المغربية الناشطة إکرام بناني: المرأة المغربية لا تزال تتعرض للتهميش | |||||||||
تعتبرالمغربية الناشطة إکرام بناني، إمرأة ناجحة على الصعد الدينية والاجتماعية والاعلامية، حيث تمارس نشاطها الثقافي منذ ما يقارب العشرين عاماً،وتعتز بناني بمتتبعي برامجها، إذ تعتبرهم أعضاء من أسرتها الکبيرة داخل المغرب وخارجه، فکلما کثر أفراد الأسرة کثر العطاء، وتشعر أن عطائها يتقدم مع توالي السنين،وکلما زادت الأعوام تترقى في العطاء وفي المعين الروحي الذي يلهمها حيوية وشبابا. وعدت إکرام بناني "مقدمة برنامج ""الأسرة المسلمة"" بإذاعة القرآن الکريم"،ومستمعيها بالتطرق إلى مواضيع جديدة ومتنوعة تخص الأسرة. وقالت إن تکليفها بإعداد البرنامج کان استجابة لدعاء دعته. وتحدثت إکرام عن نشأتها ودخولها غمار مهنة المتاعب.
من تکون معدة ومقدمة برنامج ""الأسرة المسلمة"" في إذاعة القرآن الکريم ؟ * انا أستاذة العلوم الطبيعية وخريجة المدرسة العليا للأساتذة بفاس، والمجال الإعلامي بالنسبة لي هو مجال الإبداع وإبراز الطاقات الخامدة التي تکونت نتيجة حاجة نفسية ومجتمعية. فبعد أن اشتغلت لمدة ثماني سنوات في التعليم الثانوي، خضت أول تجربة إعلامية بالمساهمة في إعداد برنامج ""ذکر ودعاء"" خلال شهر رمضان الکريم في سنة 1993 وحظي بقبول عدد کبير من المشاهدين، ولا أجانب الحقيقة إن قلت أنني کنت أول سيدة شابة (معدة برنامج تلفزي) تظهر على الشاشة المغربية بالجلباب المغربي وغطاء للرأس وهو ما شکّل تحديا حقيقيا. وفي مرحلة متقدمة تحوّل عندي العمل الإعلامي من طابع الهواية إلى طابع المهنية والاحترافية، إذ أعددت عدة برامج تلفزيونية أسبوعية منها برنامج ""مرايا"" النسائي والاجتماعي وبرنامج ""إيکولوجيا"" العلمي والبرنامج الديني ""في ظلال الإسلام""، بالإضافة إلى عدة محطات أعددت فيها برامج وثائقية مختلفة. وکل البرامج التي أعددتها وقدمتها للتلفزة المغربية کانت تعتمد على أرضية إسلامية.
کيف کانت نشأة إکرام بناني؟ *أتشرف بکون والدي خريج جامع القرويين بفاس، حافظ لکتاب الله منذ سن عشر سنوات، وقد ساعدني على حفظ الأربعين حديثا وبعض الأحزاب من القرآن الکريم في سن مبکرة، وکانت له شخصية مشرقة تستقطب المحيطين به، کما کان حريصا على إفادة کل من يحيط به من أبنائه وأقربائه ومعارفه، بالإضافة إلى کونه رجل قانون تدرج في سلک القضاء کرئيس محکمة ووکيل عام بالمجلس الأعلى للقضاء. أما والدتي فقد تخلت عن مهنتها في التعليم لتتفرغ إلى تربية أبنائها ، تعلمت على يديها مخارج الحروف والطريقة السليمة لنطق اللغة العربية الفصحى ولم أتأثر بأصولي الفاسية المتميزة ببعض اللکنات الخاصة کنطق الهمزة عوض القاف والغين عوض الراء، وهو ما ساعدني في المجال التعليمي والإعلامي. وانطلاقا مما سبق أعتبر أسرتي مدرجا ًمن مدرجات الکلية أساتذتي فيها: والدي وأمي.
نود أن تحدثي القراء والقارئات عن فکرة برنامج ""الأسرة المسلمة"" في إذاعة القرآن الکريم، کيف بدأت وکيف تم تجسيدها وتطويرها إلى الآن؟ *کانت فرحتي کبيرة بتدشين اذاعة القرآن الکريم، وکان أول دعاء دعوته أن يکتب الله لي المساهمة في هذه الإذاعة، فاستجاب الله لي، إذ منذ عدة أشهر من الآن تلقيت مکالمة هاتفية من المسؤول عن الإذاعة المذکورة ليخبرني أنه تم اختياري بالإجماع من قبل القائمين على هذه الإذاعة لإعداد برنامج ""الأسرة المسلمة"" وکان جوابي أن هذا أمر وليس طلبا وأني فخورة بهذا التکليف. والحمد الله لحد الآن قدمت ما يقارب 20 حلقة نوقشت فيها مواضيع مختلفة تمس جوهر مشاکل الأسرة المغربية، منها موضوع التسول، والأطفال الجانحين، والتشرد، والسعادة الزوجية والتنمية البشرية في شتى مجالاتها الهادفة إلى استثمار الطاقات البشرية عن طريق التصالح مع الذات ونفض الغبار لطرح کل ما هو سلبي، وهذا الأمر يتأتى عن طريق التطبيق السليم للإسلام الذي يعتبر أرضية لحياة سعيدة في کل توجهاتها وميادينها.
من خلال إعدادک لبرنامج ""الأسرة المسلمة"" کيف تقيّمين تطور المرأة المغربية؟ *إذا کان الإسلام کرم المرأة تکريمين، أولا بصفتها إنسانا، وثانيا بصفتها امرأة فإنه بذلک يکون قد أنصفها بحق. ومن خلال احتکاکي بالمرأة سواء في برامجي السابقة أو في علاقاتي الشخصية أو حتى في برنامج ""الأسرة المسلمة""، تبين لي أن المرأة المغربية باستطاعتها أن تقوم بأربعة أو خمسة أدوار في الوقت نفسه وتکون أهلا لتلک المسؤوليات، في حين أن الرجل لا يمکن أن يبدأ في شيء إلا بعد إتمام ما قبله، بل لابد من مساعدة المرأة له، فإذا کان مسؤولا في إدارة ما فإن المرأة هي التي ترتب له أوراق عمله، وفي البيت تکون زوجته يده اليمنى أو بنته أو أخته، وبهذا فالمرأة في نظري ليست فقط نصف المجتمع کما يقال بل هي ثلاثة أرباع المجتمع إن لم نقل المجتمع کله. ولا أقصد التنقيص من قيمة الرجل، بل أؤکد على وجوب التکامل بينه وبين المرأة. وللأسف رغم الدور المهم للمرأة المغربية لا تزال تتعرض للتهميش رغم ما تم تحقيقه لمصلحتها في الجوانب القانونية أو الحقوقية. ينبغي أن ننظر إلى المرأة بالنظرة التي نظر إليها الإسلام فکرمها، ولا نغالط أنفسنا في الاعتقاد بکون هيأة الأمم المتحدة هي التي أنصفت المرأة، بل مع بزوغ فجر الإسلام حققت المرأة قفزة نوعية من حيث التکريم والإجلال. وينسى مثلا من يرى بأن تعدد الزوجات ظلم للمرأة ، أن الإسلام حد التعدد في أربع زوجات بعدما کان التعدد بأکثر من ذلک.
ما هي الأهداف البعيدة والإجرائية لبرنامج ""الأسرة المسلمة""؟ *الهدف العام واضح من طبيعة الحال ،والمتمثل في ملامسة قضايا الأسرة ،وإسماع صوت المهتمين بهذا المجال، أما بخصوص المواد فلا أخفيک أنه کما استجاب الله دعائي بالمساهمة في إنجاح إذاعة القرآن الکريم، فإن المواضيع تأتيني بتلقائية ويسر وهذه نعمة من الله، فقبل أن أفکر في موضوع معين أجد موضوعا آخر يطرق باب تفکيري، والأجمل فيه أن يکون مناسبا وموضوع الساعة. ومن جهة أخرى فإنني أتابع أخبار الضيوف الوافدين على المغرب ،ممن يمکنهم إفادة الأسرة فأحقق لبرنامج ""الأسرة المسلمة"" السبق.
هناک بعض النساء اللواتي يلاحظ أن واقعهن بعيد کل البعد عن تعاليم الإسلام، وعند الحديث إليهن يجد الفرد أن ظروفا خاصة حالت دون تمسکهن بدينهن. هل حاول برنامج ""الاسرة المسلمة"" التقرب من هذه الشريحة؟ *صراحة البرنامج لايزال في بدايته وعندما يتحقق له الرسوخ، لابد إن شاء الله من الاقتراب من هذه الفئة التي تعاني من أمور مستحدثة ،والشعب المغربي الأصيل بريء منها. وينبغي الإشارة إلى أن کل الشعوب تتعرض لمثل هذه المشاکل المتعلقة بصعوبة التوفيق بين الوافد والأصيل، والأمر لا يتعلق دائما بالفقر، فقد نجد امرأة فقيرة ولکنها تختار طريق العفاف والتعفف، فنجد أما لليتامى أو غيرها خادمة في المنازل وتکسب قوتها بطريقة شرعية. وبالمناسبة يجب أن تعرف کل امرأة أن الانحراف ليس بابا للرزق بل أبواب الرزق بيد الله ويکفي أن نعبده حق العبادة ونتقرب منه إذ أنه ""من يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب". فإذا قلنا بأن على المرأة أن تکون صالحة يجب بالمقابل أن نوفر لها مجالا للصلاح، کأن لا نحرمها من الزواج أو من حقها الطبيعي في الحياة.
ما هي کلمتک للمرأة المسلمة في المغرب وفي غيره من بلاد العالم؟ *أقف وقفة إجلال للمرأة المسلمة التي تلبس لباس الإسلام وتتحدى کل ما يمکن أن يقال عن ذلک. المرأة التي تفتخر بکونها مسلمة وتؤدي صلاتها في وقتها. والمرأة التي تصبر على المحن والفتن مهما کان مصدرها لا لشيء إلا لأنها تنظر إلى کل محنة على أنها ابتلاء، وهي على يقين أن الفرج سيتحقق بصبرها. کذلک وقفة إجلال للمرأة الفلسطينية التي وهبت فلذات کبدها للاستشهاد. هذه الفلذات التي قدمت أرواحها فداء للدفاع على بيت المقدس الذي نسأل الله أن نصلي فيه ويحقق مبتغانا في جمع کلمتنا وتوحيد صفوفنا من أجل کلمة لا إله إلا الله على أساس من العدل والاعتدال والمساواة، ونبذ الطائفية والنزعة القبلية، فالإسلام جاء ليوحد لا ليفرق. کذلک وقفة إجلال لکل من يعمل من أجل الدعوة إلى الله من قريب أو من بعيد.
وماذا عن الحلقة الجديدة من برنامج ""الأسرة المسلمة""؟ *الحلقة تتمحور حول ""التربية داخل الأسرة وکيفية التعامل مع الأبناء وخصوصا مع المراهق"" وعبارة ""المراهق"" عند الناس للأسف عبارة مبتذلة، ينظر إليها أحيانا بدونية وبشکل مشين ، في حين أنه في هذه الفترة تبدأ ملامح الشخصية في الاکتمال .والبرنامج يسلط الضوء على کيفية التعامل مع الأطفال في مرحلة المراهقة من خلال الاستجواب الذي يعتبر من الأطر الدولية وبخاصة في العالم الإسلامي في التدريب على التنمية البشرية، ويعمل أيضا مستشارا في التربية الأسرية. شذي کمال عباس | |||||||||
الإحصائيات مشاهدة: 2,341 |
|||||||||