الاعلانات المبتذلة فی لبنان بین الرفض والقبول | ||
الاعلانات المبتذلة فی لبنان بین الرفض والقبول
فی فوضى الملصقات الإعلانیة، التی تمور بها مناطق بیروت المختلفة، أصبح ظهور المرأة یشکل "ضرورةً ماسة" کما یرى البعض من المتابعین، لا انه فی ظل استدراج وکالات الدعایة للفتیات اللبنانیات، کیف ینظر الناس إلى دوافع استغلال المرأة وجسدها فی الإعلانات الهابطة؟ فقد شهد الحقل الإعلانی فی لبنان، فوضى عارمة، إذ یرى الشخص السائرعلى فی شوارع العاصمة بیروت رکام من الدعایات ، تتنوّع أشکالها والوانها والمنتجات التی تبرزها. لکن الملفت فی ذلک ، استخدام الوجه الأنثوی فی أغلب الدعایات المصفوفة بشکل عشوائی على جوانب الطرق العریضة. فما هی یاترى، دوافع استخدام المرأة وجسدها بطریقة منفرة ؟ وما هی نظرة أهل الاختصاص واللبنانیین بشکل عام إلى هذا الموضوع السلبی؟ وإذا کان ظهور المرأة بات ضروریاً إلى حد ما فی الإعلانات کما یقول اللبنانیون إلا ان الوکالات الاعلانیة فی هذا المجال تعتمد على عدد کبیر من العارضات المتحللات من نوازع الحشمة اللواتی تستقطبهن سوق الدعایة هناک. على سبیل المثال، تقدمت فتاة لبنانیة بالتصویر لصالح إحدى وکالات العرض حین کانت فی الـ17 من عمرها، عند دخولها الجامعة. وعن تجربتها تقول ان مجال الإعلان هو الذی اختارها ولم تختره بنفسها، فلقد حصلت على لقب Miss Photogenic فی مسابقات الجمال فی کلیّتها، وبعدها انهالت علیها العروض للعمل فی حملات إعلانیة مختلفة بما فی ذلک تسویق منتجات تجمیل وعنایة بالشعر وسبق أن ظهرت صورتها على غلاف مجلات معروفة فی لبنان. وکان هذا العمل ممتعاً لها بفضل ما یؤمّنه من موارد إضافیة لفتاة فی سنّها من دون الالتزام بشرکة معینة، إذ کانت تقبل عروض وترفض أخرى لأنها ترفض العمل أو السماح بتصویرها ضمن مشاهد عاریة لتسویق أی منتج أو خدمة. وتضیف هذه العارضة فی هذا الإطاربأنها لم تقبل عروضاً کثیرة منها الظهور عاریة فی دعایات لأحد مصممی المجوهرات المعروفین، الذی أراد أن یصوّر امرأة عاریة ترتدی الحلّی والمجوهرات فقط وهذا تعتبره بمثابة بیع للجسد ولیس شیء آخر!. وترى أن الإعلان الذی یظهر المرأة کسلعة ولیس لتکملة مفهوم المنتج، یعتبر عملاً مبتذلاً، وتختم قائلة: "فی النهایة لا عیب فی إظهار ذلک لکن بطریقة لائقة". تحفّّظ على العمل الإعلانی الهابط إلا ان هناک فتیات لبنانیات یرفضن هذا المسلک المبتذل، إذ یؤکدن بأنه یجب استثمار جمال المرأة وأناقتها بشکل ذکی بدلاً من تبنّی الإشارات الجنسیة البحتة، ومن جهتها تقول نهى الحریری (23 عاماً) أنها ترفض ظاهرة التعرّی المنتشرة فی سوق الإعلانات وترى أنه یمکن جذب الناس لمشاهدة الإعلان من خلال طرق أخرى وتتساءل لماذا الإصرار فی لبنان على اتخاذ هذا المنحى "غیر المناسب" فی استغلال صورة المرأة.. وتتابع نهى قائلة بأنها مع وضع رقابة وتنظیم موضوع الاستخدام المفرط للصورة النسائیة فی الدعایة، فما یحصل حالیاً یضرّ بصیت المرأة اللبنانیة ویمسّ کرامتها ولا یحقق مطالب المساواة. والملفت أن معظم الإعلانات "الفاضحة" المنتشرة على الطرقات العامة، یمکن أن تُشاهد فی المناطق ذات الغالبیة المسیحیة فی القطاع الممتد بین مدینتی بیروت وجونیة. ویعزو حسن، القاطن فی إحدى ضواحی بیروت الجنوبیة، انعدام وجود إعلانات مماثلة فی محیط مسکنه تستعمل أجساد النساء بشکل فاحش، إلى أن "سکان المنطقة یرفضون هذه المظاهر غیر اللائقة والتی تتنافى وتعالیم الدین الإسلامی فیما یرجع لسکان المناطق الأخرى حریة قبولها أو المطالبة بنزعها". ویضیف قائلاً: "هذا الشأن غیر مستحب فی مناطقنا ونرفضه بشکل عام ونطلب من الجمیع التقیّد بالآداب العامة واحترام صورة المرأة". ومن أجل تغییر ذلک قامت جمعیة "من حقی الحیاة" مؤخراً بإطلاق حملة "أنا کیان ولیس إعلان"، التی تهدف إلى الدفاع عن کرامة الکائن البشری ککل، کما یقول القائمون علیها. وصرّح أحد المسؤولین عن الجمعیة أن "الخطوة تسهم فی رفع مستوى الوعی لدى الجمهور اللبنانی إلى خطورة استغلال جسد المرأة وتداوله کأی سلعة إعلانیة فی السوق". | ||
الإحصائيات مشاهدة: 2,821 |
||