کلمة فی رحیل النور | ||||
PDF (382 K) | ||||
أن تکون خمینیاً یعنی أن تکون إنساناً قادراً على التغییر.. ملیئاً بالأمل والتفاؤل، بعیداً عن الیأس والإحباط.. أن تکون خمینیاً یعنی أن لا یحمل قلبک إلا الحب لإخوتک فی الدین، والإشفاق على التائهین من الناس، والصبر فی مواجهة المبلسین.. أن تکون خمینیاً یعنی أن تکون إلهیاً فی کل حرکة وسکون، فیکون الله عینک التی تنظر بها، ولسانک الذی تخاطب به، ویدک التی تبطش بها، ورجلک التی تسعى بها، وأن لا یعمر قلبک إلا الله.. والخمینی لیس شیئاً أکثر من عبد أخلص لله فجرت ینابیع الحکمة من قلبه على لسانه، فکان الرجل العملاق فی کل المیادین التی دخلها.. لذا فلیس من المستحیل أن یکون کل واحد منّا خمینیاً آخر کلما أخلصنا لله، وکان همنا الإصلاح من أنفسنا وممن حولنا. إن من برکات هذا العبدِ الصالح علینا أن أخرجنا من حب الذات والأهل والأصحاب، إلى حب کل الناس على اختلاف مذاهبهم وتیاراتهم، فثورة العرفان التی قادها لم یقدمها إلى أهله وبلده، ولا إلى أبناء دینه ومذهبه، بل قدمها إلى کل الوجود.. إلى قم.. إلى ترکیا.. إلى العراق.. إلى فرنسا.. ومن على الکرسی الموشح بالنور فی حسینیة جماران قدم ثورة العرفان والإیمان إلى کل العالم، حتى بعث بها إلى قلب الشیوعیة المیت فی روسیا. کل ذلک لماذا یا ترى.. هل لدکتاتوریة فی نفسه؟ هل لأنانیة فی شعوره؟ حاشى ذاته الإلهیة أن تکون کذلک.. النازیة والفاشیة البالیة عندما قادها هتلر، صدرها للعالم بالقبضات الحدیدیة، بالدمار الشامل، بالقتل والحرق، بالتصفیة العرقیة.. لکن إمامنا الخمینی قدم ثورة العرفان بقلب محب.. وروح مشفقة، وصبر منقطع النظیر، عبر کلمات من نور، ومواقف من حکمة، وعمامة سوداء تختزن میراث الأنبیاء وحملة الرسالات من الهداة الصالحین. کان قلبه یحترق فی سبیل الأمة والعالم، کان یتلوى ألماً لمشهد جائع هنا، ومستضعف هناک.. لأنه ینظر بعین الله.. تلک التی لا تنظر إلا رحمة للعالمین. ومن هذا القلب تکونت قلوب أبناء الإمام وأتباعه، فکانوا دعاة الأخوة والتلاقی والتسامح وحب الخیر للعالم کله.. فلا یمکن لأحد أن یدعی الإنتماء لخط الإمام ومنهجه وفی قلبه حقد على أحد من الناس، أو بغض للآخرین.
| ||||
الإحصائيات مشاهدة: 258 تنزیل PDF: 105 |
||||