المرأة بعد سن الاربعین وفرص الانجاب | ||
المرأة بعد سن الاربعین وفرص الانجاب أ . البغدادی ماذا یحدث عندما تتأخر المرأة فی الإنجاب، وتستقبل طفلها الأول وهی فی الأربعین من العمر؟ على امتداد عدة أعوام لم یصرح الطب بشیء إزاء القرار الذی اتخذته النساء وهو الانتظار حتى سن الأربعین للحصول على أطفال. ونبه الاطباء إلى أنه قد حان الوقت لتشجیع النساء على تقدیم فترة الحمل. أطباء الأمراض النفسیة والأخصائیین الاجتماعیین وحدوا جهودهم لمواجهة معاناة النساء بسبب تعذر حملهن حین بلوغهن سناً متأخرة. لقد اعتادت النساء تأجیل رغبتهن فی الحصول على طفل إلى حین إکمال دراستهن وحصولهن على وظیفة وتغیر معدل عمر الإنجاب لدى النساء بسبب اقتحامهن مجال العمل. ففی فرنسا کان فی حدود 26،5 عام فی عام 1999 وارتفع إلى 28،3 عام خلال عام2009. وبینما بلغ عدد الموالید فی عام 1999: 345 ألف طفل انخفض فی عام 2009 إلى 310 آلاف طفل. کما أوضحت أحدى الاستطلاعات بأنه فی عام 1998 أنجبت 26,000 امرأة طفلها الأول بعد بلوغها عامها الثلاثین بینما ارتفع هذا العدد إلى0 50,00 فی عام2008 . بشکل عام کانت وسائل الإعلام تقدر مزایا الحمل المتأخر وتؤید الفکرة القائلة بإمکانیة حدوث الحمل لدى المرأة حتى بلوغها سن الأربعین، بل وإلى حین انقطاع الطمث. ولکن ینبغی على المرأة أن تدرک بأنها حین تنتظر سن الثلاثین أو أکثر لکی تنجب طفلها الأول فإنما تعرض فرص حدوث الحمل للتقلص بل إنها قد لاتحمل إطلاقا. وخلال الأعوام العشرة أو الخمسة عشر الأخیرة واجه ملایین الأزواج مشاکل عقم کان سببها – ولو بشکل جزئی – سن المرأة. یقول ((دافید میلدرام)) – أخصائی غدد صماء أیضاً – بأنه لیس لدى النساء معلومات کافیة حول انخفاض الخصوبة الذی یسببه التقدم فی العمر. کما أن الکثیرات منهن لایدرکن الضرر الذی قد یحدث لهن جراء الانتظار الطویل لقرار الحمل. وبالنسبة للنساء اللاتی یکتشفن عقمهن الأبدی فإنهن یصبن بصدمة نفسیة تکون أحیاناً غیرمحتملة. عوامل انخفاض الخصوبة منذ عشرین عاماً، اجتهد علماء الإحصاء من أجل معرفة سر ارتفاع نسبة الخصوبة لدى النساء الأکثر شباباً ومع ذلک فإن السبب بدیهی ویکمن فی أن فاعلیة أعضاء الإنجاب تنخفض بتقدم العمر. ولإثبات ذلک ینبغی تمییز العوامل السلوکیة مثل التدخین وتعاطی المخدرات عن العوامل الحیویة. لکن أفضل ما یمکن عمله هو إجراء دراسة على فئة لایوجد فیها ما من شأنه أن یحد من الانجاب على امتداد فترة الإنجاب لدى المرأة. هذا ما قدم به اثنان من أخصائیی الاجتماع بجامعة ((واین دیترویت)) حیث نشرا فی عام 1999 نتائج أبحاثهما المتعلقة بهذا المجال. لقد اعتمدت دراستهما على سجلات دقیقة ومحفوظة خلال الفترة بین عامی 1999 و 2004 من قبل ((الهوتوریت)) وهی طائفة تعیش فی ولایات داکوتا الشمالیة وداکوتا الجنوبیة ومونتانا بالإضافة إلى کندا، تحظر معتقداتها الدینیة وضع أی ضوابط بالنسبة للإنجاب، وخرج الباحثان من هذه الدراسة بنتائج تؤکد أن فرص التمتع بالأمومة قد انخفضت من 50% إلى صفر بین فئتی أعمار النساء – الثامنة عشرة والأربعین عاماً – ومما عزز هذه النتائج الدراسة التی أجریت على عشرة شعوب فی العالم تماثل جمیعها شعب ((هوتوریت)). على الرغم من ذلک هناک أسباب أخرى تفسر هذا الانخفاض الشدید فی نسبة الخصوبة مثل الفترات الزمنیة التی تفصل بین العلاقات الجنسیة، عمر الزوج، بالإضافة إلى انخفاض جودة المنی على مر السنین. وبعد دراسة أجریت خلال الفترة بین عامی 1998 و 2005 على 2193 حالة توصل الباحثون إلى نتیجة مفادها أن فرص حدوث الحمل خلال عام واحد بلغت 74% لدى النساء اللاتی تتراوح أعمارهن بین واحد وثلاثین وخمسة وثلاثین عاماً و 54% لدى النساء اللاتی تجاوزت أعمارهن خمسة وثلاثین عاماً. التقدم فی السن وعلاج العقم فی غضون ذلک تمکن أخصائیو العقم من مواجهة المشکلة من زاویة جدیدة فمع الارتفاع المستمر لعدد النساء اللاتی خضعن لعلاج العقم ولجأن إلى التلقیح الصناعی، أکد الأخصائیون أن فرص نجاح العلاج کانت أقل لدى النساء المتقدمات فی العمر ولاسیما النساء اللائی تجاوزت أعمارهن أربعین عاماً. من ناحیة أخرى، أوضحت الدراسات أن فرص التعرض للإجهاض التلقائی لدى المرأة التی تبلغ سن الأربعین تفوقها لدى المرأة فی سن العشرین. ومن الملاحظ أیضاً أن نسبة الأطفال الخدج أو ذوی الوزن القلیل ترتفع وفقاً لعمر الأم. وفی عام 2000 نشر مرکز الصحة الأمریکی تحلیلاً للمعلومات التی جمعها عام 2008 من خلال دراسة مطولة أجریت على 8450 أمریکیة ، أوضح هذا التحلیل أن نسبة النساء اللاتی یعانین من مشاکل الإنجاب بلغت 4،1% لدى النساء اللاتی تتراوح أعمارهن مابین خمسة عشر وأربعة وعشرین عاماً بینما بلغت 13،4% لدى من تتراوح أعمارهن ما بین خمسة وعشرین إلى أربعة وثلاثین عاماً. أما النساء اللاتی تتراوح أعمارهن مابین خمسة وثلاثین إلى أربعة وأربعین عاماً فقد بلغت نسبة مشاکل الإنجاب لدیهن 21،4% ولاشک أنها نسب ینبغی أن تؤخذ فی الاعتبار. وعوضاً عن تقدیم النصائح للنساء بضرورة الحصول على طفل فإنه من الأجدر تزویدهن بالمعلومات الضروریة فی هذا المجال لتمکینهن من الأختیار المبنی على أساس المعرفة. | ||
الإحصائيات مشاهدة: 3,480 |
||