هل یؤثر الحجاب على النشاطات الاجتماعیة والثقافیة؟ | ||
ما هوالحجاب وما یرمز إلیه؟ وما هو أثر الحجاب فی ممارسة العمل، وکیف یتعامل المحیط الاجتماعی مع الفتاة المحجّبة؟ وما هو تأثیر الحجاب فی العلاقات والروابط الاجتماعیّة؟ وهل الحجاب فرض مقدس أم اختیار؟ وهل هو عائق لحرکة الفتاة ونشاطها؟ ؟ وکیف یمکن المحافظة على الحجاب وصونه امام الاغراءات والتحدیات؟ لا شک إنّ الحجاب لا یؤثّر على طبیعة عمل المرأة لأنّ الله تعالى أعطى للمرأة المسلمة الحقّ فی ممارسة أی عمل ضمن الضوابط الشرعیّة، وبالنسبة لوضعیّة عمل المرأة الذی یحتّم علَیها التعامل مع جمیع الناس ومن مختلف الطبقات بدون استثناء، نجد أنّ معظمهم یکنّون للمحجّبة الاحترام والتقدیر، فالحجاب لا یقف عائقاً أمام علاقات الفتاة الاجتماعیّة، بل على العکس من ذلک، فالجمیع یتعامل معها باحترام، وخصوصاً للحجاب الذی ترتدیه وتعتزّ وتفتخر به. أمّا بالنسبة لتعامل الشاب مع الفتاة المحجّبة، فهو تعامل من نوع خاصّ، مع الأخذ بنظر الاعتبار أنّ المحجّبة عادة هی محطّ أنظار الجمیع، لأنّها محصّنة بحجابها وملتزمة بالضوابط الشرعیّة التی تلزمها الحدود التی یرضى بها الله عنها، أمّا إذا کانت الفتاة غیر محجّبة، فسینظر الشاب إلیها بعین الریبة والتحفّظ والاحتیاط. کما ان الحجاب لم یکن یوماً عائقاً أمام الفتاة أو یسبّب لها أی مشکلة تعیق مصیرها من ناحیة الزواج. فهی إن لم نبالغ مطلوبة للزواج أکثر من غیرها، وذلک یعود لحجابها الذی یضفی علیها نوعاً من الوقار والحشمة، ناهیکم عن الأخلاق التی تقف دائماً وراء کلّ حجاب، لأنّ الحجاب هو حجاب النفس وشهواتها قبل حجاب الشکل. وهو قبل کلّ شیء رمز لقوّة شخصیّتها من النواحی العقائدیّة والروحیّة والأخلاقیّة حیث یلائم ما بین الباطن والظاهر، ویساوی بین ما یراه الآخرون بالعین المجرّدة وما یُرى بعین القلب. والمهم ان رعایة وصون الحجاب یتطلّب تهذیباً مکثّفاً للنفس، وریاضة روحیّة، عدا عن تذکیرنا بأنّه لباس الزهراء (علیها السلام)، وأنّ المحافظة علیه هو بالحفاظ على الأخلاق والمُثل التی تعلّمناها من سیّدة نساء العالمین. ومن المسلّم به إنّ الحجاب لا یعیق متابعت الدراسة الجامعیّة، بل على العکس من ذلک، فهو یعطی الفتاة زخماً وشجاعة فی إبداء الرأی والتصرّف والدراسة. ولعلّ نظرات الناس للمحجبات تعبّر عن احترام وتقدیر، فلابد أن یطال الحجاب قناعات الاُخریات، و بطبیعة الحال لا تعیش الفتاة المحجبة الانزواء أو الغربة عن المحیط، بل تجالس جمیع الفتیات دون تعیین. أمّا نظرة الشاب للمحجبات فهی نظرة احترام، کون الحجاب یفرض نوعاً من الوقار والهیبة معاً یجعل الآخر یتعامل مع المرأة المحجبة کإنسانة متمیّزة ومحترمة. ونحن نجزم بأنّ أی شاب یتمنّى لو تکون شریکة حیاته محتفظة بکامل اتّزانها وحجابها، والحفاظ على الحجاب یکون بالتلازم بین حجاب النفس والروح وحجاب الشکل، عندها فقط یمکن للحجاب أن یأخذ طابعه الحقیقی. إنّ ما یشجّع المرأة فی عملها هو حجابها الذی تعتزّ به، فهو یسترها ویضفی علَیها هالة من الاحترام والوقار، ویجعلها تعیش السعادة فی کونها مطیعة لله تعالى، فهی تعیش ضمن محیطها فی المجتمع ولا تمیّز فی تعاملها مع الاُخریات حتّى تعرّف الجمیع بأنّ المحجّبة إنسانة تتعامل بإنسانیّتها مع الآخرین. والمحجبة تمارس علاقاتها الاجتماعیّة دون أی حرج، وحتّى یمکننا القول بأنّ الشباب یعاملونها بتمیّز ویکنّون کلّ الاحترام لشخصیّتها.وعلیه لم یکن الحجاب یوماً عائقاً فی وجه تطلّعات المرأة المستقبلیّة، وهو لم یُفرض علَیها بالأساس بل ترتدیه وهی على قناعة بأنّه سبیل سعادتها. ونشیر هنا إلى أنّ بعض الفتیات فی أیّامنا هذه یرتدین الحجاب لمصلحة ما أو بفعل التقلید لا غیر. ومن هنا نؤکّد بأنّ على الفتاة المحجّبة أن تعی معنى حجابها، وأن تتحمّل مسؤولیّة الحجاب الذی یعتبر وسیلة للوصول إلى رضى الله، ونحن نعتبر أنّ الحفاظ على الحجاب یحمی الرسالة الإسلامیّة من قِبل المتربّصین الذین ینتظرون فرصة لدسّ السمّ فی العسل. ولکی تجعل المرأة الحجاب متلازماً مع سلوکها ولا تحاول أبداً أن تناقض معناه الحقیقی الذی هو قبل کلّ شیء حجاب للنفس وکبح لجماح غرائز الشیطان الذی یقعد لها فی کلّ دروب الحیاة، الحجاب حجاب الید واللسان والجوارح قبل أن یکون حجاب الشکل والمظهر، وعندما یصبح کذلک فنحن نعتقد بأنّه سیصبح الوسیلة الوحیدة للتواصل مع المجتمع بحیث لا یؤثّر على العلاقات الاجتماعیّة، ولا یؤطّر الناس الذین یتعاملون مع بعضهم على أساس القیم والأخلاق. أمّا بالنسبة إلى الحفاظ على الحجاب فنحن نعتبر أنّ الحفاظ علیه وصیانته یکون من خلال التعامل مع الجنس الآخر بحدود الشرع، وعدم التمادی أو التساهل فی أیّة مفردة من مفردات الالتزام الحقیقی، ومن خلال التعامل مع الجمیع من ذکور وإناث بالزام ووقار وتهذیب، کذلک نعتبر أنّ الغیبة والنمیمة والغشّ والخداع کلّها مفردات تنافی مضمون الحجاب الذی یعتبر ترفّعاً وتنزّهاً عن الرذائل والقبائح، ومن هنا فإنّ الحفاظ علیه یتطلّب جهداً فی تحصیل الالتزام الحقیقی والتصرّف اللائق لیکون عبرة وطریقاً سهلاً للاُخریات حتّى یقتنعن بالحجاب الأصیل لا التقلیدی. الحجاب یمدّ المرأة المحجبة بالقوّة والشجاعة والتفانی فی سبیل إثبات قدرة الملتزمة على العطاء کإنسانة ولیس کاُنثى، لأنّ الحجاب هو مفتاح علاقات المرأة بالآخرین، ولا تستطیع أن تتعامل بخلاف ما یفرضه علَیها هذا الحجاب. وأخیراً إنّ رسالة التعلیم ورسالة الحجاب تتلاءمان مع بعضهما البعض، وتکمّلان بعضهما بعضاً. والحجاب لا یقف أساساً کعائق أمام المرأة المحجّبة، بل هو وسیلتها الوحیدة للفوز والنجاة، والحجاب فوق ذلک هو کمال الفتاة وجمالها الداخلی والحقیقی الذی یستر مظهرها ویظهر نقاءها وبراءتها، وأنّ حفظ هذا الحجاب یکون بتعرّف الفتاة على حدودها بالتصرّف والتزامها بالمعاییر الشرعیّة کی تکون قدوة لغیرها. منی کمال | ||
الإحصائيات مشاهدة: 2,474 |
||