کلمة وزیرالثقافة والارشاد الاسلامی بمناسبة النیروز ربیع الطبیعة ، فرصة قیمة لتنامی الدبلوماسیة الثقافیة | ||||
PDF (462 K) | ||||
محمد مهدی اسماعیلی وزیر الثقافة و الارشاد الاسلامی الربیع على الابواب، والنیروز حکایة انتصارالربیع.. والانتقال الى السنة الشمسیة الجدیدة مع تحول الطبیعة ، وتخطی مقاومة الشتاء القارص والصعب، وعودة الحیاة الى احضان الطبیعة؛ هو بمثابة إتاحة الفرصة للانسان لإستحضار یوم البعث، ووعی قدرة الخالق جلّ و علا ، و بذل ما بوسعه فی تحوّل النفس و اصلاح ابعاد وجوده ، سواء المعنویة و المادیة و الفکریة و الشخصیة و الاجتماعیة . ان الدعاء الشریف “ یا مقلب القلوب و الابصار ، یا مدبر اللیل و النهار ، یا محول الحول و الاحوال ، حول حالنا الى أحسن الحال “ ، المتأصل فی الثقافة العریقة و المفعم بمعنویات الشعب الایرانی المسلم العظیم الذی یتمتم به کل عام مع بدء السنة الجدیدة ؛ یکتنز اعمق المفاهیم فی التفاؤل والرجاء وتحقق التحول، و یلفت الى المنزلة الرفیعة التی تتسم بها الاهداف و التطلعات فی نمط الحیاة الایرانیة ـ الاسلامیة . النیروز الذی یشکل فرصة للتحول و تحقیق الاحسن والافضل ، هو عبارة عن آداب و طقوس عریقة، وهو أحد مقومات الهویة الثقافیة و تراث الامة الایرانیة المتعدة الاعراق، وهذا العید باعتراف الکثیر من الادباء و الباحثین والمستشرقین هو أرقی وافضل من جمیع المهرجانات الاخری التی تحتفل بها شعوب العالم . علماً أن الاحتفال بالنیروز وبقاءه حیاً خالداً على مرّ العصور، لیس ولید عقد موقّع ، او احتفال قسری بدوافع سیاسیة .. النیروز هو احد مظاهر القدرة الالهیة ، و نداء متجدد، ونشوة الحیاة و الاحتفاء بها، ویوم انشراح الطبیعة و بهجة الانسان؛ التی تتجلى بأبهى صورها واشکالها فی جغرافیة إیران ومناخها. ان مرور الوقت ، واحداث التاریخ ، لیس لم تضعف من موقعیة هذه الآداب و الطقوس فحسب ، و إنما برهنت على حقیقة ان الاحتفال بالنیروز و احیاء عاداته و تقالیده ، یتمتع بأواصر وثیقة لا تعرف الانفصام ، و یتیح للانسان فرصة الابتعاد عن المساوىء و الانحرافات ، و المضی قدماً على خطى الخیر و العمل الصالح . یقول قائد الثورة الاسلامیة الحکیم ، سماحة آیة الله العظمى الخامنئی ( مدّ ظله الوارف ) ، فی احد نداءاته بمناسبة النیروز: کل المساوىء و الرذائل فی العالم وفی معترک الحیاة ، تعود الى المساوىء و القبائح الکامنة فی ذات الانسان . فاذا کان الانسان طیباً ستکون حیاته طیبة و سعیدة .. اذا لم یکن هوى النفس و شیطان الباطن حاکماً على اعمال الانسان ، سوف تسیر الحیاة وفقاً لقبول الحق تعالى ومرضاته، و یمضی الانسان الى هدفه ومبتغاه . و فی ضوء هذه المواعظ الحکیمة ، سیکون النیروز مبارکاً و متکاملاً ، حیث یستطیع الانسان ان یبنی روحه من جدید فی العام الجدید ، و ذلک بتوثیق الایمان بالله ، و اعتماد المثل الاسلامیة العلیا ، و السعی الصادق و المخلص فی النشاط الجسدی والمعنوی و المعرفة الالهیة. و فی ظل استحکام علاقة الانسان بالله القادر المتعال ، تصبح روحه و یمسی قلبه اکثر اشراقاً من قبل . نشکر الله القادر المنّان، الذی وفقنا ـ بفضل لطفه و کرمه ـ لأن نحیا النیروز هذا العام و تتاح لنا الفرصة بأن نشهد احتفال تحول الطبیعة، ونعی قدرة الحق تعالى وعظمته. و ان ما یحظى بالمزید من الاهمیة هو، أن نتحول نحن ایضاً ، بالتزامن مع تحول الطبیعة و ولادتها ، و نمضی بخطوات اکثر استحکاماً فی تعزیز المعنویات ، و ترسیخ عبودیة الحق تعالى ، و خدمة بنی الانسان. على صعید آخر، لابد من التأکید على أمر هام وهو، ان الکثیر من الطاقات و القدرات الاسلامیة ـ الایرانیة القیّمة بوسعها التمهید لتنامی العلاقات الثقافیة و تعزیزها. و فی هذا السیاق یعتبر ربیع الطبیعة، بما یختزنه من آداب و سنن عریقة ، و تأثیر الاواصر المشترکة الواسعة بین البلدان ، یعتبر فرصة قیّمة لإتساع الدبلوماسیة الثقافیة ، التی ینبغی استغلالها و الاستفادة منها على احسن وجه ، و ترسیخها بما یمهد الارضیة لتطویر العلاقات الثقافیة و التواصل الدولی . أخیراً ، نسأل الله تعالى وافر الصحة و المزید من التوفیق للقراء الکرام ، و ان تکون ایامهم حافلة باحسن الاحوال بمشیئة القادر المنّان .
ان مرور الوقت ، واحداث التاریخ ، لیس لم تضعف من موقعیة هذه الآداب و الطقوس فحسب ، و إنما برهنت على حقیقة ان الاحتفال بالنیروز و احیاء عاداته و تقالیده ، یتمتع بأواصر وثیقة لا تعرف الانفصام ، و یتیح للانسان فرصة الابتعاد عن المساوىء و ظالانحرافات ، و المضی قدماً على خطى الخیر و العمل الصالح. یقول قائد الثورة الاسلامیة الحکیم ، سماحة آیة الله العظمى الخامنئی ( مدّ ظله الوارف ) ، فی احد نداءاته بمناسبة النیروز: کل المساوىء و الرذائل فی العالم وفی معترک الحیاة ، تعود الى المساوىء و القبائح الکامنة فی ذات الانسان . فاذا کان الانسان طیباً ستکون حیاته طیبة و سعیدة .. اذا لم یکن هوى النفس و شیطان الباطن حاکماً على اعمال الانسان ، سوف تسیر الحیاة وفقاً لقبول الحق تعالى ومرضاته، و یمضی الانسان الى هدفه ومبتغاه . | ||||
الإحصائيات مشاهدة: 409 تنزیل PDF: 168 |
||||