المرأة البحرینیة .. جهاد لا یعرف الملل | |||||||||||
المرأة البحرینیة .. جهاد لا یعرف الملل مرجان بدیعی موجة التحولات السیاسیة التی أطلق علیها « الصحوة الإسلامیة » والتی بدأت منذ بدایة العام 2010م من تونس فی شمال أفریقیا، شملت فی مرحلتها الثالثة البحرین فی الخلیج الفارسی أیضاً .ومن النقاط التی تمیّز تحولات البحرین من التحولات الأخری التی شهدها سائر البلدان العربیة، هی الدور الفاعل والمهام المختلفة التی تصدّت لها النساء فی تلک التحولات. وبالرغم من أنّ الحکومة البحرینیة ، حاولت فی العقود الأخیرة إیجاد تغییرات فی البناء والنسیج السیاسی والاقتصادی والاجتماعی للمجتمع ، إلّا أنّها لم تفلح فی إحداث تغییرات جذریة فی هذا المجتمع . والمشارکة الفاعلة للمرأة البحرینیة فی هذه التحولات ، أثارت ردة فعل غیر إنسانیة من قبل الحکومة البحرینیة التی تدّعی الدیمقراطیة والحریة . وصدور ردة الفعل هذه التی لم نشهد سابقة لها من قبل الحکومة یطرح هذا السؤال الأساسی وهو أنّه أولاً کیف تشکّلت الأدوار السیاسیة للمرأة البحرینیة؟ وثانیاً کیف تؤدّی هذه الأدوار إلی عدم استقرار الحکومة فی البحرین؟ وفی البحرین أیضاً طالبت المرأة إلی جانب الرجل بالإصلاحات وحکم الشعب وحریة الانتخاب، وأخیراً الإطاحة بحکومة « آل خلیفة » وبالرغم من ردة فعل غیر انسانیة للحکومة البحرینیة من خلال استخدامها لأدوات العنف والحذف، تجتهد فی سبیل نیل مطالباتها وتحقیق رغباتها. وما یزید نار هذا العنف تأجّجاً هو تصوّر الحکومة البحرینیة أنّ شیعة هذه البلاد تتبع إیران فی تحرّکاتها . لأنّ الحکومة البحرینیة تسعی بالتزامن مع الغرب، وفی سبیل مشروع « التخویف من إیران » ووجود القواعد العسکریة فی المنطقة وخاصة البحرین ، تسعی إلی قمع النساء والرجال قمعاً شدیداً وإجبارهم علی الانسحاب والتراجع وبالتالی تعزیز دعائم حکومتها غیر المستقرة. کیف تجعل المهام السیاسیة للمرأة البحرینیة من استمرار عدم استقرار الحکومة البحرینیة أمراً واقعاً؟ لقد توصّلت الأبحاث الجامعیة علی المستوی الدولی، والسیاسات الرسمیة والمجتمع المدنی فی العقود الأخیرة إلی هذه الحقیقة، أنّ المرأة لها تأثیر قاطع علی جمیع أبعاد التنمیة الإنسانیة – الاقتصادیة ، السیاسیة ، الاجتماعیة والبیئیة وتؤدّی أدواراً معقّدة وحیویة فی کلّ مستویات المجتمع. وبالرغم من سوابق تزاید مشارکتها، بید أنّ نسبتها قد بقیت مجهولة غیر کمیّة وخافیة. ووفق الإحصائیات والأرقام الرسمیة، فإنّ تمحور الاستثمارات والسیاسات علی المرأة یمنح لها مزایا هامة فی مجالات الصحة ، التغذیة ، التربیة والتعلیم ، حقوق الطفل ، العدد السکانی ، تنمیة وصحة المجتمع ، السیاسات الوطنیة والبلدیة والدیمقراطیة . ویشکّل موضوع دور المرأة فی کافة أنحاء العالم العربی إلی جانب مواضیع أخری مثل « التنمیة البشریة » و« النضال من أجل حقوق الإنسان » و« الدیمقراطیة » بحثاً ساخناً ومثیراً للجدل فی داخل المنطقة کما هی حاله فی الساحة الدولیة أیضاً. کانت المرأة البحرینیة بین طلائع المتظاهرین الذین احتشدوا فی میدان « اللؤلؤة » وطالبوا بالتغییر والتحوّل . لقد قادت السیدة « زینب خواجه » الثورة البحرینیة إلی حد کبیر والتی کانت تحتجّ علی اعتقال وضرب عائلتها التی کانت تخوض إضراباً عن الطعام . فی الواقع، لا یوجد بلد عربی شهد حضور المرأة الواسع کقوة ثوریة مثل البحرین ، والشاهد علی هذا الادعاء هو العدد الکبیر من النساء المعتقلات والمعذّبات البحرینیات. لقد دخلت المرأة البحرینیة خط النضال الأول بسبب الردّ العنیف والقامع للحکومة مثل اعتقال وتعذیب الممرضات والأطباء، الهجوم علی مدارس البنات واعتقال التلمیذات والمعلّمات، الاقتحام اللیلی لبیوت المحتجّین بالغازات السامة وتدمیر منازلهم وکان له حضور واسع إلی جانب الرجل فی جمیع الاجتماعات. وبالرغم من هذا السلوک المتوحّش الذی أبداه أزلام آل خلیفة تجاه المرأة البحرینیة، لکنّ هذه الحرکة انفصلت عن سائر الاحتجاجات العربیة المشابهة، بحیث نزلت المرأة إلی الشارع جنباً إلی جنب الرجل وشارکت فی النضال . وبما أنّ المرأة کان لها تأثیر أکثر فی الصحوة الإسلامیة وتکوّن هذه الحرکة خاصة فی البحرین ، فإنّ الحکومة البحرینیة تعتزم منع الناس من مواصلة الثورة عن طریق تهدید عفة النساء وخصوصیتهنّ . ووفق الإحصائیات المعلنة، کانت المرأة البحرینیة ضحیة العنف القاسی الذی مارسه آل خلیفه وبناءً علی الإحصاء الذی نشره بیان مرکز حقوق الإنسان فإنّ مئة امرأة بحرینیة اعتُقلت حتی الآن من قبل نظام آل خلیفة الأمنی، الأمر الذی لم یشهد سابقة له فی تأریخ البحرین . نذکر من بین المعتقلات وجوهاً معروفة مثل : الدکتورة "خلود الدرازی" أشهر أخصائیة الأمراض النسائیة والولادة فی منطقة الخلیج الفارسی، "ملا الصفار" رئیسة جمعیة الصفار البحرینیة و"جلیلة سلمان" نائبة رئیس مدرسی البحرین إلی جانب " إیات القرمزی" الشاعرة البحرینیة الشابة. ووفق إحصائیة أعلنتها جمعیة الوفاق البحرینیة فمازال هناک 11 طبیبة بحرینیة موجودة فی المعتقل وأوّلها "الدکتورة ندا صیف" . وأعلن مرکز حقوق الإنسان فی البحرین : إنّ الاستخدام المفرط للعنف علاوة علی أنّه خلّف عدداً کبیراً من القتلی والجرحی فقد تسبّب أیضاً فی الإعاقة وترک خسائر لا تُعوّض خاصة فی صفوف النساء الحوامل . فقد أعُلن إلی المرکز منذ مارس إلی تشرین الثانی العام 2013 فقط عن حوالی 21 حالة إجهاض بسبب استخدام الغازات السامة والمسیلة للدموع وسائر أدوات القمع فی المناطق المختلفة . إنّ المرأة البحرینیة نتیجة مکانتها الخاصة فی الصحوة الإسلامیة قد تعرّضت لآلام ومتاعب جسیمة من قبل الحکومة البحرینیة الدیکتاتوریة . فالاعتداءات الجنسیة علی النساء البحرینیات فی سجون آل خلیفة من قبل الغزاة السعودیین شاهد حیّ علی العنف ضدّ المرأة . أفادت جمعیة الوفاق البحرینیة فی مکان آخر سجن 4 نساء أخریات بسبب إقامتهنّ للاعتصام السلمی أمام الوزارة الداخلیة فی المنامة وقالت إنّ هذا التصرّف هو استمرار سیاسة الثأر عن النشاط السیاسی للمرأة وأسلوب تعرّضت إثره العشرات من النساء إلی التعذیب والسجن حتی الآن . وأفادت المسؤولة عن شؤون المرأة فی جمعیة الوفاق الوطنیة - الإسلامیة البحرینیة، أنّ المرأة البحرینیة تتعرّض أشکالاً مختلفة من نقض حقوق الإنسان من الاعتقال إلی التهدید بالاعتداء، إلی القتل والتعذیب من قبل قوات آل خلیفة من العناصر التی تبرز دور المرأة هی حرکات الصحوة والتوعیة والثورة . | |||||||||||
المراجع | |||||||||||
| |||||||||||
الإحصائيات مشاهدة: 2,103 |
|||||||||||