دبلوماسیة الطعام (الدبلوماسیة الطهی) وأهمیتها فی الدبلوماسیة العامة | ||||
PDF (2064 K) | ||||
دبلوماسیة الطعام (الدبلوماسیة الطهی) هی واحدة من أنواع الدبلوماسیة الثقافیة وتصنف ضمن الدبلوماسیة العامة. تُعرف دبلوماسیة الطعام على أنها استخدام الطعام والطهی کأداة لخلق تفاهم ثقافی وتعزیز التفاعل والتعاون بین الثقافات، بهدف تطویر العلاقات والتواصل بین الشعوب. بهذه الطریقة، تسعى الحکومات بالتعاون مع منظمات غیر حکومیة لتعزیز الهویة الوطنیة لبلدها باستخدام الطعام والنکهات على المستوى الدولی. الأساس الذی تقوم علیه هذه الدبلوماسیة هو الطعام نفسه. الطعام هو واحدة من جوانب الحیاة المشترکة بین جمیع البشر على مر العصور ویمکن استخدامه کأداة فعالة للتواصل بین الأمم وبدء حوارات وتبادل ثقافی بغض النظر عن العرق والجنسیة. تعتبر هذه الدبلوماسیة طریقة فعالة لتحقیق الأهداف الدبلوماسیة من خلال وسائل غیر مباشرة ولکن بفعالیة عالیة. لقد جذبت هذه الطریقة الجدیدة اهتمامًا متزایدًا فی السنوات الأخیرة، ولکنها تم طرحها لأول مرة فی بدایة القرن الواحد والعشرین. أنتونی بوردین، وبول راکوور، وسام شابل هم أبرز وأکثر العلماء تأثیرًا الذین سعوا إلى تطویر هذا المفهوم وتعزیزه فی الأدب الأکادیمی. تمتلک کل دولة أسالیب طهی فریدة لها، ویُعتبر هذا التنوع فی طرق إعداد الطعام جزءًا من تراثها الثقافی. بالإضافة إلى ذلک، تشترک الدول التی تقع فی مناطق جغرافیة مشابهة فی تقالیدها الغذائیة، مما یجعلها تشترک فی العدید من الأطعمة والأذواق. استخدمت العدید من البلدان هذه الدبلوماسیة فی وزارات الخارجیة والسفارات، وأهمها تایوان، سنغافورة، تایلاند، کوریا الجنوبیة، الیابان، إندونیسیا، مالیزیا، بیرو، الولایات المتحدة، أسترالیا، وبلدان اسکندنافیة. تشیر الأدلة المتاحة من تجارب السیاح الأجانب الذین زاروا إیران إلى أن إیران لدیها إمکانیات کبیرة لاستخدام دبلوماسیة الطعام. بالإضافة إلى ذلک، تراث الطهی الإیرانی القدیم والجذور العمیقة تجعلنا نلقی نظرة خاصة على هذه الإمکانیات فی تعزیز الدبلوماسیة الثقافیة والعامة لجمهوریة إیران الإسلامیة على الساحة الدولیة. إلى جانب جمیع النقاط المذکورة حتى الآن، یجب مراعاة أن استخدام دبلوماسیة الطهی لدیه مزایا رئیسیة یمکن الاستفادة منها بسهولة فی جمیع البلدان، حتى فی البلدان التی لیس لدیها علاقات ودیة قویة مع جمهوریة إیران الإسلامیة أو التی تفرض قیودًا على الأنشطة الدبلوماسیة دون أن تثیر حساسیة فی المؤسسات الحکومیة والشعب. على الجانب الآخر، یجب الانتباه إلى أن العادات الغذائیة تؤثر بشکل کبیر على الأفراد کعناصر تکوین المجتمعات. هذا یعنی أن تغییر العادات الغذائیة سیؤدی بالتأکید إلى تأثیرات اجتماعیة. یظهر أهمیة ذلک عندما نعلم أن متوسط 13 إلى 14٪ من إجمالی عمر الإنسان یتم قضاؤه فی تناول الطعام والشراب. لهذا السبب تسعى الدول الاستعماریة مثل الولایات المتحدة إلى إقامة سلاسل مطاعم أمریکیة فی جمیع أنحاء العالم بجهد کبیر ودعم ملموس لتعزیز أسلوب طهیها فی مجتمعات مختلفة. هناک عبارة مشهورة تقول: "إذا کنت ترید أن تهزم أمة ما، لا حاجة لتغزیتها عسکریًا، فقط قم بتعزیز العادات الغذائیة غیر الصحیة فی تلک البلد." هذه العبارة المشهورة تظهر مدى تأثیر الحرکات الثقافیة باستخدام موضوع الطعام فی البلدان. لذلک، یجب اتخاذ التدابیر اللازمة وتوفیر البیئة المناسبة لتعریف المزید عن الطهی الإیرانی فی العالم وتعزیزه.
هدر المواد الغذائیة وتأثیره على الاقتصاد والبیئة إن إجمالی إنتاج المواد الغذائیة فی العالم یبلغ 6 ملیار طن سنویاً، وهذا فی حین یتم هدر 1.6 ملیار طن من الطعام سنویاً فی العالم. من بینها، تبلغ قیمة الفاقد الغذائی فی البلدان المتقدمة 680 ملیار دولار سنویاً، وفی البلدان النامیة تصل إلى 310 ملیار دولار. تؤدی هذه الفاقد إلى تهدید نظام التغذیة وسلسلة تأمین الطعام للأفراد، بالإضافة إلى التأثیرات البیئیة والاقتصادیة والاجتماعیة. بالإضافة إلى ذلک، یمکن أن یکون تقلیل هدر المواد الغذائیة له تأثیرات إیجابیة على البیئة. على سبیل المثال، انظر إلى التأثیرات التالیة: من خلال منع هدر کل طن من المواد الغذائیة، سیتم تقلیل انبعاث 4.2 طن من ثانی أکسید الکربون. إذا نظرنا إلى أثر ثانی أکسید الکربون الناتج عن هذا الهدر، فإننا نصل إلى رقم 3.3 ملیار طن، مما یشیر إلى أن هدر المواد الغذائیة هو المصدر الثالث لانبعاث ثانی أکسید الکربون فی العالم بعد الولایات المتحدة والصین. بالنظر إلى أثر هذا الهدر على میاه الشرب، نجد أنه یبلغ 250 کیلومتر مکعب. هذا المقدار یعادل کمیة المیاه التی یتم سحبها سنویاً من نهر الفولجا (أطول نهر فی أوروبا) أو خمس مرات کمیة المیاه التی یتم سحبها سنویاً من نهر أروند فی إیران. من الجانب الآخر، یمکن أن یلوث هدر المواد الغذائیة الأرض بمساحة تبلغ 1.4 ملیار هکتار، وهذا المستوى یعادل 30٪ من الأراضی الزراعیة فی جمیع أنحاء العالم. بالإضافة إلى الأمور المذکورة، یجب أیضًا أن نضیف تأثیرات هذا الهدر على تهدید تنوع الأنواع الحیوانیة والطیور والأسماک والنظامین البیئیین. إذا نظرنا إلى الجانب الاقتصادی، یمکننا القول أن القیمة الاقتصادیة لهذا الهدر یقدر بناءً على قیمة المنتجات المفقودة بحوالی 750 ملیار دولار. هذا المبلغ یعادل الناتج المحلی الإجمالی لبلد مثل سویسرا وأقل من مضاعفتی الناتج المحلی الإجمالی لإیران. توجیه الثقافة وتعلیم المستهلکین حول استخدام المواد الغذائیة یمکن أن یساهم بشکل کبیر فی تقلیل هذه الإحصائیات المثیرة للقلق بشأن هدر وهدر المواد الغذائیة. زیادة استهلاک الأطعمة الجاهزة بدون توجیه واضح للأعضاء فی الأسرة وحضور العناصر البشریة فی المطاعم بسبب عدم وجود خبرة فی تحضیر الطعام بشکل جدید ومعلمات سریعة یؤدی أیضًا إلى هدر الطعام وتغییر الذائقة والثقافة العامة للأسر. | ||||
الإحصائيات مشاهدة: 233 تنزیل PDF: 114 |
||||