مستقبل الطفل المسلم والأخطار المحدقة | |||||||||||
مستقبل الطفل المسلم والأخطار المحدقة فاطمة العباسی
یعد الطفل فی الأسرة الإسلامیة أو أی أسرة غیرإسلامیة النواة الأولى فی بناء الهرم الاجتماعی غیر أن الطفل الإسلامی یواجه فی هذه المرحلة مخاطر جسیمة بسبب الثقافة الوافدة من الخارج التی تؤثر على نشأته الاجتماعیة والدینیة إما من خلال وسائل الإعلام أو من خلال التعامل مع القائمین بالخدمات المساعدة فی المنازل أو المدارس التی تقدم الثقافة على القیم الدینیة. مرحلة الطفولة فی الإسلام هی المرحلة الأساسیة وبدایة الإنسان على وجه الأرض فلابد من العنایة وهذا الدور یرجع إلى سلوکیات الوالدین أو ولی الأمر القائم على توجیه الطفل فی المجتمع منذ نعومة أظفاره ،فالأم التی نشأت فی بیئة اجتماعیة إسلامیة صحیحة یجب ألا یسمع الطفل منها إلا الکلام الطیب حتى تزرع فی عقله الحسنى ولایرى منها إلا الأفعال والسلوکیات الإسلامیة الطیبة لأن النواة الأولى فی حیاته هی أساس تکوینه. فیجب على الأم أن تؤدی العبادات کاملة أمام الأطفال فیروها فیقلدوها ،لأن هذه الفترة فترة الاکتساب والأم فی المنزل أقرب إلى الطفل عن أی أحد. ومن أهم أدوار الأم بالنسبة للطفل العنایة به صحیاً من حیث المتابعة الطبیة فی التطعیم فی مواعیده المحددة وتعطیه الطعام بعد فطامه من لبن الأم، فلابد من مراعاة أخذه السعرات الحراریة التی تبنی جسمه، کما یجب على ألا تترکه مع مربیة حتى لایتأثر بسلوکیاتها وأخلاقها فمسؤولیة الأم مسؤولیة دینیة واجتماعیة فی بناء شخصیة الطفل. العنایة بالطفولة والحث علیها إن العنایة بالطفولة من أهم مقومات المجتمعات الإسلامیة وقد حث الإسلام علیها حثاً کبیراً ،لأنهم شباب الغد ورجال المستقبل ویستلزم لذلک استمرار الحملات الإعلامیة من صحافة وتلفزیون ومن الدعاة على منابر المساجد وفی النوادی الریاضیة والجمعیات لأن بعض الأطفال یولدون معوقین فعلى الأسرة والمجتمع والمؤسسات التربویة أن تهتم بمثل هؤلاء أصحاب الاحتیاجات الخاصة. الحرمان من رعایة الأم أن من الأدوار الهامة فی حیاة الطفل خاصة فی وقتنا الحاضر دور الحضانة التی یسعى الجمیع إلى أرسال أطفالهم إلیها فی سن مبکرة نظراً للظروف الاجتماعیة والاقتصادیة التی تشغل کل وقت الوالدین وأن المرأة خرجت للعمل فأصبح الطفل الإسلامی محروماً من حنان ورعایة الأم معظم الوقت. فیجب أن تکون الحضانة فی السنوات الأولى لدى معلم أو معلمة ذی خلق حسن وقدوة طیبة لأن الطفل سیکون تربة السلوکیات. فنحن نعلم أن الطفولة منذ المیلاد وحتى سن المراهقة مرحلة خطرة فیجب العنایة به دینیاً وخلقیاً وصحیاً واجتماعیاً ونفسیاً. غیاب المرأة عن المنزل اما عمل المرأة فهو من المخاطر التی تواجه الطفل المسلم لأن خروج الأم للعمل وغیابها لفترات طویلة عنه إضافة إلى إیداعه بید مربیة قد لاتکون مسلمة لها عقیدتها ومفاهیمها الغیر إسلامیة وهذا یؤثر على بناء شخصیة الطفل المسلم. وقد لوحظ فی السنوات الأخیرة أن الکثیر من الأسر المسلمة تستعین بمربیات أجنبیات لا لها خلق ولاعقیدة إلا أن تبث السلوکیات السیئة فی نفوس الأطفال وهذا کانت ثمرته ضعف الولاء والانتماء عند کثیر من الأطفال المسلمین للدین الإسلامی فیسأل سائل کیف نعالجها؟! نقول: أن العلاج الآن صعب لأن الکثیر من الأمهات فی حاجة إلى العمل لمساعدة رب الأسرة على الحیاة وعلى الجانب الآخر یوجد العلاج برفع دخل رب الأسرة حتى تتفرغ الأم لرعایة الطفل وتقضی على الخلل الاجتماعی الذی حدث بسبب خروج الأم للعمل. | |||||||||||
المراجع | |||||||||||
| |||||||||||
الإحصائيات مشاهدة: 2,034 |
|||||||||||