مسؤولیات الراعی والراعیة فی الحیاة الزوجیة | ||
مسؤولیات الراعی والراعیة فی الحیاة الزوجیة کوثر نوری یبدأ الأسلام بناء الأسرة فی ضمائر الأفراد ووجدانهم.. فهناک فی اعماق الروح یغرس بذرة الحب وینسم نسمة الرحمة.. الحب الإنسانی الخالص.. ولکی یحقق الإسلام الحب والصفاء فی النفوس والقلوب فإنه یأخذ المسلمین بآداب نفسیة وآداب اجتماعیة تعین على هذه الغایة وتمنع ان تثور الاحقاد فی النفوس او تغمر البغضاء القلوب وهو یستعین بهذه الآداب الرفیعة قبل ان یستعین بالقانون والتشریع وإن کان یتخذ من کلیهما أداة، لأن السلوک المهذب والأدب الجمیل والمعاملة الطیبة کلها تشیع فی جو الحیاة الاجتماعیة الرضى والبشاشة والطمأنینة التی تغنی عن التشریع والقانون. ومن هنا یجب على الأسرة ان تعد ابناءها وبناتها اعداداً طیباً کریما لتحمل مسؤولیة تکوین بیت واسرة جدیدة وعدم ترکهم للحیاة وحدها لتعلمهم کیفما شاءت وبالطریقة التی اختارت.. إن الجهل بماهیة العمل والوظیفة التی ستلقی على اکتاف صاحبها، لهو آفة خطیرة ینجم عنها أضرار کثیرة.. فکما لا یُعیّن الطبیب فی وظیفته إلا بعد أن یدرس علم العلل والعقاقیر ویتدرب على ذلک ویمتحن ویجتاز الامتحان المقرر به، الذی یشهد له بالصلاحیة للممارسة الوظیفیة من قبل المختصین. وقیاساً على هذا، وجب على کل رجل و امرأة یریدان تأثیث بیت الزوجیة ان یعرفا ماهیة تلک المؤسسة وحقوق وواجبات کل منها تجاه الآخر وتجاه ربه وتجاه اسرته ومجتمعه، خاصة وان الکتابات کثرت عن الحقوق وقلّت المقالات عن الواجبات!! ولأنه لا مناص من العلم والمعرفة فی زمن اصبح فیه العلم ضرورة حیاتیة وحضاریة نظرا لسهولة انتقال الخبر والمعلومة سواء اکانت صحیحة ام خاطئة، صالحة ام فاسدة من مکان لآخر، ومن بلد فی المشرق لآخر فی المغرب فی غضون دقائق او ساعات رغم بعد المسافات ووجود البحار والمحیطات بفضل اکتشاف احهزة الاتصال والبث المباشر من الاقمار الصناعیة الموجودة هنا وهناک واصدار الصحف والمطبوعات المختلفة وترجمتها بکافة اللغات، والشبکة العنکبوتیة المعروفة بالانترنیت والفضائیات المختلفة. وعلى المرأة المسلمة ان تعرف ماهیة مسؤولیات الزوجیة فی البیت المسلم، بعد ان تصبح ربة بیت مسؤولة لتتصرف بحکمة وکیاسة فی یومها واسبوعها وشهرها .. حتى اذا ما جاءت الیها الریاح بما لا تشتهیه سفینة احلامها، عرفت کیف تقودها وتجنبها مخاطر التیه والاصطدام والغرق.. وهذه نبذة عن صفات ربة البیت الناجحة التی تعلم انها راعیة فی بیت زوجها ومسؤولة عن رعیتها. 1-الالمام یفن العلاقة الأسریة السویة بین الزوج والزوجة وبین الأباء والابناء وبین الاسرة والجیران. 2- التعرف على خصائص الطفولة ومراحل نموها النفسی والجسمی واحتیاجاتها وکیف تجنب الصغار التعرض للأمراض المختلفة، وماهی طریقة الرضاعة السلیمة الطبیعیة او الصناعیة وان تقوم بتطعیم الصغار فی المواعید المحددة دون تقاعس وان تؤدی حقهم فی التربیة التعلیم دون تقرقة بین بنات وبنین تجنباً لزرع الحقدر والکراهیة وللعقد النفسیة التی تنشأ غالباً عن سوء المعاملة والتربیة. 3- اتقان طهی الطعام الشهی ومعرفة کیفیة اعداده وماهیة الوجبة الغذائیة الکاملة المحتویة على کافة العناصر الغذائیة اللازمة لبناء جسم الإنسان السوی من مواد بروتئنیة ونشویة وسکریة ودهنیة وفیتامینات واملاح معدنیة، دون النظر إلى تکلفة الوجبة او الإکثار من صنف على حساب آخر، وان تعلم جیداً ان الاکثار من الدهون یؤدی إلى المسنة وتصلب شرایین القلب والجسم والإکثار من النشویات والسکریات مع وجود ضعف فی غدة البنکریاس یعجل بظهور مرض السکری والاکثار من المواد البروتینیة ولاسیما اللحوم یؤدی إلى مرض النقرس( داء الملوک) . وان نقص البروتین الحیوانی یؤدی إلى الهزال وضعف البنیة والانیمیا، وان طبق السلطة إذا اعد مع طعام الغداء کل یو( طماطم +خیار او جزر+ بصل+ لیمون) یمد الجسم بالفیتامینات اللازمة وانه لیس ترفاً کما تظن الکثیرات من ربات البیوت.. وان غسل الیدین قبل الأکل وبعده وغسل الخضروات والفواکه الطازجة جیداً قبل تناولها یجنب افراد الأسرة الإصابة بالطفیلیات المختلفة مثل الدیدان التی تسکن الأمعاء.. وهکذا یکون درهم وقایة عزیزتی ربة المنزل خیراً من قنطار علاج. 4- معرفة الغسیل والکی واستخدام المنظفات الحدیثة دون افراط . 5- الالمام بفن التذوق الجمالی وترتیب اثاث البیت والمحاظة على نظافته وتزیینه بالزهور الطبیعیة او الصناعیة. 6- تعلم شغل الإبرة لاصلاح الثیاب اذا ما تمزق جزء من اطرافها او قُطع أحد أزرارها واعادتها لحالتها الأولى. 7- التدریب على عمل میزانیة ناجحة للأسرة یراعى فیها الایرادات والمصروفات وتکون ذات خصائص هامة منها . -عدم زیادة المصرف الشهری عن الدخل بأی حال من الأحوال . - تقسم جهات الانفاق إلى: 1- الغذاء ولوازمه .. وینبغی ان یشغل 30% من مجموع الدخل. 2- لوازم المنزل والایجار والکهرباء.. 30% من مجموع الدخل. 3- نفقات شخصیة واسریة وعلاجیة .. 30% من مجموع الدخل. 4- ادخار ( للزمن).. 10% من مجموع الدخل. وإذ کانت المرأة عاملة وتتقاضى اجراً، فیضاف هذا الدخل إلى دخل رب الأسرة لعمل میزانیة متوازنة ودرء للخلاف، ویستحسن ان تدرب الفتاة على إدارة میزانیة بیت اسرتها قبل الزواج لمدة شهرین او ثلاثة لتصبح على علم ودرایة بوضع خطة ومیزانیة عامة تلزم نفسها بها وزوجها کذلک، حتى لا یتکشف الوضع المالی للأسرة ولا یفتح باب الاستدانة ولا تعجز الأسرة عن مواجهة المستقبل بمفاجاته ونوائبه. کما ان فائض الادخار یمکن الاستعانة به فی شراء عقار لیدر دخلا على الأسرة او شراء سیارة او تجهیز ابنتهم العروس او معاونة ولدهم فی دفع صداق لعروسه حین یشب عن الطوق وغیرها من المشاریع التی تعود بالفائدة على الأسرة فی یومها و غدها. - التوسط والاعتدال فی النفقات وفق ما سبق اقتراحه لأن دیننا الحنیف قد ذم التطرف فی الانفاق سواء کان اسرافا أم تقتیرا، قال تعالى: ( ولا تجعل یدک مغلولة إلى عنقک ولا تبسطها کل البسط فتقعد ملوماً محسوراً). - الانفاق أو الاستهلاک الیومی لا ینبغی ان یکون هدفاً فی ذاته، فالمرء یأکل لیعیش اکثر من کونه یعیش لیأکل، ولذا فعلى المرأة أن تتجنب النمط الاستهلاکی فی المعیشة ولو کان زوجها موسرا وقادرا على تلبیة حاجاتها لأن المبذرین کانوا إخوان الشیاطین وکان الشیطان لربه کفورا. - عدم محاکاة النساء الأخریات فی الجری خلف احدث المودیلات لأن صاحبة العقل السلیم تتمتع بالذوق السلیم وتکبح جماح نفسها وشهواتها وتحسن اختیار ما یناسبها من الثیاب ویستر جسدها ویرضی ربها و زوجها. - تحری المال الحلال ودعوة الزوج لاکتسابه وتجتنب المال الحرام بکل صوره واشکاله (رشوة – تزویر- اختلاس- سرقة – الخ) فالمال الحرام ینبت الجسد الحرام وکل ما نبت من حرام فالنار اولى به .. والقناعة عزیزتی المرأة الزوجة، ثوب لا یبلى وکنز لا یفنى. - 8- وضع خطة لتوزیع الاعمال المنزلیة یومیا واسبوعیّا وشهریّا وموسمیا وفقا لنصیحة خبیرات التربیة النسویة والأعمال المنزلیة: مسؤولیات الزوج عزیزی الزوج رب الأسرة والمسؤول الأول.. وأنت الآخر علیک بعض الواجبات الیومیة والأسبوعیة والموسمیة التی تدعم دورک وتؤکد مسؤولیتک تجاه اسرتک الصغیرة. الواجبات الیومیة - اداء الصلوات المفروضة ودعوة أفراد البیت إلى القیام بها. - البحث عن عمل شریف کمصدر للرزق الحلال والدخل. - الاعتدال فی النفقة داخل البیت او خارجه دون اسراف او تقتیر وادخار مال لمستقبل الأبناء .. ولئن تدع ورثتک اغنیاء خیراً من ان تدعهم عالة یتکففون الناس. - حاول ان تجلس عدة ساعات او ساعة او نصف ساعة یومیاّ مع أسرتک و لتعرهم فیها سمعک وبصرک وتشعرهم بوجودک الإنسانی والجسمانی واهتمامک بهم فحاجات الأسرة النفسیة لا تقل بل تزید عن احتیاجاتهم المادیة. - ولتکن فترة جلولسک فی المنزل محببة إلى الجمیع من خلال ابتسامتک وثنائک ومدیحک للمحسن والمصیب ونصحک اللطیف للمخطیء والمسیء وزرعک للثقة فی نفوس الأبناء والزوجة. کن قدوة حسنة فی ادائک للعمل وحبک للنظام والتزامک بالاخلاق الکریمة من صدق وأمانة مع الکبار والصغار والأصدقاء والجیران. واجبات الأبنّاء - معاونة الأم فی المحافظة على نظافة البیت وترتیب الغرف والأسرّة کل یوم ووضع الملابس والأحذیة والکتب فی الأماکن المخصصة لها. - الاهتمام بالاستذکار ومتابعة الدروس والحرص على التفوق ولفت أنظار الأب والأم إلى مواطن الضعف لتقویتها. - اداء الصلوات المفروضة فی أوقاتها . - الالتزام بأداب الإسلام الرفیعة والأخلاق الکریمة مع الأب والأم ومعلم المدرسة وکل الناس. - ممارسة هوایة مفیدة وأداء تمارین ریاضیة وقراءة القصص التاریخیة والدینیة والأدبیة النافعة فی أوقات الفراغ. - البعد عن أصدقاء السوء بقدر الامکان وملازمة رفاق الخیر على الدوام. | ||
الإحصائيات مشاهدة: 2,284 |
||