من أنصف المرأة؟! | ||
لعل المرأة وقضایاها من أهم المسائل التی شغلت بال الفلاسفة والمفکرین على مر العصور ولم تأت أی حرکة أو ثورة إدعت الشمولیة وابتغت النجاح الا ووضعت للمرأة حیزا ًهاما. وقد وقع أغلب من المنظرین بین مطرقة الإفراط وسندان التفریط...وظلت المرأة على مر العصور ترزح تحت تشریعات نظریات وقوانین افرطت مادام قانون الغاب هو الحاکم. وعندما بزغت شمس الإسلام صدع القرآن الکریم مستنکرا سلب الأنثى حق الحیاة،ولکن لظروف لسنا بصددها فی هذا المجال لم یتسنه لهذا الدین أن ینتشربما یحمل حقائق وثوابت، حتى عاد غریبا ً لایحمله اهله منه الا اسمه، فتحمل تبعات ماهم علیه، ثم جاءت الثورة الصناعیة التی سوف نبحث أسبابها وهل کانت اکراما لزرقة عیون الأوربیات أو رغبة فی إنصافهن ؟ وبما أننا مسلمون مؤمنون بعد البحث والتحقیق بان دیننا لیس مجرد تعالیم عبادیة،بل هو إیدلوجیة قابلة للتطبیق لعدم تحددها فی أطر جامدة؛ وقد دعم هذا الإیمان الأمام الخمینی (قدس سره) والذی نعیش ببرکات ثورته العظیمة، التی غیرت معادلات العالم شعورنا هذا،وما الواقع العملی الذی وصلت الیه المرأة الأیرانیة ـ مع التوازن بین مالها من خصوصیات ـ ضل حاکمیة الأسلام الا دلیل واضح على أحقیة الأسلام فی ان یکون دینا ً عالمیاً وأن یتعرف العالم على صورته الحقیقیة. وما ان یذکر الإسلام والمرأة،او مکانة المرأة فی الأیدلوجیة الإسلامیة حتى یقابل ذلک بالسیل العارم من الاعتراضات:لماذا فرض الإسلام قیمومة الرجل على المرأة؟ لماذا یعتبر الإسلام المرأة نصف الرجل فیعطیها نصف سهمه من الأرث؟ودیتها نصف دیته وکذا شهادتها؟هی حرث له فهی کالأرض وهو کالمالک... ثم إن طلاقها بیده طلقها متى ماشاء..الى ماغیرها من الشبهات. ونحن هنا اذ نعرض لک ایتها المرأة المسلمة حال المرأة فی الأدیان والحضارات السابقة وفی الحضارة الغربیة باعتبارها الآن هی الحضارة التی تفرض نفسها على أنها الخیار الأوحد؛وتجربة تمثل نتائج أطروحاتها للمرأة والذی یتمثل بشعار التحریر_التی سنستعرض دراسات وحلول لمتخصصین غربیین بشأنها، فحین یشهد شاهد من أهلها تکون الحجة أتم ودرس عملی لتجنب الوقوع فی مستنقعها؛ ثم سنضع بین یدیک مایخص قضایا المرأة من ظاهرة(مابعد الحداثة)التی جاءت استجابة لنداءالفطرة بعد انفلات الغرب من کل القیود الأخلاقیة والدینیة، والتی صبتها الکنیسة فی قوالب مبالغ فیها فرفضت حین اصطدمت بالواقع وهی حرکة تدعو للتأمل والإهتمام. قصة خلق حواء،، المرأة مجرد جنس أم صنف إنسانی، عمل المرأة ودورالأمومة، الحجاب وحقیقته، والإختلاط،الحریة،مررنا علیها لاکبحوث مستقلة لأن البحث عن المرأة بین الإسلام والفمینیسم کان لابد أن یحدو حدوا جدلیا ً؛ولکی لایکون کم البحث على حساب کیفه،ومن ثم اثبات مدعانا فی أن المرأة فی نظر الإسلام لیست متساویة مع الرجل فی الإنسانیة وحسب،بل إن لها مکانة خاصة؛عل هذاالبحث المتواضع یکون سببا لتفتخری باسلامک ولتدافعی عن حقوقک فان على من یعرف حقوق المرأة فی الأسلام وان یدافع عنها هی المرأة بالدرجة الأولى ....لما لمعرفة هذه الحقوق بل المکانة کما سنحاول الإثبات من دور على المرأة المسلمة نفسها،وتبیین مکانة المرأة فی الإیدلوجیة الإسلامیة مع نفض غبار الشبهات بقدر ما أمکن،مع لمحة عن ضاهرة النسویة الغربیة (الفمینیسم)التی تعرضت الى النقد من الغربیین أنفسهم. ولابأس فی البدء أن تلقی بالضوء على نظرة الى مکانة المرأة فی الحضارت والأدیان السابقة والحضارة الغربیة: قضت الحضارة الرومانیة أن تکون المرأة رفیقاً تابعاً للرجل، وأن لها حقوق القاصر،أولاحقوق لها على الإطلاق،وقد اجتمع فی روما مجمع کبیر وبحث فی شؤون المرأة فقرر انا کائن لانفس له!وأنها لهذا لن ترث الحیاة الأخرویة،وانها رجس! ولیس لها الحق أن تتکلم، ولمنعها من الکلام وضعوا على فمها قفلا من الحدید!!فکانت المرأة من الأسر الراقیة تروح وتغدو وهی على هذا الحال! وفی أثینا کانت المرأة تعتبر من سقط المتاع، فکانت تباع وتشترى وتورث،وکانت المرأة فیها بالرغم من کونها عاصمة العلم، غارقة فی سبات الجهل ولایحق لها التعلیم. أما الشرائع الهندیة القدیمة فقد قضت أن الوباء والموت والجحیم والسم والأفاعی والنارخیراً من المرأة، وکان حقها فی الحیاة ینتهی عند موت زوجها الذی تراه فی ضل شریعتها ومالکها فاذا رأت جثمانه یحرق وجب علیها القاء نفسها فی نیرانه، والا حاقت علیها اللعنة الأبدیة!! وفی الصین کانوا یضعونها للحیوانات ویقدمونها قرابین للأصنام،وکانوا یعتقدون ان المرأة هی خطأ الآلهة الثانی،أما قتل البنات من قبل الآباء کان امراً عادیاً عند الصینیین حتى اضطرت الحکومة فی عام1950م الى سن قانون یمنع قتل الإناث من قبل آبائهن. وفی الیابان کانت المرأة محرومة من الإرث وهناک مثل یابانی یقول:(المرأة لیست کالجرة لتکسر، إذن لاتتوان عن ضربها )،وفی بعض مدن الیابان کانت المرأة تربى کالحیوانات لکی یستفاد من لحمها فی الإحتفلات! ویقول الألمان: (للمرأة شکل الملاک وقلب الأفعى وشعور الحمار)! وفی بلاد فارس لم لها حق اختیار الزوج وتعتبر قانونیاًً بضاعة ًلزوجها وله الحق فی بیعها. أما فی الدیانة الیهودیة فشهادة 100امرأة تقابل شهادة رجل واحد،ویرى أحد الخامات أن لولم تطبخ المرأة طعاماً جیداًً أو أحرقت الکباب یکون ذلک سبباً مجوزاً لتطلیقها! وتجبر المرأة المتوفى زوجها على التزوج من أخ زوجها وبذلک لاتکون المرأة ملک الزوج وحسب بل ملک العشیرة الإصحاح24 فقرة4 والاصحاح 25فقرة 5-10. اوضح ویل دیورانت أن (( القصص الشعبیة ومافیها من نعیم ومافیها من الأشجار المحرمة والأفاعی وحول سلب هذه الأشیاء الخلود من الناس وقد اخذت المرأة فی معظم القصص العالمیة دور أداة الشیطان،وأن هذه الفکرة برزت فی سفر الجامعة من کتاب أسفارالعهد القدیم. أما فی التلمود فقد جاء:(إن المرأة التی لم تکن من بنی اسرائیل یجوز الإعتداءعلیها،لان المرأة التی لم تکن من بنی اسرائیلی کبهیمة). فی العهود المسیحیة فقد انتهى فقهائها على أن المرأة هی وعاء الخطیئة،ویرى ترلیان وهو من کتاب المسیحیة اللاتینیة: (المرأة هی الباب الذی یؤدی بداخله الى الشیطان) وکان آباء المسیحیة یرون الإتصال بالمرأة عملاجسدیاً مهیناً ولو کان بطریقة شرعیة. فی الحلقة القادمة سوف نتناول نظرة الحضارة الغربیة بأذنه تعالى...
صدیقة الموسوی
| ||
الإحصائيات مشاهدة: 2,470 |
||