حرکةا لنسویة الغربیة...م رحلةن شوئها وروّادها ونتائجها | ||
حرکةا لنسویة الغربیة...م رحلةن شوئها وروّادها ونتائجها صدیقة الموسوی قبل أن نتطرق الى اسباب نشوء هذه الحرکة، نحتاج الى وقفة یسیرة على الحرکات التی سبقتها، والأسباب التی أدت الى ظهور هذه الحرکات، لفهم سبب بروز هذه الظاهرة. 1.الأومانسیم )محوریة الإنسان(: جاءت هذه الحرکة کنتاج وردةفعل إفراطیة للتعالیم المسیحیة فی القرون الوسطى،حیث تزلزلت عظمة إمبراطوریة الروم، وقد کان جو الیأس مسیطراً على الأجواء، فاستفاد آباء الکنیسة من هذه الفرصة للتبلیغ حول العزلة والتقوى السلبیة، وکماهو معروف فإن النظرة المسیحیة الى المادیة والطبیعة، وحتى جسم الإنسان کلها موجودات شریرة تدعو الى الشر وبالإبتعاد عن المادیة والجسمانیة، تستطیع الروح نیل الفوز. الرهبنة ومحاربة المادة فی الثقافة المسیحیة، وعلى طول ألف سنة، وصلت الى طریق مسدود، وذلک لأنها تجاهلت الرغبات الفطریة وتعاملت معها بکبت مبالغ فیه، الى درجة رغبّت فیها العزوبیة وتفضیلها على الزواج. ویرى آباءالمسیحیة أن إتصال الرجل بالمرأة ولو کان بطریقة شرعیة فهو عمل مهین!؛ فثاراصحاب نظریة محوریة الإنسان على التعالیم المسیحیة لکی یجربوا ویستمتعوا بکل اللذات والجمال المادی، ویئسوا بصورة کلیة من الآخرة بعد أن جعل الآباءطریق الوصول إلیها برجاً عاجیاً أو خیالیاً لایمکن ترقّیه،فراح یطلب الأمانسیون کل ما یشتهونه على هذه الأرض. العلمانیة: ثم جاءت العلمانیةلتنادی بمحوالقیود والقیم الدینیةمن المجتمع والمحیط الإجتماعی، ومما یجدرالإشارة الیه أن فی الإنجیل -الذی نعتقد نحن کمسلمین بتحریفه- دعوة للعلمانیة دعوة بان یرد مالله لله، ومالقیصر لقیصر. ولم یرد تغییر أو تحسین للنظرة للمرأة فی هذه الحرکات، فقد بقی أصحاب هذه النظریات وأقطابها ینظرون الى المرأة –بخلاف الرجل-موجودات واطئةوحقیرة؛فقد أنکر «جان لاک » فی کتابه: )الرسالة الثانیة(و »عمانویل کانت » فی )المناسبات بین الجنسین(، انکر کل منهما الحقوق القانونیة للنساء خصوصاً بعد الزواج. «جان جاک روسو » فی کتاب )امیل(، دافع عن التفاوتات الموجودة بین الرجل والمرأة على وجه التفاضل لا التمایز، حیث یعتقدأن النساء فاقدات لصفات المدنیة ،فالعقل والإختیار طبیعة رجولیة ! وع »ّربمونتسیکو » وهو من مؤسسی الثورة الفرنسیة عن النساء بانهن )...متکبرات وأنانیات (. فی عام 1848 صدرت إعلامیة مؤتمر «سنکافالز » النسوی فی أمریکا، ذکر فی بندها الأول أن الرجال والنساء متساوون فی الخلقة،وفی هذه الآونة تقریباً شرع استعمال کلمة )فمنیسم(،بعدها قام «جان استوارت میل » فی کتاب «تعبید المرأة »بطرح آرائه حول المطالبة بالمساواة فی اطار الفکر الفمنیسمی. کما ان للثورة الصناعیة دور فی تعمیق الحرکات الإجتماعیة النسویة فی أوروبا،ولحاجة المنتجین واصحاب المعامل الى الید العاملة الرخیصة والمطیعة، طرح شعار )ملکیة المرأة(، فقد کانت المرأةوالى ذلک الحین، محرومة من التصرف بأموالها،ویصبح زوجها ملکا لمالها بعد الزواج. وقد رافق جذب المرأة الى سوق العمل مشکلات عدیدة؛ فقد اخرج الرجال من المعامل، اضافة الى أن الجهد المضنی فی المعامل سبّب مشاکل نفسیة وجسدیة عدیدة ،الأمان الجنسی وریاض الأطفال،وعدم وجود قوانین لإجازة الولادة والزواج. .[1] ومن ناحیة تأریخیة، تنقسم الحرکة النسویة الغربیة،ال)فمنیسم( الى مرحلتین : المرحلة الأولى: وتبدأمن اوائل القرن التاسع عشرالى فترة قصیرة لما قبل الحرب العالمیة الأولى، یعنی الى سنة 1920 وتمیزت بحصول النساء على الحقوق المدنیة والسیاسیة التی تساوت فیها مع الرجل على الخصوص، التمتع بحق الإنتخاب. بعد هذه الفترة الزمنیة، مالت شمس الحرکات التحرریة النسویة نحو الأفول،والى مرحلةما بعد الحرب العالمیة الثانیة، وفی طول مدة الحرب العالمیة الثانیة، راجت نظریة مفادها: أن الحروب بین الدول ناشئة من خشونة الرجال،وأن العالم بحاجة الى روحیات لطیفة. کالتی تتمتع النساء بها؛والتی مهّدت أرضیة أکثر تناسباً للحرکات النسویة. المرحلة الثانیة: وبدأت هذه المرحلة على یداصحاب نظریة )محوریة الإنسان( بقیادة «سیمون دی بوفوار »عام 1908 اذ کان نشرها کتاب )الجنس الثانی( بمثابة تهیئة الأرضیة لتشکل الأفکارالرادکالیة المتشددة، اصحاب النسویة فی الموج الثانی وعلى خلاف الموج الأول،والذین طالبوا بفرص مساویة، طرحوا شعار المساواة الکاملة بین الرجل والمرأة فی تمام المجالات الإجتماعیة منها والنفسیة، وطالبوا بانقلاب أساسی فی تمام زوایا الحیاة الفردیة والإجتماعیة، وبنظرهم تعریف المرأة على اعتبار انها ام وزوجة وموجودات کمالیة، یقوم بتحدید الجنس المؤنث.. کما أنهم أصرّوا على مسألة الحریة المُطلقَة للمرأة، وتتلخص نتائج الحرکة النسویة ب: -1 فصل الروابط الجنسیة عن تولید المثل:على هذا الأساس طالبت النساء الأوروبیات بحق سقط الجنین، وقد أعطت أمریکا له المشروعیة فی عام 1967 ،وفی فرنسا عام 1973 ،أما فی ایطالیا فقد کان فی عام 1978 . 2.الحریة الجنسیة لمطلقة للنساء: ومن ضمنها حق التصرف بالبدن والروابط الجنسیة، فقد طالب اصحاب الحرکة النسویة حریة علاقات المثل،والتعایش بدون زواج،إضافة الى اعتبار الإتصال الجنسی )إعتداءً( اذا کان بدون رضا الزوجة؛ وقد اقرّت هذا الأمر بعض مقررات الأمم المتحدة. 3.انخفاض معدلات الزواج وارتفاع نسب الطلاق: یرى أصحاب النظریات المتشددة أن الزواج والزوجیةاهم العوامل التأریخیة للسلطة الذکوریة، وهبوط وذلّة المرأة؛ وهذا مادفع الفتیات والنساء الى الإبتعاد عن الزواج، فشعار)نساءبدون رجال(، یرجع الى هذه الحقبة، وقد وأدت هذه الأفکارالى ارتفاع نسب الطلاق کنتیجة طبیعیة لتعرف النساء على هکذا حقوق وعامل للهروب من ظلم الرجال. 4.إیجاد المؤسسات والنشریات التی توصل الحرکة النسویة الى اقصى بقاع العالم. 5.الحصول على المکاسب الإقتصادیة والسیاسیة: بنظرأصحاب هذه الحرکة إن تمتع النساء بالإستقلال الإقتصادی لیس مطلوباً للتمتع بمباهج الحیاة المادیة وحسب؛بل لکونه عاملاً أساسیاً لکسب النفوذ فی حیز العائلة والمجتمع. فی الحقیقة یمکن القول: إن النسویة الغربیة فی حقیقتها کغیرها من الحرکات الغربیة جاءت ردة فعل إفراط لواقع تفریطی. وکما یقول «محمد عمارة »: أن فی مسیرة الحضاریة الغربیة نزعة للغلو، سرت فی العدید من النظریات متخذة شًکل الثنائیات المتناقضة والمتصارعة: )العقل والنقل ،الفرد والمجموعة، الذات والآخر،الدنیاوالآخرة،المادیة والروحانیة( دونما وسطیة تجمع العناصر الأیجابیة للمتقبلات لتکون تحد وسط متمیز، فافراط النزعة النسویةجذور فی الإفراط الذی تمیزت به مسیرات النظریات الفکریة فی النموذج الحضاری الغربی بوجهعام .ثم یشیر »عمارة » الى ان: )احتقار المرأة کمانراه واضحاً فی التراث الغربی، کان ردة فعله غلوا وتطرفاً فی الحرکة الأنثویة تطرفاً یعالج )أو یقابل دون تفکیر بالعواقب( تطرفاً وجنوحاً الى التمرکز حول الأنثى ویواجه جنوحاً آخرفی احتقار الإناث(. ومن خلال ما مر، یُلاحظ أن النسویة فی مرحلة الثانیة، قد تجاهلت أبسط مفردات الف باء خصوصیات المرأة بل أنکرتها کلیاً، ولکنها کتیار جارف ضلت المرأة الغربیة ومن بهرتها شعاراتها البراقة تدور فیه شاءت أم أبت؛ فمادامت تدرّ بالنفع على المستفیدین من تجار المنتوجات التجمیلیة الى نخاسی الرقیق الأبیض واللحم الحی؛ فهی لن تتوقف. یقول صاحب کتاب )خفایا الإستغلال الجنسی( »ویلسون کی »: )نحن أصحاب الحریة المزعومة، لم نعد واعین للمدى الذی أصبحنا مستَغَلین من قبل القرارات التجاریة للمنتجین(؛ ثم تطورت کما یقول «مثنى الکردستانی »:)...ومع تصاعد درجات العلمنة والإباحیة والأنانیة والتخبط الفکری، سرعان ماتحولت أکثر من فضائلها الى حرکات هدامة وشمولی ورادیکالیة متطرفة، تجاوزت حدود اختصاصها وقضایاها عن ایدلوجیا خاصة بالمرأة الى )ابستمولوجیا( نسائیة،بل حتى مجتمعات خاصة بالمرأة وبدأت تتبنى مطالبات تتعارض مع العدالة والأخلاق والقیم والادیان وتؤدی الى الفوضى والعبث وتهدد الأمن الإجتماعی وتستهدف الأسرة وحقوق الأطفال وتدخل المراة فی متاهات وظلمات لا اول لها ولاآخر(. ولم تکتف الحرکة النسویة بذلک فقط ، وانما اتجهت الى العالم لفرض أفکارهاعلى نساءه؛ فاتخذت من المؤتمرات الدولة، أساساً للوصول الى أهدافها، وقد شکلت لجان ضغط مختلفة على هیئة الأمم المتحدة لتحقیق أهدافها،کلجنة المرأة فی الأمم المتحدة تقول «کاثرین بالتمور » وهی محاضرة بکلیة القانون بجامعة «بریجهام بیونغ »: )إن المرأة التی شکلت هذه اللجنة هی إمراة اسکندنافیة کانت تؤمن بالزواج المفتوح ورفض الأسرة وتعتبر الزواج قید(![2]ثم تضیف: إن المواثیق والإتفاقیات الدولیة التی تخص المرأة والاسرة والسکان، تُصاغ فی لجان ووکالات تسیطر علیها الفئة الأنثویة المتطرفة )الشاذون والشاذات جنسیاً(. [2]2. عفت الجعبری،مقالة بعنوان قراءات فی الاتفاقات والقرارات الدولیةالصادرة عن المؤتمرات الدولیة،.حقوق المراةومسؤولیتها فی النظام الاسلامی،مجموعة مقالات،المؤتمر الدولی الدولی الاول لحقوق المرأةومسؤولیاتهافی النظام الاسلامی،المجمع العالمی للتقریب بین المذاهب-طهران ص 253،254 .
| ||
الإحصائيات مشاهدة: 2,711 |
||