ماذا تفعل لو اعتدت أن ینتهی اللعب بین أبنائک بالشجار؟ | ||
ماذا تفعل لو اعتدت أن ینتهی اللعب بین أبنائک بالشجار؟ عبدالله محمد عبد المعطی فارق السن أحد أسباب فشل اشتراک الأخوة فی لعبة واحدة، فقد یصاب الابن الکبیر بالغضب لأن أخاه الأصغر لیس کبیراً بما یکفی بحیث یستطیع أن یشارکه اللعب بالطریقة التی یرید ، وقدرات الطفل الأصغر تجعله یلهث لیجاری أخاه الکبیر وطبعاً لا یستطیع لقلة براعته مما یجعله یعجز عن اللعب بمرح ، کما أن عبث الطفل الأصغر أثناء اللعب قد یثیر حنق أخیه الأصغر، کل هذا یجعل من غیر المستغرب ألا تخلو أوقات لعب الإخوة من الشجار... وعندما یشترک أبناؤک فی اللعب بلعیة ما؛ فلا تفترض أن استئثار أحد الأبناء باللعبة یعنی إحساس باقی الأبناء بالحرمان؛ فمن الطبیعی أن یستمتع الإخوة الأصغر سنّا بمشاهدة إخوتهم الکبار وهم یلعبون الألعاب الإلکترونیة بالکمبیوتر أو البلای ستیشن، ولقد قررت إحدى الأمهات یوماً تنظیم اللعب بین أبنائها ، فترکتهم یتفقون على کیفیة التناوب على الکمبیوتر، وحددوا بالفعل لکل منهم دوراً، وبدأ اللعب وأخذ الأبناء فی تناوب اللعب، ولقد فوجئت هذه الأم بتنازل الأخ الأصغر عن دوره لأخیه عندما طلبت من الأکبر ترک الجهاز بعد انتهاء دوره، ولقد أدرکت الأم حینها أن الصغیر کان یستمتع بکفاءة أخیه فی اللعب وأن هذا کان یساعده على تحسین مستوى أدائه فی اللعب... إن التخطیط الفعال للعب الأبناء وفهم طباعهم واحترام میولهم؛ یقلل إلى حد کبیر من النزاع فیما بینهم ،ومن الأفکار التی تساعد أبناؤک على الاستمتاع باللعب سویاً: *إن اللعب فی الخارج یکون عادة أکثر سهولة؛ إذ إن الجری والصعود أعلى اللعب الریاضیة، وقذف الکرة، ولعب کرة القدم تعد أنشطة تستهلک الکثیر من طاقة الأبناء، کما أن فارق السن یبدو أقل أهمیة فی مثل هذه النوعیة من اللعاب... وهنا تذکر إحدى الأمهات لثلاثة أبناء شدیدی التقارب فی السن أنه حتى عندما یکون الجو سیئاً ( ما لم یکن هناک برق ورعد)؛ فإنها تحصن أولادها بالملابس الواقیة وتخرج بهم، وتقول : کان الأمر یستحق عناء ارتداء المعاطف الواقیة من المطر والأحذیة الطویلة، وتجفیف المکان بعد العودة إلى المنزل ، حیث إن مجرد التنزه فی الشارع یخلص أبنائی من الطاقة الزائدة، مما یجعلهم أکثر استقراراً عند العودة للمنزل ویدفعهم إلى اللعب معاً بهدوء عند العودة إلى المنزل. *إن حدث نزاع بین الأبناء اللعب ، ادعهم إلى فترة استراحة ، وإن کان الأمر ضروریاّ فافصل بینهم لفترة من الزمن إلى أن یستعیدوا هدوءهم ، وفی بعض الأحیان یمکنک أن تلطف الأجواء ببعض الأنشطة الهادئة کأن تقراً لهم کتاباً أو تحکی لهم قصة، أو تدعهم لتناول وجبة خفیفة إن کان الجوع هو السبب ، أو تترکهم یخرجون للتخلص من الطاقة الزائدة. حین یتشارک أبناؤنا اللعب معاً؛ علینا أن نضع لهم بعض الحدود البسیطة التی ینبغی الالتزام بها، ونسمیها قواعد المشارکة الأخویة،ونضعها فی الصالة أو مکان اللعب، ومن هذه القواعد: إذا تشاجرتم حول لعبة ثلاث مرات متتالیة فسوف أصادرها لمدة ساعة، إذا لعبتم بحب وبأدب فلکم جائزة... وهکذا، وبالنسبة للمشارکة بالألعاب التی هی ملک مشترک لجمیع الأبناء ( کالکرة- البلای ستیشن-) نقول مثلا: (( عندما تضع لعبة ما على الأرض (أو تترکها) یصبح بإمکان أی واحد اللعب بها لأنها ملک الجمیع ، أما إن کنت تمسک بها بین یدیک فیمکنک أن تلعب بها کما ترید))... *ضع جدولاً من أجل تحقیق السلام؛ وهذا الجدول هدفه تجنب النزاع حول التلفاز والحاسوب وألعاب الفیدیو وغیر ذلک من أشکال المشارکة الأخویة، اطلب من أبنائک أن یساعدوک فی إعداد هذا الجدول الخاص بتلک الأنشطة، فهذا من شأنه أن یحول دون إثارة الجدل بینهم حول دور کل منهم فی المشاهدة أو اللعب... وإن دأب الإخوة على النزاع حول دور کل منهم فی اللعب أو المشاهدة؛ فیمکنک أن تمنح أحد الأبناء رقماً زوجیاً والآخر رقماً فردیاً، ویلعب الفردی فی الأیام الفردیة والزوجی فی الأیام الزوجیة...
إنما یفترض أن نلجأ لأسلوب التعطیل المؤقت فتقول: ((أنا آسف لکونکما تتشاجران على هذه اللعبة، سأضطر إلى منعکما عن اللعب بها لفترة، وعودا لأخذها عندما تتفقان)) وهکذا نخفف الشجار دون أن یشعر أحد من أبنائنا بالخجل أو الإحراج، وستعلمها کیف یتفاوضان... *عندما یسأثر أحد أبنائنا بلعبة هی ملک الجمیع (کالبلای ستیشن)؛ فلا ینبغی على الأهل أن یتوسلوا إلیه قائلین: (( من فضلک دع إخوتک یشارکوک هذه اللعبة، افعل هذا من أجل ماما))، فالتوسل لن یعلم الولد المشارکة إلا خوفاً من أن یخسر حب أهله واستحسانهم له، لا لأنه یرید أن یلعب مع اللآخرین... وبدلا من التوسل نستخدم طریقة ضبط بهذه اللعبة حتى یرن المنبه، بعدها یکون الوقت قد حان لأخیک لکی یعلب بدوره بهذه اللعبة إلى أن تعود الساعة وترن من جدید، ألیست هذه الطریقة جیدة للمشارکة؟))،إن المشارکة بهذه الطریقة تجعل الساعة أو المنبه موضع الحکم لا الأهل، وهذا قد یریح الجمیع... ضع برنامجاً تربویّا عملیّأ یعلم أبناءک معانی المشارکة، وابدأ بجمع الألعاب والثیاب التی لم تعودوا بحاجة إلیها وأعطوها بمشارکة کل الأبناء للفقراء والمحتاجین، وبعد انتهاء المهمة اجلسوا جمیعاً واحکوا ما قابلکم من مواقف وما مررتم به من أحاسیس. إن تبادل اللعب مع أبناء أسرة أخرى سوف یسمح لأبنائک باقتناء لعب جدیدة بدون تکلفة إضافیة، فقط حدد شروط المبادلة وفترتها الزمنیة... | ||
الإحصائيات مشاهدة: 2,010 |
||