کیف ننمی الروح الاجتماعیة لدى الصغار؟

م. کمال

توجد بعض النصائح والملاحظات التی ینبغی أن تؤخذ بعین الاعتبار حتى ننمی روح الاجتماع لدى أطفالنا.

-          على الأم أن تسمح لطفلها باللعب مع الأخرین وخصوصاً فی سن الثانیة من عمره حیث ینبغی أن یزج فی محیط الأطفال لأنه اذا لم یتعود فی هذا السن فسیصعب علیه الاختلاط بعد ذلک، فخلال هذا السن یستطیع تحدید علاقاته مع الاخرین ففی هذه المرحلة ینبغی على الأم أن تتصرف بحکمة فی معاملة طفلها فلا تدافع عنه بصورة مباشرة مع أقل اعتداء علیه من قبل الأطفال اذا لم یکن ذلک یسبب ضرراً فادحاً لأنه اذا تکررت مثل هذه المواقف ستکون لها ردة فعل سلبیة على الطفل وبعد ذلک لا یرى غیر الانطواء حلاً وبدیلاً وسیخاف من الاختلاط بمعزل عن أمه بینما اذا ترک وشأنه مع الأطفال فسیعتاد على ذلک وسیتعلم کیف یدافع عن حقه اذا اغتصب منه ویکتسب المبادرة والشجاعة والاقدام.

-     فی حالة ارتکابه خطأ ما على الأم أن تتجنب تأدیبه بقوة وصرامة لأن ذلک یسبب ضعف شخصیته وکسرها، فمن الأمور التی تجعل منه شخصیة اجتماعیة مستقلة هو ترکه یلعب بحریة حتى وان کسر شیء ما أو أحدث شیئاً بعیداً عن الخطورة والضرر فواجب الأم فی هذه الحالة أن لا توبخ طفلها وتعامله باشمئزاز والأهم من ذلک الامتناع عن توبیخه ومعاقبته أمام الأخرین.

وأیضاً اذا کان من ذوی العاهات (ولیس شرطاً) أن لا ینظر الیه بکثرة لأنه سیشعر بالنقص، فی الحدیث عن الرسول "صلوات الله علیه" قال : ((لا تنظروا الى اهل البلاء فان ذلک یحزنهم))... وینبغی أن یعامل معاملة خاصة من ناحیة التقدیر والاحترام جاء فی الحدیث : ((عظموا صغارکم بالتغافل عن الدنی من الأمور)) أی التغافل عن النقص المصاب به الشخص.

وأیضاً یدرب على السلوک الجید وعلى اکتساب الجراة والمبادرة وکیفیة التعامل مع الناس واحترامهم کأن یشاطر الأطفال فی حصته من الأکل ومنحه الثقة بنفسه بتجنب الأمور السالفة الذکر وتشجیعه على اکتساب القیم الاسلامیة والعادات الحسنة وان تدربه على العطاء حیث یکون فی السنة الثانیة انانیاً وتعلیمه حب الأخرین، وفی الحقیقة أن الطفل یکتسب من محیطه ومن أبویه أکثر ویتأثر أکثر مما یتلقاه من دروس وأوامر ونواهی، فالأبوان هما خیر معلم بسلوکهما وعن طریق السلوک الحسن یستطیع ان یتعامل مع الأخرین بصورة طبیعیة.