الاسبانیة المسلمة نجوى ملهى: الحجاب جزء من شخصیة المرأة | ||
الاسبانیة المسلمة نجوى ملهى: الحجاب جزء من شخصیة المرأة نجوى ملهى فتاة واعیة تعاطف مع قضیتها المجتمع الاسبانی، مسلمین وغیر مسلمین، وتصدرت قضیتها ومعاناتها الصحف والمجلات ووسائل الإعلام الإسبانیة.. هی اسبانیة من أصل مغربی، تبلغ من العمر سبعة عشر عاماً، وطالبة بإحدى معاهد "بوثویلو دی ألارکون" الثانویة فی العاصمة "مدرید"، وتحظى باحترام زمیلاتها ومدرسیها؛ لدماثة أخلاقها، وتفوقها فی دراستها، وتعاطیها الإیجابی فی المعهد. کانت "نجوى" سعیدة بأوضاعها، إلى أن قررت التحجب فی شباط الماضی وکان هذا القرار مفاجئاً لوالدیها اللذین أرعبهما ردة الفعل المتوقعة من قِبل زمیلاتها بالمعهد ومدرسیها وإدارة المدرسة، لذا قابلت الإدارة قرار نجوى فی بادئ الأمر بنوع من التجاهل، وکأنهم لم یأخذوا الأمر بجدیة أکیدة. لکن مع إصرار نجوى الحاسم وعدم إذعانها لخلع الحجاب، بدأت الإدارة فی الإجراءات القانونیة، معتبرة خطوتها تلک، تجاوزاً للقانون الداخلی للمعهد، والذی یمنع تغطیة الرأس. لکن الفتاة لم تأبه لما قالته الإدارة، معتبرةً أن خطوتها فی إرتداء الحجاب تدخل ضمن حریة المعتقد الذی یضمنه القانون الإسبانی. وأمام إصرار الفتاة "نجوى" على موقفها، وجّهت لها الإدارة إنذاراً شدیداً، واتصل أعضاء بوالدها السید محمد ملهى رئیس المرکز الثقافی الإسلامی بـ بوثویلو، لیخبروه أن ابنته قد تجاوزت القانون الداخلی، وعلیه فإنهم لن یقبلوها فی المعهد ما لم تتخلَّ عن حجابها. وبالفعل مُنِعت نجوى من الدخول للمعهد ، کما تم استتدعاء والدها للتوقیع على وثیقة تحتوی توجیه تُهمتَیْن للفتاة، أولاهما عدم احترام أوامر الأستاذ، وثانیهما مخالفة القانون الداخلی للمعهد بتغطیة رأسها. ولم تعترف الفتاة بکل ما وجِّه إلیها، وهذا ما دفع والدها إلى تقدیم اعتراض على هذا القرار، مشفوعاً بوثائق من وزارة العدل تؤکد حریة المعتقد، ما أجبر إدارة المعهد على السماح لها بالدخول، لکن تم عزْلها عن بقیة زمیلاتها. وفی الوقت الذی کان فیه بقیة الطلبة یزاولون دروسهم، کانت نجوى تقبع منفردةً فی قاعة الاستقبال، تعدُّ الساعات الست وکأنها أعوام، واستمر الحال على ذلک ما یقارب عشرین یوماً وقد أخذت الفتاة عهداً مع خالقها تعالى على ألاّ تتنازل عن حجابها مهما کان رد فعل المدرسة أو المجتمع، وقد کان ذلک کفیلاً أن ینسیها مرارة تلک العقوبة المهینة، إلا أن الذی لم تصبرْ علیه الفتاة، إجبارها على الخروج من قاعة الاستقبال فی حالة وجود زوّار للمعهد، وهکذا تضطرُّ الفتاةُ للبقاء فی الساحة أمام أنظار الجمیع حتى یغادر الزوار القاعة. تقول نجوى :کانت الأسرة والصدیقات قد دفعننی لارتداء الحجاب، فأنا من عائلة محافظة ووالدی رئیس المرکز الإسلامی ببوثویلو. وإمتنعت عن خلع الحجاب طبعاً، لأن الحجاب لا یمکن أن نساویه بالأشیاء الأخرى التی یستعملها الإنسان لحاجة وقتیة کالمظلة التی تقیه الشمس مثلا، بل هو جزء من شخصیة المرأة المسلمة. وأکاد أجزم أن هذه الحادثة وحَّدت المسلمین فی إسبانیا، حیث وقفت صفّاً واحداً للدفاع عن الحجاب، خاصة وأن القانون الإسبانی إلى جانبنا حیث یؤکد على الحریة الدینیة. وبینما خاضت الجمعیات الإسلامیة المسار القضائی والإعلامی، فقد قامت الأخوات المسلمات فی هذا البلد بزیارتی فی البیت ورفعوا من معنویاتی. أما والدی فقد حرص من البدایة أن یکون القرار قراری وهو یساندنی فی أی خیار اخترته. - ما العقبات التی تقف أمام المحجبات فی إسبانیا؟ والحقیقة من الخطأ أن ندعی أن المجتمع الإسبانی ینظر بعنصریة تجاه المحجبات، فلا ینبغی ان نضع الجمیع فی سلة واحدة، بل من الموضوعیة أن نقول توجد بعض الاتجاهات، وإن کان إتجاه العنصریة فی تصاعد بسبب الأزمة الاقتصادیة. أما العقباتُ فبالأساس توجد فی مجال العمل. ومنذ فترة تم طرد محامیة من قاعة المحکمة بسبب ارتدائها للحجاب. وحرمانی من دخول المعهد لم یدفعنی إلى التفکیر فی نزع الحجاب، ولو کان شیء من ذلک ما تحمّلت العزل فی قاعة الاستقبال داخل المعهد لمدة عشرین یوماً. ولاشک أن الحجاب لا یقف عائقًا أمام البنت المسلمة کی تمارس حیاتها ونشاطاتها بشکل طبیعی، فأنا أمارس الریاضة مع قسمی وقد حصلت معهم على الکأس فی لعبة الهوکی. وعن تفاعل المجتمع والإعلام الإسبانی مع قضیتها، تقول نجوى: ینقسم المجتمع الإسبانی إلى ثلاثة أقسام: 1. لا مبالٍ. 2. مُعادٍ؛ بدعوى الدفاع عن المرأة، وهم الأکثریة للأسف. 3.مساند بدافع الحریة الدینیة والشخصیة. أما الأمثلة على المُسَاندة، فالکنیسة عموماً وقفت إلى جانب الحجاب، ووزیر التربیة نفسه رفض مناقشة الحجاب داخل المعاهد، مؤکداً أن الأولویة بالنسبة إلیه هو الدراسة، أی أن لا نحرم إنساناً من الدراسة بأی سبب من الأسباب.
| ||
الإحصائيات مشاهدة: 2,288 |
||