النیروز القاسم المشترک للتعایش و التضامن بین الشعوب التی تستوطن اقلیم نوروز الثقافی | ||||
PDF (435 K) | ||||
محمد مهدی ایمانی بور یحظى “ النیروز “ وآدابه وطقوسه العریقة ، بأهمیة خاصة فی أذهان الاقوام والشعوب التی تستوطن هضبة “ ایران الثقافیة “، والموزعة بین دول الایکو الثقافیة ، ومصر، وسوریا ، وعدد من مناطق شبه القارة الهندیة وأسیا الوسطی . وعلى مرّ العصور، کانت عادات و تقالید النیروز ـ التراث الانسانی العریق ـ تقام بمثابة مهرجان ثقافی متأصل فی تراث الشعوب والحیاة الیومیة لابناء هذه الارض الموغلة فی التاریخ . و من الواضح أن ثمة معالم تشیرالى قدرة “ النیروز “ فی التحول الى رابطة ثقافیة فاعلة ومؤثرة، فی ظل الترکیبة السیاسیة لمنطقة آسیا الوسطى والقوقاز وغرب آسیا . وما یؤسف له هو أنه قلما تم التعاطی مع النیروز من هذا المنطلق ، و فی ضوء هذه الرؤیة ، على مرّ السنیین . علماً ان تناغم و انسجام آداب نوروز التاریخیة ، مع المعارف الدینیة وتوجیهات ائمة المذاهب الاسلامیة ، ادى لأن یکتسب هذا التراث الثقافی صبغة دینیة ، و یزداد عمقاً و رسوخاً فی اوساط الشعوب و الملل المسلمة من ابناء هذه المنطقة . ویبدو ان عناصر السحر و الجمال الذاتی التی تتسم بهما العادات و التقالید النوروزیة ، و التی تبعث على البهجة والسرور والسلام و المحبة ، بوسعها ان تکون حافزاً للتعاون الواسع الثقافی و السیاسی و الاقتصادی بین الدول الاعضاء فی هذه المنطقة التاریخیة الحضاریة . ذلک ان الحرص على اقامة هذه الاحتفالات کل عام ، فضلاً عن اشاعة روح التضامن و التعایش السلمی بین دول المنطقة ، یوفر فرصة استثنائیة لتعزیز العلاقات و ترسیخها بین هذه الدول. ولا یخفى ان احیاء المناسبات الثقافیة و المهرجانات الشعبیة الوطنیة والدولیة من قبل الحکومات والمنظمات الجماهیریة ، یتیح الفرصة لمزید من التعارف بین الشعوب والتواصل فیما بینهم ، و اشاعة الاستقرار و السلام و المحبة و الامن المستدام ، بدلاً من العنف و الحرب و انعدام الامن ، الذی نشهده الیوم للأسف فی العدید من دول هذه المنطقة التاریخیة . ان شغف العوائل وابنائها بإقامة آداب وطقوس النیروز فی معظم هذه الدول ، باعتباره توجها مشترکاً فی التواصل و التلاحم بین افراد مجتمعات هذه المنطقة ، باستطاعته ان یشکل وسیلة للدعایة و الترویج لنمط خاص من الحیاة ، على خطى الحضارة الاسلامیة المعاصرة . و فی هذا الصدد تحاول مؤسسة الهدى الثقافیة و الفنیة للنشر الدولی ـ عبر اصداراتها ـ بإعتبارها داعیة سلام ومحبة ، التعریف بالنیروز ـ او نوروز کما یسمیه الایرانیون ـ واستلهام الابعاد الثقافیة للآداب و الطقوس التاریخیة العریقة والمتأصلة فی حیاة الشعوب التی تستوطن هذه الارض ، والعمل معاً على توفیر مقدمات اعداد ونشر الآداب المشترکة ، کی یتسنى توفیر المزید من ارضیة التعاضد و التضامن والتواصل بین الشعوب التی تستوطن اقلیم نوروز الثقافی اکثر من ای وقت مضى . فالشعوب مهما کانت فی الظاهر أسیرة الحدود السیاسیة المفروضة ، غیر أنها تتمتع بخلفیة ثقافیة غنیة وعریقة ، تاریخیة ومشترکة ، وان بمقدور هذا الاشتراک الثقافی العمیق المولد للتناغم و الانسجام الداخلی و المحقق للوحدة ، تحقیق غدٍ افضل فی ظل التعاضد والتضامن فی مختلف المجالات الثقافیة و السیاسیة و العلمیة و الاقتصادیة و السیاحیة و التاریخیة ، و المیراث المشترک ، و الامور الخیریة ، و التعاون الدینی الحضاری. وهکذا کافة سبل العیش المشترک ، الذی یظلله السلم الأهلی البناء للانسانیة جمعاء. وهذا ما نطمح الیه و نأمله . رئیس رابطة الثقافة والعلاقات الاسلامیة ان تناغم و انسجام آداب نوروز التاریخیة ، مع المعارف الدینیة وتوجیهات ائمة المذاهب الاسلامیة ، ادى لأن یکتسب هذا التراث الثقافی صبغة دینیة ، و یزداد عمقاً و رسوخاً فی اوساط الشعوب و الملل المسلمة من ابناء هذه المنطقة . ان شغف العوائل وابنائها بإقامة آداب وطقوس النیروز فی معظم هذه الدول ، باعتباره توجها مشترکاً فی التواصل و التلاحم بین افراد مجتمعات هذه المنطقة ، باستطاعته ان یشکل وسیلة للدعایة و الترویج لنمط خاص من الحیاة ، على خطى الحضارة الاسلامیة المعاصرة . | ||||
الإحصائيات مشاهدة: 389 تنزیل PDF: 153 |
||||