أضواء على سیرة حیاة الشهیدة آمنة الصدر(بنت الهدی) رائدة الصحوة | ||||
PDF (440 K) | ||||
ولدت الشهید بنت الهدی، کریمة سید حیدر الصدر و شقیقة الشهیـــد آیــة اللــه محمــد باقر الصــدر، بمدینة الکاظمیة عام ١٣٤٧هـ. و والدتها کریمة الشیخ عبدالحسین آل یاسین. واطلق على الولیدة اسم آمنة. فقدت آمنة والدها ولها من العمر ستة أشهر، فنشأت فی احضان الأم وتربت فی ظل توجیهاتها، وتعلمت القراءة والکتابة فی منزل ابیها على ید والدتها. ما أن أنهت تعلیمها الابتدائی حتى انتقلت برفقة شقیقها، سید اسماعیل وسید محمد باقر، إلى مدینة النجف الاشرف لتلتحق بالحوزة الدینیة ومواصلة دراستها وتحصیلها العلمی فی حقول الادب والاصول والفقة و الحدیث. وقد بلغت درجة الاجتهاد فی مباحثها الفقهیة والاخلاقیة والتفسیر. بعد اکمال دراستها اتجهت الشهیدة بنت الهدی الى الانشطة الاجتماعیة والسیاسیة بتشجیع من شقیقها، وبدأت نشاطاً مبتکراً فی توعیة وارشاد الفتیات، وحملت لواء الحرکة الاسلامیة للنساء فی العراق. اصدرت بنت الهدی اولی مقالاتها فی مجلة "الاضواء" التی کانت تصدرها ثلة من المفکرین الاسلامیین فی النجف الاشرف. ومن ثم کرست جهودها للتألیف النتاج الادبی الذی یتناول الاوضاع الاجتماعیة ومعالجتها فی ضوء الاحکام والتعالیم الدینیة والتوجهات الاسلام الحنیف. کما اضطلعت العلویة آمنة الصدر بدور بارز فی الاشراف على المدارس الدینیة فی الکاظمیة و بغداد و تکریس الجهود للتعلیم وتربیة الفتیات المسلمات. فکانت جهودها ملفتة فی مجال التعلیمی والتوعیة الدینیة بالنسبة للنساء فی العراق. حیث عملت على نشر الحجاب والارتقاء بمنزلة المرأة ومکانتها ونظرة المجتمع الیها، التأکید على نظرة الاسلام للمرأة. کانت بنت الهدی تمضی ساعات طوال فی التألیف و کتابة القصص الهادفة، فی ذات الوقت الذی کانت تعمل جنباً الى جنب مع شقیقها المجاهد آیة الله محمد باقر الصدر، فی التصدی للنظام البعثی المستبد وکان لها تضحیات جمة فی هذا المجال. أقدمت السلطات العراقیة على اعتقال الشهید آیة الله محمد باقر الصدر فی شهر رجب سنة ١٣٩٩هـ، فأصرّت بنت الهدی على مرافقة شقیقها الى سیارة جلاوزة السلطة ورکوبها مع أخیها، غیر انهم منعوها من ذلک. ولحظتها قالت بنت الهدی لسائق السیارة التی تقل آیة الله الصدر: "سیأتی یوما تفیق من غفلتک و تندم على فعلتک". ومکثت فی مکانها ونطقت بکلمات عجیبة موجهة الى شقیقها: "أنا لن اعود، أرید أن أکون برفقتک مثلما رافقت السیدة زینب(ع) اخیها الامام الحسین(ع)". وبینما تتحرک السیارة التی تنقل آیة الله الصدر، ارتفعت صراخات بنت الهدی بالتکبیر التی ارعبت العدو. ثم توجهت الى حرم الامام امیرالمؤمنین(ع) وألقت کلمة مزلزلة فی الحاضرین الذین ضجوا بالبکاء و العزیمة عن اعتراضهم و غضبهم. أثمر تحرک بنت الهدی بشحذ الهمم والاحتجاج علی اعتقال السید الصدر، مما اضطرت السلطات الى اطلاق سراحه. ولکن لم یستغرق وقتاً طویلاً حتى أقدم النظام الدموی المستبد علی اعتقال آیة الصدر و شقیقته، وذلک فی العشرین من جمادی الاول سنة ١٤٠٠هـ ، وتعریضهما لأشد وأقسى انواع التعذیب. واخیراً استشهدت العلویة الفاضلة آمنة الصدر فی الثالث والعشرین من جمادی الاول، بعد ثلاثة أیام من اعتقالها. | ||||
الإحصائيات مشاهدة: 1,087 تنزیل PDF: 200 |
||||