صعوبات التعلم لدی الاطفال | ||
هناک مجموعة من التلامیذ منتشرون فی أرجاء العالم یعانون من تدنی فی التحصیل الدراسی مع توفر مستویات مختلفة من المتغیرات البیئیة مثل العوامل الصحیة والاسریة والاجتماعیة، وهذه المجموعة من التلامیذ یتمتعون بقدرات جسدیة وحسیة وعقلیة تقع ضمن المتوسط العادی ومع ذلک توجد فجوة عمیقة بین الاداء الفعلی والاداء المتوقع لهم حتی مع توافر فرص تعلیمیة وتربویة متساویة بینهم وبین أقرانهم من ذات البیئة التعلیمیة . ان سوء الاداء الدرسی من المشاکل الهامة التی تواجه بعض الأُسر التی تطمح أن یکون أبناؤها من المتفوقین وهناک عدة أسباب لسوء الاداء الدراسی للاطفال والمراهقین فالبعض قد یکون لدیهم مشاکل اُسریة أو عاطفیة ، بینما عند البعض الاخر یکون سبب الاضطراب أساساً فی المجتمع الذی یعیشون فیه أو فی المدرسة أوفی جماعة الرفقة وهناک فئة اخری یکون سبب سوء الاداء الدراسی اساساً بسبب انخفاض معدل الذکاء لدیهم ، أما أسباب صعوبة التعلم لدی الاطفال فقد یُرجعها العلماء الی عوامل عدة نذکر منها : 1- عیوب فی مخ الجنین : إنّ مخ الجنین یتطور طوال مدة الحمل من خلایا قلیلة غیر متخصصة تقوم بجمیع الاعمال الی خلایا متخصصة ،ثم الی عضو یتکون من بلایین الخلایا المتخصصة المترابطة التی تسمی الخلایا العصبیة ،وخلال هذا التطور المدهش قد تحدث بعض العیوب والاخطاء التی قد تؤثر علی تکوین واتصال هذه الخلایا العصبیة ببعضها البعض . 2- العیوب الوراثیة : genetic factors ان للعامل الوراثی أثر فی اضطراب التعلّم وینتشر هذا بین الاسر والاقارب من الدرجة الاولی عنه بین عامة الناس فمثلاً ، الاطفال الذین یفتقدون بعض المهارات المطلوبة للقراءة مثل سماع الاصوات الممیزة والمعضلة للکلمات ، من المحتمل ان یکون أحد الاباء یعانی من مشکلة مماثلة ، وهناک بعض التفسیرات عن اسباب انتشار صعوبات التعلّم فی بعض الاسرمنها ،ان صعوبات التعلّم تحدث اساساً بسبب المناخی الاسری . 3- تأثیر التدخین والخمور وبعض أنواع العقاقیر :إنّ لهذه المواد السامة تأثیراً سلبیاً علی الجنین حینما تتناولها المرأة الحامل اثناء فترة الحمل وقد أکدت بحوث إنّ النساء المدخنات یلدن أطفالاً بوزن أقل من الطبیعی وهذا مما یحمل الاطفال عرضه للکثیر من المخاطر ومن ضمنها صعوبة التعلّم ، وکذلک فان تناول الکحول اثناء الحمل یؤثر علی نمو الجنین ویؤدی الی مشاکل من التعلّم والانتباه والذاکرة والقدرة علی حل المشاکل فی المستقبل . 4- مشاکل اثناء الحمل والولادة : یعزوالبعض سبب صعوبات التعلّم وجود مضاعفات تحدث للجنین اثناء الحمل ففی بعض الحالات یتفاعل الجهاز المناعی للأم مع الجنین کما لو کان جسماً غریباً یهاجمه وهذا التفاعل یؤدی الی اختلال فی نمو الجهاز العصبی للجنین کما یحدث التواء للحبل السری حول نفسه اثناء الولادة ممایؤدی الی نقص مفاجیء للاوکسجین الواصل للجنین مما یؤدی الی الاعاقة فی عمل المخ وصعوبة فی التعلّم فی الکبر. 5- مشاکل التلوث والبیئة: یستمر المخ فی انتاج خلایا عصبیة جدیدة وشبکات عصبیة وذلک لمدة عام أو أکثر بعد الولادة وهذه الخلایا یکون معرضة لبعض التفکک والتمزق ایضاً ، فقد وجد العلماء أنّ التلوث البیئی من الممکن أن یؤدی الی صعوبات التعلّم بسبب تأثیره الضار علی نمو الخلایا العصبیة وهناک مادة الکاندیوم والرصاص وهی من المواد الملوثة للبیئة التی تؤثر علی الجهاز العصبی وقد أظهرت الدراسات أن الرصاص وهو من المواد الملوثة للبیئة والناتج عن احتراق البنزین والموجود کذلک فی انابیب میاه الشرب التی قد تؤدی الی کثیر من صعوبات التعلّم . 6- عوامل تربویة : یتطلب النجاح المدرسی فی العملیات التربویة داخل الصف الی تفعیل أطراف العملیة التعلیمیة من الطلاب والبیئة الصفیة والمعلمون وطرق التدریس المستخدمة من قبل المعلم والوسائل التعلیمیة المساندة المتوفرة فی الصف فیعتمد نجاح الاطفال بصورة عامة وأطفال صعوبات التعلّم بصورة خاصة علی مقدار الانسجام والتفاعل بین الاطراف عموما،ً فکلما ازداد تفاعل الطالب من أطراف العملیة التربویة بصورة ایجابیة ازداد تعلمه فی حین اذا انخفض تفاعله فی البیئة التعلیمیة بصورة سلبیة انخفض مستوی تعلمه . أماط صعوبات التعلّم : Developmental learning1- صعوبات التعلّم النمائیة وهی الصعوبات التی تتعلق بالوظائف الدماغیة وبالعملیات العقلیة التی یحتاجها الطفل فی تحصیله الاکادیمی وقد یکون السبب فی حدوثها اضطرابات وظیفیة تخص الجهاز العصبی المرکزی ویقصد بها تلک الصعوبات التی تتناول العملیات ماقبل الاکادیمیة التی تتمثل فی العملیات المعرفیة المتعلقة بالانتباه والادراک والذاکرة والتفکیر واللغة والتی یعتمد علیها التحصیل الاکادیمی وتشکل أهم الاسس التی یقوم علیها النشاط العقلی المعرض للفرد وهذه الصعوبات یمکن ان تقسم الی نوعین فرعیین هما : الف: صعوبات أولیة : مثل الانتباه والادراک والذاکرة ب: صعوبات ثانویة : مثل التفکیر والکلام والفهم واللغة الشفویة . وتؤثر صعوبات التعلّم النمائیة فی ثلاث مجالات أساسیة هی : 1- النمواللغوی 2- النموالمعرفی 3- نمو المهارات البصریة الحرکیة Disabilities academic learning ثانیاً-صعوبات التعلّم الاکادیمیة ویقصد بها صعوبات الاداء المدرسی المعرفی الاکادیمی والتی تتمثل فی القراءة والکتابة والتهجئة والتعبیر الکتابی والحساب وترتبط هذه الصعوبات الی حد کبیر بصعوبات التعلّم النمائیة ، فمثلاً تعلّم القراءة یتطلب الکفاءة والقدرة علی فهم واستخدام اللغة ومهارة الادراک السمعی للتعرف علی أصوات حروف الکلمات ( الوعی أوالادراک السمعی) والقدرة البصریة علی التمییز وتحدید الحروف والکلمات ، تعلّم الکتابة یتطلب الکفاءة فی العدید من المهارات الحرکیة مثل الادراک الحرکی ، التآزر الحرکی الدقیق لأستخدامات الاصابع وتآزر حرکة الید والعین وغیرها من المهارات .تعلّم الحساب یتطلب کفایة مهارات التصور البصری المکانی والمفاهیم الکمیة والمعرفة بمدلولات الاعداد وقیمتها وغیرها من المهارات الاخری . أنواع صعوبات التعلّم : 1- عسر القراءة Dyslexia 2- عسر الکتابة –Dysjrprhia 3- عسر الکلام –Dysphasia 4- عسر الحساب – Dyscalculia 5- خلل فی التناسق – Dyspraxia 6- صعوبات التهجئة – Dysorhographly 7- صعوبات الترکیز – Attention Difficult Disorder 8- فرط الحرکة وقلة الانتباه- Attention Difficult Hyperactivity Disorder 9- مشکلة العتمة – Scotopic Sensitivity Syndrome أنواع الاعاقات التعلیمیة : اولاً: اضطرابات النموالکلامی واللغوی : الاشخاص الذین یعانون من اضطرابات الکلام واللغة یکون لدیهم هی أخراج أصوات الکلام واستخدام اللغة المنطوقة فی المحادثة والحوار ومنهم ما یقوله الاخرون ،وحسب نوع المشکلة قبل التشخیص المحدد یکون إما : 1- اضطراب إخراج الکلام النمائی . 2- اضطراب التعبیر اللغوی . 3- اضطراب فهم اللغة النمائی . 4- اضطراب إخراج اللغة النمائی . ثانیاً: اضطراب المهارات الاکادیمیة : یعانی الطلاب الذین یعانون من هذه الاضطرابات بتأخرقدرتهم علی القراءة والکتابة والقدرات الحسابیة بسنوات عن زملائهم فی نفس السن وینقسم التشخیص فی هذا الاضطراب الی : 1- اضطراب القراءة النمائی (عسر القراءة ) : وینتشر هذا المرض بین أقارب الدرجة الاولی بین عامة الناس وهوأکثر انتشاراً بین الذکور ومشکلته عدم التحکم فی القدرات العقلیة. 2- اضطراب الکتابة النمائی : سببه قصوراً أو خللاً عصبیاً فی شبکة الاتصالات داخل المخ المسؤولة عن المناطق التی تتعامل مع الید والذاکرة . 3- اضطراب مهارة الحساب النمائی : تشمل القدرة علی فهم وادراک الارقام والارقام الحسابیة وتظهر المشکلة فی سن مبکرة فی صورة الصعوبة فی القدرةعلی فهم الارقام مثل جدول الضرب ویعانی الطفل من الآتی : 1- صعوبة فی فهم المسائل الحسابیة وتحویل المسألة الی أرقام علی شکل قصة 2- صعوبة فی معرفة وفهم الرموز الحسابیة ( + او-) وترکیب الارقام . 3- صعوبة فی اداء عملیات الجمع والطرح والقسمة اما الصعوبات التی تظهر فی سن متأخرة فتکون مرتبطة بعدم القدرةعلی التفکیر الموضوعی فی المسائل الحسابیة وینتشر اضطراب مهارة الحساب بنسبة 6/ فی الاطفال فی سن المدرسة الابتدائیة . التوصیات : 1- ارشاد القائمین والمعلمین الی الطرق السلیمة والتربویة فی معاملة ذوی الصعوبات . 2- ارشاد اولیاء الامور الی کیفیة التعامل السلیم مع أبنائهم . 3- وضع برامج علمیة متطورة . 4- استخدام التکنولوجیا . 5- فتح مراکز متخصصة لمساعدة ومعالجة ذوی صعوبات التعلم ّ. من کتاب الدکتور مثال عبد الله غنی المصادر: 1- عماد الزغلول –نظریات التعلّم –ط-دار الشرق – عمان- ص 28 2- راجع تفسیر مفلح –صعوبات التعلّم والخطة العلاجیة المقترحة – الدار الوطنیه للنشر – الکویت -2004 م ص43 3- اسامة محمد البطانیة واخرون – صعوبات التعلّم –النظریة والممارسة – دار المیسره للنشر – عمان- ط-2005م – ص58 د. مثال عبدالله غنی | ||
الإحصائيات مشاهدة: 3,210 |
||