الحج أفضل مکان للتطرق الی موضوع المسجد الاقصی | ||||
PDF (1121 K) | ||||
محمد أسدی موحد(باحث وأستاذ جامعة) قال قائد الثورة المعظّم، آیة الله الخامنئی فی خطابه الأخیر خلال لقائه بمسؤولی هیئة الحج والعمرة، فیما یتعلق بحدیثهم حول ما یجب عمله للحج، قال "أحد القضایا هو موضوع الصهاینة. أی أن آفة الصهیونیة على العالم الإسلامی الیوم هی آفة متواصلة ومستمرة. فالصهیونیة کانت على الدوام کارثة، حتى قبل تشکیل النظام الصهیونی المزیف. فی ذلک الوقت، کان الرأسمالیون الصهاینة کارثة على الجمیع فی العالم، لکنها الآن کارثة على العالم الإسلامی على وجه الخصوص یجب الکشف عن هذا، یجب أن یقال؛ الآن بأی طریقة تعرفونها، وبأی طریقة ممکنة". انّ الحج الیوم هو أحد التجمعات الاستثنائیة لیس فقط للعالم الإسلامی وانما أیضًا للمجتمع البشری بأسره. ویعتبر هذا التجمع فرصة لتقدیم صورة مختلفة عما یتأثر بالجو الإعلامی فی أذهان شعوب الدول العربیة والإسلامیة الأخرى، وهی فرصة فریدة من نوعها إذا تم استخدامها بشکل صحیح وذلک نظرا إلى العدد الکبیر نسبیًا من الإیرانیین بین الحجاج. ومن الإجراءات والفرص التی یمکن القیام بها بخصوص الحج هو ربطه بقضیة مشترکة بین الأمة الإسلامیة، وهی قضیة فلسطین. إن مراسم البراءة من المشرکین نظرًا لاستمرارها عبر السنین وإراقة الدماء فیها عام ١٩٨٧م هی مراسم بقیت فی أذهان کثیر من المسلمین أو یمکن تسلیط الضوء علیها. وتعدّ هذه المراسم من الفرص الخاصة للجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة لتسلیط الضوء على جرائم الصهاینة وفضح ممارساتهم الاجرامیة والإعلان عنها. طبعًا من الجیّد أن ترکّز هذه الإجراءات على المسجد الأقصى، بالنظر إلى الحج وتشابه المسجد الأقصى مع مکة(کونه قبلة). فالمسجد الأقصى هو أرضیة مشترکة بین جمیع المسلمین وحتى غیر المسلمین فیما یتعلق بقضیة فلسطین. وفی وقت سابق قال قائد الثورة خلال لقائه مع مسؤولی الحج عام ١٩٩٦ "ان موضوع المسجد الأقصى مطروح الآن على الطاولة. لقد أصبح الصهاینة متعجرفین وأعطوا لأنفسهم الحق فی مضایقة ومنع أصحاب المسجد الأقصى. واین یمکن للأمة المسلمة أن تجد مکانا افضل من الحج للتطرق الی موضوع المسجد الأقصى وابداء رآیها حوله؟ وأین ینبغی ابداء الرأی حول التواجد الأمریکی فی المنطقة؟ الحج هو أفضل مکان". وأحد الفرص التی یوفرها الحج هو التقارب بین شعبی إیران وفلسطین. ونظرًا للأجواء غیر السیاسیة للحج، فإنّ حضور حجم کبیر من الشرائح الفلسطینیة - طبعا باستثناء أهالی غزة، الذین حُرموا تقریبًا من الحج فی السنوات الأخیرة - یوفر فرصة للقاء والتواصل الاجتماعی المباشر بین الشعبین ومن خلال الفطنة والذکاء یمکن حتى إزالة وتبدید بعض الشکوک خلال هذه اللقاءات. فی الستینیات(عقد الثمانینیات من القرن العشرین)، وبسبب اختلاف الأجواء، کانت هذه الأعمال تتم علی نطاق أوسع وتتکرر أکثر، وحتى ان الفلسطینیون شارکوا فی مراسم البراءة من المشرکین. أحد مصادیق ذلک والذی نادرًا ما یتم ذکره حتى بالنسبة للمجتمع الإیرانی هو مایتعلق بالحج الدموی فی عام ١٩٨٧م. فی تلک المراسم، استشهد حوالی ٢٠ فلسطینیًا الی جانب الحجاج الإیرانیین اثر هجوم آل سعود علی المشارکین فی هذه المراسم. وبعد انتهاء المراسم أصبح فندق الفلسطینیین ملاذًا آمنًا للحجاج الإیرانیین للهروب من قوات آل سعود. وبعد انتهاء موسم الحج، أقام فتحی الشقاقی، زعیم حرکة الجهاد الإسلامی آنذاک، مراسم تأبین للشهداء الحجاج الإیرانیین والفلسطینیین فی غزة، وهذه المراسم هی الأخرى تعرضت لهجوم من قبل الصهاینة. هذا المصیر المشترک لشهداء الحجاج الإیرانیین والفلسطینیین هو موضوع مناسب ونادر للغایة لتقارب الشعبین، لم یتم الاستفادة منه بشکل صحیح حتى الآن. وهناک روایة نادرة أخرى قلّما تم التطرق الیها ویمکن أن تکون مثیرة للاهتمام بالنسبة للحجاج الإیرانیین وغیر الإیرانیین وهی قصة تقدیس الحج. ففی القرون الماضیة کان الحج یعرف بصعوبته وبرحلته الطویلة وکان المسجد الأقصى أحد الجهات التی یقصدها الإیرانیون للحج... أحد الطرق التی کان الحجاج الإیرانیون یختارونها للحج فی العهد الصفوی وحتى منتصف الفترة القاجاریة وحتى زمن الاحتلال والحجاج غیر الإیرانیین من الماضی إلى حرب الأیام الستة واحتلال القدس، هو طریق حلب إلى الشام ومن هناک إلى المدینة، وفی اثناء ذلک کان بعضهم یذهب بهذه الطریقة إلى القدس. وکانت زیارة المسجد الأقصى خلال الذهاب والایاب من مکة عادة اختارها العدید من المسلمین ووکانوا یسمونها "تقدیس الحج" أی ترافق "الحج" مع زیارة "القدس". فی الختام، تعتبر فلسطین ووظیفتها السیاسیة فی إبراز الصورة السیاسیة لمناسک الحج من أهم القضایا والأولویة فی العالم الإسلامی، والتی، رغم مرور أکثر من ٦٠ عامًا، لم یتم حلها بعد. إن الترکیز على هذه القضیة فی الحج یمکن أن یذکّر السیاسیین والحکومات حکام الدول الإسلامیة بإیصال هذه القضیة إلى مرحلة قابلة للحل وان یتفاهموا علی أهم قضیة فی العالم الإسلامی. هذه الأرضیة المشترکة یمکن أن تؤدی إلى التضامن والتلاحم بین المسلمین للتحرک نحو حلها، وهذه نقطة مهمة فی الأجواء التی نعیش فیها. | ||||
الإحصائيات مشاهدة: 401 تنزیل PDF: 155 |
||||