النساء السعودیات یتساءلن: هل تثبت الضغوط أمام المتغیرات الاجتماعیة؟ | ||
النساء السعودیات یتساءلن: هل تثبت الضغوط أمام المتغیرات الاجتماعیة؟ المذهب الوهابی هو المهیمن على مظاهر الحیاة العامة فی السعودیة، حیث یقرر منظروا ذلک المذهب حتى الیوم أن المرأة کلها عورة أمام غیر محارمها من الرجال، حتى إن بعضهم إلى الیوم لا یزال یرى أن صوت المرأة هو الآخر عورة. هذا المذهب أوجد ما یعرف فی العالم الخارجی بالشرطة الدینیة، التی تحرس (الفضیلة)، ما جعل المرأة السعودیة مجبرة على زی یغطی کل بدنها إذا ما أرادت الخروج من منزلها، خشیة أن تفتِن أو تُفتن، کما یقول علماء الدین الوهابی. تلک هی أصل الصورة التی کانت غالبة فی الشارع السعودی إلى عهد قریب، حیث بدأ الانفتاح شیئاً فشیئاً، وبات الکل یمارس حریته فی حدود الشریعة الإسلامیة التی تتخذها الدولة دستورا لها. تطور الحجاب وللنساء السعودیات وجهات نظر مختلفة حول الحجاب. کمصطلح عام یختلفن فی فهمه وتبعا لذلک تطبیقه. وتمیل امرأة سعودیة اخرى إلى التنظیر، فهی ترى أن الحجاب أخذ بالتدرج فی أشکال غیر متناسقة، فقد کان قدیماً لا یعرف فی المجتمع السعودی سوى البرقع ـ غطاء للوجه بفتحتین متسعتین للعینین ـ ولکنه الآن أصبح فی طی النسیان، ولا ترتدیه سوى المسنّات، کما ظهر بعده النقاب الذی لقی أول ما ظهر انتشاراً واسعاً فی الثمانینات من القرن الماضی، ثم ظهرت بعد ذلک الطرحة وهی توضع فوق الرأس مثل القبعة. مکانة المرأة وحقوقها فی المملکة العربیة انتقدت الکاتبة والاستاذة فی العلوم التربویة السعودیة فوزیة البکر، التعسف الذکوری واعتبرته نتاجاً لسنوات طویلة من التهیئة الذهنیة المریضة حول رؤیة الآخر، کما حذرت من العواقب السلبیة للنظرة القاصرة للأنثى وتحویلها إلى نماذج سلوکیة مقبولة ومُشرعة ضمن طریقة عمل المؤسسات الاجتماعیة، لأن المجتمع السعودی کله یدفع الیوم ثمن تقیید حریة المرأة. لقد ألبسوا النساء السعودیات جمیعاً أردیة الذنب المسبق وبدأوا فی ملاحقتهن ومحاسبة المجتمع کله حتى فقدن قدرتهنّ على التمییز فیما هو حق وعدل وما هو جزء من التقالید الظالمة، حیاتهنّ سُرقت فی ظل التفاصیل الصغیرة الکثیرة التی تم إقحامهنّ فیها کنساء دون أن یعین.. غرف القیاس اختفت من المتاجر.. نوافذ صغیرة فقط للحدیث مع الخیاطین، النقل التلفزیونی المغلق لتدریسهنّ فی الجامعة، الحراس الغلاظ من الرجال بمواصفات واعمار محددة أمام کل المنشآت الرسمیة النسائیة لضبط الدخول والخروج، عدا سیارات الهیئة التی تلتقط من تلتقط من الفتیات حسب تصنیفاتها للعباءة ولحجم الجلد الظاهر من المرأة فی تلک اللحظة، التی یقدر للمرأة فیها أن تخرج من عملها أو کلّیتها أو محلها التجاری. اللوحات الصریحة فی محلات الحلاقة ومحلات الأشرطة ومحلات الفیدیو وکل ما له علاقة بالمتعة أو الفکر لتُمنع المرأة صراحة من الدخول. والمطاعم التی تشبه محاکم التفتیش بحثاً عن المحْرَم والتأکد منه.. عالم مُرعب من الخوف والترقب والتشکیک تعیشه کل امرأة وُلدت فی السعودیة أو حدث أن قدمت إلى هناک. المرأة لیست مخلوقاً اقل مکانة من الإنسانیة من الرجل؟ قامت جیوش الصحوة او فی الحقیقة (الغفوة) خلال العشرین سنة الماضیة فی بالتأثیر على حیاة السعودیین ومدارسهم وجامعاتهم وأسواقهم ومستشفیاتهم، حتى بدا کأن الحیاة یجب أن تکون ذلک وهی لیست کذلک. حتى المساجد لم یعدن یعرفنها إلا فی ظل تقالید محددة وبملابس محددة، وحتى المسجد الحرام تم تکییف علاقتهنّ به فی ظل رؤیتهم فتم حجزهنّ فی مناطق محدودة، وبدأت النائمات الصاحیات من النساء داخل المساجد والمدارس ومؤسسات الاعمال وأماکن الافراح فی تنفیذ سیاسات الرجال التی کانت تعنی وتدور على شیء واحد: المرأة مخلوق مختلف. مخلوق اقلّ فی قدرته العقلیة ومکانته الإنسانیة، واقل فی القدرة على ضبط الذات، وحمایة النفس من المالک الرجل. وفی حین یمکن دائماً الاستعاضة عن التعبیرات القاسیة وتحاشی استخدام الألفاظ ذات الدلالة على العبودیة والتملک والتی لفظتها الحضارات الإنسانیة منذ قرون، وکان آخر عهد السعودیین بها فی ستینات القرن الماضی، ونقصد المنع الرسمی للعبودیة فی المملکة السعودیة. لکن تم بذکاء اجتماعی نادر استبدالها من رجالات الصحوة بأشکال متطورة للأسر والعبودیة المقننة والمؤسسة، فاختفت الأغلال العلنیة، ولکن ظل الأسر والقیود الرسمیة والأوراق التی تتطلبها أی خطوة تخطوها امرأة سعودیة فی عالم بشع من التفاصیل الدونیة التی تتمنى المرأة السعودیة على أی رجل أن یعیشها ولو للحظات لیعرف ما معنى أن یکون مستعبداً من قبل رجل یقوده ویتحکم فی مصیره ودراسته وعمله وأطفاله ورزقه وأوراقه کیفما یشاء. ویظل مصیر المرأة مربوطاً بطیبة وشهامة هذا الرجل، فأن حدث أن کان ذو خلق وشهامة فالمرأة محمیة بذلک وأن حدث أن کان متعبا أو مریضاً أو ناقص العقل أو الخبرة فلیس للمرأة من حل سةى الصمت وتحمّ الاذى. صیغ جدیدة للعبودیة النساء السعودیات الیوم بدأن یصحوْن ، فلم یعد العالم یتسع لعالمین: مالک ومملوک، قادر وعاجز، سید وتابع، المملکة العربیة السعودیة وقعت على معاهدة "السیداو" والتی ترفض کل أشکال التمییز ضد المرأة. والنسوة السعودیات أحق ما یکنّ بهذه الحقوق، التی اقرها الإسلام لنا منذ أزمان طویلة. وجاءت جیوش التخلّف لتنخر فی عمق هذا المجتمع وتزیف وجودهنّ وحقیقة أدوارهنّ ولیعشن فی دوامة لم یرن النور خلالها إلا منذ أمد قصیر. من الضروری لکل امرأة فی موقعها ولکل رجل شریف فی موقعه أن یؤمن بالحق الإنسانی والدینی للنساء، وأن یتابع عن قرب کافة التفاصیل الصغیرة التی تتعامل مع المرأة من منظور دونی، وتمتلئ بها جنبات حیاتهنّ وأروقة عملهنّ لتصفعهنّ کل یوم فی سلوکیات ذکوریة مستمرة، رغم مدنیة المؤسسات وصراخ الصحف حول التقدم الهائل الذی حققته المرأة السعودیة. لکن المعیشة لیوم واحد فی جلد امرأة وتلقّی تعسف الذکور العاملین فی المؤسسات المقابلة سواء فی قطاع التعلیم أو المال أو التجارة سیوقظهم على کل هذه التفاصیل الدونیة الصارخة. هذا التعسف الذکوری لیس بالضرورة أن یکون مقصوداً من الرجل مثلما أنه نتاج لسنوات طویلة من التهیئة الذهنیة المریضة حول رؤیة کل طرف للآخر والأدوار المتوقعة والقدرات التی أخلت برؤیة الطرفین لبعضهما، فجعلت الرجل یقولب المرأة ضمن تصنیفات ذهنیة جاهزة، تعتمد نقصان الحکمة ونقصان القدرة على ضبط النفس. کما جعلت المرأة تقولب هذا الرجل ککائن متمیز عاقل قادر على اتخاذ القرار فی ظل عجزها النفسی، بحیث أعاقت هذه الرؤیة المریضة المرأة نفسها عن التعرف على مکوناتها الحقیقیة کانسان. ولذلک عاشت المرأة السعودیة فی ظل فکرة القصور التی أنتجت کل هذه الأنفس النسائیة المشوهة غیر القادرة على العمل بطبیعیة ودون تصنیفات مسبقة. من الضروری لکل من تُعنیه السلامة الذهنیة والعقلیة للمملکة السعودیة، تتبّع کل هذه التفاصیل الدونیة التی ترزح تحتها المؤسسات النسائیة وتشریحها وإعلانها للملأ لمعرفة حجم تأثیرها على فرص التعلیم والعمل والحیاة للمرأة فی مواقعها المختلفة. وللبدء فی التفکیر فی حجم الضرر النفسی والعقلی الذی حلّ بالمرأة من خلال حیاة الظِلال التی أعمتها هی نفسها وأعمت زمیلها الرجل عن رؤیة حقیقة الأشیاء وحقیقة وجودها کانسان کامل غیر منقوص یتمتع مثل باقی عباد الله بقابلیة الخیر والشر والمعرفة والجهل والصواب والخطأ. إن الضرر المدمّر لهذه النظرة القاصرة للمرأة وتحویلها إلى نماذج سلوکیة مقبولة ومشرعة ضمن طریقة عمل المؤسسات الاجتماعیة لا یقع فقط على المرأة وحدها، بل إن المجتمع کله یدفع الیوم ثمن عبودیة هذه الأنثى التی تقوم بتصنیع الملاک والعبید فی مصنع الأسرة الساحر وتوزع الأدوار على أبناءها من الذکور وبناتها من الإناث. کما تظن أنه الحق وهی لا تدرک خطر مصانع إعادة الإنتاج التی أصبحت فیها هی السجین والسجان. آن للنساء السعودیات أن یصرخ خارج حدود هذا السجن الکبیر، وأن یتشبثن بالحقوق السلیبة التی تنادی بها النساء الواعیات اللاتی سسبقن زمنهن لیؤکدن على الحق المتکافئ لأبناء المملکة فی أن یعیشوا کمواطنین یتمتعون بالأهلیة الکاملة بغض النظر عن الجنس. وصایة مفروضة وصایة الرجال ترافق النساء فی السعودیة من المهد إلى اللحد، وهن یبقین تحت الوصایة، بغض النظر تماماً عن عمرهن. عقد إیجار؟ عملیة جراحیة؟ کل هذا ممنوع على النساء إلا بموافقة الأب أو الأخ أو الزوج. وإذا کان الغرب ینظر إلى فرض الحجاب على المرأة باعتباره رمزاً للتمییز ضدهن. فإن عدیدات من السعودیات یعتبرن قیوداً أخرى أکثر تأثیراً على حیاتهن، مثل الفصل الصارم بین الجنسین الذی یصعّب علیهن اقتحام سوق العمل أو منع النساء من قیادة السیارة. عن ذلک تقول ناشطة سعودیة: "نقاشات کثیرة تدور حول ذلک، لأن المنع یقید حریة الحرکة للنساء". التغییر البطیء وترى هذه الناشطة: أن تغیب الإنسان طویلاً عن السعودیة، یفقده الإحساس بالبلد. وتضیف أن السعودیة دولة تتغیر – وهذا التغیر یطال ببطء النساء. منذ امد قصیر أصبح مسموح لهن الإقامة فی الفنادق من دون محرم، وخلال هذا العام ستحصل أولى طالبات الحقوق على شهادة إتمام الدراسة الجامعیة، کما أن إحدى محاکم فی جدة قامت بتوظیف أولى المحامیات، والآن أصبح هناک مصانع للنساء، منهن المهندسات والمعماریات، کما أنهن یظهرن فی التلفاز. ولکن التغیرات الأهم تبقى بعیداً عن السطح. منذ عدة سنوات تُتخذ خطوات لتحسین ظروف حیاة النساء، هذا ما تلاحظه أیضاً خبیرة سعودیة التی تُلاحظ أیضاً تقدماً فی مجال حریة التعلیم بصورة خاصة. کما أن مشاکل النساء تُناقش الآن بصراحة أکبر، مثلاً إذا تعلق الأمر بالعنف المنزلی، وهو موضوع کان فترة طویلة من المحرمات. تعلیم البنات السعودیات ترى باحثة سعودیة فی علم الإجتماع، أن الجیل الجدید من الفتیات ینظر إلى إنجازات الأمهات على أنها شیء بدیهی، فکون التعلیم أصبح من الأمور البدیهیة عند الجیل الثانی من النساء السعودیات یرجع الفضل فیه إلى فرض تعلیم البنات فی الستینیات. وقد ساعد ارتفاع المستوى التعلیمی للنساء والتمدن – حیث یعیش ثمانون بالمائة من الشعب السعودی فی المدن - على انخفاض معدل الموالید إلى النصف فی غضون خمسة وعشرون عاما حتى وصل إلى أربعة أطفال لکل امرأة متزوجة. وتقول هذه المرأة المثقفة، إن عدد النساء الراغبات فی الدراسة والعمل والکسب یزداد، وإن لم یکن الغالبیة منهن، وعلى الرغم من أن عدد الوظائف التی تمارسها النساء لا تزال محدودة جدا فی المملکة العربیة السعودیة، إلا أنهن یتسابقن – عندما یسمح لهن – على الوظائف کمعلمات أو طبیبات أو صحفیات أو المهن الحرة. وتتفق غالبیة السعودیات على هذا الرأی، حیث یتخذن موقفا متشددا للغایة فیما یتعلق بحقوق المرأة أو إصلاحات أخرى، وترین أن الإسلام یمنح المرأة السعودیة جمیع حقوقها،وما علیها إلا أن تنتزع هذه الحقوق.ویعتقدن أن على المسؤولین إدخال حق الانتخاب مجال التنفیذ، بعدما أثاره الغرب بشکل کبیر. إلا أنّ النساء السعودیات لدیهنّ أولویات أخرى، فأهم شیء بالنسبة للمرأء السعودیة التعلیم والأبناء والأسرة، ومع هذا ینتقدن حرمان المرأة حق الانتخاب، وکونهنّ مخلوقات بشریة فبإمکانهنّ أن یساهمن فی اتخاذ القرار. آملات أن تتغیر الحال فی السنوات القادمة ویصبح حق المرأة السعودیة فی الانتخاب شیئا طبیعیا. کما یطالبن بمنح الحق فی قیادة السیارة، ولعل هذا المطلب یبدو للغرب وکأنه شیء تافه، إلا أنه لیس کذلک لکثیر من النساء السعودیات، وبسبب انخفاض دخلهن أصبح لیس فی مقدورهن استئجار سائق خاص. دعاة الإصلاح من النساء وتحلل أستاذة علم الإجتماع الاصلاح النسائی بقولها، أن المجال العام الذی یمکن للنساء منفردات أو جماعات أن تتحدث وتعمل فیه مازال محدوداً جداً. کما أن کثیراً من النساء النشیطات والجمعیات لا یعرفن شیئا عن بعضهن البعض. ولهذا فدعاة الإصلاح من النساء یحتجن إلى شخصیات قیادیة. لذلک تجد النساء السعودیات صعوبة فی المناضلة سویاً من أجل التغیرات السیاسیة، إذ أنه لا بد من تلک الإصلاحات، فالأمور کلها تسیر ببطء وبخطى صغیرة وأن التحول الذی طرأ فی الخمس سنوات الأخیرة ربما لم یکن ملموسا بالنسبة للمواطنات السعودیات العادیات، ولکن من یقوم بتحلیل علامات الوقت، سوف یلاحظ أن التغییرات قادمة. المرأة السعودیة: عامل تغییر للنمطیة الشائعة بعضهن یؤمنّ أن هذا التغییر یحدث لأن النساء یردنه أن یحصل. ویشعر عدد لا بأس به من النساء السعودیات أنهن یحتجن لهدف فی حیاتهن، وبأن إنجاب الأطفال وتربیتهم، وأن تکون المرأة زوجة وربة بیت صالحة لم یعد کافیاً. ورغم إیمانهن بأن "وظیفة" الأم لا یجب التقلیل من أهمیتها، ترید النساء کذلک الانخراط فی التغییر الحاصل فی المجال العام. ولن یسود التغییر الإیجابی، إلا إذا استمرت النساء السعودیات فی التصریح بآرائهنّ والتصرف کسفیرات وعاملات تغییر، ینادین بتقدم بطیء ثابت یعکس تقالیدهن وإیمانهن وتفانیهن للقیام بمساهمات ذات معنى للعالم الذی یعیشن فیه. لقد تغیرت بعض الأشیاء فی السعودیة بالفعل، وأحد مظاهر ذلک التغییر هو الکتاب الذی نشره محمد أحمد الرشید، وزیر التربیة والتعلیم السابق فی السعودیة، حاملاً عنوان: "المرأة المسلمة بین إنصاف الدین وفهم المغالین"،الذی قام بتحدیث نظام التعلیم المتحجر فی المملکة السعودیة، ولم ینشر کتابه فی السعودیة، غیر أن صدور الکتاب فی بیروت، تسبب فی ذیوع شهرة الکتاب فی کافة ربوع العالم العربی خلال فترة قصیرة للغایة. وقد ساهم فی ذلک بوضوح لافت الصحیفة السعودیة الدولیة "الشرق الأوسط" وکذلک الصحیفة السعودیة المحلیة "الوطن". لقد خصصت کلتا الصحیفتین مقالات تفصیلیة لعرض الکتاب، ورحبتا بنظریات الکتاب المستفزة لإطلاق نقاش حول الموضوع الذی یثیره الرشید منحازاً بکل وضوح إلى المساواة بین الرجل والمرأة. نحو إلغاء الفصل بین الجنسین فی الحیاة العامة یعتقد الرشید أن رأی "المُغَالین" من علماء الدین - الذین یجبرون النساء المسلمات لیس فقط على ارتداء الحجاب، بل على ارتداء النقاب أیضاً – لا یعبّر سوى عن "موقف الأقلیة". هذا الرأی یکتسب أهمیة وحساسیة خاصة لأن المقصود بـ"المغالین" عدداً کبیراً من العلماء فی المؤسسة الدینیة السعودیة، لا سیما وأنها تنطبق على التطور الراهن للدولة الوهابیة، وهو تطور یُخفی مفاجآت کثیرة، منها، إلغاء الفصل الذی تفرضه الدولة بین الجنسین فی الحیاة العامة والذی یُراقب تنفیذه مراقبة صارمة. وفی عام 2009 تم تعیین التربویة "نورا الفائز" کأول سیاسیة فی منصب نائبة وزیر، ومسؤولة عن قسم تعلیم البنات فی المملکة. هذه المکافحة النشطة فرضت تعیین نساء فی وظائف قیادیة فی إدارة مدارس البنات والتی کانت حتى ذلک الحین مقصورة على الرجال وحدهم. التربیة الریاضیة: موضوع محرم ثمة مظاهر تحول فی وضع المرأة السعودیة وحضورها فی الحیاة العامة، فلم تکتف "نورا الفائز" بذلک، بل أعلنت خلال زیارتها لأحد معسکرات تدریب التلمیذات تحضیراً لاشتراکهن فی مسابقات أولیمبیة مختلفة للشبیبة، أنها یمکن أن تتصور أن تصبح واحدة منهن وزیرة فی المستقبل، مما أثار اهتماماً کبیراً لدى وسائل الإعلام المحلیة والعربیة. وحسب ما أعلن، لم تُواجه نائبة الوزیر بالنقد بسبب تصریحاتها، وهو ما ینطبق أیضاً على تصریحاتها فی حضور ضیوف من الهند بأن البنات من الممکن أن یتلقین دروساً فی التربیة الریاضیة فی المملکة العربیة السعودیة - وهو أمر من المحرمات المطلقة - ولکن لا بد من تهیئة المجتمع لهذا الأمر أولاً. | ||
الإحصائيات مشاهدة: 2,720 |
||