحرین والسودان والمغرب فی إطار "اتفاق إبراهیم للسلام" یتم متابعته وتطویره بنجاح، وفی ظل هذه العملیة، ازدادت أیضًا عملیة التعاون بین تل أبیب والدول الأخرى. کما أقامت تل أبیب تعاونًا مکثفًا فی البحر الأبیض المتوسط ؛ وقد خرج هذا النظام حالیا من العزلة الإقلیمیة فی المنطقة. والنظام الصهیونی یحاول حالیا تغییر رؤیة مصدر التهدید ضد الدول العربیة، ویتجه نحو غرس رؤیة وفهم الدولة الحلیفة. واجب النخب والعلماء والإعلامیین والتوجه نحو تحقیق الحضارة الإسلامیة الجدیدة ان السیاسات الشریرة التی تتبعها الولایات المتحدة فی المنطقة الیوم - التی تؤدی من جهة إلى الحرب وسفک الدماء والدمار والتشرد وکذلک الی الفقر والتخلف والخلافات العرقیة والدینیة ایضا - وجرائم النظام الصهیونی من جهة اخری - التی اوصلت سلوک العدوان فی فلسطین الی اعلی درجة من القساوة والخباثة – وکذلک الإهانات المتکررة لحرم المسجد الأقصى، وابادة أرواح واموال الفلسطینیین المظلومین وممتلکاتهم، کلها تعتبر القضیة الأولى لجمیع المسلمین والتی ینبغی علیهم التفکیر فیها ومعرفة واجبهم الإسلامی تجاهها. ویتحمل علماء الدین والنخب السیاسیة والثقافیة مسؤولیة اکبر وأکثر صعوبة فی هذا المجال، الا انه للأسف غالبًا ما یتم تجاهل هذه المسؤولیة. فالعلماء بدلاً من تأجیج نیران الخلافات الدینیة ورجال السیاسیة بدلاً من ألانفعال فی مواجهة العدو، والنخب الثقافیة بدلاً من الانشغال بالقضایا الهامشیة، علیهم معرفة الألام الکبیرة للعالم الإسلامی وان یتحملوا المسؤولیة الملقاة علی عاتقهم. فی هذا الصدد، یجب أن یکون هناک نقاش مستمر، وشرح، وتشجیع، وتخطیط، وتقسیم دائم للعمل، وان لا یکتفوا فقط بالاجتماعات والتجمعات سنویة. کما یجب علی مسؤولوا الدول أن یتواجدوا فی المراکز والمساجد والأماکن الدینیة والثقافیة، وان یجعلوا هذا الموضوع الهاجس الاول للناس ویطلبوا منهم التواجد المستمر والنشط فی الساحة. فالبوصلة الرئیسیة لوحدة المسلمین هی قضیة فلسطین، وکلما ازدادت الجدیة فی استعادة حقوق الفلسطینیین، فان الوحدة الإسلامیة ستزداد قوة وتصبح أقوی وأقوی. کما تجدر الإشارة الی هذا الأمر أیضًا وهو أن الحضارة الإسلامیة الجدیدة المهمة، التی هی مصدر تقدم المسلمین وکرامتهم وتعزیز مکانتهم فی العالم، والتی تنبع أساسًا من الوحدة بین الشیعة والسنة ستتحقق أیضًا فی ظل تعزیز هذه الوحدة بین المسلمین. تبیان الأدلة والوثائق العلمیة والقانونیة الدقیقة ودراسة معوقات المواجهة الموحدة للأمة الإسلامیة مع المحتلین دعماً لفلسطین. إن تقدیم أدلة علمیة دقیقة عن عدوان الکیان الصهیونی اللقیط واحتلاله للأراضی الفلسطینیة هو موضوع یجب تناوله من قبل الخبراء الأخصائیون فی مختلف المجالات، وعلی سبیل المثال الخبراء الأخصائیون مثل مجال القانون الدولی وکذلک المفکرین السیاسیین. وعلى الرغم من مرور أکثر من ستة عقود علی طرح القضیة الفلسطینیة والاعتراف بفلسطین فی الأمم المتحدة من قبل عدد کبیر من دول العالم، لا زال الشعب الفلسطینی لا یتمتع بالمزایا الکاملة لدولة مستقلة. وإحدى العقبات القانونیة الرئیسیة فیما یتعلق بالدعم الشامل لحقوق الشعب الفلسطینی تکمن فی الفشل الموضوعی فی إقامة دولة فلسطینیة مستقلة. إن حق تقریر المصیر، والحق فی إقامة دولة فلسطینیة مستقلة، والجهود المبذولة فی هذا الصدد، هی من بین القضایا التی تحتاج إلى شرح مناسب. العناصر الأساسیة لتشکیل دولة جدیدة من وجهة نظر القانون الدولی، وهی الأرض والسکان والسیادة والقدرة على إبرام المعاهدات والاتفاقیات، هی من الأمور التی یمکن أن یساهم فیها اخصائیو القانون فی إقامة دولة فلسطینیة مستقلة من خلال تقدیم الوثائق والأدلة العلمیة. کما ینبغی علی أصحاب الرأی والخبراء فی هذا المجال أیضًا معرفة وتحدید التحدیات الأساسیة لتحقیق العناصر الأربعة المذکورة أعلاه، والتی تشکل العقبة الرئیسیة أمام تحقیق دولة فلسطین علی ارض الواقع. إن حق تقریر المصیر وإقامة دولة فلسطینیة مستقلة هو جزء من الحقوق البدیهیة للشعب الفلسطینی، وهو حق أکدته الجمعیة العامة ومجلس الأمن مرارًا وتکرارًا. ومع ذلک، لم یتم إحراز أی تقدم ملموس فی تشکیل دولة فلسطینیة، کما فشلت آلیات الأمم المتحدة الحالیة فی السنوات الأخیرة فی احقاق الحقوق المنتهکة والمهدورة للفلسطینیین. على الرغم من توافر العناصر الاساسیة الثلاثة یعنی الأرض والسکان والسیادة فی فلسطین والتی تتطابق مع المعاییر القانونیة الأساسیة الاولیة، إلا أن هذه العناصر لازالت غیر مکتملة وتواجه تحدیات خطیرة، بما فی ذلک احتلال أجزاء من الأراضی الفلسطینیة من قبل النظام الصهیونی. اما من الناحیة السیاسیة، فإن العقبة الرئیسیة هی عدم رغبة إسرائیل الحقیقیة فی الالتزام بمتطلبات تشکیل واقامة الدولة الفلسطینیة المستقلة. لذلک، من الضروری تحدی التیارات ودوائر السیاسة والسلطة فی قبول دولة فلسطینیة مستقلة، وذلک من خلال اتباع منهج علمی فی البدایة ومن ثم من خلال تقدیم الوثائق القانونیة فی الدوائر والمحافل القضائیة الدولیة. سبل الحل العملیة والأساسیة التی تعتبر من أبرز دروس الحج إن وحدة وأخوة المسلمین تحت لواء التوحید ومعرفة العدو ومواجهة مخططاته وأسالیبه تعتبر من سبل الحل العملیة والأساسیة لحل مشاکل المسلمین وفی مقدمتها القضیة الفلسطینیة. وتقویة وتعزیز روح الأخوة والتعاطف تعتبر من الدروس الکبیرة للحج. فحتى الجدال مع الاخرین ممنوع فی أیام الحج. والملبس الموحد وممارسة أعمال وطقوس موحدة والسلوک الطیب فی أیام الحج تعنی المساواة والأخوة بین کل الذین آمنوا بکانون التوحید هذا بجمیع جوارحهم. وفق ألأحادیث والروایات والآیات یعتبر الدفاع عن المظلوم من واجبات کل مسلم. ولهذا السبب اطلق الإمام الخمینی(رضوان الله علیه)، بعد عام من انتصار الثورة الإسلامیة، علی الجمعة الأخیرة من شهر رمضان المبارک. یوم القدس ویوم الدفاع عن المسلمین المظلومین فی فلسطین ونحن بدورنا مکلفون أیضًا –بکل ما اوتینا من قوة- بالنهوض من اجل الدفاع عن مسلمی فلسطین العزل وعن أی شخص مضطهد ومظلوم آخر فی أی مکان فی أنحاء العالم. أخیرًا، هناک فرق کبیر بین الجیش الذی لا یقهر والإرادة التی لا تُقهر. فالإرادة التی لاتقهر هی الإرادة التی ترفض الهزیمة فی کل الظروف وتحاول دائما ان تحقق النصر. اما الجیش الذی لا یقهر فهو تنظیم هیکلی یتعرض للهزیمة والفشل مع مرور الوقت وعند انخفاض حجم الامکانیات والدعم. ومن هنا فإن إرادة الأمة الإسلامیة التی لا تقهر تستطیع أن تهزم أی جیش وأی قوة بکل مالدیها من قوة وأسلحة وتقنیة. | ||||
الإحصائيات مشاهدة: 466 تنزیل PDF: 169 |
||||