کیف أحیت الثورة الإسلامیة فی إیران وعی المرأة من جدید؟ | ||
تحت الأضواء کیف أحیت الثورة الإسلامیة فی إیران وعی المرأة من جدید؟ إلهام هاشم أحیى انتصار الثورة الإسلامیة فی ایران قبل ما یقارب الأربعة عقود ، الأمّة الإسلامیة من جدید، وقد أعطى زخماً جدیداً للعالم الإسلامی. والیوم قد تحولت إعادة حیاة الإسلام من القضایا المثیرة فی علم السیاسة وقد خصص علماء علم السیاسة جزءاً کبیرا من القاموس السیاسی فی العالم ولاسیما الغرب بهذا الموضوع، قد تناول المفکرون والباحثون فی مجال السیاسة العالمیة کل حسب رؤیته إلى هذا التطور وقد طرحوا العدید من الآراء فی هذا الصدد. وما من شک أن ربیع النهضة الاسلامیة فی المنطقة والعالم، متأثر بالثورة الإسلامیة فی إیران والتعالیم الدینیة الإسلامیة التی أحیتها الثورة الاسلامیة المجیدة، وان هناک دور أساسی للمرأة فی مفرداتها، حیث یُعتبر أرضیة خصبة لإیجاد هذه النهضة واستمرارها. والجدیر بالذکر أن الثورة الإسلامیة قد طرحت نموذجاً جدیدا من النظام السیاسی على أساس ولایة الفقه، بالإتکاء على الدین الإسلامی، حیث یقول بتعددیة أدوار المرآة فی المجتمع والأسرة وأصبح عنصراً حیویاً فی تکوین الهویة الحقیقیة والجدیرة بالنساء، وأعاد طرح الإسلام من جدید فی مشهد الحیاة الإنسانیة. ویرى الکثیر من الباحثین وأصحاب الرأی فی ظاهرة الحرکات الإسلامیة المعاصرة أن الثورة الإسلامیة فی إیران هی من أهم العناصر فی تحریک ودفع مسار الصحوة والیقظة لدى المسلمین وزیادة النشاطات المؤثرة فی المجتمعات العربیة والإسلامیة. إنطلاقاً من أن الإمام الخمینی قد أسس وشید الثورة فی ایران. فإنه من الضروری أن نبحث عن مدى تأثر الحرکات الإسلامیة بالثورة الإسلامیة فی أفکار مفجر الثورة والنظام الفکری لقائد الثورة الإسلامیة. تناقش الدراسة هذه طبیعة الصحوة الإسلامیة ودور القیادة والولایة فی عرض صحوة الأمة الإسلامیة، مع التأکید على مکانة المرأة المسلمة فی إیجاد موجة الصحوة الإسلامیة. کما أن الإمام الراحل عمل ومنذ سنوات قبل إنطلاق النهضة على علاج ومعرفة جذور الظلم التی کانت تعانی منه المرأة وتمکن أن یعرف ویعرّف المکانة الحقیقة للمرأة فی المجتمع، وأخیرا فقد انتصرت الثورة الاسلامیة من خلال صحوة النساء اللواتی واکبن الرجال فی هذا الصدد، وبذلک أصبحت المرأة والثورة الاسلامیة قدوة للمسلمین ولاسیما النساء فی المنطقة. ویرتأی الکثیر من المفکرین وأصحاب الرأی أن الثورة الإسلامیة فی إیران هی إحدى العناصر الحیویة فی دفع مسار الصحوة ویقظة المسلمین وزیادة النشاطات الإسلامیة فی المجتمعات المسلمة. بعبارة أخرى، فإن الثورة الإسلامیة فی إیران التی انتصرت فی 1979، کانت حرکة قد انطلقت فی 1964. وکانت المرأة المسلمة الإیرانیة على مدى تلک السنوات، تکافح وتجاهد ضد الطغاة، جنبا إلى جنب الرجال. وکلما اقتربت من عام انتصار الثورة الإسلامیة، کلما ازدادت وتیرة تلک النشاطات. یقول الامام الخمینی رضوان الله تعالى علیه: ((نحن مدینون للنساء فی نهضتنا)). وهذه العبارة أوضح من أیة کلام بشأن دور المرأة فی انتصار الثورة الاسلامیة. والامام الخمینی باعتباره مصلحا وقائدا، یقدم نظرة حدیثة بشأن المرأة. والمساهمة البناءة للمرأة فی مشاهد التاریخ وفی مختلف الابعاد السیاسة والاجتماعیة والثقافیة والنضالیة هو أمر لا یمکن نکرانه. ولکن الأهم من ذلک هو الفکر التی یحکم التاریخ، قد أخرج الإمام الخمینی المرأة من نطاق التهمیش على مدى التاریخ وارتقى بها إلى مستوى الثقة بالذات والفاعلیة. یقول الإمام الخمینی: ((إن النساء هن قائدات النهضة، النساء هن قائدات نهضتنا ونحن نتبعهن. إنی أعتبرکن قائدات ورائدات وإنی خادم لکن))، فالشهادة والشهید هما ثمار أحضان الأمهات الغالیات اللواتی یربطن محبة الأمومة بالحب الربانی ویحضرن أرواح أولادهن من أجل التضحیة والشهادة. إذ یؤکد فی هذا الصدد: إن نزول النساء إلى الشوارع ومیادین الکفاح قد أعطى القوة والدافع للرجال وقد زاد من معنویاتهم، وکان الرجال ینزلون إلى الشوارع تبعا للنساء، وکانت النساء تشجع الرجال وکانت النساء فی الخط الأمامی للنضال. وعلى هذا الأساس یعدّ الإمام الخمینی باعتباره المصلح الأکبر فی عهده فی کلامه أن النساءهن رائدات الثورة: النساء اللواتی شارکن فی الخط الأمامی من التظاهرات. النساء اللواتی بادرن بتشجیع الرجال على المساهمة والنضال من خلال تحرکهن. النساء اللواتی بادرن بتربیة أولادهن من أجل الشهادة. النساء اللواتی ساهمن فی دیمومة الثورة واستمرارها من خلال صیانة دماء الشهداء. ولم تکن الثورة الإسلامیة الإیرانیة نموذجاً عاماً للمجتمعات الإسلامیة ونهضة الصحوة الإسلامیة فحسب، بل إنها وباعتبارها قد تحققت فعلیاً وبعیدة عن الخلل فی أطروحاتها النظریة، فإنها تمثل برنامجاً ونموذجاً لکافة الأفراد والفئات. ومن هنا، فإن على المرأة الثوریة الإیرانیة أن تعی مکانتها فی ظل التطورات الثقافیة والسیاسیة فی مجتمعنا المعاصر، وأن تعمل على قیادة المرأة التی شارکت وساهمت فی الصحوة، فکریاً وایدیولوجیاً، لتقدم نموذجها فی تجاربها الثوریة للمجتمع الإنسانی ولاسیما المجتمع الإسلامی، من أجل المساعدة فی تشدید وتیرة الحرکة المتصاعدة الباحثة عن الکمال للنساء وأن تصونها من خطر الإنحراف فی مسارها الإسلامی. ولقد کان للثورة الإسلامیة التی قامت بالاعتماد على الجانب المعنوی والتشدید على دور المرأة فی المنزل والمجتمع، تأثیر کبیر فی الحضور الفاعل للمرأة فی النهضات التی قامت للمطالبة بالحق على سبیل تحقیق الفکر الإسلامی والإنسانی. وفی الحقیقة لا تعتبر هذه الثورة قدوة عینیة للنساء المسلمات بل نموذجاً لکافة النساء اللواتی یبحثن عن الحریة والفکر التحرری فی العالم. إذ تمکّنت المرأة فی الثورة الإسلامیة من خلال اعتمادها على المثل العلیا والعقائد الدینیة والمذهبیة واتباع توجیهات الإمام الخمینی الراحل والسید الخامنئی أن تقدم نموذجاً جدیداً إلى العالم یمثل حضور المرأة فی مختلف مجالات المجتمع. ومن السمات التی یتمتع بها هذا الحضور تمکن الإشارة إلى: الاهتمام بأحکام الإسلام المحمدی النقی وإجرائها، الاقتداء بفاطمة الزهراء (ع) وزینب الکبرى (س)، الالتزام بمبادئ البیت والأسرة، تعزیز الأسس الدینیة والعقائدیة فی بنیان الأسرة والمجتمع، تربیة القوى الناجحة والملتزمة، الدفاع عن الحق والکفاح ضد الظلم والطاغوت، الحضور على الصعید الاجتماعی والسیاسی والثقافی بالحجاب والعفاف، حمایة الاستقلال والحریة، الشجاعة وغیرها. ومن الإنجازات الهامّة التی حققتها النساء المسلمات بعد قیام الثورة الإسلامیة، سیادة الإسلام على أساس ولایة الفقیه، استعادة هویة المرأة الإسلامیة، تقدیم نماذج خاصة عن حضور المرأة فی المجتمع، تعزیز المعنویات والثقة بالنفس والاستقلال والحریة، تأسیس الجمعیات والمنظمات الخاصة المرتبطة بالمرأة، الحمایة الخاصة للمرأة فی مختلف المجالات الفردیة والأسریة والاجتماعیة، حضور المرأة وتقدمها فی مجال نهضة البرمجة، تقدم المرأة وحضورها الفعال فی النهضة العلمیة، تعزیز المشارکة الاجتماعیة للمرأة فی مختلف مجالات المجتمع بشکل مطابق للمعاییر الإسلامیة، الارتقاء بمستوى المشارکة السیاسیة للمرأة، حضور المرأة وتقدمها على الصعید الطبی والریاضی والاقتصادی والاجتماعی، إحداث محکمة خاصة للحفاظ على کیان الأسرة وبقائها، إیجاد تأمین خاص بالأرامل والنساء المسنات واللواتی لیس لهن ولی أمر، منح وصایة الأولاد للأمهات المؤهلات لتشجیعهن عند عدم وجود ولی شرعی، تطبیق الحریات الاجتماعیة الخاصة بالمرأة، حضور المرأة فی المناصب الإداریة الحکومیة العلیا، زیادة سعة حضور المرأة الفعال فی الجامعات ومراکز البحث والمجالات العلمیة، الارتقاء بمستوى الوعی العام ومعنویات البحث وغیرها. ویعتبر دور المرأة فی النظام الإسلامی وظهور مبدأ الثورة دوراً حیویاً وممتازاً، وکما جاء فی کلام الامام الخمینی وقائد الثورة الاسلامیة فإنه لو لم تکن المرأة لما کانت ترکت تلک الاحتجاجات الشعبیة خلال الثورة الإسلامیة ذلک الأثر العظیم. وإذا ماکانت أمهات الشهداء وأزواجهم تبدی فزعها، لجفت شجرة التشوق إلى الجهاد فی سبیل الله والشهادة فی قلوب الرجال. المهم، لقد عانت المرأة قبل الدین الإسلامی من الظلم والإجحاف والاستغلال ونستطیع أن ندرک ذلک بوضوح منخلال القاء نظرة إجمالیة إلى ثقافة مختلف الأقوام وتاریخها، غیر أنه وبعد ظهور الدین الإسلامی واهتمام الدین الاسلامی والرسول الاعظم بمکانة المرأة وموقعها باعتبارها جزءا مهما فی المجتمع الإنسانی، لاحظت المرأة بصیص أمل فی الأفق یلوح أمامها، ولکن وللأسف الشدید دخلت مکانة المرأة مرة أخرى نطاق التهمیش والنسیان على إثر تجاهل حکام الدول الإسلامیة للتعالیم الإسلامیة وسیطرة الثقافة الجاهلیة من جهة والثقافة الغربیة من جهة أخرى، وکان ولایزال هناک ظلما مضاعفا بحق المرأة، تلقته من جهة الإفراط الجاهلی المتمثل فی عدم الإهتمام بالمرأة ومن جهة أخرى من التفریط الغربی، حیث یستخدم المرأة کوسیلة تحت شعار الحریة وحقوق المرأة. أما بعد ظهور وانتصار الثورة الإسلامیة الذی یعید إلى الذاکرة التفکیر الإسلامی الاصیل، استعادت المرأة من جدید مکانتها وقیمتها الحقیقة بعد قرون من النسیان. | ||
الإحصائيات مشاهدة: 2,407 |
||