نقاط الضعف والتهدیدات التی تواجهها النساء | ||
نقاط الضعف والتهدیدات التی تواجهها النساء فی مشروع الصحوة الإسلامیة عفاف هبانی[1][26]
بالرغم من التحرر والإباحیة الجنسیة الإنحلال الأسری الذی ساد کل العالم ، مازال المؤمنون یزدادون عدداً ویزدادون انتشاراً، وهاهم یدخلون أوروبا ویتحدون الکفر والفسوق والعصیان فی عقر داره، مهما کثُر التآمر والتآلب والأموال التی تُبذل فی محاربة الإسلام وإفساد شعوبه ، فعلى المسلمین الإستعداد الفکری لمواجهة إضعاف الإسلام وتفریغ القیم الإسلامیة من محتواها ،أما الحروب فهی حروب فرضتها ظروف سیاسیة واقتصادیة یعلمها الجمیع ، ولکن فرْضها یزید المسلمین ایمانا وتمسکاً بإیمانهم. نتحدث فی هذا الموضوع عن بعض المتغیرات التی تمثل نقاط ضعف فی النهضة الإسلامیة وبالتأکید فإن نقاط الضعف کثیرة ولکن اقتصر بعض منها: 1. قضایا ایمانیة وعقائدیة. 2. قضایا تهم المرأة مثل : الزواج - الاباحیة الجنسیة - الزی اوالملبس - انتشار العزوبیة والعزوف عن الزواج . 3. تفاعل الشباب المسلم مع المستجدات العلمیة . 4. تفاعل الشباب المسلم مع الصراع السیاسی والخلاف فی العالم الاسلامی .
1. التحدیات الإیمانیة والعقائدیة : الإسلام أساسه الإیمان بالله رباً وبمحمد (ص) نبیاً ورسولاً . والإیمان هو ما وقر فی القلب وصدقه القول واتّبعه الفعل و سائر العبادات والمعاملات، والآداب الإسلامیة تتطلب الإیمان بالله، وکل التزام بالحلال أوالحرام یسبقه الإیمان بالله وبالیوم الأخر وبالکتب السماویة وبالرسل. ومن اکبر التحدیات فی العالم المعاصر، الذی بلغ التطور العلمی فیه آفاقاً بعیدة، وتطورت تبعاً لذلک حیاة الإنسان وسلوکه، هذا العلم الحدیث یتجاهل الغیبیات ویقوم على الأداة والبراهین والتجارب المشهودة ویتجاهل المعتقدات مهما کانت وکل الغیبیات فی محل الشک، وهذا هو التحدی الأکبر للإیمان والإسلام، ولکن نقول أن الإیمان هو إدراک للمعنى وتمییز تخصصت به مناطق معینة فی دماغ البشر، فمثلاً العین تنظر وترسل الصورة إلى مناطق معینة فی الدماغ ولکن تحلیل الصورة وفهم معناها وربطه بخبرة الإنسان البصریة ومرکز الذاکرة هی التی تجعل للصورة معنى ومدلولاً وهذا هو الإدراک، فالإیمان هو إدراک وفهم وترجمة لواقع الإنسان بحواسه الدنیویة، تُترجم الى إیمان عمیق وإدراک للغیب وتقبل معنى الغیب من غیر علم بتفاصیله . دور الأمة الإسلامیة هنا أن تنمّی هذا الإدراک وتغرسه منذ الصغر، ومنذ النشأة الأولى للأطفال لکی تربط إدراک الطفل بالإیمان، وتقی الفرد من الشعور بالکفر والإلحاد والتمرد علی الواقع الإیمانی. أن العلم الحدیث الذی یتجاهل الغیب هو نفسه کان جزءاً من الغیب حتى عصور قریبة، فما کان مجهولاً وغیبیاً أصبح واقعاً ملموساً الیوم، مثال على ذلک، الثورة فی عالم الإتصالات والتواصل وإختصار عامل الزمن فی التنقل، کلها کانت فی عالم الغیب کما هو الحال فی حادثة الإسراء والمعراج، التطور البشری والعام أدّى إلى فهم وإدراک و تسخیر وسائل تواصل، أصبحت متاحة للجمیع، فالعقل البشری أصبح مؤهلاً لإدراک أحوال لم تکن معروفة من قبل، أی فی علم الغیب وأصبحت الیوم معلومات مثبتة مسخرة للإنسان، فالعلم الحدیث یدعم الإیمان هنا ویؤکد أن إدراک ما لا تراه العین الآن لا یعنی انه لا وجود له وهذه الحجة تزید الإیمان . مثال اخر للذی کان غییباً وأصبح معلوماً، علم ما فی الأرحام، فالتطور الطبی فَهَم الکثیر حتى امکن التحکّم فی نوع المولود مثلاً وأمکن إنتاج مولود أحادی الأب ( الإستنساخ ) هذا یقرّب فکرة ولادة السید المسیح ابن مریم من دون أب " فما کان فی فهمه غییبا مُسلّماً به، أصبح علماً دنیویاً " وهذا یعمّق مفهوم الإیمان و له مردود إیمانی والشاهد على ذلک، إزدیاد عدد المقبلین على الإیمان والتدین من المسلمین فی أوساط العلماء وحملة الشهادات العلیا، بل قیادتهم للصحوة الإسلامیة حتى الذین عاشوا فی المجتمعات الغربیة وتشرّبوا ثقافتها .
2. التحدی الثانی: خاص بالمرأة، بل خاص بکل المجتمع الإسلامی : ففی العصر الحدیث صار مظهر المرأة والترویج للأنوثة وإظهار المفاتن هو جزء لا یتجزء من الإعلام والترویج للبضائع والأعمال، وهذا یتناقض تماماً مع الفهوم الإسلامی . " ولاتبرجن تبرج الجاهایة الأولى " "فلا تخضعن بالقول فیطمع الذی فی قلبه مرض " " وقل للمؤمنات یغضضن من أبصارهن ویحفظن فروجهن ولا یبدین زینتهن إلا ما ظهرمنها ولیضربن بخمرهن على جیوبهن ....." فالمفهوم الإسلامی واضح فی عدم إبداء مفاتن المرأة والترویج للمرأة الأنثى، وإختزال مفهوم المرأة فی الأنثى فقط، بل ان الاسلام شجع المرأة على الخوض فی جمیع مجالات الحیاة من غیر إثارة الغرائز الإنسانیة . " یأیها الناس إنا خلقناکم من ذکر وأنثى وجعاناکم شعوباً وقبائل لتعارفوا ان أکرمکم عند الله أتقاکم ان الله علیمُ خبیر " " یأیها النبی قل لأزواجک وبناتک ونساء المؤمنین یدنین علیهن من جلابیبهن ذلک ادنى أن یعرفن فلا یؤذین وکان الله غفوراً رحیماً " أن مسؤولیة المرأة تجاه نفسها تماثل مسؤولیة الرجل تجاه نفسه، وهی لها ذمة شخصیة، فهی لم تُخلق لکی تدعم أحد او تُسخّر لأحد، فأن صلحت صلح عملها، وأن أجرمت تُعاقب مثل الرجل تماماً، فان قتلت تُقتل وإن سرقت تُعاقب، فهی لها ذمة مجزیة ومسؤولیة فردیة تجاه الفرد والمجتمع . وعلى المرأة أن تفهم ذلک و یجب تربیتها على أساس مساو للرجل . فالرجل لا یهتم للجانب الذکوری فیه، ولا یتم إستدراجه من قبل الحملات التجاریة للترویج لجسده أمام المرأة، فهو یفهم دوره تماماً، فعلى المرأة أیضاً أن تفهم دورها تماماً ولا تروج للمرأة الأنثى فی شکلها وملبسها، وهذا الترویج هو الذی یتناقض مع مبادئ الأسلام وتعالیمه، أما فی ما عدا ذلک فالأبواب مفتوحة لجمیع أنواع الأعمال لفعل الخیر والعمل فی الدنیا والآخرة، وکل الأعمال مباحة من إماطة الأذى عن الطریق وحتى الجهاد فی سبیل الله بالنفس والمال دون حظر أو قید . وهی فی الإستفادة من التعلیم والعلم الحدیث کالرجل تماماً، فهی تختار ما یناسبها فی العلم والعمل دون أن یفرض علیها مجالات معینة او تحجب منها فرص معینة إذ هی التی تختار ما یناسبها .
3. التحدی الثالث: زی المرأة أو ملبسها : فی شکله وألوانه وطریقته، هل هو عبادة أم حد یجب الألتزام به ؟ هل تستحق العقاب الشرعی إذا لم تلتزم به ؟وما هو الحد الأدنى من الحجاب الشرعی؟ ولعل موضوع زی المرأة قد شغل العالم الشرقی والغربی، فالمجتمع الشرقی یهمل عورة الرجل ویغلظ عورة المرأة . فمثلاً لم یسبق أن قام أحد بأنتقاد الرجال فی ملابسهم غیر المحتشمة ولا یتحدث عن ذلک أحد، ولکن إعتادت المجتمعات الشرقیة المسلمة على تجریم المرأة فی لبسها وشکلها وکثُر الحدیث ما بین متطرف ومتشدد ومخفف وتجریم المرأة فی لبسها عدوى إنتقلت من التطرف الإسلامی إلى التطرف الغربی، فإذا کانت بعض الدول الإسلامیة تفرض النقاب ( تغطیة الوجه ) فأن بعد الدول الغربیة تمنع النقاب والحجاب وتجرم صاحبته . أن زی المرأة المسلمة هو أحد التعالیم الإسلامیة والتهذیب الإسلامی لمنع الإنفلات الأخلاقی والإباحیة ولکن هل یصبح هو عنوان للمرأة المسلمة ؟ وهل یمکن الإتفاق على الحد الأدنى من الزی الشرعی المقبول؟ وهل یتدخل القانون لفرض شکل زی معین ؟ وهل یعرّض عدم الألتزام بالحجاب المرأة للمسؤولیة القانونیة ؟ وهل یتم معاملة الرجل بنفس الطریقة فی الزی ؟ . على ولاة الأمر من المسلمین أن یتعاملوا بمسؤولیة کبیرة فی موضوع الزی من غیر إفراط او تفریط وکذلک علیهم أن یتجنبوا حصر الأسلام فی المرأة فی زیها وعلیهم عدم جرها للإفتتان بالزی وتجاهل الأعمال الإسلامیة الأخرى .
4. الأباحیة الجنسیة : إحدى المعضلات التی تواجه المرأة المسلمة والشباب فی عصر العولمة، محاولة نشر الأفکار الأباحیة وتعوید المجتمع على ذلک من خلال وسائل الأعلام المختلفة فی شکل أفلام ومسلسلات جاذبة، تروج الأعتیاد على التعامل مع الجنس بأعتباره ضرورات یومیة إعتیادیة تتم بالتراضی، هذا السلوک مؤثر فی صغار السن والمراهقین، ومن الواضح أن تأثر الشباب الذکور أکثر، فنجد المخادنة والزنا واللجوء للدول الأجنبیة لتلبیة الرغبات وإضعاف العامل الدینی فیها . الملاحظ إلتزام الشابات الأخلاقی أکثر من الشباب لأن تربیة المجتمع تجاه زنا المرأة تربیة صارمة ودور المجتمع والأعراف کبیر فی منع الفتیات من الأنزلاق فی هوة الإباحیة الغربیة . ولکن هل یظل الحال کذلک فی الاجیال القادمة؟ لکی نتجنب ذلک على المجتمعات المسلمة نشر العلم والثقافة بین الفتیات وتعزیز ثقتهم بأنفسهم والتعامل معهم بندیة مع الرجال، وخلق علاقات بین الجنسین، تقوم على التنافس فی إطار العلم والعمل کالزمالة الدراسیة والمهنیة، وتکون العلاقات أبعد من الصورة الغربیة للتعارف . على المجتمعات المسلمة تقلیل الإختلاط فی سن المراهقة ولکن تشجیع الإختلاط فی الجامعات ومجالات العمل مع تجنب الخلوة و التقارب الجسدی .
5. إنتشار العزوبیة : فی أوساط النساء والرجال لأسباب إقتصادیة غالباً فی الدول الإسلامیة الغنیة ( غلاء المهور ) أو الفقیرة ( غلاء المعیشة ) . أن انتشار العزوبیة أضرّ بالنساء أکثر من الرجال لإلتزام النساء بالعفة وعدم القدرة على الإنجاب بعد سن معینة، کذلک إزدیاد أعداد المطلقات ألقى بظلاله السالبة على المرأة . على الدول الإسلامیة التعامل مع هذه المستجدات وترغیب الشباب على الزواج بتسهیل الدعم المالی للشباب والشابات قبل أن نُواجه بإنتشار المخادنة والمساکنة فی الأجیال القادمة . 6. المرأة والمستجدات العلمیة والطبیة : کنقل النطف – حفظ الأجنة – إیجار الأرحام – الحمل من غیر زنا – والأمهات العازبات، هذه المستجدات مُحتاجة إلى فهم علمی وفقهی لتحدید رأی الدین فیها . 7. الصراع السیاسی فی العالم الإسلامی : الحروب، و الواقع السیاسی المتشرذم للعالم الإسلامی - مقاتلة المسلمین لبعضهم البعض– والإستقطاب السیاسی . کلها نقاط سالبة فی الصحوة الإسلامیة تضعف ثقة الشباب بالإسلام وتتهم الإسلام لإثارة الفتن والصراع والنعرات بین المسلمین . أن الصراع السیاسی فی العالم الإسلامی هو صراع مصالح سیاسیة وإقتصادیة بحتة ومرتبطة بالمصالح الإقلیمیة الأخرى والأسلام برئ من هذا الصراع، على الدبلوماسیة الشعبیة الإلتزام بالتعالیم الإسلامیة ومحاولة التواصل بین المسلمین فی الظروف السیاسیة المختلفة وخلق آلیات التواصل لتعمیق مفهوم " المسلم للمسلم کالبنیان یشد بعضه بعضاً " . المحصّلة الکارثیة للصراع فی العالم السلامی هی ضعف الثقة فی الفکر الإسلامی وضعف نفوذه ومحاولة تجنب الصراع باللجوء إلى العلمانیة واللا دینیة والإبتعاد عن الحلول الإسلامیة . الاستنتاج : التحدیات التی تواجه الصحوة الإسلامیة کثیرة وهذه بعض منها، وعلى الفرد والأسرة والدولة وفقهاء المسلمین فهمها وإدراکها ووضع الحلول قبل حدوثها . أ
| ||
الإحصائيات مشاهدة: 2,928 |
||