هل أصبحت المرأة الایرانیة قدوة للمرأة العربیة؟ | ||
الواقع یدل على ان هدف الثورة الاسلامیة فی الدفاع عن المستضعفین والمضطهدین من الشعوب مازال قائماً، فالحکومة الاسلامیة لاتتوانى عن الذود عن کل الشعوب المقهورة وتدعمها بکل السبل، مما یدل على انها ماتزال تفی بالتزاماتها تجاه الشعوب المستضعفة، لتنفیذ هدفها السامی لخدمة کل المحرومین من الشعوب والیوم أیضا اذ تمر ایران بفترة البناء، تساهم المرأة الایرانیة فی جمیع المجالات سواء فی الاسرة أو فی المجتمع، اضافة الى قیامها بتربیة ابنائها على اصول المحبة والتدین، وانها تلعب دوراً بناءً فی المجالات الاجتماعیة المختلفة من صفوف الدراسة وحتى مجلس الشورى الاسلامی. وکانت المرأة الإیرانیةّ قبل الثورة کالمرأة العربیةّ والمرأة الشرقیةّ عموماً تواجه عدوّین لدودین: العدوّ الأول: یتمثلّ فی الجهل والتخلفّ والأمیةّ والأعراف البالیة المنسوبة إلى الإسلام، وتجاهل الحقوق التی منحها الإسلام للمرأة. أما العدوّ الثانی: الذی کانت تواجهه المرأة الإیرانیّة والشریّة بعامة، فیتمثّل بالتبعیّة الثقافیّة العمیاء الشکلیّة للغرب المستعمر، ووهم التحرّر الزائف على المستوى النظری. وکانت اصداء المکاسب النسویة فی ایران على الاوساط الغربیة المنصفة مدویة حیث لم تخف اعجابها بما وصلت الیه المرأة الایرانیة من تقدّم مضطرد فی جمیع المیادین، وما اکتسبته من حقوق تحسدها علیها حتى النسوة الغربیات. والتجربة التی خاضتها المرأة الایرانیة المسلمة فی میادین العمل المختلفة على مدى السنوات الماضیة، برهنت لنا بأنه کلما تهیأت الافکار النقیة، وکلما تمسکنا بمبادئ الاسلام الحنیف، دخلت المرأة ابواب العمل بمقدرة عالیة، فالافکار الراقیة الموجودة فی ایران، ترفع من مکانة المرأة، ویدل على ذلک، الحضور الفعال للمرأة الایرانیة المسلمة فی البلاد، واذا قارنّا وضعها مع وضع المرأة فی الغرب والذی یأخذ طابعاً شکلیاً فقط، حیث تعمل المرأة الى جانب الرجل ولکن کدمیة مبرمجة بنظام ثابت ومعقّد، یبعدها عن احضان الاسرة بحیث تعجز عن تربیة الجیل اللائق القادر على تبوأ مکانة رفیعة فی المجتمع وعلى تحمّل مسؤولیاته، وبذلک تخلق ازمة اجتماعیة حادة فی المجتمع الغربی. اما فی الجمهوریة الاسلامیة فقد دخلت المرأة مجالات العمل من الابواب الواسعة، مرتدیة زی العفة والحشمة، تمارس عملها فی خدمة المجتمع، وفی ذات الوقت تمارس دورها ومسؤولیاتها تجاه الأسرة، فکل من المجتمع والعائلة یفتحان الابواب امامها بکل السبل المتاحة، والغریب ان نجد الغرب یصوّر ذلک بأنه انتهاک لحقوق الانسان، فنراه یتباکى على وضع المرأة فی ایران وفی الدول الاسلامیة وکأنه حریص علیها اکثر من المسلمین انفسهم. والمرأة الایرانیة – کأم وزوجة – تتبوأ مکانة رفیعة فی المجتمع، وتمارس سائر الاعمال والنشاطات الاجتماعیة وتعرف حقوقها وواجباتها تمام المعرفة وهی تنطلق من العقل بدلاً من العاطفة. ومن الطبیعی فی هذه الحالة ان یلجأ الزوج الى زوجته ویستشیرها ویعترف بأنها انسانة واعیة ومتعلمة، وما نجده فی ایران نابع عن معرفة الثقافة الاسلامیة والحقوق التی یمنحها الشرع للمرأة، وهذا ما اوصل المرأة الایرانیة الى ماهی علیه الآن من مکانة اجتماعیة، وکما اسلفت فان المرأة الغربیة تعتقد ان دورها ینحصر فقط بالحضور المیکانیکی أو المادی البحت، وهی تضحّی بالأسرة فی سبیل عملها الخارجی، وهکذا تفقد الترابط العائلی وتتخلى عن تربیتها لاطفالها وما ینجم عن ذلک من حالات الاکتئاب والأزمات النفسیة المتفشیة فی الغرب، فضلاً عن ارتفاع نسبة الطلاق عندهم، بینما نجد الترابط الأسری متماسکاً فی ایران ومنسجماً بحیث تمارس المرأة دورها العائلی والاجتماعی بثقة کبیرة. ففی ایران مثلاً، تشکّل المرأة اکثر من نصف الطاقم التعلیمی، وهناک اکثر من سبع ملایین عاملة فی القطاع الوظیفی فی الداوئر الحکومیة وتشکل نسبة 55 بالمئة من العاملین فی الحقل الزراعی و 85 بالمئة من العاملین فی قطاع التمریض، وهذه الارقام لیس الاّ امثلة على الحضور النسوی فی میادین العمل فی ایران والهدف الاساسی هو تنمیة الطاقات الفکریة للمرأة بشکل عام، فالمرأة الایرانیة تبوأت حتى موقع الاستشاریة حیث ان لرئیس الجمهوریة والوزراء والمحافظین، مستشارة لشؤون المرأة، وفی المجالات الفنیة یمکن ان نذکر عشرات المُخرجات اللاتی وصلن الى مستویات رفیعة وحصلن على عدة جوائز عالمیة وهناک میدالیات تمنح سنویاً للعاملات الماهرات أو ذوات المواهب فضلاً عن میدالیة المحبة التی تعطى للمرأة النموذجیة. لقد کانت المطالب التی حققتها المرأة الایرانیة بالمستوى المطلوب واکثر على کافة الصعد فی إطار الحقوق الاسلامیة التی اعطاها ایاّها الله عزوجل. والحقوق التی اکتسبتها المرأة الایرانیة هی بفضل الحکم الاسلامی المتولّد الذی ضمن حقوقها وحرّیتها ضمن الاطار الشرعی، اما المرأة العربیة فهی رهینة، وحقوقها رهینة الأنظمة اللاشرعیة تتخبط بها یمینأ وشمالاً. ترى الى أی مدى، إقتدت المرأة العربیة والمسلمة، بزمیلتها المرأة الایرانیة، فی المطالبة بحقوقها الاجتماعیة والسیاسیة والثقافیة والاقتصادیة؟ هذا السؤال کان لابد وان یطرح بهذا النحو: الى ای مدى شجعت المرأة الایرانیة زمیلتها المرأة العربیة للتعبیر عن مطالبها؟ ولهذا نؤکد ان للمراة الایرانیة دوراً کبیراً فی فتح المجال امام المرأة العربیة للمناداة بحقوقها، وذلک لان المرأة الایرانیة کان لها دور فعال فی المجتمع مع مراعاة الضوابط الاسلامیة. ومن المسلّم به ان المرأة الایرانیة أصبحت قدوة للمرأة العربیة فی المطالبة بالحقوق المشروعة، حیث اخذت المرأة العربیة تجاهر فی المطالبة بحقوقها اسوة بالمرأة الایرانیة الناشطة. نحن نرى فی بعض البلدان العربیة والاسلامیة نساء کثیرات ینادین بضورة الحصولعلى حقوقهن فی جمیع المجالات، کما هو حال المراة الایرانیة المسلمة. عندما لاحظنا ما حدث فی البلدان العربیة التی شهدت انتفاضات وثورات ضد انظمتها المنحرفة، وماتطالب به النساء هناک، یتضح لنا کم هو الاثر الذی خلفته المرأة الایرانیة الاوساط النسویة للعالم العربی. لهذا استفادت الثورات العربیة من شعارات ومبادئ الثورة الاسلامیة فی ایران، فی حرکتها التغییریة والاصلاحیة بشکل جزئی وهو الخروج على الحاکم الظالم الا انها تفتقرالى القائد والمرشد الذی یضمن لها الحریة والمبادئ التی قامت من اجلها الثورة فضلاً عن النظام الأصلح فی الحکم والى البلاد والشعوب.__ | ||
الإحصائيات مشاهدة: 2,575 |
||