الإعلانات التجاریة تهدد أطفالنا | ||
فتحت زینب باب غرفة إبنتها وتسمّرت عیناها على إبنتها لیلى التی نفشت شعرها بطریقة مثیرة للضحک.. لکن زینب لم تضحک بل ثارت غضباً على إبنتها التی رقصت أمام أمها وهی تغنی وترقص تلک الرقص التی لم تحبها زینب أبداً رقصة (دعایة). مشکلة ألاطفال والإعلانات التی حفظوها عن ظهر قلب مشکلة لاتعانی منها زینب کأم بل تعانی منها ملایین الأمهات فی العالم العربی والاسلامی، فمجید (6سنوات) یقلد الرقصات ویحفظ الإعلانات ویهتم بمتابعتها أکثر من اهتمامه بدروسه. وسهى (8سنوات) تزعج أمها عندما یذهبان ((للسوبر مارکت)) وهی تنصحها.. أمی لاتستخدمی هذا المعجون (...) زیت بدون ((کولیسترول))، أمی أرید هذا البسکویت.. أرید هذه الشوکلاته.. هذا الحلیب.. أفضل... وهذا... وهذا حتى أن أمها صرخت فیها إحدى المرات وقالت لها: إرحمینی أنا أمک وأعرف ما یناسبنی ویناسبک أکثر منک. وبالرغم من أنه توجد مجموعة کبیرة من البحوث الدراسیة لآثار الإعلانات التلفزیونیة على الأطفال فی المجتمعات المتقدمة فلاتوجد أی بحوث ذات معنى تم عملها فی المجتمعات القلیلة التقدم من أجل اکتشاف العلاقة والأثر التلفزیونی للإعلانات التجاریة على الأطفال. لماذا یهتم الأطفال بمتابعة الإعلانات؟ لوحظ لدى الکثیر من الأسر فی المجتمع أن الأطفال یفضلون الإعلانات على الخروج من المنزل، أو الأکل على الأقل حتى نهایة الإعلان فعندما یهدأ الأطفال فجأة فهذا یعنی أنهم یشاهدون الإعلانات حیث یأتی تقدیم الإعلانات التلفزیونیة بظاهرة جدیدة فینتظر الأطفال حتى وقت متأخر لمشاهدة أکبر وآخر الإعلانات وهذه الظاهرة غیرصحیحة خصوصاً عندما یتحتم على الأطفال القیام فی السادسة والنصف صباحاً للذهاب إلى المدرسة، ویبدو أن الأسرة لاتستطیع التحکم فی منع الأطفال من مشاهدة الإعلانات حتى ساعة متأخرة. ولقد اکتشفت أسر عدة أن طفلها الجدید الذی مایزال یحبو قد اندرج تحت طائلة هذه الإعلانات، فیقومون بتسجیل تلک الإعلانات لیتمکنوا من عرضها على أجهزة الکومبیوتر او ال"د. فی . د" مرة أخرى فی المنزل وعلى الرغم من أن إحدى السیدات حاولت عرض الإعلانات المسجلة على أطفالها فی محاولة لخداعهم کی یناموا مبکراً إلا أنها لم تنجح لأن أطفالها فضلوا السهر لمتابعة الإعلانات فی التلفاز. وهذا المنظر یحدث تقریباً فی کل بیت ولیس فقط لأن الأطفال یفضلون الإعلانات على برامج الأطفال أو أفلام الرسوم المتحرکة (الکارتون) ولکن لأن الإعلانات تشاهد بواسطة الأطفال کفترة استراحة لهم عندما ینتهون من اللعب أو الدراسة، یجد بعض الأطفال الإثارة فی الإعلانات التجاریة ویستمتعون بموسیقى الإعلانات ویهتمون بالحرکات وأصوات الممثلین فی الإعلان. الإعلان واللهجة فی الواقع هناک مخاوف من أن یهدد الإعلان نمو لغة الأطفال، وربما یدمر اللغة المحلیة إذا تم ترکها لتتواصل بالنمط نفسه بآثارها الواضحة على الأطفال، وربما تؤدی هذه المخاوف بکثیر من المشاهدین إلى الکتابة للسلطات مطالبین بتقدیم الفقرات الإعلانیة باللهجة المحلیة لحفظ موروثات ثقافتهم المحلیة. السکن الأسری.. أهمیة ملحة للرجل والمرأة معاً سهیلا نیازی
یقول الله تعالى فی کتابه المجید: ((ومن آیاته أن خلق لکم من أنفسکم ازواجاً لتسکنوا إلیها وجعل بینکم مودة ورحمة إن فی ذلک لآیات لقوم یتفکرون)) (الروم). إنها من أکبر الآیات الدالة على وجود الله المستحق للعبادة والطاعة والخضوع خلقه للإنسان الرجل أولاً، ثم خلقه للمرأة من نفس الرجل لیجد فیها الرجل کماله وسکینته فی هذه الحیاة.وهی واضحة الدلالة على ان خلق المرأة للرجل من نفسه هو لحکمة کبرى منصوص علیها صراحة هی: توفیر السکن للرجل اساساً توفیر السکن للمرأة بالتبع. والله عزوجل الذی خلق الرجل وخلق المرأة له لحکمة توفیر السکن له هو الذی قال: ((الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم)) (النساء) فوضع الإشراف على مؤسسة الأسرة فی ید الرجل، وبذلک کان الوضع فطریاً وحکیماً لاهضم فیه لحق فطری، ولاتطاول فیه على کرامة فطرة سلیمة. ولیس تاسیس الأسرة على هذا الوضع فیه سلب للمسؤولیات وامتهان للکرامات، وانتقاص للأدوار والواجبات، کلا، ولکن التأسیس على هذا الشکل فیه حکمة ترتیب، وحسن توزیع وتنظیم یوضح هذا قول الرسول صلوات الله علیه: ((کلکم راع وکلکم مسؤول عن رعیته، فالرجل راع ومسؤول عن رعیته والمرأة راعیة فی بیت زوجها ومسؤولة عن رعیتها، والولد راع...، والخادم راع...)) وهکذا نجد الحدیث لایعفی احدا من افراد الأسرة من المسؤولیة، ولکنه لایترکها بدون تحدید وتنظیم وترتیب، أی ان الاسرة ستتعرض للأخطار إذا اختل التوازن ولاترتیب، فلیست قیادة الأب للأسرة کقیادة الولد فی حال اعتلائه سلّم القیادة... ولاقیادة الأم کقیادة البنت، فما بالک بقیادة الخادمة..
وإذا کان بعض النساء اکثرن من إشاعة بعض الأفکار المعوجة لإسقاط الشعوب الإسلامیة فی حظیرة التبعیة الفکریة، والمرجعیة البشریة الناقصة، حیث یدعین أن المرأة فی الإسلام مسلوبة الإرادة لاشخصیة لها ولامسؤولیة ولادور لها فی الأسرة، فهذا کذب على الدین، وعلى التأریخ، وعلى الواقع، وعلى الرجل. فالمرأة فی الدین والواقع هی سیدة البیت، وقطب رحاه، وهی زهرة الکون وعبق شداه، ألم یقل النبی صلوات الله علیه أن المرأة الصالحة هی خیر متاع الدنیا، وأن الجنة تحت أقدام الأمهات، وأن المرأة راعیة ومسؤولة عن رعیتها، فالأسرة أساساً موضوعة تحت رعایة الزوجین، وتأریخا وواقعا وعملیا تحت رعایة الزوجین، فلاجدید فی هذا إلا التطبیل والتزمیر وتملق الجهات النافذة للاسترزاق بقضایا المرأة. أما إلغاء الطاعة مقابل الإنفاق، فهذا مطلب لایمکن تحقیقه إلا فی الخیال الکاذب، وفی دنیا اخرى وحیاة أخرى غیرالحیاة البشریة، إذ الحیاة الزوجیة المتعارف علیها بین الذکور والإناث لابد ان تقوم على اساس الطلب والطاعة والحق والواجب والإیجاب والقبول، والرغبة والاستجابة، ومقابلة لذة الأمر بحلاوة الطاعة. إذ الحیاة لابد أن تسیر هکذا حتى فی نطاق الصداقة والمخادنة، والمخالطة والمشارکة، هذه هی سنة الحیاة، وإلا لاسکینة فی الحیاة الزوجیة، ولاتکامل فی المعاشرة الأسریة، إذ کیف ترفرف السکینة على أسرة لاینکر الزوج فیها ذاته فی سبیل مصلحة الزوجة، ولاتنکر الزوجة فیها ذاتها فی سبیل إسعاد الزوج وتلبیة رغباته التی لاقوام للحیاة الزوجیة بدونها، وهی المشار إلیها فی الأسلوب القرأنی الرائع ((هن لباس لکم وأنتم لباس لهن)) (البقرة) فهل تستطیع القوانین المادیة توفیر شروط السکن المعنویة والإیمانیة. الأنوثة فی نظر الرجال والرجولة فی نظر النساء هدی محمد
یتفاوت تعریف الناس للأنوثة بإختلاف سلائقهم وأذواقهم، فعند بعضهم الانوثة هی الضعف أو رقة مع جمال، وعند البعض الآخر تزول أنوثة الـمـــرأة إن عــلا صوتها وأصبح فـظــاً ،أو أدمنت العـبـــوس والانفـعــال ، أو تعـامـلت « بعــضـــــلات » مفـتـولة ، أو نطقت لفـظاً قـبـیحاً ، أو تخـلّـت عــن العطف والرحـمة تجـاه مخلوق ضعـیف ، أو أدمـنـت الکراهـیة والحقد وفـضلتهما عـلى الحـب والشعور الرقیق ، أو آثرت الانتقام عـلى التسامح ، اوعندما یطول لسانها ، وتتلاشى أنوثة المرأة حیـن تهـمل الـرقة والطـیـبة ، وحـیـن تـنسى حـق الاحـتـرام والإکـبار للـرجــل زوجــــاً وأباً وأخــاً .. ومعـلمـــاً ،وحـیـن لا توقــر الکبـار أو ترحـم الصغـار ، وعلیه یعتقد الکثیرون بأن جمال المرأة لیس فی قـوامها .. أو ملامحها ورشاقتها فحسب، بل الأنوثة شیئاً تـشعـره .. ولا تراه فی أغلب الاحیان. یرید الرجـــل المرأة لطیفة معه قــویة مع الآخــــــــرین ، هذه هی الأنثى المثالیة فی نظـــر الرجــل ... والرجـل بمقدوره مساعــدة المرأة عـلى الاحـتـفاظ بهذه الأنوثة من خلال إحترام لطف المرأة معه .. ولا یسـتغـله وأن یمنحها القـوة بعـطـفه وحـنانه واحـتـرامه .. وأن یعـلّمها الضعـف الجـمـیل ولـیـس ضعـف الانزواء وفـقـدان الثقة. ولاشک ان الأنوثة فــن .. والرجل یستطیع بذکائه أن یعـلّم زوجـته هـذا الفـن الحسن.. فـبعـض الرجال یتقن هذا الفـن.. وبعـض الرجال یدفع المرأة إلى أن تتخـلى عـن أنوثـتها وعواطفها وتتمرد عـلى الرجل لأنه استغـل حـبها ومشاعرها، وحقرها بدلاً من أن یثنی عـلیها ویحترمها.. هنا یتبدل بعـض النساء إلى النقیض، فالرجل الواثق من نفسه بإمکانه أن یقود أقوى النساء ویحـیلها إلى کائن ودیع یحـتاج منه لمسة من حـنان.وعطف فیاض. وقـد تعـشـق المرأة لحـظة ضعـف یمر بها زوجها فتراه طفلاً بحاجة لحـنانها، وهذا لیس عـیـباً، فبکاء الرجل یدفع زوجـته للمزید من العـطـف والاهـتمام والرعایة، لکن أکثر الرجال یرفـض أن تراه زوجـته فی أی لحـظة ضعـف، معـتقداً أن قـوته وحـدها هی ما تجعـلها تغـــرم به فحسب . وکثیراً ما یکره المرء الأقـویاء، وخاصة فی المواقـف التی تسـتدعی الضعـف واللین والـرقة . حیث ان للقـوة مواقـف لا یلیق فـیها الضعـف، کما ان للضعـف مواقـف لا تلیق فـیها القـوة . فاحیاناً ترى المرأة رجـولة الرجـل فی طـفـولته وبراءته وضعـفه ولو فی لحظات محـدودة وترى رجـولته أیضاً فی قدرته عـلى حـمایتها وحـمایة کرامـتها وکیانها، وفی کرمه معها ومع أهلها وفی تسامحه مع بعـض أخـطـائها. ان للرجولة مفهوماً محدداً لدى المرأة ، وکلاهما یتأرجح بین الضعـف والقـوة ،إذا عــاد الإنسان یوماً طـفلاً بأفکاره ومشاعـره وبعـض تصرفاته ، إذا بکى عـلناً کالأطفـال کان إنـساناً رحیماً، والمرأة تحـب هـذه اللقطة وتحب أیضاً فارسها قـویاً شجاعاً ، والرجل یحـب فی المرأة طـفـولتها ، ومشاعــرها البریئة الخالیة من الزیف والتزویق والتصنع ، کل الرجال بحاجة للأطــفــال کی یتعــلمون منهم البراءة ، هم قـد یتعـلمون منهم أضعاف ما یتعـلمون من الکبار . والحق ان فی الأنوثة شیئاً من الطـفـولة ، وفی الرجـولة شیء من الطفـولة ، وفی الطـفـولة أجمل ملامح البراءة والصفاء ، فهل یستطیع الرجل أن یعــود طـــفلاً.. أحــیاناً ؟ نعم لا خجل من ذلک، فـفی هذا السلوک کل الصدق والعفویة. الولید والبیئة الجدیدة أ.البغدادی
عندما یولد الطفل یواجه عالماً غریباً علیه، فهو خلال تسعة أشهر قضاها فی بطن أمه لم یتعرض للأضواء أو تقلبات الطقس وعلیه أن یواجه ظروفا لم یألفها، وأحداث لم یعرفها، وعلى جسمه الصغیر أن یتکیف مع هذه الظروف الجدیدة. ولعل جلد الطفل هو أکثر أعضاء المولود تفاعلاً مع ظروف البیئة الجدیدة، بل إن على جلد الطفل ان یواجه تجدیدات مستمرة خلال الشهور الأولى من عمره. یکاد ینفرد الطفل البشری بخاصیة تمیزه عن صغار بقیة الحیوانات عند ولادتها، فالطفل البشری یولد ضعیفا عاریا، ینتظر من ابویه العنایة الشدیدة، فبدون هذه العنایة لایکتب له فی الغالب أی حیاة. والطفل البشری فی الوقت نفسه یولد بأعضاء ناقصة فی تطورها، تتطور خلال الشهور والأعوام التالیة لمولده، وهذا التطور ضروری حیوی لملاءمة الحیاة تختلف – دون شک – عن الحیاة فی بطن الأم، والجلد أحد هذه الأعضاء التی تتغیر على مدى الأیام التالیة للولادة، فالطبقة السطحیة من جلد المولود تتقشر وتنسلخ عن الجسم، لتبرزالطبقة الأکثر عمقا من الجلد، لتحتل مکانها على السطح، وهذه الطبقة ناعمة، وهذا ما یمیز جلد المولود، وعلى مدار السنة الأولى أو السنتین الأولیین من عمر الطفل یظل جلده ناعما رقیقا، ثم یزداد سمکا وخشونة بعد ذلک مع النمو. هذا الانسلاخ الذی یحدث على جلد المولود فی الأیام الأولى من عمره عملیة حیویة، لأنه یتیح للطبقة المرنة أن تحتل سطح الجلد، وهی قادرة على التکیف مع النمو السریع الذی یصادف الطفل فی عامیه الأولین. وإذا نظرنا إلى طفل قد ولد تواً فی حجرة الولادة فإننا سنلاحظ أن جلده یکاد یکون شاحبا، یمیل قلیلا إلى زرقة خفیفة خاصة لحظة ولادته، ویرجع ذلک إلى قلة کمیة الدم والاوکسجین التی تسری فی أوعیة جلده الدمویة، وبعد لحظات قلیلة مع بدایة تنفسه تنفسا طبیعیا یبدأ جلده فی اکتساب اللون الوردی الدافئ، کما یلاحظ أن جسمه عند الولادة مغطى بمادة لزجة بیضاء واقیة، هی خلیط من خلایا جلدیة منفصلة، وإفراز دهنی من غدد موجودة بجلده. والآن قد أصبح المولود کائنا حیا یصرخ ویتحرک أمام أبویه، وهما یتطلعان إلیه بلهفة وشوق کشوق العائد من رحلة طویلة قضاها فی ظلمات ثلاث، ثم کان علیه أن ینهی رحلته بعناء لیقول للجمیع: إن الحیاة جمیلة، تستحق کل هذا العناء وکل هذه المعاناة. إن الشیء الذی قد یلفت الانتباه أن جلد المولود لیس وردیا کله، وأن هناک بقعاً ملونة، قد تظهر هنا وهناک، وأن هذه البقع قد تثیر الخوف لدى الأبوین، وقد یدور فی خلدیهما سؤال حول هذه البقع وهل وجودها دلیل مرض قد أصاب الصغیر؟ الحقیقة أن هذه البقع الملونة لاتظهر عند کل الأطفال حدیثی الولادة، لکن من الممکن أن تظهر أعراض لأمراض جلدیة لدى بعض الأطفال فی الشهور الأولى من أعمارهم، مما یجعلنا نلقی بعض الأضواء على هذا الموضوع الذی یهم الکثیرین، والذی نعرف أنه یحمل فی طیاته بعضاً من قلق وبعضاً من حیرة.
بقع على جلد المولود ینظر الأبوان بشیء من الخوف إلى طفلهما إذا ما بدا لهما أن هناک شیئاً غریباً یظهر على جلده، وقد یصل بهما الخوف إلى الاسراع إلى أقرب طبیب لاستشارته. فما حقیقة هذه الأعراض، أو فلنقل هذه البقع التی یمکن أن تصیب الصغیر عقب ولادته مباشرة؟ الحقیقة أن الولادة لیست عملیة سهلة، بل هی فی حد ذاتها حدث له دلالاته، ویعتقد بعض علماء النفس، بأن لحظة الولادة نفسها التی یطلقون علیها ((صدمة الولادة)) هی الاساس النفسی لکل ما یصیب المرء بعد ذلک، من خوف وقلق، والمهم أن لحظة الولادة هذه قد تنتج عنها أعراض جسمیة نتیجة بعض العنف ـ إذا جاز التعبیر – والضغط الذی یتعرض له المولود أثناء الولادة یأخذ فی أغلب الأحیان صور أعراض جلدیة، فجلد المولود الرقیق قد یتعرض للضغط والجذب مما قد یؤدی إلى تمزق بعض الشعیرات الدمویة، أو بروز جزء من الجلد، أو تجمع بعض الخلایا معا، مما یؤدی إلى ظهور بقع لونیة. وفی کلمة قصیرة نتناول بعض هذه الأعراض بتفصیل أکثر: 1. الأورام الدمویة: وهی تجمعات دمویة فی شکل بقع، تختلف فی حجمها، وتظهر على الرقبة أو الرأس أو أعلى الأنف، وهی بقع حمراء مسطحة أو مرتفعة قلیلا فوق سطح الجلد، وبعضها عمیق یمتد إلى الداخل، لکن معظمها لایسبب أی ضرر، وقد یختفی فی الشهور الأولى من عمر الطفل، بدون أی علاج، فتدفق الدم یتوقف من الشعیرات الممزقة، کما یتم امتصاص ما نزف منه دون أی تدخل طبی. 2. النمش والکلف: وهما یتشابهان مع ما یسمى ((الشامة))، وکلاهما عبارة عن تجمع خلوی، یکتسب صبغة لونیة، تزداد عند التعرض للشمس، وأکثر ذلک لایحتاج إلى أی علاج، ما عدا ما قد یستمر إلى ما بعد فترة الطفولة. ویکون الهدف من التدخل الطبی التجمیل فی المقام الأول. 3. البقع المنجولیة: وهی بقع لونیة تظهر أسفل الظهر، ویمیل لونها إلى الأزرق الرمادی، وتظهر فی مجموعات یتراوح عددها بین واحد وخمسة، ومساحة الواحدة منها حوالی سنتمیترین، وتختفی غالبا مع الوقت، ولاتحتاج إلى أی علاج أیضاً. 4. بروز الجلد، یحدث هذا البروز فی جلد الجذع أو عند انثناءات الجلد تحت الابط مثلاً. ولایتسبب هذا البروز غالبا فی حدوث أی ألم أو ضرر للطفل، وإزالته جراحیا،یتم عبر استخدام التخدیر الموضعی لمکان البروز، ویتم ذلک عادة عندما یکبر الطفل ویشب عن الطوق. هذه الأعراض التی یمکن ملاحظتها على جلد المولود عقب ولادته أعراض مؤقتة – کما ذکرنا – یزول معظمها تلقائیا، دون أی علاج، بید أن هناک ظواهر جلدیة أخرى یمکن أن تتحول إلى أمراض حقیقیة إذا لم تتسلمها ید الرعایة الصحیحة.
الطفح الجلدی لمؤخرة الطفل یظهر هذا الطفح بین الشهر الثانی والخامس عشر من عمر الطفل، وبه یصبح الجلد متهیجا محمرا، ویکون سببا فی عدم راحة الطفل، وصراخه المستمر، وإذا أهمل یمکن أن یتحول إلى التهاب جلدی یصعب علاجه، وقد یستغرق علاجه وقتا طویلا. أما السبب الرئیسی الذی یؤدی إلى ظهور هذا الطفح فهو ترک حفاظات الطفل المبللة مدة طویلة ملامسة للجلد دون تغییر، مما یؤدی إلى تحلل البول، فتظهر مادة النوشادر التی تعمل على تهییج جلد الطفل. کما یحدث هذا الطفح أیضا نتیجة ترک بقایا الصابون أو المنظفات الصناعیة على الحفاظات أثناء غسلها. إن آثار الصابون أو المنظفات الصناعیة المتبقیة على الحفاظات یمکن أن تهیج جلد الطفل وتؤدی فی نهایة الامر إلى ظهور الطفح. إن العلاج بل الوقایة فی المحافظة على النظافة والإسراع فی تغییر حفاظات الطفل کلما ابتلت، مع غسل المنطقة التی بین الفخذین وحول فتحة الشرج بالماء الفاتر، ثم تجفیف الجلد بعد ذلک جیدا، وقبل تغییر الحفاظات یجب وضع قلیل من المادة الملطفة على المنطقة المصابة بالطفح، کما یمکن استخدام زیت اللوز أو زیت الزیتون لترطیب الجلد وتقلیل تهیجه. وبصفة عامة إذا لم یصاحب هذا الطفح ارتفاع فی درجة الحرارة فإن ذلک یعنی أن شبح الالتهاب الجلدی ما یزال بمنأى عن الطفل، وهذا هو الأمر الذی یجب على الأبوین فیه بذل المزید من الجهد للتخلص من هذا الطفح وتجنب حدوثه.
کیف یصاب الطفل بالاکزیما؟ إن ((اکزیما)) الأطفال الرضع من أکثر الأمراض الجلدیة انتشارا فی مرحلة الطفولة المبکرة، تظهر أعراضها خلال الشهر الثانی من عمر الطفل، لکنها نادرا ما تظهر بعد الشهر التاسع. وتلک الأعراض غیرثابتة فی شدتها، فتارة تأتی خفیفة، وتارة أخرى تکون شدیدة. وتستمر حتى تختفی تماما فی نهایة الشهر الثامن عشر إلى نهایة السنتین تقریبا. وتختفی فجأة کما ظهرت فجأة. وقد تحیر الأطباء فی معرفة الاسباب الحقیقیة لإصابة الاطفال الرضع بالاکزیما، بید أن هناک فروضا ترجع بعض الأسباب إلى تغذیة الطفل نفسها. فقد لوحظ أن حالات الإصابة بالاکزیما تزداد عندما تکثر الدهنیات أو البروتینات الحیوانیة فی غذاء الطفل، سواء کان الطفل یتغذى طبیعیا من ثدی أمه أو بالرضاعة الصناعیة، بینما دأب بعض الأطباء على الربط بین حدوث الإصابة بالاکزیما وبین العوامل الوراثیة التی یرثها الطفل عن أبویه أو عن أحدهما. إذن فهذه کلها مجرد فروض لاترقى إلى حد الیقین. وبعیدا عن أسباب حدوث المرض نتساءل عن أعراضه، وکیف یمکن تجنبها؟ وبدایة نقول إن الاکزیما مرض غیرمعد، فلاخوف إذن من أن یتلامس الأطفال المصابون مع أطفال آخرین من نفس الأسرة. وأعراض الاکزیما عند الطفل تبدأ باحمرار الجلد، وسرعان ما یتحول إلى بثور وحویصلات وقشور، وعادة تبدأ هذه الأعراض فی الوجه، ثم تمتد إلى فروة الرأس وبقیة الجسم والأطراف، وعند ظهور الاکزیما یأخذ الطفل فی حک جلده بشدة، مما یحرمه من النوم وینهک قواه. وأعراض هذا المرض الجلدی قد تکون مصحوبة فی الوقت نفسه بأعراض حساسیة تصیب الجهاز التنفسی، مما یجعل الطفل عرضة لضیق التنفس وهو مایعرف ((بالأزمة)). ان الاکزیما وإن کانت تترک الأبوین فریسة للخوف إلا أنها لیست بالحالة الخطیرة أو التی تستدعی کل هذا الخوف، فعلاجها یکمن أولا فی العنایة بجلد الطفل الرضیع، والاهتمام المستمر بنظافته، ثم یأتی بعد ذلک الإقلال من الدهنیات. وفی هذا المقام نود أن نقول: إن من المفضل إعطاء الطفل المواد النشویة کالبطاطس المهروسة، والارز، ابتداء من الشهر السادس من عمره، وإقلال کمیة الرضاعة. وقد قام بعض الأطباء بحقن الطفل تحت الجلد فی المنطقة المصابة بلبن من ثدی الأم بمعدل مرتین أو ثلاث کل أسبوعین، وقد أتت هذه الطریقة بنتائج إیجابیة، أما العلاج الدوائی فیقوم على إعطاء الطفل المصاب الأدویة المضادة للحساسیة. أ.البغدادی | ||
الإحصائيات مشاهدة: 3,712 |
||