نوروز رمز للأخوة والثقافة المشترکة | ||||
PDF (388 K) | ||||
آلاء حیدر -إعلامیة: من لبنان. یعتبرُ عید الربیع أو “النوروز” عید المحبة والإخاء والتسامح؛ عید إظهار العبودیة لله تعالى، وفرصة لنقل قیم الثقافة الشرقیة وسننها وعادات أقوامها إلى العالم الغربی، إذ یحمل هذا العید أعمق معانی التکاتف والألفة التی تعکسها دلالیًا النسائم الأولى للربیع، وهو عید تحتفل به بلدانٌ وشعوب عدّة فی المنطقة، هی إیران وترکیا وأفغانستان وأوزبکستان وطاجیسکتان وقرغیزیا وأذربیجان والعراق والقبائل الکردیة، منذ ٤ آلاف عام. یجسد هذا العید أعظم معانی التسامح والسعادة والبهجة، وهو رمز للأخوة والثقافة المشترکة التی تجمع بین شعوب أوراسیا. هذا العید الَّذی تحتفی به کلّ هذه البلدان بمسمیاتٍ مختلفة ومتعددة، مثل عید الشجرة وعید الأسرة وعید شم النسیم وغیره، یبشّر ببدایة فصل الربیع وتفتح الأزهار واخضرار الأشجار، إذ تستفیق من سباتها الشتوی، وتزهر مبشرة بولادة متجدّدة، کما یرمز إلى دیمومة الحیاة وتجدد الإنسان وتحرره من العبودیة، فـ”النیروز” إذاً هو عید الطبیعة، والطبیعة فی هذا الفصل تکشف حجابها، وتظهر محاسن وجهها، وهو یوم المحبّة ولقاء الأحبة، وهو الیوم الذی تتصافى فیه القلوب، وتسود المحبة بین الناس، فیتبادلون أجمل الهدایا التی تزید العید بهجة وحبوراً. وقد اهتمّ الأدباء العرب بالأعیاد الفارسیة اهتماما بالغا فلقد سجّلت کتب التاریخ والأدب هذه الأعیاد بصورة دقیقة مبیّنة سننها و عادات أقوامها من طقوس و لا سیّما أنّها رمز الخیر والمحبّة والوفاق والحوار وهو عید مقدّس و عالمی عند الشعب الإیرانی و تتجسّد فیه روح الاستمراریة والتوالد والبقاء فی الطبیعة من کلّ عام.و غالبا ما یعتقد المسلمون بأنّ عید النّیروز رغم قدمه یشکّل محط جدل کبیر بین رافض و مؤیّد له،واستنادا إلى نصوص تاریخیة و دینیة مأثورة،یلجأ الطرفان الدینی والمدنی إلى شرعیة الاحتفاء بهذا الیوم و حسب قول الإمام الصادق علیه السلام عن هذا الیوم بأنّه الیوم الّذی أخذ اللّه میثاق العباد أن یعبدوه و لا یشرکوا به شیئا و أن یدینوا برسله و حججه و أولیائه علیهم السلام. | ||||
الإحصائيات مشاهدة: 383 تنزیل PDF: 162 |
||||