نظرة الإسلام للمرأة نظرة متسامیة للغایة | ||
نظرة الإسلام للمرأة نظرة متسامیة للغایة اعداد: سهیلا نیازی تحظی المرأة فی الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة بمکانة خاصة، ومن هذا المنطلق دائما ما نلاحظ أن قادة الجمهوریة الاسلامیة ینتهزون کل فرصة لیبینوا مکانة المرأة السامیة فی الاسلام ویتطرقوا الی قضایاها المختلفة، مرکّزین علی حقوقها الاساسیة وعلی دورها المهم فی المجتمع و الاسرة اضافة الی دورها الکبیر فی انتصار الثورة الاسلامیة وفی جمیع مراحل الثورة منذ انتصارها وحتی الآن، وکذلک علی دورها الکبیر فی مواجهة التحدیات التی تعرضت وتتعرض لها الجمهوریة الاسلامیة من کل حدب وصوب. وقائد الثورة الاسلامیة المعظم الامام الخامنئی ایضا کان ولایزال ینتهز کل مناسبة خاصة بالمرأة لیتحدث فیها عن مکانة المرأة السامیة فی الاسلام و دورها الذی لا ینکر علی مد التأریخ . وفی اول مناسبة اقیمت فی بدایة العام الجدید حیث أقیم فی طهران الملتقی الثالث للافکار الاستراتیجیة فی الجمهوریة الاسلامیة بمشارکة المئات من المفکرین والنخب وأساتذة الحوزات والجامعات والباحثین والمؤلفین لدراسة الأبعاد المختلفة لموضوع المرأة والاسرة وتبادل وجهات النظر حولها ،وذلک لخلق مناخ علمی وتخصصی لتبادل الآراء والأفکار باتجاه تکوین خطاب علمی وتطبیقی واتخاذ قرارات بشأن الموضوعات الاستراتیجیة التی تحتاجها البلاد. حضر سماحته فی هذا الملتقی الذی استمر لأربع ساعات وتحدث فیه عشرة من المختصین الذین اختیرت بحوثهم ودراساتهم من بین 188 دراسة وصلت الأمانة العامة للملتقیات الاستراتیجیة کأفضل الأعمال والدراسات، حیث طرحوا آرائهم ونظریاتهم بخصوص موضوع الملتقی. بعد ذلک تحدث سماحة آیة الله العظمی السید علی الخامنئی موضحاً أن الغایة من إقامة سلسلة ملتقیات الأفکار الاستراتیجیة مع النخب والعلماء والمفکرین هی تبادل الآراء العلمیة بهدف توفیر أرضیة للاستفادة من مختلف الآراء العلمیة والوصول إلی فکر صحیح وجامع کقاعدة للبرمجة والتخطیط والتنفیذ مؤکداً: ان مکتسبات هذه الملتقیات التی تتواصل حول موضوعات أساسیة یجب أن تکون رصینة وعمیقة وطویلة الأمد ویمکن طرحها والدفاع عنها. ونوّہ سماحته: بخصوص الموضوعات المطروحة فی الملتقیین السابقین، أنجزت أعمال جیدة وتمت متابعتها بنحو جاد. وأکد قائد الثورة الإسلامیة علی أن قضیة المرأة والاسرة من قضایا الاساسیة فی البلاد مضیفاً: بخصوص المرأة والاسرة هناک مصادر وتعالیم إسلامیة متمیزة ومتقنة یجب تنظیرها وعرضها علی الجمیع کنظریات یمکن تطبیقها والاستفادة منها . وعدّ قائد الثورة الإسلامیة دور المرأة فی النظام الإسلامی ممتازاً وفذاً منوهاً: ان دور السیدات فی فترة الکفاح وفی فترة انتصار الثورة الإسلامیة وبعد الثورة وخصوصاً خلال فترة الدفاع المقدس الصعبة للغایة وفی المیادین المختلفة، دور مؤثر وممتاز ولا بدیل له ولا یمکن قیاسه بأی معیار من المعاییر. وأضاف قائد الثورة الإسلامیة قائلا:ان أول شخص أدرک الدور الممتاز للمرأة ومکانتها ومهّد الأرضیة للنسوة کی یقمن بدورهن فی مختلف المیادین هو الإمام الخمینی الراحل، کما کان أول شخص أدرک مکانة الشعب وتأثیر تواجده فی الساحة. وأکد آیة الله العظمی الخامنئی: عرف الإمام الخمینی (رض) قدر الشعب وقدراته ووثق به اعتماداً علی هذه المعرفة، واستجاب الشعب لدعوة الإمام (رض) فی المیادین المختلفة، ودخلت کل الفئات والشرائح إلی کل المیادین بشجاعة وتضحیة لیستمر هذا التواجد الواعی والضروری إلی الیوم. وشدد سماحته علی أن البلاد بحاجة دوماً إلی تواجد المرأة وسط التواجد الوطنی القومی وقال ً: علی هذا الأساس یجب العمل علی حفظ إمکانیات السیدات فی المجتمع وقدرتهن علی القیام بدورهن. وأوضح قائد الثورة الإسلامیة أن السبب المهم الثانی لضرورة الاهتمام بموضوع المرأة هو دورها الأساسی والمحوری فی الاسرة. ولفت سماحته قائلاً: ان الاسرة فی الرؤیة الإسلامیة رکن جد مهم والخلیة الأصلیة للمجتمع، فمن دون الاسر السلیمة والمتوثبة والنشیطة لا یتمکن المجتمع من التقدم خصوصاً علی الصعید الثقافی، ومثل هذه الاسر لا تتکوّن ولا تستمر من دون وجود النساء المؤمنات الواعیات. واعتبر قائد الثورة الإسلامیة ترکیز الأعداء علی قضیة المرأة کأحد أرکان هجومهم السیاسی - الإعلامی ضد النظام الإسلامی، السبب الثالث لضرورة الاهتمام التام بقضیة المرأة مضیفاً: یجب عن طریق تنویر الرأی العام العالمی أن لا نسمح بتحقق أهداف المخططین الغربیین فی الهجوم علی أسس الإسلام فیما یتعلق بقضیة المرأة. وفی هذا الصدد أشار سماحته إلی التهرّب المخادع للغرب من الخوض فی قضیة الاسرة وقال: یثیر الغربیون قضیة المرأة بشدة لکنهم لا یذکرون الاسرة، لأن قضیة الاسرة من نقاط ضعفهم البارزة. وأشار آیة الله العظمی السید الخامنئی إلی الأعمال الکثیرة التی تنتظر الإنجاز فیما یتعلق بقضیة المرأة والاسرة مؤکداً: التنظیر وصناعة الخطاب فی هذا المجال حاجة حقیقیة یجب أن تحظی باهتمام رجال الدین والمفکرین وأصحاب الخبرة فی الحوزة والجامعة، وبالطبع فإن دور وسائل الإعلام مهم أیضاً وبدرجة کبیرة فی عملیة صناعة الخطاب. وعدّ الإمام الخامنئی الاستثمار البحثی وتجنب الانفعال فی «دراسة ونقد النظریات الدارجة فی العالم حول المرأة والاسرة» شرطین مسبقین للتنظیر فی هذا المجال مضیفاً: یجب علی المدی المتوسط والبعید وبالاعتماد علی الأرصدة العلمیة الجمّة استخراج وعرض عشرات النظریات والنماذج التقدمیة من الإسلام. واعتبر سماحته نظرة الغرب للمرأة تعتبرضلالة عمیقة وأکبر إهانة وضربة توجّه لکرامة المرأة مضیفاً: حتی أکثر أصحاب النزعة النسویة تطرفاً وخلافاً لتصورهم یعملون علی توجیه ضربة قاصمة للمرأة ، لأنهم بتضییع المرأة یحوّلونها إلی أداة ووسیلة لشهوات الرجل، وهذه المسألة للأسف ظاهرة عادیة ومقبولة لدی الرأی العام الغربی. واعتبر قائد الثورة الإسلامیة نظرة الإسلام للمرأة نظرة متسامیة للغایة وأضاف مؤکداً: المرأة فی النظرة الإسلامیة الأساسیة لا فرق بینها وبین الرجل إطلاقاً، وحسب الآیات القرآنیة فإن المرأة والرجل متساویان تماماً فی طریق التسامی والقرب إلی الله. واعتبر سماحته نظرة الإسلام للعائلة جد متسامیة وجذابة وقال: الکثیر من مشکلات المرأة ترتبط بقضایا الاسرة، وفی هذا المجال لدینا فراغات قانونیة وفراغات تقلیدیة عجیبة وکثیرة، و إذا تمت معالجة هذه المسائل قلّت مشکلات المرأة فی المجتمع وکانت مما یطاق. وأوضح قائد الثورة الإسلامیة أن الفرق الجنسی فی النظرة الإسلامیة أمر ثانوی وعارض مردفاً: قضیة الفرق فی الجنس تکتسب معناها فی التطبیقات العملیة للحیاة ولا تأثیر لها أبداً فی مکانة المرأة والرجل فی الإسلام. و عتبر سماحته دور الزوجة والأم مهماً للغایة وأضاف قائلاً: الزوجة الصالحة یمکنها جعل الرجل عنصراً مفیداً ومؤثراً فی المجتمع. وعدّ الإمام الخامنئی قضیة عمل المرأة فی المجتمع أمراً مقبولاً ولا إشکال فیه مؤکداً: یجب فی هذا المجال مراعاة شرطین أساسیین بشکل کامل، الأول هو أن لا یؤثر عمل المرأة علی عملها الأساسی فی البیت والاسرة ومسؤولیاتها المهمة کزوجة وأم، والشرط الثانی هو مراعاة قضیة المحارم وغیر المحارم بشکل جید. وأوصی سماحته الحکومة بمساعدة النساء العاملات مردفاً: یجب أن تخطط الحکومة بشکل یتیح للنساء العاملات الاهتمام بعملهن الرئیسی أی النهوض بمسؤولیات البیت والاسرة. واعتبر قائد الثورة الإسلامیة الزواج أمراً مقدساً فی مختلف الأدیان وخصوصاً الدین الإسلامی منوهاً: یجب عدم محو الطابع القدسی للزواج فی المجتمع ببعض الممارسات القبیحة من قبیل المهور المرتفعة أو التشریفات والتکالیف الباهظة. و أکد قائد الثورة علی أن إشاعة الزیجات البسیطة والقلیلة التکالیف وبمهر السنّة بحاجة إلی صناعة خطاب فی المجتمع وقالً: الأشخاص المؤثرون فی المجتمع وأساتذة الحوزات والجامعات ووسائل الإعلام وخصوصاً الإذاعة والتلفزیون لهم دور مهم فی تکوین هذا الخطاب. کما اعتبر سماحته دور الرجال أیضاً مؤثراً جداً فی صیانة الاسرة موضحاً: من الواجبات المهمة للرجال معرفة قدر دور النساء وجهودهن فی البیت وخصوصاً النساء اللواتی یستطعن العمل خارج البیت لکنهن لا یخترن ذلک من أجل القیام بدور الأمومة علی نحو أحسن. وأکد قائد الثورة الإسلامیة علی ضرورة معرفة قدر هؤلاء النسوة خصوصاً فی تأمین الأمن الاقتصادی والضمان الاجتماعی لهن. وأشار الإمام الخامنئی فی نهایة حدیثه إلی دور الأبناء فی الاسرة معتبراً احترام الوالدین من أهم واجباتهم. تجدر الاشارة الی انه قبل کلمة سماحة قائد الثورة القی عدد من المشارکین فی الملتقی کلماتهم حول موضوع الملتقی حیث ترکزت بحوثهم علی المحاور والقضایا التالیة: -ضرورة دراسة الآفات والنواقص فی الواقع القائم وعرض نموذج منشود للاسرة. -العلاقة ذات المغزی بین الدین والمعنویة وبین السلامة النفسیة الفردیة والعائلیة والاجتماعیة. -تباین قضیة الاسرة فی النموذج الإسلامی الإیرانی للتقدم و«نموذج التنمیة الغربیة». -ضرورة دراسة أسباب الارتفاع النسبی لسن الزواج. -الاهتمام بالجذور الاجتماعیة والثقافیة والاقتصادیة لعقبات الزواج. -ضرورة سن وتطبیق قوانین تسهل الزواج. -عرض نموذج جید للتواصل الصحیح بین الاسرة والحکومة فی النظام الإسلامی. -اختیار نظریة نموذجیة لدور المرأة الاجتماعی. -الدعم القانونی لفرص العمل المناسبة للخصوصیات الطبیعیة عند المرأة و الرجل. -تنسیق وبرمجة المساعی والجهود لتحقیق الرسالة العظیمة للأم و الاسرة. -تبیین مجال التعارض بین النزعة النسویة والأدوار الحقیقیة للاسرة. -تغییر أصول البرمجة ورسم السیاسات فی حیّز تعلیم المرأة. -أسالیب تأثیر المرأة المسلمة فی الأنظمة الحقوقیة الخاصة بالمرأة فی المجتمع الدولی. -عرض خطاب إسلامی جذاب لاستقطاب أذهان المرأة فی العالم. -دراسة آفات الأمن الاقتصادی للمرأة والتفکیر بسبل الحل. -الاستفادة من إمکانیات فقه الدولة لصناعة نموذج فی میدان المرأة والاسرة. | ||
الإحصائيات مشاهدة: 2,682 |
||