ایران و الصحوة الاسلامیة | ||
للثورة الاسلامیة فی ایران وقیادتها الحکیمة تأثیر فکری وثقافی واسع وعمیق على الشعوب المسلمة والحوادث التی حصلت بعد انتصار الثورة الاسلامیة المظفرة. والکل یشهد على مدى تأثیر الثورة الاسلامیة فی ایران على مجریات الاحداث العالمیة وبالاخص فی منطقة الشرق الاوسط خلال السنوات الاخیرة مما جعل من هذه الثورة العظیمة موضع بحث وتحلیل على مستوى المفکرین والسیاسیین فی الشرق والغرب والذین اجمعوا على اعتبار الثورة الاسلامیة بشتى مکاسبها الاقتصادیة والثقافیة قد وضعت مجرى التحولات فی المنطقة تحت تاثیرها. والصحوة الاسلامیة القائمة فی المنطقة العربیة وشمال افریقیا تُعد - بدون شک- من اهم تأثیرات الثورة الاسلامیة الایرانیة على وعی وفکر الشعوب المسلمة فی المنطقة، فی حین ان الانظمة الحاکمة المستبدة تسعى الى نفی هذه الحقیقة الناصعة ولکنها لم تستطع الحؤول دون حدوث الانتفاضات العارمة بالرغم من التآمرعلى حرف مسارها الصحیح . ولا یزال المراقبون لهذه التطورات الکاسحة یذکرون کیف ان الحکام العملاء ساندوا الکیان الصهیونی الغاصب فی قمع ومحاصرة الشعب الفلسطینی المظلوم فی غزة اثناء الحرب الظالمة، لانه تأثر مبکراً بثورة ایران الباسلة. ان الحرکة الواعیة فی المنطقة، هی نفسها التی کان یخشى وقوعها المستکبر الغربی منذ الیوم الاول لانتصار الثورة الاسلامیة فی ایران، والتی حاول بکل السبل الحد من تأثیرها واحتوائها وهی فی المهد، وکانت من اهم اسباب عداء الغرب لایران خلال السنوات ال33المنصرمة. ومن المسلم به ان امواج تعالیم الثورة الاسلامیة العارمة ، قد دخلت فی عقول الشعوب المسلمة فی المنطقة، وتعدت حدود البحر المتوسط لتصل الى عقول الشعوب الاخرى فی الخارج، ودراسة وتحلیل ابعاد هذه الحادثة التأریخیة الفریدة بحاجة الى مجال أوسع ولکن بشکل مختصر. وبالرغم من ان امواج الصحوة الاسلامیة لا تزال فی مراحلها الاولیة ولم تتحقق اهدافها بشکل کامل، ولکن اذا اخذنا بالاعتبار تاثیرها فی المدى القصیر واقتصارها على ایجاد صحوة بین شعوب المنطقة للمحافظة على المکتسبات والثروات الوطنیة فان ذلک سوف یؤثر بشکل سلبی على الغرب الذی مازال یرزح تحت عبء المشاکل الاقتصادیة منذ العام 2008 وسوف یؤدی الى تفاقم هذه المشاکل، وبالتالی الى إحتواء الانتفاضات الجماهیریة، وبروز مشاکل اقتصادیة واجتماعیة کبیرة فی اوساطه الاجتماعیة. غیر ان الشیء الاهم الذی یثیر قلق الغرب هو الابعاد الفکریة والدینیة لانتشار الصحوة الاسلامیة المتصاعدة. فبعد مرورقرون عدیدة على استبعاد الدین والعمل على ترویج الافکار المادیة الضحلة والمعادیة للاخلاق والدین، فان نشوء حرکات المقاومة الاسلامیة فی المنطقة الحساسة وانتشارها فی المنطقة العربیة وشمال افریقیا یشکل کابوسا مزعجاً لهذا الغرب الخائف، لان هذه الصحوة سوف تؤدی الى زوال القیم المادیة والمنحرفة، ونهایة المذاهب المادیة المناهضة للدین لتأخذ موقعها الى جانب الشیوعیة فی متحف التاریخ. ولا ننسى ان الامام الخمینی الراحل الذی اعتبر حدوث الثورة الاسلامیة الایرانیة انفجاراً نورانیاً، کان یتنبأ وهو موقن بانها سوف تکون بدایة لحدوث الصحوات الاسلامیة والانسانیة فی عموم العالم. وما کان مؤتمر الصحوة الاسلامیة العالمی الاخیر الذی انعقد فی العاصمة الایرانیة " طهران" الا خطوة مبارکة فی هذا المجال إذ اعتبر قائد الثورة الاسلامیة فی ایران آیة الله الخامنئی ، أن الصحوة الاسلامیة التی تشهدها المنطقة تبشر بانتصار الشعوب على الاستکبار وسیادة الاسلام فی المنطقة والعالم. وأن الشعوب الاسلامیة هی التی زجت بنفسها فی الساحة لتحقیق مطالبها المشروعة فی الحریة والکرامة والعزة، ولن یستطیع المستکبرون وعلى رأسهم امیرکا وحلفاؤها بعد ذلک فرض هیمنتهم على الشعوب المستضعفة لأن المؤامرات التی حاکها الغرب ضد المسلمین منذ عشرات السنین لم ولن تجدی نفعا، وأن الانتصار النهائی للاسلام، قادم لامحالة، بعد ان الحق الوعی وحالة النهوض فی الامة الاسلامیة الهزیمة بالاستکبارالعالمی. فجمیع الحرکات الشعبیة والاسلامیة التی شهدتها المنطقة مؤخراً جاءت خلافا للمصالح الامریکیة والغربیة والصهیونیة بما یتطلب من الشباب المنتفض، الحذر من انحرافات یمکن ان تؤدی الى مصادرة تلک الحرکات النقیة . وکان سماحة القائد قد اعرب عن امله فی ان یشهد المستقبل القریب تحالفا للقوى الاسلامیة فی شمال افریقیا، حتى یقف بوجه التحالف الغربی الخطیر الذی یسعى لمصادرة المکاسب الجبارة للإنتفاضات الشعبیة التحرریة.
رئیس التحریر | ||
الإحصائيات مشاهدة: 2,820 تنزیل PDF: 3 |
||