رئیس الجمهوریة فی کلمته فی الدورة الـ 78 لأعمال الجمعیة العامة للأمم المتحدة | ||||
PDF (2250 K) | ||||
یجب علی زعماء و قادة العالم و منظمة الأمم المتحدة ان یدرجوا احترام مکانة العوائل الأضیلة فی جدول أعمالهم و أولویاتهم/ العالم فی العصر المصیری یمر نهجا غیر صالح للعودة فی التوجه الی النظم الدولی الحدیث/ النظام المعتمد علی التمییز العنصری هو الوحید الذی لیس جدیرًا ان یکون شریکًا للسلام/ المنهج العلمانی الدموقراطی الذی کان یقصد ان یصبح قدوة للعالم، أصبح عبرة و تقارب الی نهایة الطریق. و جاء فی کلمة رئیس الجمهوریة الدکتور رئیسی فی الدورة الـ78 لأعمال الجمعیة العامة للأمم المتحدة:
بسم الله الرحمن الرحیم
قال الله الحکیم فی کتابه العزیز: فَبَشِّر عِبادِ الذینَ یَستَمِعونَ القول فَیتبعونَ أحسَنَهُ (سورة زمر، آیة 18- 17). سیادة الرئیس أهنئ انتخاب سیادتکم رئیسا للدورة الـ78 للجمعیة العامة للأمم المتحدة. منذ العام السابق حینما تحدثتُ معکم من هذا المنبر لیومنا الحاضر، شهد العالم أحداثا و مستجدات هامة سواء مرة أو حلوة. ما یضمن مستقبلا زاهرا بالنسبة الی المجتمع البشری هو التفات الی القیم الالهیة الراقیة التی تهدی البشر الی الاستکمال و الکرامة و من هو أفضل من کلام الله المجید الذی یقدر ان یقوم بتعریف الانسانیة و القیم النبیلة لبناء البشر؟ الحضار المحترمین، السیدات و السادة القرآن المجید کلام الله تعالی و کتاب الذی یدعو البشر الی العقلانیة و المعنویة و العدالة و الاخلاق و نهج الحق و ان الارکان الثلاث فی المصحف الشریف هی التوحید و العدالة و الکرامة و هی تضمن سعادة الانسان. ماذا قال القرآن الکریم الذی أثار غضب و کراهیة المتغطرسین و أصحاب السلطة و الثراء؟ فحوی کلام القرآن المجید هو التجنب عن الظلم و نبذه و بناء العالم علی أساس الکرامة و العظمة و یتحدث هذا الکتاب الشریف عن وحدة البشر و ان جمیع سکان الارض متساوون کالاخوة و الاخوات و کلهم من أب واحد و أم واحدة و یری القرآن الکریم ان الانسان ممثل و خلیفة الله تعالی فی الارض و یدعم مکانة العائلة و یری ان الطفل هو أمانة الله تعالی للوالدین. و فحوی المصحف الشریف متمثلة فی التزام بالعهود و حفظ الأمانة و الصدق فی العلاقات و الترابط و خدمة المعوزین و البائسین و المحرومین و مکافحة الفقر و الفحشاء و اللاعدالة. هل هذه هی المرة الاولی التی یُحرق کلام الله تعالی و یزعمون انهم قطعوا صوت الملکوت؟ هل انتصر فرعون و نمرود و قارون علی أنبیاء الله ابراهیم و موسی و عیسی علیهم السلام؟ یرفض القرآن الکریم اساءة لمعتقدات الآخرین و یری ان احترام ابراهیم و موسی و عیسی هو نفس احترام سیدنا محمد علیهم الصلاة و السلام. کما قال عزَّ من قائل: وَ مَا أُوتِیَ مُوسَى وَ عِیسَى وَ النَّبِیُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَیْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ. هذه مفاهیم و تعالیم نبیلة و سامیة و ملهمة و مصنعة للانسان و المجتمع و الحضارة و لایمکن حرقها اطلاقا. سیادة الرئیس اسلام فوبیا و التمییز العنصری الثقافی یظهر بعدة نماذج کاحراق القرآن العظیم و منع ارتداء الحجاب فی المدارس و عشرات نماذج من التمییز التی لاتلیق بانجازات الانسان المعاصر. نری کسائر المؤمنین و المنادین للحریة ان احترام الدیانات الالهیة یجب ان یکون فی ضمن الآلیات الدولیة و تضمن منظمة الامم المتحدة أیضا احترام الدیانات السماویة. الی جانب اسلام فوبیا، نری الیوم الحرب ضد العائلة أیضا. العائلة أعرق و أقدم تراث بشری و أکثره اصالة و فطرة للبشر و الیوم مهددة للخطر. صون مکانة العائلة و الزواج حقیقة عالمیة و یجب ان یکون فی جدول أعمال العالم المشترکة. یجب علی زعماء و قادة العالم و منظمة الأمم المتحدة ان یدرجوا احترام مکانة العوائل الأضیلة فی جدول أعمالهم و أولویاتهم. أصحاب السیادة السیدات و السادة العالم فی العصر المصیری یمر نهجا غیر صالح للعودة فی التوجه الی النظم الدولی الحدیث و هذا النهج غیر قابل للعودة الی الوراء. النظام المعتمد علی التمییز العنصری هو الوحید الذی لیس جدیرا ان یکون شریکا للسلام. المنهج العلمانی الدموقراطی الذی کان یقصد ان یصبح قدوة للعالم، أصبح عبرة و تقارب الی نهایة الطریق. و بعبارة أخری ان مشروع بسط القیم الأمیرکیة فی العالم انهزم تماما. بما ان مقاومة و صحوة الشعوب العالمیة أکثر بالنسبة الی أی زمن ماضٍ مؤمل لکی یسود نظم جدید و عادل علی العالم. الموضع المفتاحی للنظم العالمی هو نبذ السلطة العالمیة و استبدلها بالتعاون و الشراکة. ان جمیع شعوب العالم بما فیها شعوب غرب أسیا شعر بمعنی الدموقراطیة الغربیة بشکل حقیقی و هذا اسم للانقلاب العسکری و الاحتلال و الحرب قائلا: المنهج العلمانی الدموقراطی الذی کان یقصد ان یصبح قدوة للعالم، أصبح عبرة و تقارب الی نهایة الطریق. تری الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة ان أولویة المنطقة تتمثل فی الوحدة الاسلامیة و التنمیة الجماعیة و لاریب ان استدامة الامن و الثبات رهین بالعمل الجماعی و تضافر الجهود و هذه طریقة وحیدة لسعادة منطقة غرب أسیا. یفتخر الشعب الایرانی انه لعب أکثر الدور لتنویر الأفکار و رفع النقاب عن وجه السلطویین شرقًا و غربًا بفضل الثورة الاسلامیة المجیدة و لعب دورًا حاسمًا فی تخییب آمال نظام الهیمنة بالتعاون مع الشعوب الأخری فی منطقة غرب أسیا. تدعم الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة أقصی التعاون الاقتصادی و السیاسی و ترید تعزیز التعامل مع کافة أرجاء العالم بناء علی العدالة. فی حین بعض الدول المستقلة فی العالم تتخذ خطوات نحو التعاون الأوثق و الأکثر، نشهد سعی بعض القوی لإشعال نار الصراع فی مختلف المناطق. انهم یریدون تکتلات العالم الجدیدة تأسیًا من الحرب الباردة و هذا الحراک رجعی و یضرر لأمن و رغد و رفاهیة الشعوب. تری الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة بحزم انه یجب ان لایُسمح ان یتکون شرقًا و غربًا جدیدًا. زعزعة الأمن فی الممرات التجاریة و منع النمو الاقتصادی للدول المستقلة و الحروب بالوکالة فی أسیا و أوروبا جزء من هذه السلاسل الشؤومة. السیدات و السادة فی زمن الذی ترید القوی الکبری ریادة العالم نحو الحروب بشکل أکثر، اقترحت الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة سیاسة الجوار و التعاون و التلاحم. سیاسة حسن الجوار سیاسة مدعوة الیها للمنطقة و بناء علی هذه الرؤیة هناک تعاون وثیق و تعزیز الأواصر البنی التحتیة فی جدول الأعمال و تمد الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة یدها نحو الدول الصدیقة و هی دولة جارة مستقلة و قویة للمنطقة. تستعد الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة ان تشترک امکانیاتها الواسعة لخفض تداعیات التغیر المناخی و نقل و انتاج الطاقات النظیفة الی الدول الأخری. نرید ضمان الأمن المستدام عبر التعاون الاقلیمی بعیدًا عن التدخلات الأجنبیة. علی المستوی الأمنی سیاسة حسن الجوار تبنی علی أساس ضمان الأمن المستدام عبر التعاون الاقلیمی و منع التدخلات الخارجیة من منطقة القوقاز الی الخلیج الفارسی ان تواجد القوات الأجنبیة لیس سببًا للحل بل جزء من الأزمة. نری ان أمننا جزء من أمن المنطقة. بفضل ارشادات و توجیهات سماحة الامام خامنئی قامت المقاومة بمواجهة الاحتلال و الارهاب و سجلت عصرًا جدیدًا فی المنطقة. أرض ایران لها فرص واسعة للاستثمار و أولویة الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة هی التعاون الاقتصادی و لهذا فرصة سعیدة لدول المنطقة و العالم برمته. رؤیتنا الی المستقبل و العالم ینتظر قدوم المنجی الذی وعدته الدیانات الالهیة و ستصبح العدالة عالمیة و ان الأرض یرثها عباد الله الصالحون و العالم ینتظر هذا الیوم. أشکرکم لحسن الإصغاء | ||||
الإحصائيات مشاهدة: 228 تنزیل PDF: 70 |
||||