منذ ما یُقارب العقد من الزمان، تم الاحتلال السعودی – الإماراتی للیمن السعید، وکانت المرأة الیمنیة ضحیة التجاوز الأثیم على مقدّرات هذا البلد المقاوم، فالمرأة هناک، سجّلت وشارکت مشارکة فاعلة فی مواجهة المعتدین، وذلک فی أداء رائع من التوفیق بین ما اشتهرت به من المحافظة والالتزام بالأعراف الإسلامیة، وبین المشارکة السیاسیة الناشطة فی شتى المواقف المسؤولة لمواجهة العدوان الغاشم، وقد أظهرت المرأة الیمنیة للعالم أجمع، الحضور الکبیر فی سوح الاحتجاجات والمقاومة الفاعلة، بکثافة یقلّ نظیرها فی البلدان المسلمة، فبالإضافة إلى وعی النساء الیمنیات لأهداف الثورة الیمنیة الباسلة لإسقاط النظام العمیل، والحدّ من التدخّل الخارجی عن فی مُقدَّرات الیمن، والدفاع عن مصیر الشعب الثائر، وهی فضلاً عن ذلک، لها تطلّعات أصیلة فی إصلاح واقع المرأة وأوضاعها التی کانت تعانی منها فی العهد الماضی، من مشاکل اجتماعیة عدّة، بفعل سوء الإدارة، حیث ازدیاد ظاهرة الطلاق، وازدیاد حالة العنوسة، وقِلّة التعلیم، وتصاعد ظاهرة العنف، وانتشار الظلم الاجتماعی ضد المرأة، فی ظل عدم وجود القوانین التی تحمی المرأة، ومنحها الحقوق الکاملة.

والحقیقة، منذ الیوم الأول لقیام الثورة فی الیمن، تمکّنت المرأة الیمنیة من تحطیم المفاهیم الخاطئة التی تبخس النساء الیمنیات حقّهنّ فی ممارسة دورهن الثقافی والاجتماعی عبر المظاهرات الکبیرة التی قامت بها النساء المجاهدات، وتوفِّر أصوات النساء فی أغلب التکتّلات واللجان الثوریة.

ولا شکّ إنّ ذلک الحضور لم یکن هامشیاً أو شکلیاً، بل کان تواجداً فاعلاً فی إبراز عظمة الثورة وفاعلیتها لإسقاط النظام الجائر، ولم تکن تتحقّق منجزات الثورة، إلّا بمشارکة المرأة الیمنیة المجاهدة.

ولم تزل المرأة الیمنیة تحتفظ بهذا الدور الجوهری، والحؤول دون مصادرة الإنجازات التی تحقّقت للمرأة بعد الثورة، من خلال محاولات مشبوهة لتقلیل من المنجزات التی حصلت للمرأة فی الیمت، فی سبیل الولوج فی العملیة السیاسیة، والحیاة الاجتماعیة، فضلاً عن فتح المجالات العِلْمیة حتى تصبح المرأة الیمنیة قادرة على ممارسة الدور الفاعل فی مجال التربیة والتعلیم، والمشارکة الواسعة للنساء الیمنیات فی النهضة الإسلامیة الفاعلة هناک، فالنساء الیمنیات یُساهمن فی مقدّرات الیمن المصیریة، وهنّ فی طلیعة النشاط السیاسی والاجتماعی، وفی الصفّ الأوّل فی مواجهة التحدیات الاستکباریة والغربیة التی تحاول بکلّ السُبُل، التدخّل فی شؤون الشعب الیمنی المجاهد الذی یحاول الاحتفاظ باستقلاله، وعدم الاستجابة للتدخّلات الأمریکیة والسعودیة، لمنع النساء الیمنیات المسلمات، من دعم وتطبیق الشریعة الإسلامیة، فی عموم بلاد الیمن، خاصة أنّ للمرأة هناک، رغبة قویة، وإرادة فاعلة للمساهمة فی مختلف النشاطات السیاسیة والاجتماعیة والثقافیة التی تهمّ المجتمع الیمنی المسلم.

فالمرأة الیمنیة تعتقد بأنّ الرؤیة الإسلامیة للمرأة بصورة عامة، ترى ضرورة مشارکتها فی مختلف المجالات والشؤون الحیاتیة والسیاسیة والاجتماعیة الهامة، هذا فی وقت کان، للنساء الیمنیات کلّ الفخر فی مواجهة أذناب الاستکبار، ومحاولاتهم الوقحة لترکیع الشعب الیمنی المجاهد، وهو الذی یعتقد اعتقاداً راسخاً، بأنّ الإسلام دین المحبّة والرحمة والإخاء، والیمنیات یؤکدن ضرورة الحضور الواسع لهنّ، لإسقاط کلّ المحاولات الإثمة للإستکبار العالمی وعملائه فی المنطقة لتفتیت الوحدة لدى الشعب الیمنی المتماسک، ومن الشعارات التی یرفعها الشعب الیمنی، وبالخصوص نساؤه الواعیات: یا شعبنا الثائر سنقلع کلّ الفاسدین، لنعید مجدنا التلید، وبناء الیمن الجدید، لأوّل مرّة فی العالم، القانون الجائر یمنح حصانة للقتلة والمجرمین، نعم للحقوق الشرعیة للمرأة المسلمة، المرأة الیمنیة، شریک فاعل فی التغییر السلمی، وبناء الدولة المدنیة الحدیثة، فتاوى علماء السلطة غیر شرعیة، للیمنیات حضور واسع لأسقاط الدکتاتوریة، إرادة الشعوب لا تُقهَر، فلتفرّوا یا بقایا النظام البائد، إهربوا یا بقایا النظام المنهار، لا للتدخّل السعودی المفضوح، مستمرّون فی احتجاجاتنا حتى تحقیق جمیع مطالبنا وبدون استثناء، وبشّر القاتل بالقتل ولو بعد حین، محاکمة رموز الظلْم، مطالب واعیة للنساء الیمنیات، ینبغی محاکمة عصابة التمرّد فی الیمن، النساء الیمنیات یداً بید من أجل الثورة على الأعداء والعملاء، الموت دون المذلّة، النهضة الإسلامیة فی الیمن حملتها أکفّ الیمنیات، من نصر إلى نصر، إرحلوا یا عملاء، إنطلاقة محمودة نحو یمن جدید، المرأة الیمنیة هی الداعمة للرجل والمساندة له لتحقیق النصر المًؤزّر على الأعداء، شهدائنا ماتوا أحراراً، لن ننساکم یا شهداء.

والنساء الیمنیات، صغاراً وکباراً، شابّات وعجائز، یُمارسن دورهن فی المجالات الاقتصادیة والثقافیة والعسکریة، کالرجال أو أفضل منهم، هذا وینبغی معرفة الأمّة، بدور المرأة الیمنیة المسلمة فی تطوّر مجتمعها، ومشارکتها الفاعلة فی التشکیلات الثقافیة والسیاسیة، والنشاطات العِلْمیة، والخدمات المهمّة، والإرتقاء بمستوى العلوم النافعة والمعارف المفیدة، وأیضاً الوقوف ضدّ الأعداء، فی الداخل والخارج، وفی جمیع الحقول والمیادین التی یکون وجودها فیها فاعلاً، فیجب على النساء الیمنیات والحال هذه، المحافظة على هذا السمو الروحی، وأن یمارسن دورهن فی القضایا الاجتماعیة، والنشاطات السیاسیة المُتعلِّقة بهن.

ویجب أن یکون تمسّک المرأة الیمنیة بالمبادئ الإسلامیة والصلاة، الشعار الأول لها، وعلیها أن تؤدی وظیفتها الاجتماعیة والتزاماتها الدینیة، حقّ الالتزام، مع الاحتفاظ بالحیاء، وفی ظل العفاف، خاصة وإنّ الإسلام لا یمانع من مشارکة المرأة فی مختلف الأنشطة السیاسیة والدینیة والعِلْمیة والثقافیة والاجتماعیة، بل ویقوم بتشجیعها على هذا المهام الرفیعة، مع الالتزام بالحجاب والحدود الدینیة، کیف لا والمرأة تُعتَبَر نصف المجتمع، وتمتلک قُدُرات لا یُستَهان بها لتنمیة البناء الاجتماعی بمفهومه الحقیقی والواسع .

إنّ المشارکة الفاعلة للمرأة الیمنیة فی النهضة الحالیة، تثیر الإعجاب والتقدیر، نظراً للظلم الذی لاقته خلال فترة طویلة من التحجیم والتهمیش وهضْم الحقوق المُباحة بالتوافق مع الأنظمة المشبوهة، والشیوخ العملاء والسائرین تحت ظل الأنظمة المتعاملة مع الحکّام السعودیین وقوى الاستکبار العالمی، ولا ریب أنّ هناک نساء یمنیات داعیات ومُطالبات بحقوق المرأة المسلوبة منذ أحقاب، فی غیاب القضاء السلیم، وهی حقوق ضمنها الدستور والقانون والشرْع الإسلامی فی ظل التقالید المتوارَثة من الأجداد، ولابد من الاحتکام للشرْع المقدّس، حیث یسیر عموم الشعب الیمنی فی رعایته من مئات من السنین، ولم یزالوا مُتّبعین قوانینه العادلة، وبالرغم من الهجمة الأمریکیة السعودیة الشرسة على الیمن، فإنّ المرأة الیمنیة الواعیة، کأخیها الرجل، لم یستسلما للضغوط، وقرّرا المقاومة حتى ترکیع المعتدین، وما المشارکة الفاعلة فی ذکرى استشهاد القیادی الیمنی الکبیر الصمّاد، إلّا دلیل ملموس على عدم الرکوع للعدوان مهما کان الثمن باهضاً.