نحو مکافحة الامراض التی تصیب الاطفال | ||
نحو مکافحة الامراض التی تصیب الاطفال أعداد : ع . البغدادی تعانی دول العالم الثالث من مشکلتین صحیتین خطیرتین هما : سوء التغذیة وتفشی الامراض المعدیة بین الاطفال ولعل السبب فی ذلک یرجع الى توفر الامکانات الضروریة للحد من انتشار هذه الامراض وکذلک سوء تطبیق البرامج الصحیة المقررة. ویعتقد بعض الخبراء بان تفشی الامراض المعدیة وسوء التغذیة بین اطفال العالم الثالث حالیا هو مشابه لما حصل فی الدول المتقدمة وذلک فی القرن التاسع عشر وبمستویات متقاربة. ولکن تحسین مستوى المعیشة وتطبیق الاجراءات الصحیة المناسبة قد ادت بالتالی الى تخفیض الاصابة بهذه الامراض فی الدول المتقدمة، ومثل هذه الاجراءات تحاول (( منظمة الصحة العالمیة)) حالیا توفیرها واستخدامها فی دول العالم الثالث ولعل الهدف الاساسی منها هو تخفیض الوفیات وتحسین الحالة الصحیة بین الاطفال، کما ان مردود انها ستنظرفی تحسین الحالة الاقتصادیة والاجتماعیة لهذه البلدان الفقیرة، اهم الاجراءات الطیبة التی اعتمدتها منظمة الصحة العالمیة للسیطرة على هذه الامراض هی استخدام اللقاحات اذ توفر المناعة لدى الاطفال بشکل یمنع اصابتهم بهذه الامراض فی المراحل الاخرى من العمر. ومن الامراض الشائعة التی تصیب الاطفال فی دول العالم الثالث هی شلل الاطفال . الحصبة الکزاز الخناق (الدیفتیریا)،السعال الدیکی ، والسل وتتوفر لقاحات فعالة ورخیصة ضد هذه الامراض حیث یمکن استعمالها بمستوى فردی او على مستوى المجموع وذلک على مراحل لمنح المناعة. وقد اظهرت الشواهد بان احسن طریقة للتخلص من عبء هذه الامراض بین الاطفال هو اجراء حملة تلقیح شاملة و مثل هذا یتطلب تطبیق سیاسة قومیة او عالمیة لضمان نجاح حملة التلقیح. ومنذ العام 2010 تبنت منظمة الصحة العالمیة مشروع تلقیح الاطفال فی دول العالم الثالث ولکن فی العام 2012 اتسع هذا المشروع وبمساعدة منظمة ( الیونیسیف) حیث شمل توفیر الاموال والخبراء والفنیین . واضافة الى حملات التلقیح التی تقوم تحت اشراف الخبراء والفنیین فقد سعى هؤلاء ایضا الى تطویر الخدمات الصحیة و ذلک لتحقیق تحسین الحالة الصحیة لاطفال دول العالم الثالث و منذ العام 2012 فقد شملت هذه البرامج 26 بلدا افریقیا وعدة بلدان شرق اسیویة وامیرکیة جنوبیة. ویأمل الخبراء بانه مع العام 2015 سیتم تلقیح جمیع الاطفال فی عدة بلدان فقیرة ضد هذه الامراض الخطیرة وذلک ضمن خطة تعاون بین هذه المنظمات العالمیة والبلدان الفقیرة نفسها. ولتحقیق مثل هذا الهدف فانه یتطلب اجراء عملیات التلقیح ضمن ثلاث مراحل لکل طفل وذلک خلال العام الأول من عمر الطفل من اجل توفیر حمایة مناسبة ضد هذه الامراض وتسعى هذه المشاریع الصحیة ایضا الى توفیر الرعایة الصحیة الى الامهات وذلک لضمان ولادة صحیة. ولاجل الاستفادة القصوى من هذه اللقاحات فان توقیت استعمالها یجب ان یکون بشکل دقیق. فعند الولادة تعمل الاجسام المضادة على منح الحمایة من الاصابة بالامراض الخطیرة مثل الحصبة والکزاز . ومن الملاحظ بان استعمال اللقاح فی فترة مبکرة یؤثر على عمل هذه الاجسام المضادة التی توفر حمایة طبیعیة للاطفال ضد الامراض ولذلک فان استخدام اللقاح یجب ان یتم ضمن خطة معینة وخلال فترة معینة من العمر. ویعتبر مرض الحصبة من اخطر الامراض المعدیة التی تصیب الاطفال ویساهم فی اغلب الوفیات بین الاطفال العالم الثالث. اضافة الى عواقبه فیما یتعلق بالاصابة بامراض اخرى وظهور حالات سوء التغذیة کنتیجة للاصابة بالاسهال و ضعف المناعة. واحتمال تعرض الاطفال لفیروس مرض الحصبة عالیة بعد الولادة وغالبا ما یتم تلقحهم فی عمر التسعة اشهر لضمان حمایتهم من هذا المرض فی المراحل الاخرى من العمر. وبالمقارنة فان تلقیح الاطفال ضد بکتیریا مرض السل یمکن اجراؤه عند الولادة ، ومثل هذه العملیة توفر حمایة مناسبة ضد الاصابة بالسل فی الاعمار الاخرى . وهناک مساع حثیثة لتطویر لقاحات ضد بعض الامراض الخطیرة الاخرى التی تنتشر فی دول العالم الثالث مثل مرض الحمى الصفراء المتسبب عن الاصابة بطفیلیات یقوم البعوض بنقلها وذلک فی افریقیا .وکذلک لتطویر لقاح اخر ضد مرض الهربیز نوع (ب) فی مناطق جنوب شرق آسیا. وقد اظهرت السنوات الماضیة اهمیة هذه اللقاحات ضد الاصابة بالامراض المعدیة الخطیرة مثل الجدری الذی انتهی فی عدد کبیر من المناطق والفضل یرجع الى اجراء عملیات التلقیح المناسبة. ولکن من ناحیة اخرى فان تطویر اللقاحات یعتبر من الامور المکلفة والتی تستغرق وقتاً طویلا فی البحث العلمی. واللقاحات تختلف عن العقاقیر الطبیة بکونها مواد طبیعیة تستخلص فی الغالب من البشر حیث یتم تصنیعها بشکل مواد فعالة لمعادلة او السیطرة على میکروبات الامراض داخل الجسم. والهدف الاساسی من هذه اللقاحات هو تخفیض الوفیات و کذلک تقلیل الاصابة بالامراض الرئیسیة والثانویة وتوفیر المناعة فی الاعمار الاخرى. ولعل مثل هذه الخاصیة الفریدة فی توفیر المناعة هو اهم ما یمیز هذه المواد الطبیة والتی لاقت نجاحا کبیرا فی التخلص من عدة امراض معدیة کانت شائعة فی القرون الماضیة مثل الکولیرا والجدری والطاعون وغیرها من الامراض المعدیة. واحد اهم الاجراءات التی تقوم منظمة الصحة العالمیة وبعض المنظمات العالمیة الاخرى التابعة للامم المتحدة بتطبیقها فی دول العالم الثالث هو توفیر رعایة صحیة اولیة اذ الغایة منها تحسین الحالة الصحیة بین الافراد وخاصة بین المهات والاطفال حدیثی الولادة. وهناک برامج تدریبیة وتثفیفیة یجری تطبیقها بشکل مستمر فی هذه المناطق . ومن المهام التی تقوم بها هذه المنظمات فی دول العالم الثالث هو توفیر الاموال وکذلک توفیر المعدات الطیبة الضروریة مثل الادویة واللقاحات والاجهزة وکذلک الخدمات الغنیة من الخبراء والعاملین الصحیین. وقد ساهم هؤلاء بعدة نجاحات تعتبر خطوات هامة لتحقیق الرعایة الصحیة فی البلدان الفقیرة. وقد ابتکر الخبراء فی السنوات الماضیة عدة طرق ناجحة لحمایة الاطفالمن التأثیرات المرضیة المهلکة مثل استخدام الملح اذ یقی من خطر الاسهال وکذلک استخدام السکر وغیرها من هذه الطرق التی یمکن توفیرها بسهولة ودون تکالیف فی البدان العالم الثالث. ولعل نجاح هذه المشاریع یعتمد على اهتمام الحکومات المعنیة. ففی کولومبیا مثلا تم تخصیص ایام معدودة لاجراء عملیات التلقیح تشمل جمیع شرائح المجتمع وابتداء من رئیس الجمهوریة، وکذلک فی السلفادور وفی ترکیا. وتشیر تقاریر منظمة الصحة العالمیة انه فی شباط (فبرایر) هذا العام قد تم تلقیح اکثر من نصف اطفال العالم ضد مختلف الامراض المعدیة. ومثل هذه الامراض تقتل ملایین الاطفال کل عام. | ||
الإحصائيات مشاهدة: 1,860 |
||