تحدیات تواجه أطفال المهجر | ||
لایختلف اثنان فیما للبیئة من تأثیر على حیاة الانسان، حتى قیل ان الانسان ابن بیئته، والبیئة هی المحیط الذی یعیش فیه الانسان، ای مجتمعه المحیط به وای فرد یتأثر بما یحیط به من اشیاء سواء فی اسرته او مجتمعه. والبیئة لا تکون على شاکلة واحدة بل تختلف من مجتمع الى مجتمع ومن محیط الى محیط..لاختلاف العادات والتقالید والاعراف.. من مکان لآخر. المهاجرون فی أوروبا والعالم الغربی بصفة عامة یعیشون فی بیئة غیرتلک التی ألفوها وتعودوا علیها فی البلد الاصلی.. لهذا نجد صعوبة فی التأقلم و((الاندماج)) فی هذا المحیط او ذاک عند الانسان المهاجر.. ونهتم فی هذه السطور بواقع الطفل فی دیار الهجرة وذلک نظرا لاهمیة الطفل کجیل قادم وجیل مستقبلی هناک. فالطفل یعیش واقعا مزدوجا بین اتجاهین او بیئتین مختلفتین وربما متعاکسین ومتناقضتین ففی مجتمعه الصغیر الاسرة والعائلة والاهل یعیش وتفرض علیه تقالید وأعراف وعادات وطرق عیش لاتمت الى المجتمع الکبیر بأیة صلة بل تتناقض معه فی اغلب الاحوال. وأما فی الشارع والمدرسة فهو یعیش وتفرض علیه عادات وافکار تناقض ما یعیشه فی الاسرة..مما یجعل الطفل یتوه بین نموذجین مختلفین فیؤثر علیه نفسیا واجتماعیا وکثیرا ما یرفض العیش داخل الاسرة ویجعله یهرب منها بحثا عن استقراره وهناک فیما یسمى بدور الحضانة ولا یخفى علینا ما لهذا الدور من اهمیة فی مسخ شخصیة المهاجر وتنصیره. والخروج من هذا المأزق یتطلب من الآباء اعادة النظر والتفکیر العمیق والمدروس فی مشاکل اطفالهم وعلیهم تقع مسؤولیة انحراف ابنائهم والتنکیر لدینهم ولعائلتهم ولعاداتهم وعلیهم ایضا تقع مسؤولیة التوفیق بین ما یعیشه الطفل داخل الاسرة وخارجها وذلک لایتأتى الا بالحوار الحر والجاد والمسؤول. اما اللجوء الى سیاسة القهر والفرض والقمع والکبت فهی لاتؤدی الا الى تعمیق الهوة والشقة بین الابناء وآبائهم والضائع هو الطفل ای (مجهود الآباء). ویؤسفنا ان نجد شباباً مسلماً مغترباً جاؤوا اطفالاً ومنهم ومن ولد هناک ببلاد الغربة فمستقبله وحیاته ودینه ضائع تائه بین انواع الفساد والمخدرات. فتلک مسؤولیة الآباء اذا کانت خطأ فانها تعود على الابناء وانحرافهم. فالواجب یحتم على الآباء معاملة ابنائهم منذ الصغر معاملة حسنة ترفع من معنویاتهم وتقوی عزیمتهم وتعزز شخصیتهم الاسلامیة وتزید من تلاحمهم وتمسکهم بوالدیهم حتى لا یهربون من أسرهم. ولانخفی ان سبب تسلط الاباء هو جهلهم وعقلیتهم المریضة والمتخلفة التی ترى جمع المال واکتنازه والمباهاة بالاملاک هی غایة تفوق کل غایة. حنان صادقی | ||
الإحصائيات مشاهدة: 2,202 |
||