ماذا ینتظر المسلمون من حجاج هذا العام؟ | ||
یشهد موسم الحج لهذا العام، إنعطافة کبیرة غیر مسبوقة فی تأریخه الحافل بالمعطیات العظیمة، حیث سیجتمع الحجیج من کل مکان من ارجاء المعمورة ویتحدثون عن المنجزات المدهشة التی حققتها الانتفاضات الکبرى والثورات المتأججة فی بلدان الربیع العربی، وسیقوم حجاج تونس ولیبیا ومصر والیمن والبحرین، بتعریف الآخرین عن الملاحم البطولیة التی جرت فی بلدانهم الثائرة. أنها فرصة ذهبیة لتنسیق المواقف والرؤى بإتجاه التحرر من قبضة الانظمة السائرة فی رکاب الاستکبار العالمی، ولیس هناک وقت اجدر من هذا الموسم العظیم حیث یتجمع عدة ملایین من المسلمین من شتى انحاء العالم لاداء هذه الفریضة المقدسة. وقد اشار قائد الثورة الاسلامیة سماحة آیة الله العظمى السید علی الخامنئی فی هذه المناسبة الى مساعی الاعداء لبث الخلافات ومواجهة موجة الصحوة الاسلامیة، معتبراً الحج فرصة قیمة جداً للتواصل مع الامة الاسلامیة. ووصف القائد الخامنئی الحج بأنه احد الرموز الاساسیة فی الاسلام، مؤکدا على ضرورة الاهتمام بالتعاطف وتعزیز الاواصر الاسلامیة فی الحج بغض النظر عن القومیات والمذاهب، والاستفادة من هذه الفرصة للتقریب بین القلوب. وأکد الامام الخامنئی على ان المسلمین، جسد واحد، واضاف: على الحجاج الایرانیین التواجد فی الحج بمثل هذه النظرة العامة العالمیة، ووضع تجاربهم الممتدة ثلاثین عاماً فی مقارعة الاستکبار والمعاندین تحت تصرف الشعوب الثائرة. واوصى سماحته، زوار بیت الله الحرام، بالاعداد الروحی والتهیؤ لهذه الضیافة الالهیة، مشدداً على الحاج الایرانی فی سلوکه فی الحج أن یرفع رأس شعبه وبلده ونظام الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة فی اعین العالم. ولا ننسى ان الامام الراحل کان یرى الحج فی حقیقته کما امر الرسول الاکرم(ص)، حیث کان لا یرى الحج الا وفیه البراءة من المشرکین، حیث یکون الحج، منبراً لتوصیل نداء مظلومیة المسلمین الى العالم أجمع، ونشر کلمتهم فی سائر انحاء العالم من اجل إعلاء شعار الوحدة بین المسلمین کافة. وقد أطلق الامام الخمینی الراحل فی خطاباته، کلمات اللوعة والاسى على ما آل الیه المسلمون من الحرمان من المنافع العظیمة للحج، التی توخاها القرآن الکریم من تشریعه لفریضة الحج المقدسة. وکان الامام الراحل یرى ان تغییب البعد السیاسی الاجتماعی الثوری للحج ومناسکه، انما هو مؤامرة کبرى قادها الاستکبار العالمی والحکام العملاء والعلماء المتحجرون والمزیفون. ولایکاد یخلو خطاب سنوی تأریخی من خطابات الامام فی ای موسم، من تسلیط الاضواء على هذه المؤامرة الکبرى التی نجحت الى حد بعید فی إفراغ الحج من محتواه السیاسی ومضمونه الاجتماعی الثوری. وفی کثیر من خطاباته السنویة فی موسم الحج، اعطى الامام أهم المفردات السیاسیة والاجتماعیة لفوائد ذلک الحشد الملیونی الهائل للمسلمین الملبین لنداء الحج من شرق الارض وغربها، مصرحاً بانه لا توجد منفعة اعظم واسمى من قطع ید الاستکبار العالمی عن امتنا الاسلامیة، بل عن المستضعفین جمیعاً، وای منافع اعظم من قطع ید الجبابرة والظلمة والمستکبرین من السیطرة على البلدان المستضعفة. کما ان واحداً من اهم أرکان فلسفة الحج هو إیجاد التفاهم وترسیخ الاخوّة بین المسلمین والدعوة الى وحدة الکلمة بین المسلمین، وضرورة نبذ الفرقة والتمزق الذی یسعى اعداء الاسلام الى إبقائه والمحافظة علیه، ولذا فإن من واجبات هذا التجمع العظیم وفی هذه الظروف الحساسة بالذات، الدعوة الى توحید الصفوف ونبذ الخلافات بین فئات المسلمین، وعلى علماء المسلمین، ان یهتموا بهذا الامر الحیوی، وإیجاد جبهة متراصة بغیة السعی لتحریر المستضعفین من أسر القوى الاجنبیة الطامعة. ولاشک ان الاجتماع الواسع فی موسم الحج لایلبی الحاجات المعنویة للمسلمین فحسب، وانما یلبی جمیع المتطلبات فی الحیاة الفردیة والاجتماعیة کافة، ونحن کلنا امل ان یکون مستوى الحج لهذا العام بمستوى طموح الشعوب الناهضة التی هبّت وإستجابت لنداء الدین والعقل والضمیر. رئیس التحریر | ||
الإحصائيات مشاهدة: 2,523 |
||