المؤتمر الدولی الاول للصحوة الاسلامیة فی طهران: المؤتمرون یحذرون الشعوب العربیة من الثورات المضادة التی یقودها الاستعمار الجدید والرجعیة العربیة | ||
فی خطوة جدیرة اخرى لتعزیز وحدة الامة الاسلامیة وتعزیز تضامنها ودراسة قضایاها المصیریة، بادرت الجمهوریة الاسلامیة بإقامة اول مؤتمر دولی للصحوة الاسلامیة. وقد حظی المؤتمر باقبال کبیر من قبل علماء الامة الاسلامیة ونخبها فی مختلف ارجاء العالم حیث شارک فیه اکثر من 600 شخصیة من اکثر من 80 بلداً من مختلف قارات العالم، اضافة الى عدد کبیر من العلماء والشخصیات فی الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة. وقد إفتتح هذا المؤتمر الذی استمر یومین( 17 – 18 ایلول 2011 ) قائد الثورة الاسلامیة المعظم سماحة آیة الله السید علی الخامنئی، حیث القى کلمة مهمة، تطرق فیها الى التطورات التی یشهدها العالم الاسلامی حالیاً حیث وصف فیهاالثورات الاسلامیة فی المنطقة بانها ثورات عظیمة وزلزال هدم قلاع الاستکبار وهزم حراسها من الحکام المؤتمرین باوامر اعداء الامة . ودحض آیة الله الخامنئی ادعاءات الغرب ،بان هذه الثورات هی موجة عابرة وحرکات سطحیة ، فی محاولة لاطفاء الامل لدى شعوب المنطقة التی تنتظرالتخلص من هیمنة القوى الکبرى، قائلاً: إن ما جمعنا هنا هو الصحوة الإسلامیة، أعنی حالة النهوض والوعی فی الأمة الإسلامیة، التی أدت إلى تحوّل کبیر بین شعوب المنطقة، وإلى انتفاضات وثورات لم تکن تستوعبها أبداً محاسبات الشیاطین الإقلیمیین والعالمیین. ثورات عظیمة هدمت قلاع الاستبداد والاستکبار و ألحقت الهزیمة بحرّاسها. وإستطرد القائد: إن مما لاشک فیه أن التطورات الاجتماعیة الکبرى تستند دائماً إلى خلفیة تأریخیة وحضاریة، وهی حصیلة تراکم معرفی وتجارب طویلة. فی الأعوام المائة والخمسین الماضیة کان حضور الشخصیات الفکریة والجهادیة الکبیرة والفاعلة الإسلامیة فی مصر والعراق وإیران والهند والبلدان الأخرى الآسیویة والإفریقیة مقدمة تمهیدیة لهذا الوضع الحالی فی دنیا الإسلام. وبهذه المناسبة یمکن بوضوح تشخیص أن أصول الثورات الحالیة فی مصر وبقیة البلدان تتجلّی بالدرجة الأولى فیما یلی: - إحیاء وتجدید العزة والکرامة الوطنیة التی انتـُهکت على ید الهیمنة الدکتاتوریة للحکام الفاسدین والسلطة السیاسیة لأمریکا والغرب. - رفع رایة الإسلام الذی یمثل العمق العقائدی والعاطفی للشعب وتوفیر الأمن النفسی والعدالة والتقدم والتفتح مما لایتحقق إلاّ فی ظلّ الشریعة الإسلامیة. - الصمود أمام النفوذ والسیطرة الأمریکیة والأُوربیة التی أنزلت خلال أعوام أکبر الضربات والخسائر والإهانات بشعوب هذه البلدان. مما لاشک فیه أن تبنّی ثورات المنطقة لهذه الأصول وسعیها لتحقیقها لاینسجم مع رغبات أمریکا والغرب والصهیونیة، وهولاء یبذلون مابوسعهم من جهد لینکروا ذلک، لکن الواقع لایتغیّر بإنکاره. ومما قاله القائد الخامنئی: إن شعبیة هذه الثورات هی أهم عنصر فی تشکیل هویتها. فقد بذلت القوى الطامعة کل جهدها ومارست کل أسالیبها الملتویة لحفظ الحکام المستبدّین والفاسدین والتابعین فی هذه البلدان، ولم تکفّ عن دعمهم إلاّ حینما انقطع أملها على أثر ثورة الجماهیر وعزمها، موضحاً: إن الشعور بالخشیة من الهیمنة الظاهریة للمستکبرین والإحساس بالخوف من أمریکا وسائر القوى الطامعة، خطر آخر من هذا القبیل، ولا بّد من توقّیه. النخب الشجاعة والشباب یجب أن یطردوا من قلوبهم هذا الخوف. وقدم آیة الله الخامنئی ملاحظتین مهمتین فی هذا المجال وهی : الأولى: أن أحد أهم مطالب الشعوب الثائرة والمتحررة أن یکون لها الحضور وأن یکون لأصواتها الدور الحاسم فی إدارة البلاد. ولما کانت هذه الشعوب مؤمنة بالإسلام فإن مطلوبها هو «نظام السیادة الشعبیة الإسلامی» أی إن الحکام یُنتخبون وفق تصویت الناس، وأن تکون القیم والأصول الحاکمة على المجتمع وفق أصول قائمة على المعرفة والشریعة الإسلامیة. الملاحظة الثانیة أن التوجه الإسلامی یجب أن لا یختلط بالتحجّر والقشریة والتعصب الجاهل والمتطرف. وأکد آیة الله الخامنئی :ان الصحوة الاسلامیة التی تدل على حالة النهوض والوعی بین شعوب المنطقة هی التی جمعتنا هنا الیوم وان هذا الوعی وحالة النهوض فی الامة الاسلامیة الحقت الهزیمة بالاستکبار ، وأن المؤامرات التی حاکها الغرب ضد المسلمین منذ عشرات السنین لن تجدی نفعا، وأن الانتصار النهائی هو للاسلام، وهو قادم لامحالة. وحذرآیة الله الخامنئی من ان الخطر الاول الذی تواجهه الصحوة الاسلامیة هو ثقة النخب السیاسیة بالعدو والانخداع بوعوده منبهاً : بان التبعیة الاقتصادیة والسیاسیة للغرب یعنی عودة هیمنة الاجانب على البلدان التی اطاحت بالدیکتاتوریة. کما لفت الامام الخامنئی إلى أن "مبادئ الصحوةالإسلامیة تتجلى فی إحیاء العزة الإسلامیة"، معتبرا أن "تحقیق أهداف الصحوةالإسلامیة لا ینسجم مع رغبة الغرب والکیان الصهیونی". وأکد الإمام السید علی الخامنئی خلال هذا الخطاب أن "الشعوب هی التی دخلت بنفسها فی الساحة لتحقیق مطالبها فی الحریة والکرامة والعزة، ولن یستطیع المستکبرون وعلى رأسهم أمیرکا وحلفاؤها بعد ذلک فرض هیمنتهم على الشعوب". ودعا سماحة القائد، الامة الاسلامیة للتخلی عن الخلافات والحذر من سرقة الثورات من قبل الاستکبار العالمی ، منوها بالجرائم التی ترتکبها امریکا وارتکبتها بریطانیا وفرنسا وایطالیا فی المنطقة ، مطالبا الصحوات الاسلامیة ، برفض الوصفات التی تقدمها هذه الدولة لعض الثورات ، لانهم لایریدون الا السوء لها، مشدداًعلى الصمود امام المخططات الامریکیة والاوروربیة ضد هذه الثورات ، بعدما تکبدت کل هذه الخسائر، داعیاً الىمحاربة الکیان الصهیونی الغاصب الذی جعله الاستکبار ،خنجرا فی قلب هذه الامة لاستمرار خدمة مصالحه. واشار آیة الله الخامنئی الى ان الثورات الاسلامیة انما هو تعبیر عن الاصرارعلى احیاء وتجدید العزة والکرامة الوطنیة التی انتهکت على ید الحکام الفاسدین وهیمنة الاستکبار ، وشهدنا هذا العزم فی ثورة مصر وتونس ولیبیا والیمن ، والبحرین ستجری على نفس القاعدة باذن الله. وفی کلمته فی هذا المؤتمرأکد الرئیس الایرانی الدکتور محمود احمدی نجاد ان المشکلة الرئیسیة فی سبیل تحقیق الحریة والعدالة فی المجتمعات البشریة تعود الى ادارة النظام العالمی مؤکدا على ضرورة مقارعة الظلم والدفاع عن المظلومین فی العالم.وصرح قائلا ان اول خطوة یجب اتخاذها لانقاذ المجتمع الانسانی هی تخلیص المجتمعات من الحکام الطغاة، مضیفاً ان المشکلة الرئیسیة فی سبیل تحقیق الحریة والعدالة فی المجتمعات البشریة تعود الى ادارة النظام العالمی مؤکدا على ضرورة مقارعة الظلم والدفاع عن المظلومین فی العالم. وشدد علی ضرورة وقوف جمیع الشعوب لاسیما الشعوب الاسلامیة بوجه الاستکبار وعلى راسه الکیان الاسرائیلی وامیرکا.واکد الرئیس الایرانی على ضرورة تخلیص المجتمعاتمن الحکام الطغاة. واضاف: منذ عدة قرون هناک فئة فاسدة وخبیثة تعمل من خلال اهواءها النفسیة على ادارة العالم .. کم من المجازر والحروب ارتکبت واثارت الخلافات بین البشر، تذکروا الحربین العالمیتین الاولى والثانیة وحرب فیتنام وکوریا .. الملایین قتلوا بسبب مکافحتهم من اجل الوصول الى الحریة والاستقلال، کما حصل ذلک فی الکثیر من الدول مثل الجزائر وامیرکا الجنوبیة، والکثیر من بقاع العالم. وتابع: عندما کانت شعوب منطقتنا سیما المسلمین فی بدایة الدخول فی سبات عمیق، کان المستکبرون والفاسدون یقظین وواعین بحیث اتوا من خلال اثارة الفرقة وتحریض الاهواء النفسیة والانانیة وتحریض الاقزام والمنحرفین من اجل احتلال فلسطین، ومنذ ستین عاماً اتوا بدولة لقیطة هناک، ولم یحسبوا ای اعتبار للمنطقة وقاموا بازدراء واستحقار المسلمین، وفرضوا عدة حروب وقاموا باغتیالات وقتلوا الکثیر من النساء والاطفال والشیوخ. واشاد الرئیس احمدی نجاد بکل العقلاء فی العالم من الذین یعملون على الوحدة واقرار العدالة وتحقیقها و الدفاع عن المظلومین، والصمود امام المستکبرین. واعتبر الرئیس الایرانی ان اول خطوة یجب اتخاذها هی تخلیص المجتمعات من الحکام الطغاة والدکتاتوریین، مشیرا الى ان المشکلة الرئیسیة فی سبیل تحقیق الحریة والعدالة فی المجتمعات البشریة تعود الى ادارة النظام العالمی، مؤکدا على ضرورة مقارعة الظلم والدفاع عن المظلومین فی العالم. ومن جهة اخرى وصف وزیر الخارجیة الایرانی علی أکبر صالحی، الصحوة الاسلامیة فی المنطقة بأنها ردة فعل طبیعیة ضد الأنظمة الظالمة والمستبدة وضد الهیمنة الدولیة على هذه المنطقة الحساسة. واضاف صالحی فی کلمته، أن النهضات الشعبیة فی أماکن متعددة ومهمة من العالم الإسلامی تبشر بخیر وتطور فی مختلف الشؤون الاجتماعیة والثقافیة فی العالم الإسلامی؛ وکذلک بمعادلات سیاسیة جدیدة فی العالم. وبین أن أهمیة وعظمة هذه الظاهرة الحدیثة الظهور تکمن فی المواءمة الفکریة والبحوث الشاملة التی تقدمها النخب الدینیة والعلمیة والثقافیة. وأکد صالحی أن أهمیة مؤتمر الصحوة تکمن فی قدرة تأثیره على طبیعة النهضات فی العالم الإسلامی ومعرفة المخاطر التی تهددها مضیفا أن الرسائل التی تبعثها الشعوب فی صحوتها الإسلامیة الأخیرة تؤکد ضرورة تغییر الاستراتیجیة السیاسیة والأمنیة وفرض ظروف أخرى على اللاعبین السیاسیین. وحذر من الجهود الشاملة لأصحاب المصالح غیر المشروعة فی أطار تخریب الأهداف والمقاصد التی تنویها الشعوب، مؤکداً أنها تقوم بخطوات خارج إطار القانون وتتدخل عسکریاً وسیاسیاً لتحاول إعادة السیطرة على مصالحها غیرالمشروعة. وصرح صالحی أن الجمهوریة الإسلامیة فی ایران ترى أن الصحوات الأخیرة فی المنطقة هی حرکة أصیلة وشعبیة ولها أصول وجذور إسلامیة ومُصلحة تنوی الإصلاح على الصعیدین الإقلیمی والدولی. وأکد أن الجمهوریة الاسلامیة فی ایران تشجب التدخل فی شؤون الدول الإسلامیة والاقلیمیة وتؤکد على ضرورة استیفاء حقوق المواطنین وتعترف بهذه الصحوات بأنها هی التی تقرر مصائر شعوب المنطقة. ولفت الى أن الفکر المحمدی الأصیل الذی کان الامام الخمینی الراحل محییه ومجدده فی عصرنا الحاضر هو النموذج للعالم الاسلامی؛ وقال:"فی هذا الإطار یـُعتبر دستور الجمهوریة الاسلامیة فی ایران باعتباره قانونا اسلامیاً متحضراً ومترقیا، نموذجاً جیداً فی العصر الجدید".مؤکداً ، أن هذا الدستور أثبت على أرض الواقع جدارته وانعطافه مع متطلبات الزمن. وأضاف صالحی: فی ظل الظروف التی تعیشها المنطقة والتغییرات الجذریة التی حصلت یمکن القول إن النظام الدولی خاسر لاشک أمام هذه التطورات الجدیدة فی العالم العربی. وراى وزیر الخارجیة إن هذه الرسائل التی تبعثها الشعوب تؤکد ضرورة تغییر الاستراتیجیة السیاسیة والأمنیة وفرض ظروف أخرى على هؤلاء اللاعبین السیاسیین. وأکد صالحی أن ما تشهده إیران من تطور رغم الضغوط الدولیة جاء نتیجة انتصار الثورة الاسلامیة وتمسک الشعب الإیرانی بقیادته، لافتاً إلى أن القوى الغربیة تحاول منع تکرار ثورة ایران الاسلامیة فی بلدان المنطقة عبر مصادرة الثورات الشعبیة فی العالم الاسلامی. هذا وقد ألقى عدد کبیر من العلماء والمفکرین والشخصیات المشارکة کلماتهم فی هذا المؤتمر، حیث ترکزت الکلمات على محاور "دراسة مفاهیم وأسس وجذور الصحوة الإسلامیة" وکذلک "الدور الذی تؤدیه القیادات والتیارات فی هذه الصحوة" و"دراسة المخاطر التی تهدد الصحوة الإسلامیة فی المنطقة" و"مناقشة أهداف وتداعیات الصحوة الاسلامیة" . فقد أکد الأمین العام لحرکة الجهاد الاسلامی رمضان عبد الله شلح فی کلمته، أن الأمة الاسلامیة مقبلة على مرحلة جدیدة الى الأفضل، وحذر من محاولات الأعداء لرکوب الموجة والقیام بثورات مضادة . وأضاف شلح: نحن أمام تحدیات کبیرة وخطیرة، والثوارت العربیة لها مشاکلها وإفرازاتها الجدیدة التی ستضاف الى الرکام والحطام الذی ورثته، قائلا إنه یجب الإنتباه من الأعداء، لقد فوجئوا وأفاقوا وتوازنوا ورکبوا الموجة ثم بدأوا الهجوم المضاد. وقال أن الحراک العربی یحاول أن یتجاوز میزان القوى المختل الذی کان حاکما لإدارة الصراع على فلسطین خلال عقود مضت، وأهم نقطة فی میزان القوى المختل أن الشعوب غابت عن الصراع أو غیبت قسرا وترکت إدارة الصراع لمن یتقاسمون هذه الإدارة مع مراکز صنع القرار مع عواصم الأعداء. وقال شلح: "نحن أمام مرحلة جدیدة بکل المقاییس، فأهل فلسطین عادوا لیمسکوا بزمام القضیة ولا أقصد بأهل فلسطین هم أهل الضفة الغربیة أو قطاع غزة أو مخیمات اللجوء، أقصد أهل القضیة هم الأمة العربیة والإسلامیة من طنجة الى جاکارتا". وأضاف شلح: فلسطین بالنسبة الینا هی کل فلسطین لا تنقص ذرة واحدة من تراب وعاصمتها القدس، ولیست بما یراهن البعض بأنها دولة فی إنتظارها الفیتو وفی إنتظارها مخاطر وامور أخرى، ولیست کما منشغل البعض بمناقشة هل أن الدولة الفلسطینیة على حدود عام 1967 أو غیرها. من جانبه قال زعیم حزب الامة القومی السودانی صادق المهدی فی کلمته ان الامة الاسلامیة تواجه تحدیات کبیرة لا تستطیع ان تواجهها بمفردها بل یجب التصدی لها بالوحدة. واکد ان حقوق شعوبنا تتمثل فی حقوق معنویة ومادیة وتتلخص فی خمس مبادئ هی الکرامة والحریة والعدالة والمساواة والسلام اما المادیة فهی التنمیة العادلة التی تتصدى للفقر والظلم الاجتماعی . واکد المهدی ان الثورة الاسلامیة فی ایران استطاعت فعلا ان تنقل الامة من حالة الرکود والتبعیة الى التطلع لمستقبل افضل لتحقیق هذه الاهداف . واضاف: الیوم نشهد ان الثورات فی مختلف الدول العربیة تتصدى لحالة الفساد والاستبداد والتبعیة التی خیمت على الامة العربیة وان الشعوب العربیة وفی کل هذه التحرکات تطالب بالکرامة والتحریر والعدالة وغیرها وستتحقق هذه المطالب طالما استطاعت الشعوب کسر حاجز الخوف وان تؤکد ذاتها وهویتها الاسلامیة وتطلعها للمستقبل الواعد الزاهر. واوضح "اننا امام وجود الرافع الایرانی، الترکی والعربی وهذه الروافع الثلاثة یمکنها اذا استطاعت فی هذه المرحلة ان تتصدى للخلافات التاریخیة وتتجاوزها عبر وحدة الامة باعتبار اننا کامة الان نواجه تحدیا کبیرا لا نستطیع مواجهته فرادى". أما نائب الامین العام لحزب الله لبنان الشیخ نعیم قاسم فقد إعتبر الصحوة الاسلامیة بانها عودة الى سبیل الله تعالى وقال ان "هذه الصحوة هی یقظة بعد سبات وقیام بعد قعود وحرکة بعد جمود وعز بعد ذل وامل عقب احباط وثورة تنطلق فتتالق ثم تنتصر ثم تثبت فی الارض وکان حقا علینا نصر المؤمنین. واضاف ، ان الصحوة اختارت یوم الجمعة زمانا وصلاة الجمعة رکنا والله اکبر هو هادیها، ولذلک فانه یفترض ان نلتفت الى عناوین الصحوة وان نحرص على مواکبتها حتى لا تختلط الامور بین حرکات لا ترتبط بصحوة اسلامیة حقیقیة وبین صحوة نریدها ان تتقدم الى الامام. واضاف: لقد ظهرت التغیرات فی عالمنا الاسلامی مع الثورة الاسلامیة فی ایران بقیادة الامام الخمینی (قدس سره) وعلى الرغم من الجهود التی بذلت فی العقود الثمانیة الاولى من القرن العشرین من قبل المفکرین لکن المنعطف الحقیقی من الصحوة الاسلامیة حصل مع الامام الخمینی /قدس سره/ وهو امام الصحوة والتغییر من الربع الاخیر من القرن العشرین ولا زالت آثار حرکته مستمرة. واضاف: ان "شعوب منطقتنا فیها کل الخیر وقد اقبلت بسرعة الى دین الله تعالى عقب عقود ضحلة فتت فیها الاستکبار بلداننا وشوه فیها افکار امتنا. واکد،ان "شعوب المنطقة فی فلسطین ومصر وافغانستان والعراق ولیبیا وترکیا وفی کل موقع بحاجة لقیادة حکیمة تعرف البدایة والنهایة وتوضح المنهج والاهداف وترسم الاولویات حتى لا تضیع اثناء الطریق". وراى ان "ابناء الصحوة یواجهون اخطارا ابرزها التماهی مع مشاریع امیرکا والکیان الصهیونی وان ما یمیزنا کصحوة ان نکون فی الخندق الآخر ولیس فی الخندق الامیرکی او الاسرائیلی ویجب ان یکون هناک فاصل حقیقی فی المشاریع التی تریدها امیرکا". وحذر من الوقوع فی الفتن المختلفة بما فیها المذهبیة او القومیة والوطنیة مؤکدا ان مسارها یصب ضد الصحوة الاسلامیة، یجب وأد الفتن مهما کانت. على الصعید ذاته أکد الشیخ جمال القطب ممثل جامعة الأزهر أن شباب الربیع العربی قد خرج کافراً بالفساد والطغیان بفعل الفطرة الإنسانیة التی إستیقظت لتعید الإنسان إلى مداره الصحیح. وأضاف: إن "الشباب خرج إلى میدان التحریر ولیس لهم هویة ـ وإن کان أغلبهم من المسلمین ـ ولایرفعون رایة تشیر إلى عقیدة أو شریعة أو عبادة،مؤکداً: إنما خرجوا وقد کفروا بالفساد والطغیان ووقفوا فی المیادین حتى رأینا أن من الواجب علینا أن نساندهم، فجاء الشیوخ من الأزهر محض إرادتهم ولیس بتوجیه رسمی؛ وجاء الإسلامیون من کل الاتجاهات والرؤى لمساندتهم. وقال: إنها فطرة إنسانیة استیقظت لتعید الإنسان إلى مداره الصحیح. وأکد: نرید لهذه الصحوة أن تمتد وتنتشر؛ ونرید للمسلمین أن یحتضنوا کل ذوی الفطرة السلیمة حتى یرى الناس إسلاماً کذلک الذی جاء به محمد(ص)؛ وکتلک الآیات البینات التی جاءت فی القرآن. ونوه القطب بالقول: لقد صحى الناس مبکرین یبحثون عن إمام أو فقیه یقودهم ولازال الفقهاء مبعثرة جهودهم. وخلص القول: انه یقع على الإسلامیین والفقهاء ودارسی الفقه عبء إعادة الناس کلهم لیروا أمامهم الوحی الجلی الذی لایتلون بلون ولا یتمذهب بمذهب ولا یأخذ الناس هنا وهناک. من جهته قال الامین العام للمؤتمر الدولی الاول للصحوة الاسلامیة الدکتورعلی اکبر ولایتی، ان المد الاسلامی الذی یعم المنطقة یؤکد معارضة الهیمنة ویهدف لتخلیص الشعوب الاسلامیة من الاستبداد. واشاد ولایتی فی کلمته، بشهداء الصحوة الاسلامیة وبکل من بذل الجهود والمساعی وساهم فی صنع هذه الملحمة .مشدداً: ان الصحوة الاسلامیة ادت الى رفعة الشعوب المسلمة.واضاف: ان موجة الصحوة الاسلامیة التی باتت مفخرة للشعوب الاسلامیة، تعود جذورها الى القران والسنة والاتکاء على تواجد الشعوب فی المجالات السیاسیة والاجتماعیة. واوضح ولایتی: ان هذه الحرکة تطالبنا بالتعامل العادل والمشرف مع العالم وتؤکد على الاستقلال السیاسی والهویة الدینیة وتعارض ای هیمنة وترفضها. وعلى الصعید ذاته اشاد رئیس الوزراء العراقی السابق ابراهیم الجعفری فی کلمته بالمؤتمر، بالصحوات الاسلامیة فی البلدان العربیة، ونوه الى ان فترة السبات قد انتهت وان الوعی قد بدأ فی الکثیر من البلدان، معتبرا ان العصر الذی تعیشه الدول العربیة هو عصر الثورات، محذرا من محاولات سرقة الثورات والالتفاف علیها. وقال الجعفری: ان الصحوة تعنی ان فصل السبات قد انتهى، وان الوعی قد بدأ بکل ما فیه من تحدیات وبکل ما فیه من اهداف اخذ یحرک مفاصل المجتمع وهکذا بدأت تنتقل الصحوة من بلد الى بلد. واضاف: تبقى الصحوة مطلوبة على کل الصعد، وان الثورة احیانا تتحول الى انتفاضة عندما تکون اهدافها محدودة، ولکن عندما یتحرک کل الشعب لتغییر النظام ککل عندها تبلغ الثورة مداها. واعتبر الجعفری ان العصر الذی تعیشه الدول العربیة هو عصر الثورات، مؤکدا ان الصحوة التی بدأت فی تونس ثم الى مصر ثم لیبیا ثم اجتازت الیمن وصولا الى البحرین وهی تستعر فانها ثورة اسلامیة بما لکلمة الاسلامیة من معنى .واشاد بشباب ثورة البحرین والشعب البحرینی الذی یتحمل الاوجاع والمصائب من اجل ان یستمر فی ثورته، منوها الى ان هذه الثورات تجذرت فی التاریخ، واعتبر ان ما یحدث فی طرابلس جذوره من الشهید عمر المختار وما یشهده المغرب العربی جذوره تمتد الى الشهید عبد الکریم الخطابی وکذلک ما شهدناه فی مصر مرتبط بالشهید حسن البنا والشهید سید قطب وان المقاومة فی فلسطین مرتبطة بالشهید القسام. وفی نهایة اعمال المؤتمر اصدرالمؤتمرون بیاناٌ ختامیاٌ أکدوا فیه: أن الصحوة الإسلامیة تمتد جذورها فی الإسلام الاصیل وتعتمد على الحضور الشعبی فی کافة المجالات السیاسیة والاجتماعیة. وأضاف البیان: أن المؤتمر الدولی ناقش الجوانب الفکریة والماضی التاریخی لهذه الحرکة؛ وأحدث التطورات والتحدیات والآفاق المرتبطة بالصحوة الإسلامیة. وأبدى المشارکون فی المؤتمر مواساتهم للشعب الصومالی المسلم وأکدوا على ضرورة تعبئة المساعدات الإنسانیة للمتضررین بکارثة المجاعة فی الصومال ونظراً إلى التوجیهات التی أطلقها قائد الثورة الإسلامیة ووجهات النظر المختلفة خلال الکلمات والحوارات فی الاجتماعات التخصصیة وبعد النقاشات الواسعة أکد المشارکون على القضایا التالیة : إن حرکة الصحوة الإسلامیة انبثقت عن المشارکة المصیریة والشاملة للشعب نساء ورجالا وخاصة جیل الشباب حیث تحلى بالوعی والتمسک بالهویة الإسلامیة وحدد الاهداف والشعارات واتصف بالثقة بالنفس والعزیمة الراسخة ماأغلق الطریق فی استمرار المستبدین فی حیاتهم. واعتبر البیان أن الهدف المشترک للحرکات المستقلة فی کافة الأراضی الإسلامیة الواسعة یتمثل بصون الکرامة الإنسانیة ونیل الأمن المستدیم وإرساء العدل الاجتماعی والاقتصادی ووضع الأسس لتحقیق تقدم شامل فی ظل التعالیم والارشادات الإسلامیة وإعادة العزة الوطنیة التی سحقت من قبل الاستکبار والحکام التابعین خلال سنین طویلة. وأوضح أنه على هذا الاساس فان التوجهات الأساسیة لهذه الحرکات الشعبیة المستقلة ترفض أی هیمنة أجنبیة وتواجد للقوات العسکریة الأجنبیة واحتلال الأراضی الإسلامیة المقدسة من قبل الصهاینة العنصریین والتی تبلورت هذه الحرکات عبر الشعارات والمظاهر المرتبطة. ولفت إلى أنه خلال المئة والخمسین عاماً الماضیة أدرک بعض العلماء والمفکرین الإسلامیین المشاکل والصعوبات التی عانى منها العالم الإسلامی بصورة صحیحة حیث أدت هذه المشاکل إلى الفقر والتخلف لدى المجتمعات الإسلامیة لذلک فإن رأی هؤلاء أن علاج هذا المرض المزمن یکمن فی إحیاء الفکر الدینی للمسلمین والعودة إلى الهویة الإسلامیة الأصیلة. واعتبر البیان أن انتصار الثورة الإسلامیة فی إیران بقیادة الإمام الخمینی (رض) المحیی الکبیر للإسلام فی التاریخ المعاصر واستمرار هذه القیادة الرشیدة على ید آیة الله العظمی السید علی الخامنئی فتح فصلا جدیدا فی تنامی موجة الصحوة فی العالم الإسلامی وأثبت للجمیع أنه بالإمکان إعادة العزة والقوة مرة أخرى إلى الناس کافة فی ظل التعالیم الدینیة والالتزام بالقیم الإسلامیة الشامخة والدفاع عن الکرامة الإنسانیة بکل قوة. وأکد المؤتمر على أن القضیة الفلسطینیة والمقاومة الإسلامیة الباسلة فی لبنان وفلسطین ضد الکیان الصهیونی تعتبر القضیة الرئیسیة فی العالم الإسلامی ماجعلها إحدى رکائز حرکة الصحوة الإسلامیة وأداء دور أساسی فی مسیرتها التکاملیة. واعتبر المشارکون فی المؤتمر التطورات الأخیرة فی الأرض الإسلامیة والانتصارات المذهلة للشعوب الإسلامیة الکبیرة منبثقة عن الصحوة الإسلامیة وعودة المسلمین إلى هویتهم الدینیة والإسلامیة ماجعل الشعوب تصنع قراراتها عبر النهضات الشاملة ضد الأنظمة الحکومیة وتعتمد على عزیمتها والارشادات الإسلامیة أی السیادة الشعبیة الإسلامیة. واتفق المشارکون فی المؤتمر على بعض النقاط منها أن الصحوة الإسلامیة تمتد جذورها فی الإسلام الاصیل وتعتمد على الحضور الشعبی فی کافة المجالات السیاسیة والاجتماعیة. وأکدوا على أن نظام السیادة الشعبیة فی الإسلام یقوم على أصوات الشعب؛ وسیادة القیم الإسلامیة الشامخة تختلف مع مناهضة الدین والدیمقراطیة العلمانیة التی رسمها الغربیون کما تتعارض من جهة أخرى مع التحجر والتطرف والعنف الأعمى فیما تدعو إلى التعاطی العادل والقائم على الاحترام المتبادل مع العالم وفق الاستقلال والهویة الدینیة وإلغاء أی نزعة سلطویة وتسلطیة للغرب. واعتبر البیان العودة إلى العزة والکرامة الإسلامیة والوطنیة واستقلال الشعوب المسلمة وتحررها من الهیمنة الفکریة والسیاسیة والاقتصادیة للقوى الإستکباریة یتطلب التمسک بالوحدة والتعاطف بین مختلف أبناء الأمة الإسلامیة وهو مالایتحقق سوی فی ظل الثقة بالنفس والتمسک بتعالیم الإسلام. واعتبر المشارکون فی المؤتمر الاستمرار فی تحقیق انتصارات حرکة الصحوة الإسلامیة وصون منجزاتها یتطلب مکافحة الفساد والتمییز والاهتمام بالحقوق الأساسیة للمواطنین والعمل على تحقیق التنمیة الاقتصادیة عبر تنفیذ سیاسات تساهم فی معالجة الفقر وتعزیز الکفاءة وتنمیة الرسامیل الإنسانیة وإعداد جیل جدید من النخب العلمیة والسیاسیة الملتزمة بتعالیم الإسلام وتعزیز التعاون والعلاقات الاقتصادیة بین البلدان الإسلامیة. ولفت إلى أن تحقیق الإزدهار واستمرار الصحوة الإسلامیة التی ولدت بعد أکثر من 150 عاماً من الکفاح الشعبی ومساعی المجاهدین ومحیی الفکر الدینی فی العالم الإسلامی جعلت تحقیق النصر قریبا. وأوضح البیان أن انتصار حرکة الصحوة الإسلامیة واستمرارها فی مختلف البلدان یقوم على الظروف الخاصة السائدة فی کل بلد، وأن سیادة الشعوب وتقریر مصائرها بنفسها وإحیاء العزة والکرامة الوطنیة وإرساء العدالة الاجتماعیة والاقتصادیة والتأسیس لتقدم شامل فی ظل التعالیم الإسلامیة ورفض أی هیمنة للأجانب وأی تواجد عسکری أجنبی واحتلال الأراضی الإسلامیة من قبل الصهانیة العنصریین تشکل مبادئ ثابتة للصحوة الإسلامیة حیث تربط النهضات الإسلامیة ببعضها البعض. واعتبر المؤتمر الأهمیة التی تکتسبها القضیة الفلسطینیة والقدس الشریف ومصالح الأمة الإسلامیة تقتضی الاهتمام بموضوع دعم المقاومة وإیصال المساعدات إلى الشعب الفلسطینی الصبور. واعتبر البیان الاستمرار فی احتلال أرض فلسطین والدعم الواسع للإستکبار العالمی لسیاسات وتصرفات الکیان الغاصب للقدس ترک جرحاً عمیقاً على جسد الأمة الإسلامیة حیث أن معالجته لاتتم إلا بإنهاء احتلال فلسطین وإعادة اللاجئین إلى وطنهم وإعادة کافة الحقوق المغتصبة للشعب الفلسطینی. ولفت البیان إلى أن انتشار موجة الصحوة الإسلامیة أدى إلى زیادة مؤامرات الأعداء ومنها الحرب الناعمة ضد الأمة الإسلامیة. وأکد البیان الخلافات فی صفوف الثوار والنزاعات القومیة والطائفیة والعشائریة والحدودیة أضعف الأمة الإسلامیة ومنح الفرصة لأعداء الإسلام لکی یضعون مؤامراتهم ضد المسلمین موضع التنفیذ. وأشار المؤتمر إلى أنه بالتزامن مع إحیاء الإسلام مرة أخرى والنمو العلمی والفکری والسیاسی للمسلمین انتشرت الأمواج الدعائیة الواسعة للغرب ضد المسلمین بهدف عکس صورة مشوهة ومتحجرة تتسم بالعنف عن الإسلام ما مهد الأرضیة فی مواجهة المسلمین وممارسة الضغوط علیهم فی العالم. وأعلن المؤتمر عن تأسیس مجمع عالمی للصحوة الإسلامیة وتاسیس أمانة عامة دائمة له فی طهران من أجل ضمان استمراریة حرکة الصحوة الإسلامیة وشموخها عبر تنمیة الاتصالات والتعاون نقل التجارب ومراقبة التطورات وتحلیلها وتحدید الفرص والتهدیدات وتقدیم الآلیات المناسبة. وأشاد البیان بالمواقف الحکیمة والتاریخیة التی أطلقها قائد الثورة الإسلامیة سماحة آیة الله العظمی السید علی الخامنئی والذی اضطلع بدور استراتیجی فی نمو الصحوة الإسلامیة وازدهارها. کما أشاد بالخطوات الحکیمة التی اتخذها فی الدفاع عن الإسلام والمسلمین على مختلف الصعد وکذلک التصویت لصالح جعل الکلمة التی ألقاها فی الجلسة الافتتاحیة للمؤتمر وثیقة أساسیة وخارطة طریق. وفی النهایة أعرب المشارکون فی المؤتمر عن تقدیرهم للمبادرة التی أطلقتها الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة فی إقامة المؤتمر الدولی الأول للصحوة الإسلامیة واستضافتها المناسبة. حسین محمد | ||
الإحصائيات مشاهدة: 4,013 |
||