کرامة المرأة ومکانتها وحقوقها فی فکرالامام الخمینی رحمه اللّه | ||||
PDF (307 K) | ||||
ان للمرأة بناء على المواهب الفطریة والطبیعیة التی أودعها الله فیها حقوق وواجبات فی ثلاثة مجالات: الشخصیة والأسریة والاجتماعیة، وبناء علی ذلک یکون لها ثلاثة أدوار فردیة وأسریة واجتماعیة. والامام الخمینی، کقائد ومفکر وعالم، کان یهتم دائمًا بهذه المجالات الثلاثة فی أحادیثه وخطبه. وقد قام سماحته بتبیان موضوع منزلة وکرامة المرأة ومکانتها الرفیعة فی المجتمع و الأسرة، وخاصة دورها التربوی من خلال تقدیم نماذج عظیمة من کبار نساء العالم کالسیدة فاطمة الزهراء(س) والسیدة خدیجة(س)، والسیدة زینب(س) والسیدة مریم(س). وفیما یتعلق بدور الإسلام وخاتم الأنبیاء محمد المصطفى(ص) فی تغییر الاعتقادات الخاطئة التی کانت سائدة فی الجاهلیة بشأن المرأة فی صدر الاسلام حیث کان یتم حرمان البنات من حقهن فی الحیاة بوأدهن ودفنهن أحیاء قال سماحته: إن نبی الإسلام الأعظم أخذ بید المرأة فأنقذها من عادة الجاهلیة، وتاریخ الإسلام دلیل على مدی الاحترام الکبیر الذی کان یکنه رسول الله للزهراء(ع) لیبین أن المرأة لها عظمة خاصة فی المجتمع، وإن لم تکن افضل من الرجل ومتفوقة علیه، فهی لیست أقل شأنا منه. فیوم میلاد السیدة فاطمة الزهراء اذن هو یوم حیاة المرأة ویوم تثبیت فخرها ودورها العظیم فی المجتمع(24/4/ 1981) وفی کلمة اخری یشیر سماحته إلى منزلة وشأن وکرامة مریم علیها السلام ومکانتها حیث انها رأت ملائکة الله وتحدثت معهم، فقالت الملائکة (وَإِذ قَالَتِ ٱلمَلائِکَةُ یَٰامَریَمُ إِنَّ ٱللَّهَ ٱصطَفاٰکِ وَطَهَّرَکِ وَٱصطَفَاٰکِ عَلَىٰ نِسَآءِ ٱلعَٰالَمِینَ)(ال عمران-الآیة 42). والامام من خلال وصف مریم بالسیدة الطاهرة، أکد على دور الإنسان والمکانة المتساویة للرجل والمرأة وأثبت أنه لا فرق بین الرجل والمرأة فی القرب من الله، وان کل من الرجل والمرأة یتمکنان من بلوغ اعلی مراحل التکامل والتعالی والسمو الإنسانی، وأمام مثل هذه الأسوة النموذجیة المختارة سیکون لنساء العالم دافع وأمل مضاعف للنمو فی طریق التسامی والتکامل الحقیقی وتجنب الانحرافات. والإمام الخمینی یطلب من النساء المکرمات اختیار ومواصلة منهج هذه النساء النموذجیات وبلوغ الأهداف الإسلامیة السامیة. وکان سماحته یعتبر الزهراء نموذجاً تتبلور فیها کل کرامة المرأة وکل شخصیتها. وقد اجتمعت فیها المظاهر الإلهیة والمعنویة والروحانیة. وانها کانت انسانا کاملا ً بکل معنى الکلمة، وکان سماحته یعتقد ایضا بأن الحرکة نحو الکمال من مستوى الطبیعة إلى مستوى الغیب ممکنة لجمیع النساء. وقد أکد سماحة الإمام مرات عدیدة بأن الإسلام یرید للرجال والنساء النمو والتکامل وان الإسلام لا یستبعد المرأة من المشهد الاجتماعی فحسب، بل یضعها فی مکانتها الإنسانیة الرفیعة فی المجتمع.15/11/1978 م. کما کان الإمام یعتقد ان علی المرأة أن تشارک فی تحدید مصیرها، وأکد کثیرا على ضرورة مشارکتها فی المجالات الاجتماعیة والسیاسیة، وما اختیاره للسیدة (مرضیة حریرجی) کأحد أعضاء الوفد الایرانی إلى الاتحاد السوفیتی للمشارکة فی المفاوضات السیاسیة، وکذلک اختیارها کقائدة عسکریة، الا دلیلاً علی ایمانه بقدرة المرأة وتأثیرها الاجتماعی. وکان سماحة الإمام یؤمن بانه إذا تم تهمیش النساء النموذجیات المربیات للإنسان فی مجتمعات الامم فإن هذه الأمم سوف تنهار وتتجه نحو الفشل والانحطاط 4/3/1979 م. وهذا الأمر المهم یظهر الیوم بوضوح فی سیاق الحرب ضد الأمم. فعندما یتم تقلیص الدور التربوی للإنسان فی نظر المرأة ویبعدوها عن طریق الکمال الإنسانی، فإن تلک الأمة محکوم علیها بالفشل لأن المرأة هی مربیة النساء والرجال المحترمین وإذا خلت الأمة من الرجال والنساء الشرفاء والعلماء فانها ستتعرض للهلاک 15/5/1980. و الأسرة من وجهة نظر الإمام الراحل هی المکان الأول والأهم لتربیة الإنسان وهی مکان وبؤرة ظهور العواطف الإنسانیة، وهی الدعامة الأساسیة للمجتمع. وإذا استطاعت المرأة فی المجتمع أن تبلغ العلم والمعرفة والکمال الروحی والأخلاقی الذی جعله الله عز وجل والدین السماوی متساویًا بین جمیع البشر، ستکون تربیة الأبناء أفضل وستکون البیئة الأسریة أدفأ وأنقى وأنظف. وبالتالی سوف یحقق المجتمع تقدمًا أکثر. وأکد الإمام الخمینی (رضوان الله علیه) أن حضن الأم هو أعظم مدرسة یتربى فیها الطفل، فما یسمعه الطفل من أمه یختلف عما یسمعه من معلمته، والطفل فی حضن الأم یتربی أفضل من مما یکون قرب الأب او حتی بجوار المعلم، ویعزو الإمام الاضطرابات والمشاکل التربویة التی یعانی منها المجتمع هو بسبب انفصال الطفل عن أمه والذی تکون من تداعیاته ظهور الکثیر من العقد النفسیة لدی الأطفال. فالأطفال المنفصلون عن أمهاتهم ولم یروا حب وحنان أمهم، یصبحوا معقدین وهذه العقد هی مصدر جمیع المفاسد التی تواجهها البشریة، وهذه الحروب التی تحدث وکل هذه السرقات والخیانات هی من تداعیات هذه العقد النفسیة. ومن أجمل کلمات الإمام الخمینی (قدس سره) الجدیرة بالتأمل هو انه اعتبر المرأة مظهرًا لتحقق آمال البشریة، وأکد بأن الرجل یعرج الی العلی من حضن المرأة وهذه المرأة هی مکان تریبة وبناء الرجال والنساء العظماء 17/5/1978 م. وللمرأة من وجهة نظر الإسلام، دور حساس فی بناء المجتمع الإسلامی والإسلام ینهض بالمرأة إلى الحد الذی تستطیع من خلاله أن تستعید مکانتها الإنسانیة فی المجتمع وتخرج من کونها مجرد شیء عادی، وبموجب هذا النمو تستطیع أن تتحمل مسؤولیات فی هیکلیة الحکومة الإسلامیة 10/11/1978 م. وبطبیعة الحال، إن الوجود الاجتماعی للمرأة مقید بشرط مراعاة العفة، وبعیدًا عن تشییء المرأة. فی النظام الإسلامی، یمکن للمرأة کإنسان أن تشارک بفاعلیة مع الرجل فی بناء المجتمع الإسلامی، ولکن لیس کشیء، ولا یحق لها أن تحط من نفسها إلى هذا الحد، ولا یحق للرجل الحق فی التفکیر بها بهذه الطریقة. 9/11/1979 م «لکن للأسف فی العصر الحدیث وفی الدول النیولیبرالیة، بدلًا من إعطاء المرأة مکانتها الحقیقیة التی تناسب شأنها، نشهد تزایدًا سوء المعاملة والعنف ضدها وخاصة فی المجتمع وذلک بأسم الحریة والدفاع عن حقوق المرأة. وفیما یتعلق بالمشارکة السیاسیة للمرأة، أکد سماحة الإمام على أهمیة أنه «فیما یتعلق بحقوق الإنسان، لا یوجد فرق بین الرجل والمرأة، فهو یعتبر أن للمرأة الحق فی التدخل فی مصیرها». 12/11/1978 م «للمرأة حق التدخل فی السیاسة وهذا واجب علیها». 17/09/1979 م «یجب أن تکون المرأة مع الرجل فی الأنشطة الاجتماعیة والسیاسیة، بالطبع، مع مراعاة ما جاء به الإسلام، على المرأة الیوم أن تؤدی واجباتها الاجتماعیة، وواجباتها الدینیة، وأن تحافظ على الحیاء العام، وفوق ذلک الحیاء العام فی الأنشطة الاجتماعیة والأمور السیاسیة «19/05/1987 م. وبینما کان سماحته یقدر ویثمن دور المرأة فی العمل وفی الحیاة الزوجیة، کان یفتخر بالنساء الحاضرات والناشطات فی المشهد الثقافی والاقتصادی والعسکری ویعملن إلى جانب الرجال أو أفضل منهم فی سبیل الإسلام ومقاصد القرآن 5/6/ 1989 م. فی الواقع إن عقیدة الإمام الخمینی وفکره وممارسته فریدة من نوعها. وکلمات سماحته فیما یتعلق بالمرأة والأسرة وأسلوب حیاته العائلی واستعراض ذکریات زوجته المکرمة وبناته المحترمات تبین إصراره وإیمانه الجاد بتعزیز دور ومکانة المرأة والأسرة فی جمهوریة إیران الإسلامیة کرمز دینی للحکومة الاسلامیة. والحمد لله، بعد أن تولى الإمام آیة الله الخامنئی قیادة الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة، تم مواصلة هذا النهج الصحیح المبنی على تعالیم الإسلام، حیث أولى سماحته دائمًا اهتمامًا خاصًا بقضیة المرأة والأسرة واعتبرها قضیة أساسیة ومن القضایا الأولى فی البلاد. | ||||
الإحصائيات مشاهدة: 87 تنزیل PDF: 22 |
||||