دراسة حدیثة تحذر من الزواج من الأجنبیات | ||
دراسة حدیثة تحذر من الزواج من الأجنبیات ز . حسین إرتفعت مؤخراً معدلات الزواج بین الرجال المسلمین من العرب والنساء المسیحیات من الدول الغربیة .. وقد انقسمت الآراء حول هذه الزیجات بین مؤید ومعارض. وحول هذه الظاهرة أُجریت دراسة فی الآونة الأخیرة تنقسم الى 8 اقسام . تناول الاول تاریخ الزیجات المختلطة بین العرب والغربیات اکد فیه ان اکبر نسبة من هذه الزیجات فی التاریخ الاسلامی تمت اثناء فتح الاندلس وحکم المسلمین لها، وعبر العصور حتى القرن التاسع عشر کان الرحالة العرب یفتنون بجمال الاوروبیات ولایزال هذا المنظور یحتل جزءا کبیرا من الثقافة العربیة المعاصرة حتى الیوم. وعندما بدأ محمد علی باشا ارسال بعثاته التعلیمیة للخارج عاد فی عام 1838 ،12 مبعوثا مصریا من فرنسا تزوج ثلاثة منهم من فرنسیات فی اول سابقة معاصرة من نوعها للزواج بین الرجال المصریین والغربیات . ومنذ ذلک الحین قررت وزارة التعلیم المصریة ان یکون المبعوث للخارج متزوجا او ان یتعهد بعدم الزواج من الغربیات اثناء فترة الدراسة . ومازال هذا التعهد یکتب حتى الان الا انه لا ینفذ لان العدید من المشرفین على البعثات التعلیمیة متزوجون هم انفسهم بغربیات. وطبقا للاحصاءات فانه یتم فی مصرسنویا ما بین 1500 و 2000 حالة زواج بین غربیات ومصریین وفی المقابل تتم 4 آلاف حالة زواج سنویا بین المصریات والعرب . کما ان المصریین المسلمین یتزوجون حوالی 350 مصریة نصرانیة کل عام وذلک لاختلال التوازن بین الجنسین داخل مجتمع النصارى بسبب هجرة الرجال النصارى الى الخارج. الخصائص الاجتماعیة واعتمدت الدراسة على تحلیل عینة من 30 حالة زواج بین رجال مصریین وغربیات للتعرف على خصائصهم الاجتماعیة . واکدت الدراسة ان الطبقة المتوسطة المصریة هی اکثر الطبقات التی تتزوج من غربیات حیث یفضلون الهجرة للخارج عن طریق الزیجات فی حین أن افراد الطبقة العلیا یأتون بزوجاتهم للاقامة معهم فی مصر وذلک لامکانیات هذه الطبقة وقدرتها المادیة على توفیر مستوى معیشة جید للغربیات یتناسب مع حیاتهن السابقة . کما یقوم افراد طبقة المثقفین ایضا بالاتیان بزوجاتهم الغربیات للاقامة معهم فی مصر. ویلاحظ ان نصف الغربیات المتزوجات من مصریین اکبر سنا من ازواجهن حیث ترواح اختلاف العمر ما بین سنة و13 سنة . وهذا الاختلاف العمری یعود لاسباب ثلاثة: الاختلاف العرقی بین العنصر القوقازی والعنصر الخامس من ناحیة ترکیب العظام والتعرض للشمس واختلاف الغذاء وممارسة الریاضة. فالمرأة الغربیة تمارس الریاضة اکثر من المرأة الشرقیة فیبدو عمرها اصغر من عمرها الحقیقی. الزواج المختلط : یفترض ان احد الاطراف سیترک بلاده لیبدأ حیاة جدیدة فی بلاد اخرى وهذا یعنی ان الطرف الضعیف یحتاج للذهاب لطرف قوی وهذا یتحقق اذا تزوج الشخص من امرأة او رجل اکبر فی السن فالکبر فی السن یعنی خبرة اکثر ودخلا ثابتا ومکانا للسکن . والمصریون من الطبقة المتوسطة او الدنیا یحتاجون هذا النوع من النساء. المقایضة الاجتماعیة : فالغربیة تستبدل کبر سنها بالمستوى الاقتصادی المتواضع لزوجها الشرقی الفقیر . فالشباب والقوة مقابل المال والاقامة . واظهرت الدراسة ان اکثر من 90 بالمئة من المصریین الذین یفضلون هذه الزیجات یاتون من الحضر ،واقلیة فقط تأتی من اصول ریفیة على عکس الغربیات حیث تأتی نصف الغربیات المتزوجات من اجانب من الریف والنصف الآخر من مناطق شعبیة فقیرة من الحضر. بالاضافة الى ان ثلث الزوجات الغربیات سبق لهن الزواج من قبل. کما ان ثلث المصریین الذین یتزوجون من غربیات من النصارى . وهذه نسبة مرتفعة تؤثر على اختلال التوازن العددی بین الجنسین داخل المجتمع النصرانی فی مصر. والدراسات العالمیة عن الزواج المختلط أثبتت ان الاقلیات بصورة خاصة تنجذب الى الزواج المختلط . واشارت الدراسة الى ان الزواج المختلط بین الجامعیین بصورة رئیسیة فاکثر من ثلثی المصریین والغربیات فی عینة البحث من خریجی الجامعات . وفی حین ان هذه الزیجات تجذب الرجال المصریین من الطبقات المتوسطة والسفلى والعلیا الا انها لا تجذب من الغربیات سوى فتیات الطبقات السفلى والوسطى فقط. فلا یوجد زواج بین مصری وامرأة غربیة على شاکلة ابنة مدیر شرکة جنرال موتورز او فورد مثلا. واشارت الدراسة الى ان اکثر من ثلثی ازواج العینة لهم اقارب متزوجون من غربیات. وفی المقابل اشارت الدراسة الى ان ثلث الزوجات الغربیات اللاتی یتزوجن عربا لهن اقارب متزوجون من اجانب. واکدت الدراسة ان الاشخاص الذین یدخلون هذه الزیجات هم من غیر المتدینین . فالمسلم الحق لایسعى للزواج من غیر المسلمة. ولم یحدث تحول للاسلام من قبل الزوجة الغربیة الا فی خمس حالات من العینة وهن اللاتی لایرجع عموما للایمان بالاسلام ولکن لاسباب تتعلق بالحقوق القانونیة للزوجة والمیراث ولارضاء اهل الزوج. وبرر المتزجون من غربیات زواجهم من غیر عذارى بتبریرات مختلفة ولکن اتضح ان اهم اسبابها هی الضغوط الاقتصادیة الهائلة على الطبقة المتوسطة. کما ان اغلب الرجال المصریین فی العینة قابلوا زوجاتهم فی مصر بسببب مجیئهن للسیاحة. وانتهت الدراسة الى ان الزیجات الغربیة والشرقیة هی انعکاس لعدة عوامل متداخلة منها الازمة الاقتصادیة للطبقة المتوسطة ،زواج السیاحة ،ازدیاد العنوسة فی الغرب والتبعیة الجنسیة للغرب فقد ادى استهلاک العرب واعتمادهم الکلی على المطبوعات والافلام الجنسیة الغربیة الى الربط فی ذهن العرب بین المرأة الغربیة والجنس السهل. واشارت الدراسة الى ان اکثر الرجال المصریین الذین یتزوجون من غربیات کانت لهم تجارب مریرة مع مصریات مما دفعهم للبحث عن بدیل من الغرب کما ان العدید منهم عاش فی الغرب لفترات طویلة وفضل الزواج من غربیات . اما عن استقرار ونجاح هذه الزیجات ومعدلات الطلاق فیها فقد اشار الباحثون الى ان نسبة الطلاق اعلى من نسبة الطلاق فی الزیجات المحلیة وانها فی العام الاول من الزواج أعلى من السنوات التالیة الا ان اسباب الطلاق فیها لا تختلف کثیرا عن اسباب الطلاق فی الزیجات المحلیة . فالخیانة والضرب والکذب لیست حکرا على الزیجات المختلطة . کما ان الضغوط الخارجیة الاجتماعیة العنصریة ضد هذه الزیجات لا تناسب ای شخص لیستطیع مقاومتها بل تحتاج لاشخاص ذوی خصائص اجتماعیة ونفسیة معینة . ولتحقیق زواج مختلط سعید یجب على الطرفین ان یقیما قدراتهما النفسیة والاقتصادیة والاجتماعیة بصورة واقعیة قبل الشروع فی الزواج فمن السذاجة ان یتزوج شخص امی من امرأة امیرکیة جامعیة ویتخیل ان الزواج سیکون ناجحا. واکد الباحثون ان الکثیر من المتزوجین من غربیات یعودون الى جذورهم الاسلامیة بعد الزواج واستقرار حیاتهم الاقتصادیة فیبدأون بالعودة الى الجذور والتشبت بها مما یؤدی الى انهیار هذا الزواج الذی یتضح انه کان لاسباب اقتصادیة بحتة مما یؤدی الى الطلاق فی الاغلب . وتشیر الدراسة الى ان هذه الزیجات تجری فی العالم کافة ولیست مقتصرة على العرب فقط . کما ان هذه الزیجات تعانی من سوء سمعة بسبب الاندفاع الاهوج للعدید من الاشخاص دون تقییم حقیقی لقدراتهم على النجاح فی هذا الزواج . وینصح الباحث المسلمین والعرب بعدم دخول هذه التجربة . | ||
الإحصائيات مشاهدة: 1,449 |
||