إیران.. تحدیات غربیة کبیرة، وثقة بالنفس أکبر | ||
إیران.. تحدیات غربیة کبیرة، وثقة بالنفس أکبر لم تواجه الثورة الاسلامیة فی ایران، تحدیات من قبل قوى الاستکبار العالمی، کالتی تواجهها الآن، فقد تکالبت کل القوى الشریرة فی الارض لاجهاض تجربتها العظیمة فی بناء نظام مستقل مزدهر لا یخضع للغرب او الشرق، والاعتماد على الذات فی التقدم العلمی والتکنولوجی وإلاقتصادی، مما اثار حفیظة کل الحاقدین والطامعین بموارد ومصیر هذه الدولة الاسلامیة الرائدة التی تعیش تجربتها الفتیة بعیداً عن تدخّلات الغرب وعملائه فی المنطقة. فقد أثارت النجاحات الباهرة التی حقّقها العلماء الشباب فی ایران، غیظ واحقاد أعداء الامة الذین لم یألفوا من مجتمع مسلم ان یحقق إکتفاءً ذاتیاً وتقدّماً ملحوضاً ومطّرداً دون الاستمداد من هذه القوة الکبرى او تلک. والواضح ان الحکومتین الامریکیة والصهیونیة الأثیمتین هما اللتان تؤججان باستمرار هذه الفتنة السوداء لحصارایران إقتصادیاً وعلمیاً وعدم السماح لها بأن تصبح قوة کبیرة ومتقدّمة على المستویین العالمی والمحلی، لان النهج الایرانی المستقل ذی الارادة القویة، اثبت قدرته الفاعلة طوال ثلاثة وثلاثین عاماً من عمر ثورتها الاسلامیة وانها قوة لن تخضع لهیمنة هذا الطرف الدولی اوذاک، ولم تعرف لغة المساومات بل هی ثابتة فی تحدیها للاعداء الذین یریدون النیل من استقلالها وإرادتها الراسخة. ومهما تسعى امریکا والسائرون فی رکابها من صهاینة أتباع أذلاء لممارسة الضغط على ایران للتنازل عن حقوقها المشروعة، فلن یحصدوا من ذلک سوى الخسران المبین، وان ایران ماضیة حثیثاً فی طریقها للحصول على التقنیة النوویة السلمیة دون الاکتراث بهذه الضغوط الاقتصادیة والسیاسیة المریبة، لانها مُحقة فی سلوکها المشروع وتقف معها شعوب العالم المنصفة بأجمعها. وبمناسبة ذکرى تأسیس الجمهوریة الاسلامیة المظفرة، یمکننا القول بأن الخصائص التی تمیّزت بها الثورة الاسلامیة ابتداءً من طبیعة القیادة ومروراً بالأهداف والشعارات وإقامة المؤسسات الدستوریة وانتهاءً بقدرة الثورة على تجاوز الصعوبات، کلها تجعل هذه الثورة فذّة ولانظیر لها فی التأریخ المُعاصر. وربما کان من بین أهم ما إتسمت به الثورة الاسلامیة عن باقی الثورات فی العالم، الطابع الانسانی البحت، لأن جمیع الثورات اتصفت بالطابع الإستبدادی والمادی الذی صبغ شعاراتها وأهدافها، لکن الثورة الاسلامیة کانت حریصة على اقامة المؤسسات الدستوریة منذ بدایة الانتصار الخالد خدمة للشعب المستضعف، وتعاملت بأناة حتى مع اعداء الثورة ولم تزج نفسها مع الخطط الماکرة للأعداء المتربصین بالشعب الایرانی للإیقاع به. وتبقى خصیصة أساسیة أخرى للثورة الاسلامیة وهی قدرتها على ان تتجاوز الأزمات والصعوبات الجمة التی کادت ان تعصف بها لولا حکمة قیادتها الرشیدة. ففی بدایة انتصار الثورة، کانت ایران تعتبر دولة ضعیفة بالموازین العادیة إذا ما قورنت بدول المنطقة الأخرى بفعل المشاکل والمعضلات السیاسیة والأمنیة والاقتصادیة التی کانت تواجه حکومة الثورة الفتیة. ولا شک فی أن هذه النقطة هی التی حضت النظام العراقی البائد وبتحریض امریکی ودعم اقلیمی خبیث الى شن حرب شریرة مباغتة لإسقاط الثورة وتفتیتها، لکن وبعد ثلاثة عقود من عمر الثورة، تبدو ایران الیوم اقوى دولة فی المنطقة، وأکثرها استقراراً بل انها استطاعت ان تلحق الهزائم المتلاحقة بالولایات المتحدة الامریکیة وکیانها اللقیط، وهی تُعد بإعتراف العدو والصدیق، القوة الأولى فی المنطقة. انها ثورة معجزة بحق فی بناء مؤسسات الدولة العصریة وفی مواجهتها للأزمات المتلاحقة وکذلک فی تحقیق الانتصارات المتتالیة. وفی وقت یعانی فیه العالم اجمع الیوم من ازمات حادة واضطرابات اقتصادیة واجتماعیة متعددة، فإن ایران فی طریقها للتحول الى قوة دولیة واقلیمیة عظمى من خلال احرازها تقدما علمیا وتقنیا کبیرا على الصعید النووی والتکنولوجی والفضائی والعسکری. وهذا لیس غریباً، إذ ان ایران تُعرف على الصعید التأریخی بحضارة عریقة، ومقر الکثیر من العلماء والخبراء والمحققین فی شتى المجالات العلمیة، وان الکثیر من المکاسب والانجازات العلمیة البارزة أنطلقت من اذهان الایرانیین، وبعد انتصار الثورة، تاسست عددا من الجامعات ذات المستویات العلمیة الراقیة، والمعتبرة على المستوى الدولی. واللافت ان الاحصائیات التی نشرت خلال السنوات الثلاث والثلاثین الفائتة حول التطورات العلمیة فی ایران، تظهر ان هذا البلد احرز تقدما متسارعاً فی النواحی العلمیة والتکنولوجیة. واما فی الحقل الفضائی، فان ایران تُعدّ من الدول الرائدة التی لها القدرة العلمیة الفائقة فی میدان إطلاق الاقمار الاصطناعیة ووضعها فی المدار الجوی، وکذلک القدرة الکبیرة لانتاج المستلزمات الحربیة والدفاعیة. | ||
الإحصائيات مشاهدة: 2,746 |
||