العفة والحجاب | ||
العفة والحجاب فخر السادات السید علی
یحرص بعض الباحثین على التّفکیک بین الحجاب والعفاف من خلال الفصل بین القیم وبین أسلوب تجسیدها على الأرض وفی الواقع، لینتهی، عبر ذلک، إلى أنّ الحجاب غیرضروری، وأنّه من الممکن حفظ العفّة من دون حجاب. هذا البحث یدور، أساساً، حول تحلیل هذه الرؤیة وتقویم محتواها. العفاف: المعنیان اللّغوی والاصطلاحی 1- المعنى اللّغوی: العفاف – بفتح العین – من العفّة، وقال الراغب الأصفهانی فی معناها: ((العفّة حصول حالة للنفس تمتنع بها عن غلبة الشهوة)). وقال عنها الطریحی فی ((مجمع البحرین)): ((کفّ عن الشیء، أی امتنع عنه، فهو عفیف)). أمّا ابن منظور فکتب فی ((لسان العرب)): ((العفّة: الکفّ عما لایحلّ ولایجمل)). وذکر صاحب ((أقرب الموارد)): ((عفّ الرجل: کفّ عمّا لایحل ولایجمل قولاً أو فعلاً وامتنع)). فأساس العفاف، إذاً، هو الکفّ والامتناع، من دون أن یتضمّن المعنى اللّغوی اختصاص المعنى بجنس معیّن، کالمرأة مثلاً من دون الرجل. 2- المعنى الاصطلاحی: العفاف، فی منظومة الفکر الإسلامی، مصطلح له حمولة معنویّة خاصة منبثقة عن الآیات والروایات، ومن ثم فهو تعبیر عن حالة تترافق مع نسق خاص فی القول والسّلوک. العفاف فی القرآن توفّر القرآن على استخدام الجذر اللغوی للمصطلح وما یحفّ به من اشتقاقات، فی أربع سور، هی: 1- سورة البقرة، الآیة 273، حیث قوله سبحانه: ((یحسبهم الجاهل أغنیاء من التعفّف)). العفاف فی هذه الآیة ضرب من السلوک ینمّ عن السموّ والرفعة، یومئ إلى کفّ النفس والامتناع عن مدّ ید الحاجة إلى الآخرین عن عزّة نفس. 2- سورة النساء، الآیة السادسة التی تنظّم مقاربة أموال الیتامى، وهی تسجّل فی إحدى هذه الحالات: ((ومن کان غنیّاً فلیستعفف))، فقد أطلق وصف العفاف على الکفّ والامتناع فی هذه الآیة أیضاً. 3- سورة النور، الآیة 33، حیث قوله سبحانه: ((ولیستعفف الذین لایجدون نکاحاً حتى یغنیهم الله من فضله)). فاستخدم ((الاستعفاف)) هنا بمعنى کبح جماح القوّة الجنسیة والسیطرة علیها. 4- سورة النور، الآیة 60، حیث قوله سبحانه: ((والقواعد من النساء اللاّتی لایرجون نکاحاً فلیس علیهن جناح أن یضع ثیابهن غیر متبرّجات بزینة، وأن یستعففن خیر لهن، والله سمیع علیم)). العفاف هو مطلق الکفّ والامتناع کما یتضح من الاستعمال القرآنی فی الآیات المذکورة، إذ تراه یشمل أیضاً التعفف فی المضمار الاقتصادی والمالی. على ضوء ذلک کله، سیکون السؤال: هل العفاف هو حالة باطنیّة نفسیّة محض، ما یعنی أن لاعلاقة له بالصیغة التی تتمظهر فیها هذه الحالة الخارجیاً، ولاصلة تربطه بالشکل الذی تکتسبه اجتماعیاً؟ لایقرّ القرآن الکریم مثل هذه الرؤیة، بل هناک ترکیز على الصیغة الأدائیة والتعبیریة للحالة، تومئ إلى الأهمیة التی یولیها لکیفیة تجلّی العفاف. ففی الآیة الأولى، عنی المشهد القرآنی بإبراز سلوک المسلم الفقیر، وبیان مدى حرصه فی التصرّف على نحو عفّ کریم لایوحی بالعوز والحاجة. أمّا الآیة الثانیة فقد وصفت النزو على أموال الیتامی بعدم العفّة، فی حین عدّت الآیة الثالثة السیطرة على الغریزة الجنسیة وعدم الانزلاق إلى هوّة الشهوات الجنسیة استعفافاً. أما الآیة الرابعة فقد أوصت النساء المسنّات بالعفاف وعدم التبرّج فساوقت العفاف ب ((الحجاب)). فی ضوء ما سبق، یتضح أن للعفاف، من منظور الفکر الإسلامی، تعبیرین: داخلی وخارجی. ففی التعبیر الداخلی یعدّ العفاف حالة نفسیة للسیطرة على الشهوة وضبطها، أما فی التعبیر الخارجی فهو علامات ودلالات تظهر فی السلوک والقول لتشیر إلى الحالة الداخلیة التی ینطوی علیها الإنسان العفیف. هذه الدلالة المزدوجة التی تعطی للعفاف معنى یشمل الکفّ والامتناع، ویبرز على مستوى المظاهر السلوکیة والقولیة، لها ما یؤیدها فی الروایات الإسلامیة. یکتب الشیخ عباس القمّی عن المصطلح فی ((سفینة البحار)): ((ویطلق، فی الأخبار، غالباً، على عفّة الفرج والبطن وکفّهما عن مشتهیاتهما المحرّمة)). وعن الإمام أمیر المؤمنین "علیه السلام" قوله: ((العفاف زهادة)). وکذلک: ((العفّة تضعف الشهوة)). بین العفّة والشهوة یشیر المحتوى القرآنی والروائی إلى أنّ العلاقة التی تنظم العفّة والشهوة هی علاقة تقاطع حادّ، وعلیه تمّ تحذیر المتدینین بأن الشهویّین لیسوا أعفّاء. لکن یبدو أن نظرة بعض المتدیّنین اقتصرت على جزء من النطاق الذی یشمله معنى الشهوة. المعنى اللغوی: یسجّل الراغب الأصفهانی فی ((المفردات)): ((أصل الشهوة نزوع النفس إلى ما تریده، وذلک فی الدنیا ضربان صادقة وکاذبة. فالصادقة ما یختلّ البدن من دونه کشهوة الطعام عند الجوع، والکاذبة مالایختلّ من دونه)). أمّا الطریحی فی ((مجمع البحرین)) فقد قال: ((الشهوات بالتحریک جمع شهوة، وهی اشتیاق النفس إلى شیء آخر)). وجاء فی قاموس ((دهخدا)) الفارسی: إنها المیل والرغبة والاشتیاق، وشوق النّفس وحصول اللّذة والمنفعة وعرّفها محمد فرید وجدی بما یأتی: ((الشهوة حرکة النفس طلباً للملائم))؛ حیث یلحظ على هذا التعریف احتواؤه الجانب العملی أیضاً، ما یکشف عن أن للشهوة معنىً عاماً. عندما نصل إلى القرآن الکریم نراه قد استعمل ((الشهوة)) بالمعنى العام أیضاً، کما فی قوله، سبحانه: ((زیّن للناس حبّ الشهوات من النساء والبنین والقناطیر المقنطرة من الّذهب والفضّة والخیل المسوّمة والأنعام والحرث ذلک متاع الحیاة الدنیا)). المعنى الاصطلاحی: یطلق لفظ الشهوة فی الاستخدام الاصطلاحی على طلب اللذة الجنسیة وحالة الاشتیاق الجنسی عند الإنسان. وبذلک، فإن هذا الاستخدام یحدّ الشهوة فی اتباع شطر ضئیل من المیول النفسیة، على حین یفضی بها التحلیل القرآنی والروائی إلى معنى عام یقابل العفة فی معناها العام أیضاً. الشهوة، فی المعنى العام، هی میل النفس والسعی إلى إشباع ذلک المیل، فی مقابل الامتناع والکفّ عن الاستجابة للمیول النفسانیة. الإنسان الشهوی واضح فی حرکته وطبیعة سلوکه ونمط حدیثه، وکذلک الإنسان العفّ الذی یحظى بالمروءة والأصالة، إذ هو الآخر تبرز آثار عفّته على سلوکه وتطفح على کلامه، ولا غرو فکل إناء بالذی فیه ینضح. یکتب الشهید مرتضى مطهّری، فی کتابه: ((التربیة والتعلیم فی الإسلام)) ما نصّه: ((العفاف هو تلک الحالة النفسانیة، وهو یعنی کبح جماح القوة الشهویّة ووضعها تحت سلطة العقل والإیمان. معنى العفاف أن لایقع المرء ضحیّة الشّره، ولایکون تحت سلطة القوة الشهویّة، ولایکون فی عداد المستسلمین الذین یخضعون بالکامل عند مواجهة شهوة من الشهوات بحیث یسلّمون أزمّة أنفسهم ویصیرون ضحیّة هذه الغریزة. هذا هو معنى العفاف)). خصائص مفهوم العفاف یدخل العفاف، بمعنى الکفّ والامتناع، فی علاقة تضادّ مع حالة المیل الشهوی والنزوع النفسی، وهو ینطوی على الخصائص الآتیة: 1- إنّه تعبیر عن خصلة إنسانیة. 2- إنه تعبیر عن حالة داخلیة باطنیة. 3- إن له مظاهر خارجیة تعبّر عنه. 4- تبرز المظاهر تلک من خلال النسق السلوکی ونمط الحدیث والکلام. 5- لاینسجم العفاف مع حالة السلوک المضطرب، ولایتسق مع الدلالات المتناقضة. 6- ینطلق الالتزام بالعفّة من موقع العزّة والاقتدار، ولیس من موقع الضعف والعجز. یرتبط العفاف، إذاً، بدلائل سلوکیة، ویقترن بنمط خاص من الکلام والحدیث، فلامعنى لوجوده من دون وجود تلک الدلائل والعلامات، ومن ثمّ لاسبیل إلى حفظ العفاف من دون الالتزام بتلک الدلائل والعلامات، ومن ثمّ لاسبیل إلى حفظ العفاف من دون الالتزام بتلک الدلائل ورعایة تلک العلامات. فالعفّة لیست أمراً داخلیاً وباطنیاً صرفاً، بحیث لاتکون لها علامة تدل علیها فی الخارج. عند النّظر إلى المفهوم، من خلال أفق الحیاة الإنسانیة، یلحظ أن جزءاً من الاختلاف، فی دلالات العفّة بین المرأة والرجل، یعود إلى التفاوت الموجود فی الخلقة بین الاثنین، وأن الحجاب هو إحدى علامات العفاف، حیث لایمکن تصوّره من دون الحجاب. إن المرأة أو الرجل، اللذین یظهران عاریین أو نصف عاریین أمام النظّار، لایستحقّان وصف العفّة، ولایمکن نعتهما ب ((العفاف))، وهما على هذه الصفة. هذا على الرغم من أن الاختلاف فی ضروب السلوک الإنسانی والحیوانی لها مناشئ فی اختلاف الفطرة والخلقة من جهة، وفی المیول والأنماط السلوکیة من جهة أخرى. وفی المنظار السلوکی الإسلامی یعدّ الحجاب الإسلامی إحدى الدلالات البارزة للعفاف. یکتب الشهید المطهری، فی کتابه ((قضیة الحجاب)): ((عندما تخرج المرأة من البیت، وهی محجّبة ومتسربلة بالوقار، تکون قد راعت جانب العفاف، فإن الأفراد الفاسدین والمتهتّکین لایجرؤون على التعرّض لها)). عند تفسیر الآیة (61) من سورة ((النور)) یقول الشهید المطهری: ((یمکن استنباط قانون عام من جملة: ((وأن یستعففن خیرٌ لهن)) مفاده: کلما التزمت المرأة برعایة جانب الستر والعفاف أکثر، کان ذلک أرضى من منظور الإسلام الذی منح نظامه التشریعی رخصاً تسهیلیة وإرفاقیة حیال حکم الوجه والکفین وغیره لها حکم الضرورة. هذا أصل أخلاقی عام لاینبغی أن یغیب عن الذاکرة)). فی الحقیقة إن ((الحجاب)) هو دلالة لامحیص عنها على ((العفاف))، وهو علامة العفاف. یکتب الشهید مطهری: ((العفّة والحیاء خصلتان لاینال منهما التأریخ، فقد آمنت بهما الإنسانیة جمعاء منذ البدء حتى الآن، کما حرصت علیهما الأدیان السماویة جمیعاً، ودعت للالتزام بهما. الشخصیات البارزة، على مرّ التأریخ، من جهتها، حثّت الشریعة الإسلامیة على العفة والحیاء ورکّزت علیهما کثیراً، ولاغرو فإن هاتین الخصلتین الإنسانیّتین تؤلّفان بُعداً من أبعاد فلسفة الستر الإنسانی)). أمّا عن الباحث إلى ارتباط الستر بالحجاب، فإن الشهید مطهّری یوضّح ذلک بقوله: ((العفاف والحیاء هما من الخصائص الباطنیة للإنسان، والحجاب یرجح بدوره إلى الشکل الذی یتموضع به الستر ونوعه وطبیعته. وفی هذا السیاق یمکن مقاربة المسألة بالتفاوت الموجود بین الباطل والظاهر، وبین الروح والجسد، أو الجوهر والمظهر. هذان الاثنان هما – فی نظرنا – تعبیر عن حقیقتین تحتاج معرفة طبیعة الارتباط فی ما بینهما إلى الفحص والتأمل)). یذهب الشهید مطهری إلى أن الحجاب والستر هما علامة للعفاف دالّة علیه، کما هو واضح من الأمور الآتیة: 1- عندما یبلغ الآیة (59) من سورة ((الأحزاب)) التی أمر الله فیها النبی "صلى الله علیه وآله وسلم" أن یأمر أزواجه وبناته ونساء المؤمنین أن یلتزمن بالحجاب وأن ((یدنین علیهن من جلابیبهن))، تراه یکتب: ((توفّر هذا المقطع على عرض قاعدة عامة تفید أن على المرأة المسلمة أن تتحرّک بطریقة بحیث تبدو علائم العفة والوقار واضحة على محیّاها)). 2- کما یکتب أیضاً: ((الستر والحجاب هما تکلیف فحسب، وعلامة على خصلة إنسانیة هی العفاف)). 3- کذلک: ((الحجاب والستر هما علامة العفة)). 4- وکتب أیضاً: ((یتحدّث القرآن عن عفّة بنات شعیب، وهن فی حال رعی الأغنام وسقیها بین الرجال، کما یثنی على عفّة مریم فی معبد یقصده النساء والرجال للعبادة))، ألیست عفّة بنات شعیب والسیّدة مریم "علیها سلام" هی الاحتراز عمّا ینافی العفاف، والتوفّر على الالتزامات الدالّة علیه فی السلوک وفی نمط القول والحدیث؟ 5- أخیراً قوله: ((إنّ تمثّل الوقار فی السلوک الظاهری، وفی انتخاب الحجاب، ینبئ عن العفاف الباطنی)). فی الحقیقة، ما لم یتمّ الجزم قطعیاً بالعلاقة ما بین الحجاب والعفاف لایمکن الحدیث عن الارتباط بین ((الدّالة)) و((الواقع)) فی الاستدلال على الحجاب. فصل العفاف عن الحجاب ذکرنا أن للستر علاقة أساسیة وثیقة بالعفاف، ومن ثم لایجوز لإنسان أن یکون منحازاً للعفاف والحیاء، ویکون مخالفاً للحجاب فی الوقت نفسه. فالحجاب الإسلامی هو الصیغة الأکمل فی التعبیر عن الالتزام بالعفاف. أما إذا أردنا أن نفصل ما بین الحجاب والعفاف فسیفضی ذلک إلى بروز مشکلتین أساسیتین، هما: الأولى: إلى أی مدى یمکن الإذعان إلى حالة الفصل ما بین العفاف والحجاب؟ ثم ما هو ملاک هذه القطیعة؟ وما هو المعیار الذی تقوم علیه؟ وفی حال تجرید العفاف عن الحجاب فما هی طبیعة الستر الذی ینبغی الالتزام به حفظاً لحالة العفاف؟ أجل، یمکن أن نقرّ بوجود أفراد أعفّاء وملتزمین لکنهم لایراعون الحجاب بالصیغة التی أمر بها الشارع، بید أن الأمر المهم الذی ینبغی الالتفات إلیه: ما هو المدى الذی یمکن أن تبلغه حالة الانفصال هذه والتفکیک ما بین الاثنین؟ الثانیة: إذا ما تمّ القبول بحالة القطعیة بین الاثنین والقول بانفصال العفاف عن الحجاب، بحیث لایکون الحجاب شرطاً فی العفاف، فعندئذ لایبقى دلیل لوجوب الحجاب على النساء غیر تهتّک الرجال وأهوائهم ونزوعاتهم: ((إذا ما کانت النساء عفیفات من دون حجاب، فهل الرجال کذلک؟ وهل سیمتنعون عن التهتّک ویکفّون عن الابتذال؟)). لقد نهض الشارع بعملیة التشریع لضوابط ستر جسم المرأة من خلال مراعاة طبیعة الرجال وتکوینهم النفسی، کما حثّ الاثنین على التزام جانب العفاف انطلاقاً من رؤیته الشاملة إلى کینونة المرأة والرجل ونظرته السامیة إلیهما، لیتحوّل الحجاب إلى أحد ثوابت أحکام الإسلام، بحیث لایمکن تصوّر انفصال الحجاب عن العفاف بلحاظ النظرة إلى الآیات والرّوایات. التبرج وإثارة الرجال فی أجواء مفعمة بالانحیاز الجنسی والترکیز على الفوارق الجسمیة بین النساء والرجال، هل یعدّ الحضور الأنثوی للمرأة فی مجتمع الرجال عن طریق التبّرج وإظهار المفاتن الجسدیة، باعثاً لشیوع نظرة إنسانیة حیال المرأة؟ ثم هل یمکن أن یتحوّل لهاث المرأة وراء إظهار مفاتنها والتظاهر بجمالها فی مجتمع الرجال وانکفاؤها على نفسها وعزوفها عن ذلک فی البیت، إلى دالّ یومئ إلى العفاف؟ لاریب فی أن الرؤیة التی تقول بإمکان تحقیق المرأة لحضورها الإنسانی (ولیس الجنسی) فی المجتمع من دون الحجاب وبالارتکان إلى التبرج، وأنها تبقى مع ذلک فی إطار العفّة وضابطتها، لهی أقرب للسخریة منها إلى الکلام الجادّ الذی یمکن الدفاع عنه! لایمکن للمرأة أن تبذل قصارى جهدها فی إبراز مفاتن أنوثتها للآخرین وتدعوهم إلى صفاتها الجنسیة بأقصى ما تستطیع، ثم هی مع ذلک تطلب من الآخرین ألّا یلتفتوا إلى ظاهرها، بل یرکّزوا على باطنها فحسب، ویروا أنها امرأة عفیفة! إن مثل هذه المرأة لو عادت إلى نفسها وفکّرت بالأمر قلیلاً لحکمت بعدم عفّتها، لأن الظاهر هو علامة الباطن، وللحق والباطل دلالات متفاوتة. أو یمکن وشم جبهة الحق الوضّاءة بعلامة الباطل؟ أو هل یمکن أن نبحث عن الحق بالباطل!؟ | ||
الإحصائيات مشاهدة: 3,135 |
||